غداً يستعيد العراق وجهه المشرق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لنتطلع معاً للغد العراقي البهيج، حيث سترحل القوات الأجنبية مهما كانت جنسيتها أو تسميتها عن تراب العراق، وحين يندحر الإرهاب كلياً بعد إن ينظف التراب العراقي نفسه ليعود طاهراً غير ملوث.
لنفكر معاً في الغد العراقي حيث يعود النخيل يتراقص مع نسمات الهواء العراقي العبق، ويغسل سعفاته بماء المطر الطاهر، وينتشر الأطفال يتقافزون في حدائق المدن، وتتوزع عوائل الفقراء في الحدائق العامة تتناول عشائها في أماسي الصيف.
لادبابات اجنبية تسحق الأرصفة وترعب البشر وتقتل عمداً أو بالخطأ، ولامجنزرات تسحق الحدائق وتقتل الورود ولاأصوات تمزق هدأة الليل وتزيح الهدوء من صدور الناس، ولامدن يستبيحها الذباحون والقادمون الينا من مغارات التأريخ الأسود دون ملامح يريدون إن يمنعوا هواء العراق.
لنفكر معاً في قاسمنا المشترك بدولة يحكمها القانون، يعمها الأمن والآمان، يطمئن فيها العامل الفقير حين يشتري الخبز صباحاً لعياله، وتطمئن عياله لعودته من عمله مكللا بعرق العمل وأجور حلال تنعم بها عوائل أهل العراق التي لم يتوفر لها طيلة الزمن الوطني قنينة نفط مجاناً ويعز عليها قناني الغاز والمنتجات النفطية التي تتوفر في بلاد الرافدين تحت أقدام الناس أكثر مما يوفره دجلة والفرات من ماء.
ستعود البهجة لعيون العراقيين حين يتزاورون في الليل، أو حين يسافرون لبعض وأرواحهم المطمئنة في بلد أستعاد كل قيم السلام والمحبة التي ارادوا إن يمسحوها من ذاكرة العراق.
سترحل عنا كل غرائب القدر المرير، سترحل الدبابات وطائرات الآباتشي، كما سترحل الوجوه المشوهة التي أرادت زرع الفتنة وأشعال الحرب الأهلية، وسترحل أيضاً رموز الطغيان والدكتاتورية ولن يرقص أحداً في موت ولده ولن تزغرد بعد أمرأة على جثة شقيقها، وخاب حلمهم الشرير وبقي العراق يفتح صدره الرحب ليضم اولاده مرة أخرى حميمياً كما كان يتسع للجميع.
سترحل القوات الأجنبية ومعها كل مجموعات الإرهاب والقتل اليومي وستفر والى الأبد البهائم المفخخة وكل الغربان التي تعتاش على جثث ودماء العراقيين، وستندحر كل أمنيات الأشرار بأن لايعود العراق عراقاً، وان يصير أرضاً قاحلة وبشراً مرعوباً كما كانوا يحلمون، وان تسقط نظرية أن العراقيين بحاجة دوماً لدكتاتور ظالم يجعل الأمن سائداً وفق منهجيته وعقليته وسيفه المسلط فوق رقابهم.
سترحل القوات الأجنبية ويبقى العراق وشعب العراق وتلتقي الناس ترمم ما صار شرخاً وما تهدم في زمن الدكتاتورية، أو في زمن الاحتلال، حينها تتعاضد الضمائر الخيرة تبني العراق وترمم الشروخ وتضمد الجراح التي توسعت ولابد لها من ضماد.
كلنا نساهم بهذا العراق عربا وكوردا وتركمانا، وآشوريين وكلدان وأرمن، كلنا معنيين بهذا العراق الذي يشكل امانة في ضمائرنا، مسلمين شيعة وسنة، ومسيحيين ويهود، ومندائيين وأيزيديين، وكلنا نرتقي على جراحنا ونبحث عن قواسمنا المشتركة، ومستقبل اجيالنا القادمة نصنع الغد العراقي الذي نحلم، ونعمل من خلال تلك القواسم المشتركة متجاوزين مرحلة مرة من مراحل الحياة العراقية، سجلها التأريخ الحديث وخسر فيها العراق الكثير الكثير من البشر والقيم والطاقات والكفاءات، علينا أستعادة مانستطيع استعادته، وعلينا إن نمسح من الذاكرة أسماء الطغاة والدكتاتوريين والطائفيين والمتسلقين على حساب العراق ن وأن لانبقى نلوك مرارة الماضي الذي صار في مزبلة التاريخ.
يمين أو يسار، وسط أو معتدلين، قوميين أو شيوعيين، علمانيين أو متدنيين، كلهم للعراق، نتباهى بهذا التلون السياسي والديني والقومي والمذهبي، ويحكمنا القانون ولافرق بين مواطن وآخر في دستورنا وقوانيننا مهما كانت الأسباب.
ستكون معكم كل ارواح الأبرياء الذين قضوا في ساحات الأعدام، وفي سجون الأنظمة التي ذبحت العراقيين قبل أن يحل الذبح الرسمي والأرهابي بيننا، بنتيجة الأختلافات السياسية المتطرفة والتي كانت أنهار الدم والكراهية التي تجذرت في النفوس تسقيها، وستكون معكم كل أرواح الأبرياء الذين تم قتلهم لأسباب طائفية أو دينية أو قومية، وستكون معكم ضمائر كل الذين تحملوا من وجع التشرد والترحيل والأقصاء، وسيكون معكم كل حريص على هذا العراق.
سيستعيد العراق ليس فقط وجهه المشرق البهي والبهيج، وأنما سنعوض ما صار وجرى علينا من ظلم وأحتلال وشطب وأقصاء عن مسيرة الحياة لنلحق بركب الأمم، ونستعيد ما بقي لنا من أولاد فرقهم الزمن المرير في أصقاع الأرض، ونستعيد امهاتنا واخواتنا اللواتي فررن الى بلاد الله خشية أو خوفاً أو عوزاً، وسنستعيد مع كل هذا الآماسي العراقية والنخوة العراقية والشهامة العراقية، وان نتعاضد ونحمي بعضنا وأن نزرع الأيمان في عقول صغارنا بأن لافرق بين أبن أربيل والبصرة وبين ابن الرمادي والعمارة، أو بين عراقي وعراقي، وأن نحرص جميعاً على وحدة العراق وسلامته وأستقلاله وسيادته ونظامه الآتحادي.
غداً سيكون العراق خالياً من كل اشكال السلاح التي يحملها جنود الأحتلال أو التي تحملها الميليشيات التي ترعب بعضنا، وتحول أحلام أطفالنا الى قنابل يدوية ورشاشات ومسدسات وأقنعة سوداء ومحاكم تفتيش وسيوف وسكاكين ومثاقب وحبال لربط الجثث ورؤوس انفصلت عن جثثها ولم تزل يانعة لم يحن وقت قطافها.
سيعود العراق بعد إن ينحسر عنه الغرباء، ويتحصن بابنائه، وسيعود العراق محطة للثقافة واشعاعاً للعلم ومركزاً للإبداع وتجمعاً لكل مواهب الجمال والفنون.
سيصحو اهل العراق على الغد العراقي ولم تفلح كل مخططات السوء ونوايا الأشرار من تحويله الى محميات ومقاطعات، وسيكون لكل مدينة وأقليم ما تتنافس به مع غيرها من المدن والأقاليم في البناء واللحاق بركب الأمم وتعويض ما فات وما حرم منه العراقي.
نتطلع الى الغد البهيج وسماء صافية لايعكر صفوها أزيز الطائرات ولايخدش سكونها هدير الدبابات، ولايرعب اهلها صوت الأنفجارات، وستختفي من شوارعنا المفارز العسكرية والمصدات التي تقطع الشوارع وتمنع السيارات، فلن يعد هناك خوف من سيارة مفخخة فأهل العراق لايفرطون بأرواح اخوتهم ولابمالهم من اجل القتل الحرام.
سيعود العراق عراقاً يعيش الجميع فيه منسجمين ومتآخين ومتحابين، وسترحل لغة الأتهامات والتخوين والشتائم والبذاءات مع رحيل الأغراب، و حين تهدأ النفوس وتسكن المشاعر ستعود لغة العراقي المهذبة ووجدانه الحار وحرصه على الشرف والقيم النبيلة والكرم الذي طالما اشتهرنا به، وسيعود العراق تضلله باسقات النخيل نموذجا للأنسجام القومي والديني والمذهبي، وسينهض الفرات يعانق دجلة بعد جفاء ويباس، وستعود حتى الطيور التي هاجرت أو التي هربت من قاتليها وسنتذكر كل مآسي العراق من سجن الكوت ونقرة السلمان وقصر النهاية ومسالخ الأمن العام والفضيلية وأبو غريب والجادرية وبوكا بحسرة وبما يحفزنا لأن ندعها في ذاكرة التأريخ العراقي، ولم نعد نتذكر أسم الطغاة والجلادين حيث الجميع منشغل بعمليات البناء في كل انحاء العراق ولكل مسامات العراق حيث يحتاج منه جهد كل ابناءه ورموزه.
في الغد العراقي سترحل قوات الأحتلال وسيكنس العراق كل مجموعات الإرهاب التي تريد اعادة العراق الى عصور الظلام وتعرقل مسيرته مثلما تعرقل رحيل القوات الأجنبية المحتلة، وسنسمع لهجات عراقية ولغات نألفها ونعرفها، ولم يعد مجال للغة غريبة إن تحل بيننا، وسيصلي ابناء العراق صلاتهم في جوامعهم وحسينياتهم وكنائسهم وفي منديهم وبيوتهم، وسيكبر الجميع لله الذي أعز العراق بأهله وأبقاهم موحدين ومتآخين ووقاهم من شر الأشرار وغدر الغادرين.
وسيكون الغد العراقي مختلفاً عن كل غدوات الدنيا، حيث سيكون العراق طاهراً دون بساطيل أجنبية ودون طغاة وقتلة، ودون مجموعات إرهابية تذبح البشر كما تذبح النعاج باسم الدين، والدين منهم براء..