أكل الهوا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تتزاحم الأفكار في سباقها الأسبوعي لاحتلال مساحة من الصفحة البيضاء. تفتح جعبتك وترمي بعض ما فيها.
لبنان: وزير الصناعة والتجارة في لبنان الأستاذ سامي حداد أطلق على نفسه اسم "حديدان في الميدان" وقرر خفض وزن ربطة الخبز كي لا يحمّل المستهلك المسكين عبء رفع سعرها، آخذًا بمقولة الرئيس الأسبق عمر كرامي: "لم يكن في الإمكان أفضل مما كان." أما سبب خفض وزن الرغيف - عوضًا عن رفع سعره - فهو احتكار البعض لاستيراد الطحين بحيث يستوردونه بسعر 158 دولارًا للطن ويبيعونه للمطاحن الكبرى - التي يملكونها والتي لا تطحن لسواهم - بسعر 213 دولارًا. علمًا أن سعر طن القمح في تركيا 180 دولارًا وفي مصر 140 وفي قطر ودبي 135. كان لافتًا أن سيادة الوزير أخذ قراره "في ظل إجماع المراجع السياسية والروحية والنقابية على تفادي تنفيذ الإضراب بأي ثمن.. تفادينا الإضراب ولكن الثمن كان تحرير سعر الخبز ضمن هامش حده الأقصى 7 من المائة." هذه المعلومات من صحيفة النهار تاريخ 24 أيار (مايو)، 2006.
يا حديدان، "ما ضر لو كان جلس." غدًا حين سيعود المستورد - الطاحن إلى رفع سعر الطحين، هل ستعود إلى خفض وزن الربطة! وإلى متى! إلى أن يدفع المكلف سعر كيس الخبز فارغًا ويأكل "هوا". يا حديدان. عوضًا عن تحرير سعر الخبز، حرر استيراد الطحين واكسر حلقة الاحتكار التي على ما يبدو تعمل بحماية "المراجع السياسية الروحية والنقابية" عينها التي أخذت قرارك في ظل إجماعها.
على أية حال، هناك حل ابتدعه اللبنانيون لكسر حلقة الاحتكار في ظل أي إجماع تجمع عليه "المراجع السياسية والروحية"، سواء أكان إجماع على الحرب أو السلم أو الوصاية، سورية كانت أم عربية أم أميركية - فرنسية. الحل هو الرحيل. إن طوابير الواقفين أمام السفارات الكبرى طالبين تأشيرة الهجرة لم تنخفض في ظل حكومة "السيادة والاستقلال والحرية" عما كانت عليه في زمن حكومات "الوصاية السورية." ترى هل السبب هو أن معظم الوزراء الممثلون في حكومة اليوم كانوا أيضًا ممثلين في حكومات الأمس!
فلسطين المحتلة: فيما تتلون أرض فلسطين بدماء أبنائها إذ يقتتلون نتيجة أسباب وأسباب أهمها "الفقر الذي يولّد النقار" أطلق السيد "آفنير شاليف" رئيس سلطة "ياد فاشيم" أي المبنى التذكاري لضحايا "المحرقة" نداء إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت طالبًا منه السماح لخمسة وثلاثين سودانيًا لاجئًا من دارفور بالبقاء في إسرائيل. أضاف شاليف: "بصفتنا جزءًا من الشعب اليهودي الذي تكوي المحرقة ذاكرته لا يسعنا الوقوف مكتوفي الأيدي إذ يطرق اللاجئون من الإبادة في دارفور أبوابنا. إن ذكريات الماضي والقيم اليهودية تدفعنا إلى التضامن مع المضطهدين." (هآرتز، الثلاثاء 23 أيار (مايو).
في غضون هذا كله، يحصد إيهود أولمرت دعوات العشاء إلى مائدتي كوندوليزا رايس والرئيس بوش.
أما في دمشق، فبعد تحويل إعلان بيروت - دمشق إلى وثيقة للحرية بسبب الاعتقالات، يجعل البعض هناك من السيد وليد جنبلاط بطلاً قوميًا لبنانيًا لأنه مطلوب أمام القضاء السوري. يا أخي، اترك الشعب يُسقط مدبجي البيانات عوضًا عن سوقهم إلى السجون، واترك الشعب يفضح المتلونين بدلاً من إصدار مذكرات جلب بحقهم.