كتَّاب إيلاف

بين مطرقة الأمن المركزى وسندان التطرف

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بالله عليكم إنظروا إلى الصورة المنشورة فى هذا المقال وإحذروا فزروا أين أخذت هذه الصورة ومتى ؟؟....(غلب حماركم)....، هذه الصورة لم تؤخذ أثناء الحملة الفرنسية فى القرن الثامن عشر أو أثناء مذبحة القلعة أو أثناء مذبحة دنشواى فى القرن التاسع عشر، ولم تؤخذ أيضا فى إحدى نجوع أو قرى الصعيد (الجوانى) فى مصر وإنما أخذت بوسط القاهرة فى مايو عام 2006 فى القرن الواحد والعشرين!! والجنود فى الصورة ليسوا قوات إحتلال بريطانية مثل التى كنا نشاهدها فى أفلام ثورة 1919 وهوجة عرابى، وليسوا قوات مارينز أمريكية فى منطقة الرمادى بالعراق، كما أنهم ليسوا قوات إحتلال إسرائيلية فى مدينة نابلس، وليسوا أيضا من المماليك أو الأتراك، ولكنهم جنود الأمن المركزى المصرى !!، والسيدة فى الصورة (إن كانت حقا سيدة!!) ليست إحدى زوجات الحكام الأتراك، وهى أيضا ليست من حركة طالبان، لأن الزى الرسمى لحركة طالبان كان فيه شوية ألوان، لون لبنى (مسخسخ)، صحيح أن (برقعة) طالبان كانت خيمة ولكن خيمة زرقاء بلون السماء (الخيمة الزرقاء الكبيرة)، أما الخيمة فى الصورة فكل ما فيها أسود بلون (الظلام)، وزى الأمن المركزى (كمان) كل ما فيه أسود بلون (الظلام) حتى الخوذة والدرع، يعنى الناس ناقصة أحزان حنسود عيشتها أكثر من كده، وهذا الجيش الأسود المفتول العضلات ليس موجودا على الحدود لمواجهة خطر الغزاه الهكسوس أو مهربى المخدرات أو الإرهابيين فى صحراء سيناء أو لمواجهة الفساد المستشرى، ولكنهم كانوا فى شارع رمسيس بوسط القاهرة لقمع المظاهرات ضد المحاكمة التأديبية لإثنين من قضاة مصر.

فبالله عليكم يرضى مين المنظر فى الصورة، أليس هذا المنظر هو القبح بعينيه (وليس بعين واحد!!)، أين ذهب جمال شوارع القاهرة وبنات القاهرة، حتى الملاية اللف كانت أجمل من خيمة طالبان المعدلة السوداء الكئيبة التى ترعب الكبار قبل الأطفال، وأنا لا أعتراض لدى على من تلبس النقاب أو الحجاب أو الجلباب برغم أن أركان الإسلام هى ياشطار وللمرة الألف، والتكرار يعلم... الشطار!!: (بنى الإسلام على خمس: الشهادتين، الصلاة، الزكاة، صوم رمضان، حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا)، يعنى أركان الإسلام لا تشمل أى أمن مركزى أو نقاب ولا يحزنون، ولكن إعتراضى الرئيسى هو درجة القبح الموجود فى الصورة، وقبح الصورة هذا لا يعادله سوى القبح الذى أصبح متغلغلا فى النفوس، والإحتقان والهوس الموجود فى الرؤوس.
هل هذا هو مستقبل منطقتنا الأمن الأسود يحرس التطرف الأسود ويضرب أقلية الأحرار (ويقلبوها ضلمة وسواد فى سواد وظلام فى ظلام)، هل هذا هو ما سوف نشاهده من تحالف المستقبل: "العسكر مع التطرف ضد الأحرار وضد الحرية ومع السواد والظلام"، هل يصبح "السواد هو السواد الأعظم؟!!".
فياترى هل هناك طريق ثالث غير مانشاهده فى تلك الصورة ؟؟، الحقيقة أن الكلام يعجز عن الوصف، لأن الصورة بألف مقال، والصورة لا يوجد فيها ما يبعث على التفاؤل. حتى روح الدعابة إفتقدتها (برغم ما فى الصورة من كوميديا سوداء ومنيلة بستين نيلة!!)

samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف