هنيئاً لكم أهل السّاحات!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جرى العرف على أن يستهوي الحديث القديم، وأن يتوسل الصغير بالكبير، وأن يقتدي الجديد بالعتيق، ولكن أن يحدث العكس فهذا يدلّ على خلل في مسالك الفكر، ودروب العقل!!
حسناً، خذ مثلاً على ما تفترضه هذه المقدّمة:جاء الإنترنت، وجاء معه رواده الذين يفترض أنّهم أناس يتلمّسون طريقهم نحو المستقبل، لذا لا بدّ أن يأخذ بتقليد وسائل الإعلام - خاصّة في جانبها المقروء - ولكن الذي حدث عكس ذلك تماماً!
سنبدأ من الآخر، تأمّل أكثر كتّاب الأعمدة في الصّحف، وركّز على الأصدقاء قينان الغامدي، وجمال خاشقجي، وحسين شبكشي، ومشاري الزّايدي، وعلي الموسى، وحمّاد السّالمي، إلخ.. الواقع أن كلّ هؤلاء من الأحباب، بل من أعزّ الأحباب، ولذا أحببت هنا أن أصف شعوري بوصفي قارئاً لهم، وراغباً في مقالاتهم، وهذا لا يمنعني من ملاحظة أن معظم ما يطرحه هؤلاء الكُتّاب ليس أكثر من صراعات وتصفية حسابات بينهم وبين أهل السّاحات، فهؤلاء الأصدقاء الكتّاب إمّا أنّهم يعيشون حالة "الرّد" على أهل السّاحات، أو أن يحاولوا الكتابة محرضين عليهم، ومطالبين بمعاقبتهم من قبل جهة الاختصاص، أو أن يكتبوا ما "يستفز" ويثير حمية أهل السّاحات طمعاً بأن ينالوا سطراً من نقد أو رشقة من شتم!!
والغريب في الأمر أن هؤلاء الكُتّاب "الأصدقاء" عندما يكتبون عن "السّاحات" أو يتحدثون عنها إنّما يذكرونها بصيغة "التّقزّز والضّجر والتّعالي"، وغالباً ما يصرّح أحدهم بأنّه لا يقرأ السّاحات، وأن أحدهم أحضر له ما كتب عنه، أو أنّه لا يزور هذه "الحمامات الإنترنتية".
إنّ واقع الكُتّاب مع أهل السّاحات مثل واقع العرب مع شعر نزار، يقرأونه في الليل ويسيئونه في النهار، ولا تنخدعن - أيّها القارئ رحمك الله - بهذه الصّرخات التي يطلقها الكتبة مشتكين من المواد الضّارّة التي كتبت عنهم في السّاحات، فهم فرحون بذلك، سعداء بها، بدليل أنّهم يطرونها ويذكرونها في كلّ مكان يغشونه! وكلّ ما يمارسونه هو من باب "الافتخار الخفي"!!
حسناً - أيّها القارئ - اقرأ السّاحات وستعرف عن ماذا سيكتب هؤلاء الأصدقاء، خلال أيام، فهم سجناء للسّاحات، ورهائن عندها، مع أنّ المفترض أن يكون العكس، لكن هذه إحدى "خصوصياتنا" طالما نحن مولعون "بالخصوصية"!!
إن هذه معادلة ضيزى، أعنى الصراع بين الكتاب في الصحف والكتاب في الساحات - فالأخيرة تفرز لنا رموزاً وأشباحاً وأرقاماً ترمى وتسعى وتجاهد، في المقابل أن ترى الكتاب في الصحف حقائق وبشراً وأجساداً، تهفو وتتمرد وتعاند، صراع بين طرفين غير متكافئين وهنا تسجل الجدارة لأصحاب الساحات الذين اختاروا مكان المعركة وحددوا زمانها واختاروا فرسانها ليتحكموا باللطمات يقننوا الضربات.
إن كتّاب السّاحة في النّهاية بشر - رغم الاختلاف والتّباين معهم - فإنّ لهم كلّ الحقّ في إبداء الآراء التي يعتقدون فيها، وهذا حقّ لهم، ليس فيه منّة أو فضل، فالحريّة مكفولة للجميع وفق متطلباتها الشّرعيّة والعرفيّة والقانونيّة.في النّهاية، لا يمكن للمتابع إلا أن يرفع قلمه وقبعته إعجاباً بأهل السّاحات الذين سحبوا الكُتّاب من شواربهم الكثيفة، هنيئاً لهم، عندما أصبحوا يصنعون الفعل، ويتركون غيرهم يعيش ردّة الفعل!نعم هناك من يسئ لأهل السّاحات ولكنّ الزّبد سيذهب جفاءً، وما ينفع وينقد ويؤلم سيبقى مع نغمة يرددها كل كاتب ساحاتي قائلاً:
أنَامُ مِلءَ جُفُونِي عَنْ شَوارِدَها
ويَسْهَرُ الخَلْقُ جَرَّاهَا ويَخْتَصِمُ
حسناً - أيّها السّاحاتيون- اكتبوا ودعوا أصحاب الأعمدة يتخاصمون!! أحمد عبدالرحمن العرفجArfaj555@yahoo