كتَّاب إيلاف

ريادة مصر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دون أن نتهم بالشوفينية، يمكننا القول ـ بكل تواضع ـ إن مصر تمتعت طيلة التاريخ الإنساني المعروف بموقع متميز على الخريطة الحضارية للعالم، ولعلنا لا نضيف هنا جديداً إذا أشرنا إلى أن أرض مصر شهدت أول إيمان بالإله الواحد (عصر إخناتون)، كما سبق ذلك الإيمان بالبعث (أسطورة إيزيس وأوزوريس)، وارتبطت هذه الريادة العقائدية بتقدم هائل في العلوم (التحنيط مثلاً) ووالهندسة (المعابد والأهرامات) والفنون، خاصة النحت والرسوم التي لم تزل آثارها خالدة على جدران معابد الأقصر وأسوان وشتى أنحاء البلاد.
وحين أراد الله في العهد القديم أن يمتدح حكمة موسى النبي، ذكـر في العهد الجديد (فتهذب موسى بكل حكمة المصريين، ("أعمال الرسل 22:7")، وبذلك فأجدادنا الفراعنة العظام، كان لهم فضل الريادة في نشر قيم الخير والحب والجمال والتسامح، حتى أنهم أقاموا بجوار معابدهم الخاصة بعقيدتهم، معابد أخرى خاصة للغرباء ليعبدوا آلهتهم فيها دون أن يضيقوا ذرعاً بذلك.
وحتى في العصر الحديث، وهنا أقصد الحقبة الليبرالية التي شهدتها مصر قبل انقلاب العسكر عام 1952، وتحديداً من مطلع القرن العشرين حتى منتصفه، كانت لمصر الريادة في تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عام 1948 The Universal Declaration of Human Rights)) ، وهكذا ظلت مصر و أبنائها دائما لهم الريادة في جميع مناحي من سياسة و اقتصاد و فن و رياضة وغيرها.. الخ.
وجرت في النهر مياه كثيرة، ومع ذلك يبدو أن مصر لم تفقد ريادتها، وإن انتقل مضمار تلك الريادة من الفن والخير والعدل والجمال إلى خندق آخر هو الإرهاب والخراب وهنا نرصد بعضاً من الملامح التي تشير إلى تبدل ريادة مصر والمصريين.

ريادة مصر الحديثة:
منذ أن أسس حسن البنا جماعة "الإخوان المسلمين" عام 1928، التي أصبحت "أم الجماعات" وخرجت من عباءتها كل المنظمات الإرهابية في شتى أنحاء العالم، كما توالى ظهور أسماء "رائدة" في الإرهاب مثل:

* الدكتور ايمن الظواهرى الرجل الثاني لتنظيم القاعدة والعقل المدبر فيها مصري.

* محمد عطا رئيس خلية هامبورج ومخطط (غزوة مانهاتن) مصري الجنسية.

*الشيخ عمر عبد الرحمن زعيم تنظيم الجماعات الاسلامية مصرى الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون الأمريكية بعد إدانته بالضلوع حادث تفجير مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك في عام 1995.

* خليفة الزرقاوى (شريف هزاع) الملقب بأبو أيوب المصري أو حمزة المهاجر هو مصري.

* ريادة في التنظيمات الإرهابية فمعظم الإرهابيين في العراق (ما يسمى المقاومة) هم مصريون

* ريادة في الأمية 17 مليون أمي طبقا لإحصائيات الهيئة القومية لمحو الأمية ومصر تحتل المرتبة متقدمة ضمن اكبر تسع دول في عدد الأميين على مستوى العالم (تقرير الأمم المتحدة2005 للتنمية ) ويؤكد بعض المثقفين أن مصر بها 50 % من الشعب أميين .

* ريادة في مرض الفشل الكلوي

* ريادة في مرض الكبد الوبائي (الفيروس سى) حسب تقرير وزارة الصحة البريطانية منتشر في شمال أفريقيا وخاصة مصر ما بين 40 إلى 50 % من الشعب مصاب بهذا المرض.

* ريادة في ظاهرة الرشوة والمحسوبية وشعار (اللي له ظهر ماينضربش على بطنه) .

* ريادة في اضطهاد وإذلال 12 مليون قبطي في الداخل بحرمانهم من حقوق المواطنة واتهام الوطنين منهم بالخارج 1.5 مليون بالخيانة.

* ريادة في انتهاك حرية العقيدة للأقباط بحرمانهم من بناء كنائسهم بل هدمها (هجوم على دير الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر ودير بطمس بطريق السويس) بل وعلى ومقابرهم (الهجوم على مقابر الأقباط بابوزعبل)

* ريادة في انتهاك شرف الأقباط بتخطيط وتستر أمن الدولة على اسلمة البنات القصر.

* ريادة في قوانين سيئة السمعة أخيرا قانون حرية النشر.

* ريادة في عقد صفقات سرية (الإخوان جماعة محظورة اسما مع وجود 88 نائباً في مجلس الشعب).

* ريادة فى التخاطب الدبلوماسى (مرشد الاخوان مهدي عاكف صاحب أشهر "طز" في مصر وابو مصر واللى في مصر) وخلع الاحذية لضرب لتاديب الاعضاء المشاغبين (معركة طلعت السادات واحمد عز الشهيرة).

صديقي القارئ هكذا تحولت ريادة مصر من ريادة إيجابية إلى ريادة في القبح والكراهية، ريادة في انتهاك حرية وعقيدة الإنسان.
والآن لنا أن نتساءل: من هو المسئول عن خراب النفوس وضياع القيم وتدهور الأخلاق وتشويه تاريخ مصر والمصريين وخرابها اقتصاديا سياسيا اجتماعيا دينيا وعالميا ؟.
هل هم العسكر اللصوص، أم هو البترودولار الذي اصبح مورداً لاولي الأمر وفقهاء الإرهاب العالمي، هل الشعب المصري نفسه بسبب الخوف من زبانية وزراء الداخلية.
وهل يمكن أن تعود مصر منبرا للحب والعدالة والتسامح والجمال أم سينتهي بها المطاف إلى الوقوع في يد الغربان (الإخوان)؟

اترك لكم الإجابة
Medhat00_klada@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف