التّداول من مكانٍ بعيد!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يُروى أنّ رجلاً طاعناً في السّنّ كان يعيش في قرية من قُرى نجد، وكان أهل الحي يلزمونه بصلاة الجماعة، وكان الرّجل على قدر كبير من التّدين والتقوى والورع. ومن سكن في نجد قبل عشرات السّنين يعرف ظاهرة "العدد"، حيث كان الإمام يقوم بإحصاء المصلين وعدّهم بعد كلّ صلاة، والويل ثمّ الويل للغائبين..
هذا الرّجل الطّاعن في السّنّ كان يغيب أحياناً عن صلاة الفجر، الأمر الذي جعل إمام المسجد يستوضحه عن هذا الغياب، ودار بينهما الحوار التّالي:الإمام: أين أنت يا أبا محمّد.. لم نرك أمس في صلاة الفجر؟أبومحمّد: لقد كانت لدي بعض الآلام في الركبتين!الإمام: ولكن بلغنا أنّك تقوم هذه الأيّام قبل الفجر لاستقبال الجراد وصيده!
أبومحمد: نعم هذا صحيح، ومثلك يعرف -جزاك الله خيراً- أنّ الجراد رزق سنوي، ولو لم آخذ منه ما استطيع، سيذهب رزقي هذا العام، وعلىّ أن انتظر العام المقبل، أمّا صّلاة الفجر مع الجماعة فهي كلّ يوم، وإذا فاتتني مع الجماعة، فلن تفوتني "الصّلاة منفرداً"!!..
حسناً.. ما الداعي لهذه القصّة؟!إنّها باختصار شديد تحكي قصّة كاتب هذه السُّطور مع "الثّقافة" على اعتبار أنّ الثّقافة تمثّل الصّلا مع الجماعة - في القصّة - والجراد بمقام "تداول الأسهم"، فالأيّام أيّام بيع وشراء وتجارة - بإذن الله - لن تبور، وموسم جني أرباح أو تكبد خسائر، والله يرزق من يشاء بخير حساب.لتجلس الثّقافة والقراءة على الرّفّ حتّى تنجلي "سحائب الأسهم" وبركات الاقتصاد، فالثقافة يمكن أن تُؤجّل، ولكن جراد الخير لا يقبل التّأجيل!!ما أحلى الانهماك في تجارة الأسهم، وما أجمل إدمانها، إنّها التجارة الزّئبقية، التي يدفعها "الاقتصاد النّاعم" المتكئ على الحظّ والبركة ومحرّكات المؤشّر..لقد كان الأعرابي صادقاً وسابقاً لعصره عندما فرح بالخُضرة، وكأنّه يشير إلى اخضرار المؤشر.. ألم يقُل: "ثلاثة يذهبن الحَزَن.. الخُضرة، والماء، والوجه الحسن".. فالأسهم - وفق هذه الثلاثة- تذهب الحزن، فالمؤشّر أخضر، والماء يقوم مقام الرّبح الزلال، والوجه الحسن بمنزلة الطّالع الجميل وفيوض البركة السّحاحة..
لقد سألني أحد الأصدقاء عن التّداول والتّناوش من مكان بعيد - كبريطانيا- حيث أقيم، فقلت له إنّها أروع مما تتصوّر، بل هي أسرع من هنا، حيث لا حواجز ولا تباطؤ ولا "لَكْلَكَة" ولا انقطاع!!
أكثر من ذلك.. عندما تتداول من لندن فإنّ الشّبكة تتيح لك تصفّح مئات المواقع "المحجوبة" في السّعودية، وأهمّها موقع "إيلاف"، الذي يعتبر - بشهادة الكثير من خبراء الأسهم - من أفضل المواقع الاقتصاديّة التي تصف وتحلّل وتشرِّح سوق الأسهم السّعودية.. كما أن التّداول من مكان بعيد ينأى بك عن "عقلية القطيع" وذهنية "الإشاعات"، حيث "تروّق" وتدرس الأمور، وتحلّل النّقاط، وتتخذ القرار بعيداً عن عقلية الخوف والفرار.
الأسهم السّعودية جراد لمزيد قادم بقوّة تؤكّد قوّة الاقتصاد السّعودي، الذي أصبح يؤثّر على ما حوله من اقتصاديات الدّول والمدن والقرى والمجاورة.. حسناً.. إلى التّداول يا عباد الله..
Arfaj555@yahoo.com