كونداليزا... والمُحْرَِم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فنتازيا عربية
عندما كانت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية تقوم بجولتها الأخيرة على بعض الدول بما في ذلك بعض الدول الشرق أوسطية، كنا نحن، في الشلة، نتابع تلك الزيارات في جلساتنا بالتعليق والتساؤلات والاستفسارات وكل يدلي برأيه فيما يرى ويسمع عن تلك الجولة. وبينما كان احدنا يجزم بأنها جولة امبريالية لإملاء شروط أمريكا على الدول التي تزورها الوزيرة، مدفوعة بالأهداف الصهيونية، كان آخر يرى انها جولة لنشر العولمة وانتهاك سيادة الدول التي تحل بها الوزيرة، وقال البعض إن الجولة ماهي إلا لتأكيد الاستعمار الأمريكي للعراق وأفغانستان، وتأكيد السيطرة الأمريكية على مقدرات المنطقة، ولهف بترولها.
وهكذا دارت تعليقاتنا في مثل هذه السياقات طيلة أيام الجولة. والحمد لله ليس في شلتنا شخص ((( عميل أو متأمرك أو متصهين، أو مارينز، أو منبهر بالحضارة الغربية،اوبائع لمقدرات الأمة )))، لذا لم يقل أي احد منا،بأن هذه الجولة قد تكون لتقديم أي عون أو للمساعدة في أي حلول لمشاكل وبلاوي المنطقة، أو يرى خيراً من مثل هذه الجولات، أو بمعنى آخر كلنا كنا ملتزمين بأن ماهو متاح لنا في النقاش هو فقط شتم أمريكا وكل ما يأتي منها، والبديل الوحيد لذلك هو شتم إسرائيل، والتي لم نبخل عليها عندما ذكرنا بأن هدف هذه الجولة هو لدعم الأطماع الإسرائيلية في المنطقة. وهكذا، وعلى هذا المنوال كان كل نقاشنا وتعليقنا،و لم يجرؤ احد منا أن يدلي برأي مخالف لما سبق. وحتى لو افترضنا بأن هناك من له رأي مخالف، فانه لا يستطيع ذكره داخل السرب، ولكن قد يفصح عنه عندما يصل إلى بيته، أو أي كواليس اخرى يجد نفسه خلفها . مع كل ذلك لفت نظري شخص واحد من الشلة، لم يشترك في أي نقاش أو يبدي أي رأي طيلة تلك الجولة، بل كنت أراه في كل مرة صامتا حائراً مندهشا واضعاً يده على خده وهو في صمت رهيب. لاحظ الجميع سلوك هذا الشخص الواجم طيلة أيام مناقشاتنا، واستغربنا في عدم مشاركته في هذا السيرك الذي نصبناه لأمريكا وكونداليزتها، حتى إن البعض قد شك في انه قد يكون احد أعضاء القوس "السميك" المذكور أعلاه. وعندما تكرر صمته وذهوله، سألناه لماذا هذا الصمت والاستغراب؟؟ اخبرنا بأن ما هو فيه من حيرة وذهول، سببه انه لم يجد إجابة شافية للسؤال الذي شغل كل تفكيره طيلة جولة تلك الوزيرة.
وقد كان ذلك السؤال الحائر الذي شل تفكيره وجعله في هذه الحالة من الذهول هو: هل هذه المرأة تقوم بجولتها هذه لوحدها أم معها مُحْرَم ؟؟. وقد كان فعلاً سؤالاً عويصاً لم نعرف له إجابة، فما كان منا إلا الطناش وعدم الاهتمام بالموضوع، مما جعل صاحبنا يغضب ويقاطع جلساتنا، ويتفرغ للبحث عن إجابة لهذا التساؤل.
بعد عدة أيام قابلته بالصدفة وسألته عما فعل الله به من أمر كونداليزا، فاخبرني بأنه قد قاطع متابعة إخبارها ورؤيتها على التليفزيون، بل انه لم يعد يطيق ذكر اسمها، لأنه ليس فقط تأكد من عدم وجود مُحْرم معها فحسب، بل والأدهى من ذلك هو انه رآها في التلفزيون (تبوس) راجل غريب على عينك يا تاجر !!
ويبدو ان صاحبنا يتحدث عن سلامها على سفيرها في بغداد خليلزاد....
فاصلة: هذا الرجل يغيظني، وتستفزني إجاباته وتعليقاته.
سألته : لماذا يكيل البعض بمكيالين، ويحللون السلاح النووي لطرف ويحرمونه على طرف آخر ؟؟
فقال لي : سكين المطبخ سلاح عادي موجود في كل بيت وفي كل مطبخ، وطبيعي وعادي جداً أن تجد الأم أو الأب أو أي واحد من أولادهم الراشدين يحملونها ويستعملونها، ولكن إذا حملها الطفل ذو الثلاثة سنوات فالوضع يختلف !!
وفي الحقيقة لم افهم ماذا يقصد بهذا الكلام.
(كاتب سوداني )