ماذا سيقول رئيس وزرائنا المالكي للسيد بوش؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
( 1 من 3 )
كان القلم مشغولا بالكتابة عن مشروع المصالحة، وبالخصوص عن برنامج السيد وزير الحوار الوطني، وكان بودي أن أشير إلى كثير من النقاط التي تحتاج إلى مزيد من التوضيح والبيان، خاصة فيما يتعلق بآليات المصالحة وأشياء أخرى تتصل بصلب الموضوع، ولكن الإعلان عن قرب زيارة السيد رئيس الوزراء المالكي لواشنطن منعتني من الاستمرار بهذا الموضوع المهم، عاملا بقاعدة الأهم مقدم على المهم.
ترى ماذا سيقول السيد المالكي للسيد بوش؟
لا شك أن السيد المالكي سيصحب معه فريق عمل كفؤ، وسوف يستشير سياسيين كبار حول ما يطرحه، وحول ما سيتناوله على طاولة لقائه مع السيد بوش، يقيني أنه ربما يستفيد حتى من شخوص غير عراقية، وليس ذلك صعبا ولا عيبا، فهو رئيس وزراء العراق، وله الحق، بل كل الحق في استشارة أصحاب التجارب في هذه النقطة بالذات كما يفعل أكثر رؤساء وزراء العالم، كل رؤساء وزراء العالم، خاصة وأن الاتصالات الشخصية في محيط السياسة العربية مؤثرة ومفيدة، لا أعتقد أن هناك ما يمنع السيد المالكي أن يستمزج أراء سياسيين محترفين ودبلوماسيين مخضرمين في مهمته هذه وهو ذاهب إلى البيت الأبيض، بل يقيننا أنه سوف يستفيد حتى من خصومه السياسيين العارفين بالنبض الأمريكي، كم هو جميل عندما نسمع أن رئيس الوزراء الاشتراكي في السويد يستشير وزير الخارجية الدانماركي مثلا عن كيفية التعامل مع الأمريكان، أو الأنكليز، شي جميل للغاية، وفي تصوري أن السيد المالكي أرفع وأروع من هذا المستوى.
والآن ماذا سيقول السيد المالكي لبوش؟
سيقول السيد المالكي لبوش أن حكومته أبدت الكثير من الأدلة على أنها سائرة في العملية السياسية وفق النهج الديمقراطي، وأنها جادة في محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وأنها برهنت على نيتها الصادقة في التفاهم مع دول الجوار، وأنها مصرة على حل المليشيات وأنها لا توافق على تسييس القوات المسلحة والجامعات، وأنها وجهت نقدا قويا لبعض خطب الجمعة التي تحث أو تشجع على الإرهاب...
سوف يعرض السيد المالكي انجازات حكومته على بوش، سوف يقدم الأدلة والأرقام على مدى جدية حكومته على أحلال السلام في العراق، ومن ثم البدء بعملية التنمية والأعمار والبناء...
ولكن!
سيقول السيد المالكي لبوش أن القضاء على الإرهاب في العراق هو نصر للعالم والمنطقة وللعراق ولأمريكا بالذات، ومن هنا ينبغي أن تكون إدارة بوش على أتم الاستعداد للتعاون مع حكومته، ينبغي على حكومة بوش أن تسال حليفاتها في المنطقة ماذا قدمت للعراق في إنجاز هذه المهمة الكونية الخطيرة.
سيصارح السيد المالكي بوش، بان هناك مظاهر مخيفة ومزعجة وتدعو للتساؤل داخل الشعب العراقي حول بعض تصرفات القوات المتعددة الجنسيات، فكثيرا ما تتمكن القوات المسلحة العراقية، جيش أو شرطة أو مخابرات من القبض على عصابات قتل وأجرام ــ في شارع فلسطين مثلا ــ ولكن بسرعة البرق تأتي القوات المتعددة الجنسيات وتأمر القوات العراقية بإطلاق صراح هؤلاء المجرمين، وهم عصابات مسلحة خطيرة، تسيطر على مباني، وتتحكم في شوارع!
سيقول السيد المالكي لبوش، هذه قضية خطيرة، والشارع العراقي يفسرها بأنها الوجه الخفي للسياسة الامريكية، وأن ذلك يحرج الحكومة العراقية، بل ينفي وجود حكومة عراقية حرة...
أليس كذلك يا سيد بوش؟
هكذا سوف يتساءل السيد المالكي.
سوف يقول السيد المالكي لبوش، أن بعض القضايا تتطلب تفاهم مباشر بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية، ليس عبر السفارة، ليس عبر السيد سفير خليل زاد، بل مباشرة، عبر خط ساخن... فهناك شكوك من بعض الأطراف العراقية ببعض مفردات سلوك السيد خليل زادة، خاصة فيما يتعلق بمحادثاته مع بعض ( الفصائل! ) المسلحة بدون علم الحكومة، وهو تصرف مثير للغاية، ولا يحترم إرادة الشعب العراقي الذي أنتخب هذه الحكومة، فأن الصوت العراقي أعطي لهذه الحكومة ولم يعط لخليل زادة.
سوف يقول السيد المالكي لبوش، أن هناك همسا عراقيا يفيد أن القوات الأمريكية بالذات لها جيش عراقي سري، ومخابرات عراقية سرية، رواتبهم من واشنطن، وأوامرهم من واشنطن، وهذه القوات السرية تفعل الأفاعيل، وتقوم بعمليات قتل واعتقال وممارسات تعرقل مسيرة السلام في العراق، ومن هنا يطالب السيد المالكي بوش بأن يجرى تحقيق مشترك، عراقي أمريكي بهذه الأقوال.
سوف يقول السيد المالكي للرئيس الأمريكي أن هناك ضباط أمريكان كبار، بالتعاون مع عراقيين جشعين، تحايلوا على ا لمنح الدولية للعراق،عبر صفقات وعقود وهمية أو نصف حقيقية، ابتلعت أموال العراقيين، وعليه يطلب السيد المالكي من بوش أن يمنع أي نشاط عقدي أو تجاري لضباطه، وأن توكل مهمة العقود، مهما كانت للحكومة العراقية، ولنا حديث مع هذه الحكومة في كيفية التعامل مع مسالة العقود.
سوف يقول السيد المالكي للرئيس بوش، أن هناك قوى تطالب بجدولة الانسحاب الامريكي من العراق، وهذه القوى تستخدم هذه الحجة لعرقلة العملية السياسية، بل تستخدمها لممارسة الإرهاب، وهو مطلب معقول بطبيعة الحال، ولكن ليس وقته الآن، وكل عقلاء العراق يقولون ليس وقته الآن، وحكومتي صرحت علنا أن انسحاب هذه القوات آت، ولكن مشروط باستكمال الاستعداد العراقي، جيشا وشرطة وأمنا، على مستوى العدة والعدد، ومن هنا سوف يطالب السيد المالكي بتعزيز القوات العراقية، بالمعدات التي من شأنها الإسراع بأحكام الأمن والسيطرة...
ترى هل أمريكا عاجزة عن تزويد الحكومة العراقية بما يلزمها في هذا المجال؟
أمر غير معقول...
سوف يلمح أو يصرح السيد المالكي بذلك لبوش، ولذا ربما سيكون هناك مختصون من ضباط وشرطة في صحبة السيد المالكي كي يعرضوا على السيد بوش حاجة القوات العراقية المسلحة في هذا المجال.
سوف يقول السيد المالكي لبوش أن هناك مناطق ساقطة بيد الإرهابيين، وهي تحت نظر القوات المتعددة الجنسيات، وهذه المناطق هي مصدر البلاء، ولذا ينبغي الاسراع بمعالجتها عن طريق المزواجة بين السياسة والقوة، وسوف يؤكد السيد المالكي لبوش أن القوات المتعددة الجنسيات، الأمريكية بالخصوص تمتنع عن معالجة هذه النقطة المهمة بشكل حاسم،والأمر محير جدا، ومن هنا نعتقد أن السيد المالكي سوف يطالب السيد بوش بإطلاق يد القوات العراقية لمعالجة الأمر، ولا مانع بدعم وإسناد القوات المتعددة الجنسيات، ونعتقد أن السيد المالكي سوف يصطحب معه خارطة بغداد مفصلة ليشرح للسيد بوش هذا الواقع المؤلم، وأن السيد المالكي ربما يستعين بالسيد جبر لتزويده بالمعلومات الكافية في هذه النقطة.