كتَّاب إيلاف

برافو الفنانة يسرا وتسقط داحس والغبراء!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

(إعتذار: وجدت صورة للفنانة الجميلة يسرا، وللأسف لم أجد صورة بالأرشيف لداحس أو الغبراء!!)

معظمنا سمع عن حرب داحس والغبراء، وفلقونا فى دراسة التاريخ والشعر العربى عن داحس والغبراء، وكنت أعتقد أن حرب داحس والغبراء قد إندلعت لأن قبيلة داحس قد

الفنانة يسرا الجميلة

غارت على حقول النفط الخاصة بقبيلة الغبراء، أو أن الغبراء قد أغارت على داحس طمعا فى إكتشافات اليورانيوم، ولكننى بعد البحث والتمحيص (حلوة التمحيص دى)، إكتشفت القصة الحقيقية، وتلكمو هى كما وردت فى كتب التراث: "كان داحس فرسا لقيس بن زهير سيد بني عبس والغبراء حجرة لحمل بن بدر سيد بني فزارة من ذبيان فتراهنا عليهما. فان كان يوم السباق في موضع يسمى ذات الاصاد اكمن حمل بن بدر عبيدا وأمرهم أن يردوا داحساً عن غايته إذا جاء سابقاً وأرسل الفرسان فبرز داحس عن الغبراء حتى شارف على النهاية ودنا من الكمين فوثب العبيد عليه ولطموه على رأسه وردوه فسبقت الغبراء وبعث حذيفة بن بدر اخو حمل ابنه مالكاً إلى قيس بن زهير يطلب منه حق السباق وكان مئة بعير فأبى قيس دفعها وقتل مالكاً فوقعت الحرب بين القبيلتين"
(علىّ النعمة ما أنا فاهم حاجة)
وهكذا كانت الحرب "الضروس" بين قبيلتى عبس وذبيان ( ولا أعرف معنى كلمة الضروس، بالرغم من أننى أقرأها دائما، أعتقد أن معناها الحرب الجامدة!! زى الضرس!!) والتى نشأت بسبب سباق خيل بين فرسة تسمى "داحس" وبين حصان يسمى "الغبراء" (بالذمة دى أسامى ترضى ربنا داحس والغبراء)، وإستمرت الحرب كثير ـ تقولوا كام سنة، أربعين سنة، (وداحس والغبراء كانوا ماتوا وشبعوا موت) لكن الحرب لا بد أن تستمر و لا صوت يعلو على صوت وصهيل ونهيق داحس والغبراء، وكلنا فداء لداحس والغبراء، وحديثا قلت لنفسى إذا كانت العرب قد حاربت لمدة أربعين سنة بسبب (جوز خيل من غير العربية)، فياترى وياهلترى كم قرنا من الزمان سوف يحاربون لإستعادة فلسطين، ومرة أخرى لا صوت يعلوفوق صوت المعركة، ويغور التعليم فى ستين داهية، وتغور التنمية فى ستين داهية، ويغور الإصلاح فى ستين داهية، المهم هو إستمرار داحس والغبراء.
وسوف أستعرض بسرعة بداية تاريخ حرب (داحس والغبراء فى القرن العشرين والواحد والعشرين ويمكن القرن الإثنين والثلاثين كمان):
أعطى بلفور وزير خارجية إنجلترا بعد الحرب العالمية الأولى وعدا لليهود بحقهم فى إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين، وكانت بفلسطين فى هذا الوقت أقلية يهودية، وبعد هذا الوعد زادت الهجرة بكثافة وبدأ اليهود فى شراء الأراضى فى فلسطين وبناء المستوطنات عليها، وكانت أجمل كلمات عبد الناصر تعليقا على وعد بلفور أنه قال: "أعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق".
وبدأ اليهود فى تكوين ميليشيات وأطلق عليها العرب (عصابات صهيونية) وكان الهدف من هذا هو حماية مستوطناتهم وأيضا القيام بهحمات على العرب المناؤين لهم وعلى الإغارة على قوات الإنتداب البريطانى تمهيدا لإعلان دولتهم.
ومع إزدياد المعارك بين العرب واليهود، تدخلت الأمم المتحدة وأصدرت قرار التقسيم المشهور والذى نتباكى عليه حاليا، وكان يقضى بإنشاء دولة يهودية على الأراضى التى تسكنها غالبية يهودية ودولة عربية على الأراضى التى تسكنها أغلبية فلسطينية، ولكن بالطبع العرب رفضوا قرار التقسيم وقالوا للفلسطينين:"تقسيم مين وبتاع مين" دول شوية عصابات وحنخلص عليهم فى خلال أسابيع، وتدخلت فى الحرب (جيوش سبع دول فى وش العدو) ونصحوا الفلسطينين بالبعد عن المناطق التى يغير عليها اليهود وعن مناطق الحرب وتجمعوا فى مخيمات لاجئين على أساس أن الحرب ستنتهى قطعا بفوز العرب ويعود اللاجئون إلى ديارهم بسرعة، مساكين الفلسطينين صدقوا (أبو لمعة العربى)، وإنتظروا... ياخواجة كثير فى المخيمات قول إنت:
الخواجة: إيه ياخبيبى خمس تشهر
أبولمعة: الله ما يحرمك من العبط ياخواجة، بقالهم ياخواجة ستين سنة ولسة العداد شغال!!

....
و نعرف كلنا القصة إنتصرت "العصابات الصهيونية" على السبع جيوش (فى عين العدو)، ومازلنا نطلق علي إسرائيل "كيان العصابات الصهيونية"!!
وراسنا وألف سيف إلا أن تستمر حرب (داحس والغبراء) ولو لألف عام، وتم رفض الصلح بكل أشكاله، والوحيد الذى قاتلهم وإستعاد أرضه بالكامل غير منقوصة وكان بحق بطل الحرب والسلام، أطلقوا عليه الخائن والعميل وإلخ قاموس الشتائم المعتاد( والذى ينالنى من الحب جانب مع كل مقال)، وإنتهى الحال بإغتيال السادات على يد الإرهاب المتأسلم وهلل للإغتيال القومجية والذين يأبون إلا إستمرار داحس والغبراء للألفية الثالثة، وعائدون... عائدون.

.....
وقد سعدت بالأمس عندما قرأت خبرا عن الفنانة الجميلة يسرا عن إشتراكها فى مؤتمر دافوس الإقتصادى بالرغم من إشتراك (الكيان الصهيونى) وفى هذا (مخالفة) لقرار الفنانين العرب بعدم التطبيع، ياعالم ياهوه: الرئيس الفسلطيني محمود عباس شخصيا شارك فى إجتماعات دافوس، وأرسل رئيس مخابراته الفلسطينى للعلاج فى تل أبيب بعد محاولة إغتياله من قبل "زملاء فلسطينين فى النضال المسلح"!! ماذا تريدون تطبيع أكثر من هذا، توقفوا عن المتاجرة بآلام ومستقبل فلسطين، فلسطين ليس فرسة داحس ولا حصان الغبراء، فلسطين شعب وأطفال ومستقبل أمة، إرفعوا أيديكم عن فلسطين الله يخليكم.
المهم هذا ما جاء فى صحيفة الوفد "الليبرالية" المصرية بالنص:
"أصابت الفنانة يسرا جمهورها بصدمة كبيرة خلال اللقاء الذى عقد معها فى برنامج "ندوة ونجم" إنزلقت يسرا بزلة لسان ودون أن تدرى لتنضم إلى عضوية نادى الداعيين للتطبيع مع الكيان الصهيونى والمدافعين عنه، عندما دافعت عن مشاركتها فى منتدى دافوس الإقتصادى الأخير فى شرم الشيخ فى وجود وفد إسرائيلى فخرجت على الموقف الواضح للفنانين وإتحاد النقابات الفنية من مقاطعة التطبيع حيث قالت: يجب أن نعترف أننا مجبرون على التعامل معهم وإلا فإننا نكون نضحك على أنفسنا وإذا كانوا هم (تعنى الإسرئيليين) يمتلكون طوال الوقت شجاعة مواجهتنا فلماذا لا نواجههم نحن ونثبت لهم أننا الأفضل وأضافت يسرا أنها شاركت فى منتدى دافوس من قبل فى الماضى فى البحر الميت فى الإردن بدعوة من الملك عبد الله وفى سويسرا وأحبت أن تثبت للمصريين وللعالم كله فى منتدى شرم الشيخ أنهم قادرون على صنع الأفضل وخاصة فى أعقاب تفجيرات دهب الأخيرة".
أهلا وسهلا بك يسرا فى "نادى التطبيع" والله يسلمك ويحميكى ويكملك بعقلك يا يسرا يا جميلة كلام عين العقل، وإذا كان القومجية والإسلاموية يريدون مهاجمة التطبيع فبدلا من أن يتشطروا على (يسرا) فعليهم البدء بأصحاب القضية عليهم البدء بمحمود عباس الرئيس الفسطينى وبأبو رجب رئيس المخابرات الفلسطينية الذى يعالج حاليا فى تل أبيب وعلى ياسرعرفات الذي وافق على إتفاقية أوسلوا وعلى أغلبية الفلسطينين الذين يتعاملون مع إسرائيل فى التجارة والسياسة ويتحدثون فى الموبايل من خلال الشركات الإسرائيلية ويضيئون بيوتهم بكهرباء تأتيهم من محطات كهرباء إسرائيلية ويستخدومون يوميا العملة الإسرائيلية (الشيكل)... و... بس إنتو سيبوهم فى حالهم وهم يعرفون كيف يعيشون مع جيرانهم، كفاية عليكم غرقتوهم.
الوضع حقيقة هو عبارة عن كوميديا سوداء ويذكرنى بمشهد من فيلم كوميدى جميل أعتقد أنه فيلم (على باب الوزير) وكان يقوم ببطولته سعيد صالح وعادل أمام، وكان فى المشهد عادل إمام وسعيد صالح طلبة (صيع) فى الجامعة يلعبون كوتشينة قمار، وإصطادوا طالب ريفى إلى اللعب معهم، والذى أخذ يخسر فلوسه الجنيه وراء الآخر حتى نصحه زميل له ريفى أيضا بأن يكف عن اللعب حتى تتوقف خسارته، فكان رد سعيد صالح المشهور:
"سيبه خليه يعوض خسارته"!!
والعرب يقولون للفلسطينى الغلبان منذ 1948:" سيبه خليه يعوض"!!

samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف