اختطاف الدبلوماسيين الروس. لمصلحـة مَن؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تتسابق الدبلوماسية الروسية يعتريها شعور الصدمة، مع الزمن من اجل انقاذ اربعة من العاملين في سفارتها الذين اختطفوا في بغداد في الثالث من الشهر الجاري. ومن المفارقات التي تحف بالقضية ان احدهم مسلم روسي توجهت شقيقته للخاطفين باسم الاسلام الذي هو دينها ودين الخاطفين كما تعتقد، لاطلاق اخيهم بالدين. والمفارقة الاكبر ان يد الاختطاف طالت مواطنين روس يبدو انهم كانوا ببغداد يشعرون بالامان نظرا لمواقف دولتهم الذي عارض الحرب ضد العراق ورفض التدخل الاجنبي تطالب بجدولة زمن انسحاب القوات الاجنبية وتعرب عن استعدادها لتقديم المساعدات التي طالما قدمتها للعراقيين في محنتهم. ومدت روسيا الحوار مع كافة القوى السياسية والعرقية والدينية العراقية، وقامت وفود بما في ذلك غير رسمية بزيارة موسكو منها برئاسة هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري الذي سعى لاقناع موسكو بان العنف في العراق هو اعمال مقاومة للاحتلال!وها هي يد العنف تمتد لمواطني روسيا. فمن ياترى هذه القوى التي تطاولت يـدها على دولـة تلوح صديقة للجميع؟، علاوة على انها تتمتع بصفة مراقب في منظمة المؤتمر الاسلامي ولها ممثل في جامعة الدول العربية، واول دعت حماس لزياتها، وترفض بشدة ربط الارهاب بالاسلام.
وكان الرئيس جلال الطالباني قد تعهد منذ بداية يونيو بالعثور على القتلة والخاطفين للدبلوماسيين الروس وانزال العقاب الصارم بهم.وبذلت الدبلوماسية الروسية كل ما في وسعها وعملت الكثير بما في ذلك بالاتصال بالحكومة وقيادة قوات التحالف وغيرهم من الشركاء الذين بوسعهم المساعدة للتعجيل بالافراج عن المواطنين الروس.وكان وزير الخارجية الروسية لافروف قد اعترف خلال كلمته في مجلس الدوما باعداد الاستخبارات الروسية عملية للافراج عن الرهائن التي ستبدا مباشرة بعد تحديد مكانهم وقال" اننا نتعامل بشكل وثيق مع في هذه المسالة مع الاستخبارات العراقية والدول المجاورة". واثار الرئيس فلاديمير بوتين هذه القضية اثناء لقاءه مع الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي كمال الدين احسان اوغلو، الذي اعرب عن الاستعداد لتقديم كافة اشكال المساعدة في البحث والافراج عن الروس، ووصف الحدث بانه جريمة سافرة ضد الانسانية، وضد الاسلام ومبادئ واخلاقيات الضيافة العربية.
في روسيا يضربون "اخماس على اسداس" ويجنح الخيال الى افكار تبدو خيالية ومبالغ فيها. ففي بغداد اختلطت الاوراق، وبات من الصعوبة تمييز الاسود من الابيض.علاوة على ان ربط القضية الشيشانية بالعراق تبدو غير منطقية، لاسيما في ضوء نفي وزير الخارجية الشيشانية الانفصالية احمد زكاييف وجود اية علاقة بالخاطفين او معرفتهم. ودون شك يصب اختطاف الدبلوماسيين في مصلحة العديد من القوى ولكنه لايصب في مصلحة العراق كدولة ومستقبله. انها دون شك تصب في مصلحة القوى الساعية لسحب الشرعية من الحكومة القائمة واثارة مخاوف كافة الدول من افتتاح ممثليات وسفارات في العاصمة العراقية. انها القوى التي تمارس حرب الارض المحروقة واستعداء الجميع ضد الجميع . وتقوم باعمال اقل ما يمكن ان توصف بانها ممارسات " عبثية" دون النظر الى ابعادها السياسية والنتائج التي من المحتمل ان تنجم عنها. فاختطاف الدبلوماسيين وخاصة قتلهم ستثير موجهة عاصفة ضد الاسلام والمسلمين ربما ليس فقط في روسيا. وتكون ويستخدمه المغرضون كورقة لاثبات صحة مقولتهم عن " الاسلام الارهابي" ومن ثم فانه سيحرج موسكو التي تتخذ مواقف متعاطفة مع دول اسلامية وعربية. الاغلبية في روسيا يرصدون وقوف القاعدة او ملحقتها في بغداد وراء العملية ويقول المراقب السياسي لصحيفة فريميا نوفستي"ان القضية كانت ستكون سهلة لو ان عصابة اجرامية او قوى مقاومة وقفت وراءها. بيد القاعدة التي قتلت الاف الابرياء لاتحتاج للفدية المالية.انها غير مبالية بالعراق ومصيره وانها مستعدة لاراقة الدماء بكافة الاشكال معتقدة ان تصفية الحساب مع الرهائن سيكون رسالة تحذير جادة لجميع من تضعهم في خانة الكفار"
ويشتم بعض المحللين الروس رائحة المؤامرة على بلدهم باختطاف المواطنين الروس او يربطوها بالقضايا الاقليمية واللعب السياسية في الساحة السياسية. ويذهب عدد من العاملين في الاستخبارات العسكرية الروسية الى وقوف جهاز الاستخبارات المركزي الاميركي وراء اختطاف الروس في بغداد. ويزعمون ان الأميركيين يواصلون محاولتهم انزال العقاب بروسيا على دورها النشط في المنطقة وخاصة في العراق.ويقولون ان واشنطن غير مرتاحة لسياسة موسكو في العراق التي تتناقض والسياسة الاميركية ولتكثبف الاستخبارات نشاطها في العراق.
وعلى كل حال فان عملية اختطاف العاملين في السفارة الروسية ببغدادعمل موجهة اولا ضد العراق وامن شعبه وازدهاره، كما هو ايضا ينال بنفس القدر من روسيا، وسيعمل على حدوث هوة بين شعبها والشعوب العربية والاسلامية، وقد يدفع لاحداث الكرملين تعديلات على مواقفه المتعاطفة مع العرب والمسلمين.