كتَّاب إيلاف

صندوق عراقي لدعم المثقفين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تم الإعلان عن التقدم في مشروع " صندوق التنمية الثقافية " خلال مهرجان الربيع الذي نظمته مؤسسة المدى في الفترة 22 - 30 ابريل الماضي. وجاء ذلك ضمن مشاريع أخرى أعلن عنها المفكر التقدمي والمناضل فخري كريم ، رئيس المؤسسة ، أهمها مشروع المجلس الأعلى للثقافة وبيت الشعر.
بدأت الفكرة لإنشاء هذا الصندوق مع الضجة الإعلامية التي أثارها عرض الشاعر الجزائري أبو بكر زمال على قناة العربية ببيع كليته لدفع إيجار السكن الذي يقيم فيه مع عائلته. وجاء الرد الأول - وربما الوحيد - من المثقف فخري كريم عبر مؤسسة المدى الذي عرّف بالقضية. ثم جاءت إستجابة الرئيس جلال طالباني في بداية يناير 2006 عندما منح 30 ألف دولار للشاعر الجزائري و 100 ألف دولار لصندوق التنمية الثقافية. وتبعت ذلك تبرعات أخرى للشاعر المعوز ، منها منحة 5 آلاف دولار من شركة عراقنا للاتصالات.
ربما كان الشاعر أبو بكر زّمال أول من فوجيء بمصدر المعونة حيث قال في تصريح نقلته صحيفة المدى : " لقد واجهت اعتراضات كبيرة على الإعلان عن بيع كليتي ، لكنني كنت أشدّد على أهمية ما أقوم به. عليّ أن أوصل الرسالة للمسئولين في هذا العالم العربي الموحش. وكنت انتظر أن يصلني الدعم من أماكن أخرى ولم يخطر العراق ببالي ، إلا أن المفاجأة كانت كبيرة عندما جاءت من بغداد وكأنّ بغداد تأبى إلا تكون الأولى دائما رغم جراحها وآلامها ووجعها المستديم ". كما كان للمبادرة العراقية وقع على الأدباء الجزائريين الذين عقدوا مؤتمرا حول مبادرة " صندوق التنمية الثقافية " في العراق.
أُعلن بعدها عن تشكيل هيئة استشارية بهدف المضي قدما بالمشروع على ارض الواقع وكانت المفاجأة سارة بالنسبة لي شخصيا عندما قرأت على صفحات المدى اثر عودتي من اربيل بعد حضور المهرجان ، بتاريخ 17 مايو 2006 ، عن انعقاد أول اجتماع استشاري لصندوق التنمية الثقافية حضره ممثلون عن اتحاد أدباء العراق ، الذي َتبنّى عديد الإجراءات الملموسة منها تخصيص مكافآت ورواتب شهرية لحوالي 500 أديب وفنان وإعلامي.
نأمل أن تتوسع الهيئة الاستشارية وأنشطة الصندوق لتشمل باقي المثقفين والفنانين العرب. وأملنا أن تساهم هذه المبادرة الإنسانية الحضارية القيمة في عودة وعي بعض المثقفين العرب الذين لا يذكرون عراق ما بعد سقوط الطاغية إلا بسوء.
سبق أن وجه الرئيس جلال طالباني إلى الأسبوعية " الوطن العربي " نداء إلى المثقفين العرب والمسلمين لزيارة فدرالية كردستان للاطلاع على تجربتها في إعادة الإعمار والتمتع بالاستقرار والديمقراطية. تبعه المفكر الحر العفيف الأخضر الذي وجه بدوره من فراض مرضه نداء مطالبا المثقفين العرب الإستجابة لنداء الرئيس العراقي الجالس على عرش هارون الرشيد. وتاكد هذا مع حضور العرب لمهرجان مؤسسة المدى ( أكثر من 400 مثقف ) الذي بدا لي كما لو كان استجابة لندائي الرئيس جلال طالباني والعفيف الأخضر.
بهذه المناسبة أوجه شخصيا النداء لجميع المثقفين العرب والمسلمين المضطهدين في بلادهم ، الذين لا يجدون المسكن اللائق وأحيانا الطعام لهم ولأسرهم بان يهاجروا إلى كردستان العراق التي ستكون لهم ملاذا آمنا وجنة تتفتح فيها قرائحهم ليبدعوا شعرا ونثرا. كما اطلب من المثقفين - اللاجئين إلى بلدان أوروبا وغيرها - أن يغادروها إلى كردستان العراق للتخلص من بؤسهم وليكون حضورهم ومشاركتهم الفكرية والإبداعية دعما للتجربة الكردستانية الرائدة المبشرة بتحرر أقليات الشرق الأوسط من الاضطهاد الذي عانت منه قرونا بعد قرون.
فتحية للرئيس الطالباني وللأستاذ فخري كريم على مبادرتهما الإنسانية التي فتحت أفق أمل أمام المثقفين العراقيين والعرب والمسلمين للخلاص من أوضاعهم المادية القاسية.

abuk1010@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف