كتَّاب إيلاف

إلى القمني: عد إلى القلم ولا تخف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صديقي العزيز، ابن مصر البار، بالصدفة أمس وأنا أبحث في شبكة المعلومات google على مقالات ليّ، اكتشفت على موقع جريدة "الاتجاه الآخر" مقالاً بعنوان"ابن أبي سلول يصطاد الأقلام اللقيطة في الأفكار العكرة ويوقظ (المقالة الإبليسية)" بتوقيع هشام يونس الكيلاني، وهذا الاسم بلا شك هو أحد أسماء شيخ من شيوخ التأسلم المعروف بكتابته لفتاوى القتل ضد المفكرين العرب والمسلمين الأحرار، فهو كالحرباء تتخفي بكل لون، فهو كثيراً ما يتخفي وراء أسماء جماعات جهادية وهمية، وهذا ما كشفه الأستاذ فارس الشملي من تونس في تحليله لفتوى إعدام 31 مثقفاً نشرته جريدة الأحداث المغربية يوم 7/5/2006 وكذلك نشرته الحوار المتمدن والعربية نت، التي أسماها فتوى"المناصرين لرسول الله بيان رقم 1" التي صدرت في أوائل إبريل 2006، إذا أوضح الأستاذ الشملي، أستاذ تاريخ الأديان المقارن في الجامعة التونسية، أن هذه الفتوى: "هي في الواقع تجديد لفتوى هذا الشيخ المتأسلم الأولى ضد العفيف الأخضر عندما اتهمه كذباً بأنه مؤلف كتاب "المجهول في حياة الرسول"، وهي الفتوى المنشورة بتاريخ 6/3/2005 على موقع حركة "النهضة" بعد أن وسعها لتشمل أكبر عدد ممكن من المفكرين الأحرار الذين يكرههم حتى الموت". وقد أكد فارس الشملي الخبير في تفكيك واختبار النصوص بواسطة الكمبيوتر"والمرجح الآن أن فتوى إعدام الكاتب المصري سيد القمني هي من صنع هذا المتأسلم، المصاب بالسعار السيكوباتيي، لأن وزير الداخلية المصري أكد أن لا وجود لهذه المجموعة في مصر ولا خارج مصر، بل هي جماعات وهمية، حتى إن البعض شك في أن سيد القمني هو مؤلف هذه الفتوى..." وبعض الظن إثم.
مقال هذا المتأسلم أو قرينه "هشام يونس الكيلاني، الموصل - العراق"، الذي عثرت عليه بالصدفة مكتوباً بتاريخ 14/2/2004 يهاجم فيه سيد القمني هجوماً مسعوراً حقاً فهو يقول" أن أشرف عبد القادر(ابن أبي سلول)... حاور د. سيد القمني وبدوا معاً بالتهجم على الإسلام وعقيدته وشرعه"، وهذه الجملة في حد ذاتها فتوى بإعدامنا معاً. ويواصل شيخنا مقاله - فتواه:"ثم استذكرت مقالة الأستاذ فهمي هويدي بعنوان" المقالة الإبليسية"، وتهجم شيخنا طبعاً على العلمانية التي يعتبرها مؤامرة على الأمة مني ومن سيد القمني، ويضيف هذا المتأسلم قائلاً:"وأنا أرى أن ابن سلول ولقيط الفكر سيد القمني هم من الكارهين والمرتيدن التي تعتبر مشكلتهم كبيرة، والذين يضيعون الهوية والانتماء معاً (...) ثم ألا يحق للمتأسلمين كما يلفظها لقيط اللسان ابن أبي سلول إيجاد جيل إسلامي ينهض بالأمة ليعلو شأنها على أساس الإسلام كما تفعل الشيوعية والقومية الليبرالية المستوردة والعلمانية والصهيونية. لقد وعدنا الله بالاستخلاف والتمكين والأمن رغم أنف ابن أبي سلول ومحاوره القلم اللاقط والفكر الساقط سيد القمني".
الدلائل على أن هذا المتأسلم الذي تعرفونه هو كاتب هذا المقال الذي هو زبدة الفتوى ضد سيد القمني هو أنه يستشهد بصديقه الحميم فهمي هويدي، الذي كثيراً ما يستشهد به، والمعروف أن الجماعات الإرهابية لا تستشهد بفهمي هويدي الحليق اللحية وتصفه بأنه مبتدع وغير متبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يستشهد بالمقال- الفتوى بالإسلامي الفرنسي الجزائري مالك بن نبي في قوله:"ودواء كل داء عندهم [أي عندنا نحن ببغاوات الحضارة الغربية] لابد أن يكون في صيدلية الحضارة الغربية"، وهو أيضاً كثيراً ما يستشهد به، فالمعروف أن مالك بن نبي كتب كتبه بالفرنسية ولم يترجم منها إلا القليل إلى العربية، ولم تدخل العراق قط، كما أن الغنوشي يستشهد ضدنا ببروتوكولات حكماء صهيون التي زورها البوليس القيصري ونسبها إلى الصهاينة، وهي حقيقة معروفة اليوم في العالم أجمع، حيث عثر بعد الثورة الروسية على المجموعة البوليسية الروسية التي كتبتها، يقول معجم لاروس لطلبة البكالوريا:"وفي سنة 1900 فبرك البوليس الروسي نصاً بعنوان "حكماء صهيون" ووزعه على أوسع نطاق"، والمعروف أن المجلة الفصلية"الإنسان" التي كان يصدرها الغنوشي في باريس في التسعينات، قد خصصت محوراً كاملاً لبروتوكولات حكماء صهيون، زاعمة أن هذا ما تطبقه اليوم إسرائيل.
الخلاصة صديقي العزيز، أن الفتوى الإجرامية التي كسرت قلمك، وهدت كيانك، وأنزلت الرعب في قلبك هي مجرد كذبة افتراها عدونا المشترك وعدو الفكر والثقافة والحرية والديمقراطية هو الشيخ المتأسلم إياه. فلا تخف بعد اليوم، والتقت "قلمك الساقط" كما قال فقيه الإرهاب في مقاله - فتواه، وردد معي قول الشاعر:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً

فابشر بطول سلامة يا مربع


Ashraf3@wanadoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف