كتَّاب إيلاف

إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هناك الكثير من الممثلين أضحكونى منذ الطفولة، ولكن هناك أربعة بالذات أدين لهم بالفضل لتقدير أهمية الضحك لصحة الإنسان النفسية والبدنية، هؤلاء الأربعة هم: نجيب الريحانى، شارلى شابلن، لوريل وهاردى (وكنا نطلق عليهما "التخين والرفيع")، ثم إسماعيل ياسين، وبالرغم من أن فكاهة إسماعيل ياسين كانت تعتبر فكاهة شعبية بالنسبة لفكاهة نجيب الريحانى وشارلى شابلن، والتى أعتبرها فكاهة تحمل فكرا ومن الممكن أن تضحكك وتبكيك فى نفس الوقت، ولكن إسماعيل ياسين كان له مذاق خاص بالنسبة لنا ونحن أطفال، فقد كان بمجرد ظهوره على الشاشة بفمه الواسع (حيث كان يطلق على نفسه "بوقه") يجعلنا نضحك، وكنا نحن من معجبيه من الأطفال والكبار نطلق عليه (سمعه) وأحيانا (سماعين ياسين)، وما زلت أذكر أن أول نكتة سمعتها فى حياتى كانت نكتة لإسماعيل ياسين فى الراديو، وتقول النكتة:

تم تكليف جندى أثناء الحرب بمهمة هامة، وقيل له هذه هى مهمتك :
حتركب الطيارة وحتنط بالباراشوت خلف خطوط العدو تدوس على أول زرار فى الباراشوت حينفتح فورا، وإذا ما فتحش تانى زرار أو ثالث زرار أكيد حيفتح، تنزل على الأرض حتلاقى موتوسيكل مستنيك على الأرض، حتركبه وتوصل الرسالة للقائد ، فقال الجندى تمام يأفندم.
وذهب وتم إلقائه من الطائرة بالباراشوت خلف الخطوط، داس على أول زرار للباراشوت ما فتحش، على تانى زرار ما فتحش، على ثالث رزار ما فتحش، فقال لنفسه وهو يقع بسرعة ناحية الأرض، تبقى مصيبة سودة كمان لو ما لقيتش الموتوسيكل على الأرض!!

.....
ولا أدرى لماذا تذكرت هذه الأيام فيلم (إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين) والذى أضحكنى كثيرا لأول مرة شاهدته وأنا طفل، ومازال يضحكنى كلما شاهدته، ومازلت أذكر الممثل (حسن أتلة) والذى كان يقوم بدور ثانوى جدا فى الفيلم، وكان يقول لازمة واحدة طول الفيلم : "أنا عندى شعرة... ساعة تروح... وساعة تيجى"، وكان يغنيها مع باقى زملائه المجانين مع الرقص على واحدة ونص.

....
وتذكرت مستشفى المجانين وخاصة أن العالم بصفة عامة والشرق الأوسط بصفة خاصة يمتلأ بمجموعة رائعة من المجانين، وتجد معظمهم فى أماكن مرموقة، كما تجد هناك ايضا مجموعة نطلق عليهم (مختلون عقليا) ويقومون بأعمال إجرامية حقيرة نطلق عليها من باب التخفيف (حوادث فردية). ولكنى أبشركم lsquo; إذا لم نصرف أجزاء هامة من ميزانيتنا على بناء مدارس حقيقية وليست مجرد كتاتيب تأخذ شكل المدارس، فأبشركم بأننا سوف نصرف الكثير فى المستقبل على بناء مستشفيات المجانين.
....
وإليكم بعض الأمثلة على حالات الجنون المستشرى فى العالم:
ففى صفحة الرياضة فى جريدة الأهرام المصرية بتاريخ الخميس 15 يونيو سنة 2006 نشر كاتب رياضى رفض أن ينشر إسمه (ربما خشية تحويله إلى مستشفى المجانين)، وكان عنوان مقاله
"المارد الأمريكي أصبح قزما في عالم كرة القدم"
وفيما يلى بعض المقتطفات من المقال، وإن كان المقال كله ينبغى قراءته بل والإحتفاظ به كمرجع فى ملفات مستشفى المجانين، وواضح أن الكاتب قد سعد جدا بالهزيمة القاسية التى تلقتها أمريكا من التشيك، وهذا من حقه بالطبع ولكن إنظروا كيف خلط بإعجاز يحسد عليه الرياضة بالسياسة بكراهيته لأمريكا ويحاول نشر تلك الكراهية على شكل أوسع (مما هى عليه)!!:

"الولايات المتحدة الامريكية هذا العملاق الذي يعمل علي فرض العولمة علي العالم حتي لو كانت في شكلها الأكثر توحشا ما هي في واقع الأمر إلا قزم صغير جدا في واحدة من أهم مظاهر العولمة وهي الرياضة و علي رأسها كرة القدم الساحرة المستديرة".

"ففي الوقت الذي تخيف فيه الولايات المتحدة الجميع بقوتها العسكرية حيث تنفق ما يقرب منrlm;50rlm; في المائة مما ينفقه العالم في مجال التسليح فإنها في كرة القدم لا تخيف أحدا بل يمكن بالكاد تصنيفها علي أنها من القوي الكروية متوسطة المستويrlm;. "

"وتعكس تصريحات الرئيس الامريكي جورج بوش خلال زيارته لالمانيا في مايو الماضي حجم الفشل الأمريكي في العولمة الرياضية عندما أكد أنه لم ير في حياته اي مباراة في كرة القدم التي تعشقها كل شعوب العالم معترفا في نفس الوقت بأن كرة القدم ليس لها اي شعبية في بلادهrlm;.rlm; وأمام الاهتمام الكاسح الذي تتمتع به الساحرة المستديرة في ألمانيا و العالم وعد بوش مع ذلك بأن يبدأ في دراسة ظاهرة كرة القدم التي غزت قلوب مليارات البشرrlm;.rlm;"

وإلى الكاتب المجهول أحب أن أسرد بعض الحقائق :
تحتل أمريكا المركز الخامس فى ترتيب دول العالم حسب ترتيب الفيفا قبل بداية كأس العالم.
http://www.fifa.com/en/mens/statistics/index.html
تحتل أمريكا المركز الثانى فى كرة القدم النسائية بعد ألمانيا، وفازت بكأس العالم لعام 1999
http://www.fifa.com/en/womens/statistics/rank/procedures.html?static=3
يقول الكاتب أن الولايات التحدة:" ما هي في واقع الأمر إلا قزم صغير جدا في واحدة من أهم مظاهر العولمة وهي الرياضة و علي رأسها كرة القدم الساحرة المستديرة".
ولمعلومية الكاتب فازت الولايات المتحدة بأكبر عدد من الميداليات فى تاريخ الألعاب الأوليمبية.
http://www.olympic.org/uk/games/index_uk.asp
وأنا أحاول أن أدافع عن الحقائق أكثر من الدفاع عن أمريكا، لأنه من المهم لأى شخص يتولى مسئولية الكتابة والإعلام وخاصة فى جريدة قديمة مثل الأهرام أن يقول "الحقيقة، كل الحقيقة، ولا شئ غير الحقيقة".
وطبعا لا رد لدى على هذا المقال سوى أن أقول له: " أنا عندى شعرة ساعة تروح وساعة تيجى"!!

hellip;...
وما دمنا نتكلم عن أمريكا، وحيث أن أقصر طريق للوصول إلى قلب القارئ ليس بطنه وليس عقله، ولكن هو شتيمة أمريكا.
من مظاهر جنون الإدارة الأمريكية هو الزيارة السرية والسريعة والتى قام بها جورج بوش إلى بغداد والتى يبدو أنها كانت سرية حتى على جورج بوش نفسه!!، وتم أخذ رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى إلى المنطقة الخضراء فى بغداد لمقابلة زائر مهم ففوجئ بلقاء الرئيس بوش شخصيا، وكانت الفرحة فرحتان فرحة مصرع الزرقاوى وفرحة لقاء بوش !! ورغم هذا يقول الرئيس بوش أن الوضع فى العراق فى تحسن مستمر وأن قوات التحالف تنتصر، ورغم ذلك فإنه أخفى خبر زيارته لبغداد عن الصحفيين الذين صاحبوه على الطائرة وعلى المسئولين العراقيين ليس لأنه لا يثق بهم لا سمح الله ولكنها مجرد إجراءات أمنية !! ماذا أقول سوى:
" أنا عندى شعرة ساعة تروح وساعة تيجى"!!

....
وبما أننا فى غمرة الهجوم على أمريكا، فإن حادث إنتحار ثلاثة فى معتقل جوانتانامو أثار فى نفسى الألم والحزن، لأنه مهما كانت جريمتهم فإن إنتحارهم جاء نتيجة ليأسهم التام من أن يحصلوا على أى محاكمة عادلة، وسوف يبقى معتقل جوانتامو نقطة سوداء فى التاريخ الأمريكى، فإن كان هؤلاء المعتقلون فى أمريكا هم أعتى الإرهابيون فى العالم فإنه من حقهم الحصول على محاكمة عادلة مثل التى حصل عيها (زكرياس موسوى)، وإن بقائهم محرومين من أى حقوق إنسانية إنما يساعد الجماعات الإرهابية ومنظرى الإرهاب والكراهية على تجنيد آلاف الإرهابيين الحقيقيين، وبهذا تخسر أمريكا والعالم الكثير فى الحرب على الإرهاب.
أما عن مسألة الجنون فى معتقل جوانتامو، فقد صرح القائد الأمريكى للقوات المشتركة فى جوانتنامو الأدميرال(هارى هاريس) :
"أعتقد أن هذا الإنتحار لم يكن نتيجة اليأس ولكنه عمل من أعمال الحرب المنظمة التى تشن ضدنا"!!

http://www.cnn.com/2006/WORLD/americas/06/10/guantanamo.suicides/
وهذا هو النص باللغة الإنجليزية
ldquo;I believe this was not an act of desperation، but rather an act of asymmetrical warfare waged against usrdquo;
وإلى عزيزى الأدميرال هاريس لا أملك إلا أن أقول لك:
" أنا عندى شعرة ساعة تروح وساعة تيجى"!!
.....
وبمناسبة مقتل الزرقاوى فأعتقد أن معظم العراقيون سعدوا بالتخلص منه، ولكن الكثير من أيتام صدام وبعض القومجية وبعض المتأسلمين قد حزنوا ليس لمقتله ولكن لأن أمريكا قد سجلت (جون) ونفس الشئ حدث من عند القبض على (صدام) حزنت نفس المجموعة وعلى رأسها قناة (لهلوبة الفضائية) لأن أمريكا قد سجلت (جون)، وقد أعتبر بعض فقهاء الإرهاب أن الزرقاوى قد مات شهيدا وذهب بعض المتأسلمين فى الأردن لتقديم واجب العزاء فى "الشهيد"، عندما مات الشاعر نزار قبانى فى غربته فى لندن، أفتى نفس فقهاء التكفير والإرهاب بأنه لا تجوز الصلاة عليه لأنه كافر، أرأيتم الفرق بين أبطال فقهاء الإرهاب وبين كفارهم !! و لا أملك إلا أن أقول لهم :
" أنا عندى شعرة ساعة تروح وساعة تيجى"!!

.....

فى أجمل مشهد فى فيلم إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين، تعرف (سمعه) على عبد المنعم إبراهيم وكان يقوم بدور أحد المجانين نزلاء المستشفى، وتوسم فيه إسماعيل ياسين العقل، لأنه كان يريد التحدث مع أى شخص عاقل، وقال له (سمعه) :
أنا حاسس إنك شخص عادى وعاقل.
فرد عليه عبد المنعم إبراهيم : طبعا دول كلهم شوية مجانين، إللى فاكر نفسه نابليون، وإللى فاكر نفسه هتلر.
فسأله :إسماعيل ياسين
إنما حضرتك مين؟
فرد عليه: أنا لويس السادس عشر!!
....
برجاء إرسال أى تعليق على هذه المقالة إلى :
أفلاطون البحيرى!!
samybehiri@aol.vom

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف