هل الإسلام دين التسامح؟ (3)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تلبية لدعوة عدد من الأخوة القراء الكرام، أرى من المفيد مواصلة هذه المناظرة حول الإسلام والتسامح، لأننا فعلاً بأمس الحاجة إلى هذا النوع من السجال في هذا الزمن الرديء حيث اختلط فيه الحابل بالنابل والغث بالسمين وعم التشويش عقول المسلمين، وصارت الشعوب العربية والإسلامية تمجد فيه أعمال الإرهابيين أعداء الإنسانية. فبهذه المناظرات نقدم خدمة للإسلام وذلك بالدعوة لتنقيته من الخزعبلات والخرافات والعمل على خلاصه من شرور فقهاء الموت ومنظري الإرهاب الذين ألحقوا أشد الأضرار بالإسلام ولوثوا سمعته وجعلوه في نظر غير المسلمين أيديولوجية للإرهاب والإرهابيين. فالإسلام يحتاج إلى إنقاذه من الأصوليين المتطرفين ليبقى ديناً كبقية الأديان، وظيفته حماية الأخلاق والقيم الإنسانية والعلاقة بين الخالق والإنسان، وإن الإنسان وحده يتحمل مسؤولية سلوكه وأن الله وحده سيحاسبه على أخطائه وليس من حق أي كائن آخر محاسبته أو فرض العبادة عليه بالقوة، وإتباع مبدأ (لا إكراه في الدين)، و(أنتم أعرف بأمور دنياكم).
ففي رسالة من قارئ في أمريكا يقول فيها: (ان مقالاتك الرائعة هي إسلامية اكثر من مقالات الإسلاميين وإنني مواظب على قراءتها اكثر من مرة). وإني إذ استشهد بما قاله الأخ القارئ الكريم ليس بقصد الدعاية لنفسي والعياذ بالله، وإنما للتأكيد على أن رغم ما يعج به عالمنا اليوم من ضجيج الغوغاء وأدعياء الثقافة، إلا إن هناك نسبة كبيرة من الناس الطيبين الأذكياء يفهمون ما يقرؤون ويقيمونه، بدلاً من الصراخ والعويل بـ"وا إسلاماه!!". ومقولة الأخ القارئ تذكرني بما قاله الفيلسوف الفرنسي الراحل جان فرانسوا ريفيل الذي توفى قبل أشهر منتقداً اليساريين قائلاً: ["أن تكون يساريا هو أن تناضل من أجل الحقيقة والعدالة الاجتماعية، ولا مخرج لليسار الفرنسي ما لم يعترف بأن ونستن تشرتشيل كان أقرب لليسار من جوزيف ستالين"، وكان من رأيه أن ستالين عدو للشيوعية نفسها] (من مقال للأستاذ عزيز الحاج في إيلاف يوم 7/5/2006). لذلك أعتقد وكما جاء في رسالة الأخ القارئ، أن الكتاب الليبراليين هم أقرب إلى روح الإسلام من الإسلامويين، وإن ألد أعداء الإسلام هم الذين زجوا بالإسلام في السياسة. وغني عن القول أن الإرهابيين الإسلاميين وفقهاءهم من أمثال القرضاوي والغنوشي وعلى خامنئي وحسن نصر الله ومن لف لفهم، هم على رأس قائمة الذين عملوا ومازالوا يعملون على تدمير الإسلام. لذلك فلا لوم على الرئيس الباكستاني برويز مشرف عندما قال: " لقد دهورنا الإسلام إلى الحد الذي جعل شعوب العالم تعتبره مرابطاً للأمية والتخلف والتعصب".
وبناءً على ما تقدم، فإني أعتقد أن الذين ردوا بعنف مستنكرين ومستكثرين عليَّ مناقشة هذا الموضوع وناكرين أن يكون الإسلام ضد التسامح، كان عليهم أن يوجهوا جهودهم هذه لمناقشة دعاة العنف ودعاة الموت من فقهاء الإسلام الذين تخلوا عن آيات التسامح والرحمة التي نزلت على النبي عندما كان الإسلام ضعيفاً في مكة، واعتبروها منسوخة وفق آيات القسوة والعنف التي نزلت عليه في المدينة حيث صار الإسلام قوياً، والتي يسمونها بآيات السيف.
وما على الإسلام من جهل مسلم؟
في أوائل القرن الماضي دافع الشاعر العراقي معروف الرصافي عن الإسلام بقصيدة جاء فيها:
يقولون في الإسلام ظلماً بأنه يصد ذويه عن طريق التقدم
وإن كان ذنب المسلم اليوم جهله فما على الإسلام من جهل مسلم؟
ولكننا لو راجعنا تاريخ الإسلام لوجدنا دولة الخلافة الإسلامية في جميع مراحلها اضطهدت المفكرين وكل من تجرأ في نقد السلطة أو مارس هامشاً من حرية التعبير. وقائمة شهداء الفكر طويلة في التاريخ الإسلامي.
كما واستشهد البعض من الذين ردوا عليَّ بقول للإمام علي بن أبي طالب أنه أوصى أحد ولاته بحسن معاملة الرعية مهما كانوا ولأية ديانة انتموا لأن الإنسان هو "أما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق" كما جاء في قول الإمام. كذلك استشهد آخرون بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد روح التسامح في الإسلام والتعايش مع الأديان الأخرى بسلام. وأنا لا أختلف مع هؤلاء مطلقاً، بل استشهدت في الحلقة الأولى من مقالتي هذه بما استشهدوا به. ولكن المشكلة هي ليس بوجود آيات وأحاديث التسامح، بل هناك وفي نفس الوقت آيات وأحاديث ضد التسامح وقد جئنا على ذكر البعض منها وهي التي يعتمد عليها فقهاء الموت ودعاة الإرهاب في شحن المسلمين بالكراهية والعداء ضد غير المسلمين والدعوة إلى ممارسة العنف إزاء الآخر المختلف وعدم التسامح مع الأديان الأخرى. وعلى سبيل المثال لا الحصر تقول الآية: "أن الدين عند الله الإسلام فمن جاء بغير الإسلام ديناً لن يقبل منه". وهذا أمر طبيعي عند جميع الديانات، ولكن ممارسة العنف ضد الديانات الأخرى هي صفة ينفرد بها الإسلام وحده في الوقت الراهن. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها بل يجب معالجتها. فعندما خاطب أسامة بن لادن الغربيين بقوله "أنتم تعشقون الحياة ونحن نعشق الموت" كان قد استند على نصوص تاريخية لها جذور عميقة في التراث الإسلامي وهي مقولة قالها طارق بن زياد عندما عبر البحر في حملته لاحتلال أسبانيا مخاطباً أهلها قائلاً: "جئتكم بقوم يعشقون الموت أكثر مما تعشقون الحياة". ولذلك، فمعظم رجال الدين يشيعون ثقافة احتقار الحياة وتمجيد الموت ويتباهون بذلك.
كذلك يجب التأكيد على أن سلوك المسلمين ينعكس، سلباً أو إيجاباً، على دينهم. فالآن نرى الإسلام السياسي والإسلامويين في حالة مواجهة مع العالم، ومعظم الإرهابيين هم مسلمون يمارسون الإرهاب باسم الإسلام ويعتبرونه واجب ديني أي "فرض عين". وحتى الأحزاب الإسلامية التي تدعي الاعتدال والوسطية لن تتردد في ممارسة العنف ضد الآخرين عندما تتوفر لها الفرصة. إنهم يستخدمون العنف بما فيه القتل في مجتمعاتهم لتطبيق الشريعة الإسلامية بالقوة، كما يحصل الآن في العراق وما تقوم به مليشيات إسلامية مسلحة (شيعية وسنية) ضد المرأة السافرة والطلبة والأقليات الدينية من المسيحيين والصابئة المندائيين. وهناك تقارير مقلقة تفيد بأن العراق سيخلو قريباً من أصحاب هاتين الديانتين كما فرغ من اليهود من قبل وهم السكان الأصليون لهذا البلد منذ آلاف السنين. راجع مقالة (مندائيو العراق في طريقهم إلى الزوال ) للكاتبة فخرية صالح، في إيلاف يوم 23/6/2006. ورغم هذه الفظائع فلم نسمع أي استنكار لها من قبل الكتاب الإسلامويين ولا حتى من رجال الدين الذين نتوسم فيهم الإعتدال وروح التسامح. وإذا جادلناهم، كما حصل لي في مناظرة تلفزيونية مع أحدهم، أنكروا ذلك مدعين أن هناك مبالغة وهي دعاية صليبية-صهيونية حاقدة ضد الإسلام والمسلمين. طيب، ففي هذه الحالة كان عليهم أن يبذل الإسلاميون جهودهم لوقف المجرمين والغوغاء والدهماء من ارتكاب هذه الجرائم بحق غير المسلمين في العراق ومصر وغيرهما. إذ لا يمكن معالجة هذه الأمور بمجرد إنكارها، لأنها أصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
إن عدم تسامح الإسلام والمسلمين لن يتوقف عند رفض الأديان الأخرى فحسب، بل يتعداها إلى رفض المذاهب بعضها للبعض داخل الإسلام نفسه وهو نتيجة حتمية لمبدأ التشدد وعدم التسامح. فالشيعة عند الوهابيين، كفرة يحل قتلهم وسبي نسائهم ونهب أموالهم كغنيمة وبيع أطفالهم في سوق النخاسة. وهذا ما تقوم به عناصر القاعدة من السلفيين التكفيريين في العراق من جرائم القتل والإبادة الجماعية ضد الشيعة وغيرهم. كما ارتكب الطالبان فضائع بحق الشيعة (الهزارا) في أفغانستان أيام حكمهم الأسود. طبعاً الذين يرتكبون هذه الفظائع يعتقدون أنهم يعملون ذلك لوجه الله ومرضاته ولا بد أنهم يضمنون لهم الجنة وما فيها من نعيم، كما يعتقدون!! كذلك يجب التأكيد على أن قتل المختلف عند الإرهابيين الإسلاميين لن يتوقف عند مذهب. ففي العراق يقوم الإرهابيون بالقتل تحت غطاء الاختلاف الطائفي. ولكن أتباع نفس هذه المنظمة الإرهابية (القاعدة) قاموا بتفجير ثلاثة فنادق في عمان وحولوا الأعراس إلى فواجع والضحايا جميعهم من أهل السنة. وحصل الأمر ذاته في البلدان العربية السنية الأخرى. وهذا يؤكد تفسيرنا لظاهرة عدم التسامح مع الغير، حيث تصفية المختلف لن تتوقف عند الاختلاف في الدين والمذهب، بل يتعداها إلى قتل كل من يختلف معهم حتى في أسلوب الحياة.
يقيناً أن هؤلاء القتلة الإرهابيين تأثروا بالنصوص المقدسة التي يستخدمها أئمة المساجد في حشو أدمغة الشباب ودفعهم لارتكاب هذه الأعمال الإرهابية بحق الأبرياء. فهناك رجال دين كبار متفقهين في الدين، مثل الشيخ يوسف القرضاوي وعشرات غيره أصدروا فتاوى دينية تحث المسلمين بالتوجه إلى العراق لنصرة أخوتهم من أهل السنة ومحاربة "الكفار" المحتلين ومن يتعاون معهم من "الفئات الضالة". والمقصود بالفئات الضالة طبعاً هم الشيعة "الروافض" وغيرهم. فاستجاب الشباب المسلم لهذه الفتاوى وراحوا يتسابقون على تفجير أنفسهم في دور العبادة للشيعة وأماكن تجمعاتهم مثل الأسواق الشعبية في الأحياء الفقيرة التي يقطنها الشيعة وتسببوا في قتل الألوف منهم وبمباركة من رجال الدين لهذه الأعمال الإرهابية.
كذلك نعرف أن الشيخ كاظم الحائري، وهو برتبة (آية الله العظمى) حسب المذهب الشيعي، والأب الروحي للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، زعيم مليشيات (جيش المهدي) في العراق، أصدر فتاوى أباح فيها قتل أي يهودي عراقي يعود إلى العراق. كذلك قسم الحائري البعثيين إلى خمس طبقات، أباح قتل أربع طبقات منهم دون الرجوع إلى القوانين. فهل يجهل هؤلاء الزعماء الدينيون الفقه الإسلامي وسماحة الإسلام عندما دعوا أتباعهم من المسلمين إلى هذه الأعمال البربرية؟
وفي السنوات الأولى من الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني، أرسل رئيس محكمة الثورة، آية الله الشيخ صادق خلخالي، الألوف من الإيرانيين إلى الإعدام بعد محاكمات صورية سريعة، وكان من بينهم أبرياء والمختلين عقلياً مثل المدمنين على المخدرات أو أناس دفعتهم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية القاسية في عهد الشاه إلى السقوط في الرذيلة مثل ممارسة البغاء والدعارة والسمسرة، وكانوا بحاجة إلى مصحات ومراكز تأهيل وتثقيف بدلاً من الإعدام والعقوبات الجسدية. ولما سئل من قبل صحفي غربي فيما إذا كان مرتاح الضمير بإصدار حكم الإعدام على هذا العدد الكبير من المتهمين، واحتمال الكثير منهم أبرياء؟ فأجاب خلخالي بالنفي وسخر من السائل قائلاً: إن الذين أعدمهم، إما كانوا مجرمين أو أبرياء. فإذا كانوا مجرمين فقد تلقوا جزاءهم العادل وهم الآن في جهنم وبئس المصير. أما إذا كانوا أبرياء، فتهانينا لهم ولذويهم لأني أرسلتهم إلى الجنة!!
نعم، هذا المنطق يختلف مع منطق الإسلام الذي يقول من (قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً). ولكن هذا الحاكم المسلم أصدر أحكامه الجائرة تلك في ظل حكم إسلامي كان يتزعمه الإمام الخميني الذي لا يمكن أن يعمل ضد حكم الإسلام كما يعتقد الشيعة (إمام معصوم). أن البعض من المذهب الوهابي أو السلفي يكفرون مذهب الخميني وكل الشيعة ويخرجونهم من ملة المسلمين ويبيحون قتلهم ويرفضون أحكامهم، ولكن في نفس الوقت الشيعة أيضاً يكفرون هؤلاء السلفيين والتكفيريين. فأصحاب كل مذهب في الإسلام لا يعترف بالمذاهب الأخرى ولا بمصادرهم الفكرية. فبعض الذين ردوا عليّ حول الحديث عن موقف الإسلام من المرأة، قالوا أن الشيعة يطعنون بصدقية رواة الأحاديث من أهل السنة. وإذا أخذنا بهذا الكلام فهذا يعني أننا نلغي جميع كتب الحديث من الصحاح، ولن يبقى أي مصدر إسلامي للبحث بدون الطعن فيه. كما وفي حوزة كل فئة من المسلمين خزين هائل من الآيات القرآنية والسنة النبوية في تأكيد موقفها وتكفير الآخر. وهكذا صدق عليهم القول: كل فئة لعنت أختها، وكل حزب بما لديهم فرحون. وهذا دليل آخر على عدم التسامح بين المسلمين.
وكما أسلفنا فإن الزرقاوي وأتباعه من خوارج العصر شنوا حرب الإبادة ضد الشيعة "الرافضة" وهم يعتمدون على نصوص دينية مقدسة تدعم قرارهم بمثل ما اعتمد الخوارج عندما تمردوا على الإمام علي وبينهم العشرات من حفاظ القرآن حيث استخدموا النصوص القرآنية في عنفهم ضده وتمردهم عليه. لذلك أوصى الإمام ابن عمه عبدالله بن عباس عندما أرسله لمجادلتهم، بعدم مجادلة الخوارج بالقرآن (لأنه حمال أوجه).
إن هذا العنف الذي يمارسه المسلمون فيما بينهم وضد المرأة وضد غير المسلمين وممانعتهم للاندماج بالحضارة البشرية الحديثة والعداء الشديد للمجتمعات الأخرى والتعايش معها بسلام ناتج عن الثقافة الإسلامية وملء عقولهم بالكراهية والعداء والبغضاء ضد غير المسلمين بالاعتماد على نصوص دينية، وهذا الموقف لم يأت من فراغ.
هل الإسلام دين متسامح؟
أجل، علينا أن لا نتردد في توجيه مثل هذا السؤال بعد كل هذا الخراب والقتل والتشرد. ومع ذلك يجيبك الإسلامي بالإيجاب، ويستشهد بالتاريخ، بأن عاش أصحاب الديانات الأخرى في البلاد الإسلامية طيلة 14 قرناً بسلام. ولكن هل حقاً كانت الأقليات الدينية تعيش بسلام ودون اضطهاد؟ الجواب كلا.. لأنه كان هناك تمييز ضدهم، فهم ذميون وغير مسموح لهم بالمشاركة في حكم بلادهم كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، بل كان عليهم دفع الجزية وهم صاغرون، أي أذلاء. كما لا يجوز تعيين غير المسلم في أي منصب في الدولة حسب النص: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) ( المائدة 51). فهل هذا تسامح مع الأديان الأخرى؟
والمرأة ناقصة عقل ودين وشهادتها تعادل نصف شهادة الرجل وكذلك حقها في الميراث نصف ما يرثه أخوها. وهذه الأمور أيضاً مدعمة بالنصوص القرآنية التي لا يستطيع أصحاب أي مذهب الطعن بصحتها كما طعنوا بالأحاديث النبوية. فاتهامهم لنا بالجهل وبأننا نجادل بغير علم، اتهام واه وغير صحيح، وكان عليهم سامحهم الله، أن يفندوا أقوالنا بالبرهان والمنطق بدلاً من الطعن والهجوم الشخصي.
خلاصة القول، إن الذين أنكروا العنف وعدم التسامح في الإسلام أوقعوا أنفسهم في تناقض شديد. فعندما ندعم أقوالنا في عدم التسامح بآيات بينات من الذكر الحكيم، يتهمونا بالجهل ويقولون أن هذه الآيات يجب تفسيرها وفق سياقها التاريخي لأن كل آية نزلت بمناسبة حصول مشكلة في عهد الرسول (ص) قبل 1400 سنة. ونحن نؤيدهم على ذلك وندعوهم بالتمسك بهذا المبدأ، أي بالسياق التاريخي في تفسير النصوص الدينية وتطبيقها. ولكن عندما نقول لهم إذن فالإسلام جاء بحلول لمشاكل مجتمع عاش قبل 14 قرناً وأن مشاكلنا الدنيوية اليوم تختلف عن تلك المشاكل وتحتاج إلى حلول جديدة تناسب العصر والقرن الحادي والعشرين، عنئذِن يرفضون ذلك ويؤكدون أنه عندما أنزل الله القرآن على النبي محمد كان يعلم ما سيحصل في المستقبل وبذلك فإن أحكام القرآن والسنة ملزمة وتصلح لكل زمان ومكان. طيب، فهل هذه الآيات ملزمة بسياقها التاريخي أم يجب تطبيقها في كل زمان ومكان؟
أفتونا يرحمكم الله!!
يتبع