أمريكا وحل مشكلة الأقباط
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يأخذ د. محرز على الأقباط ملاحظتين، الأولي هي قوله للأقباط أن عليهم أن يعرفوا في حل مشكلتهم "فن الممكن عند التفاوض"، لكن يا سي محرز متى طالب الأقباط بالمستحيل؟ هل تعتبر تعديل المادة الثانية في الدستور التي تجعل من الشريعة الإسلامية مصدراً أساسياً لسن القوانين "فن المستحيل"؟ . وهي مادة عجيبة وغريبة حولت الأمة المصرية، التي يفرقها الدين ويوحدها الوطن المصري والوطنية المصرية، إلى "طائفية" متعصبة تريد أن تفرض دينها على مواطنيها غير المسلمين؟! وكم بمصر من المضحكات المبكيات، لأنه كما يقولون "شر البلية ما يضحك"، لكن علينا الاعتراف بأن الشعب المصري كله يعاني،مسلميه ومسيحيه، لكن الأقباط يعانون مرتين، مرة كإخوانهم المسلمين من الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الصعبة، ومرة أخرى بحرمانهم من بعض حقوقهم الدينية والمدنية التي يتميز بها عليهم إخوانهم المسلمين. فالمناخ العام في مصر الآن ملوث بجرثومة التعصب،من خلال الأعلام الذي سيطر عليه الإخوان المتأسلمون و بثوا من خلاله سموم تعصبهم الأعمى ، لأنهم يعتبرون الأقباط "الحيطه المايله" بالتعبير المصري، أو يعتبرونهم رعايا لا مواطنون في بلدهم،و يستخدمونهم كورقة ضغط على الحكومة المصرية، لنيل مزيداً من الامتيازات. ألم يتوعد الغنوشي الأقباط بالإبادة إذا حكم إخوانه في التعصب مصر؟! ، وكذلك من خلال تنقية تعليمنا وخطب جمعنا من هذه الجرثومة التي أفسدت علينا حياتنا، لتعود مصر لكل المصريين. فعندما طالبت بذلك في مؤتمر زيورخ الثاني قال لي البعض:"معنى ذلك أن ننتظر حتى تتغير المناهج والإعلام والتعليم"، فقلت: نعم، لقد ظلمتم وتحملتم كثيراً عير العصور والقرون، وبدأت لكم الآن بشائر أخذ حقوقكم ، الأقباط اليوم مازالوا لم يأخذوا كل حقوقهم الدينية والمدنية، لكن حالهم أقل سوء من الماضي رغم مذابح الكشح الفظيعة، وغيرها من الاعتداءات الغاشمة التي يمارسها المتأسلمون المتدينون في الأمن المصري .المطلوب الآن الاقتراب من إخوانكم المسلمين المعتدلين، وتقريب وجهات النظر، والانطلاق من نقاط التلاقي بين الديانتين، والبعد كل البعد عن نقاط الاختلاف، لأن التطرق إلى نقاط الاختلاف يصب في خانة التطرف، ويجعل المعتدلين يميلون إلى التطرف، أو في أحسن الأحوال إلى الصمت.
الملحوظة الثانية التي أخذها د. محرز على الأقباط تتعلق بإقحام مشكلة مسيحي لبنان في قضية أقباط مصر،وهو مأخذ مردود ومدسوس من د. محرز الذي حاول دس السم في الدسم، فالمطلوب اليوم هو توحيد جميع أقليات الشرق القومية كالأكراد، والدينية كالمسيحيين صفوفهم للمطالبة بحقوقهم الدينية والمدنية المهضومة. عدو الأقليات واحد: الأنظمة الباغية الطاغية مثل نظام صدام حسين البائد في العراق الحبيب، والذي ساهم فيه الأكراد بنصيب الأسد في إبادته. وعدوها الثاني هو المتأسلمون الذين يحاولون اللعب بورقة الطائفية، والتفريق بين المصريين بقولهم:هذا مسلم، وهذا قبطي، وأنا أقول لهؤلاء الغربان الذين يسعون لخراب مصر خسئتم،بل قولوا هذا مصري قبطي، وهذا مصري مسلم ولا فرق بينهما إلا بالتقوى والعمل الصالح. ليبقي "الدين لله والوطن للجميع" كما قال ابن مصر البار والأزهري المستنير سعد زغلول.
فعلى الأقباط أن يعوا حقيقة قضيتهم، وكيفية الانطلاق للمطالبة بحقوقهم التي كفلتها لها الشرائع والقوانين الدولية،حتى يحصلوا على حقوقهم ويكسبون مزيداً من التعاطف مع إخوانهم المسلمين المعتدلين، عليهم أن يأخذوا الدرس من الأكراد، فقد صبروا و صابروا وكان لهم النصر في النهاية. والنصر دائماً للمستضعفين في الأرض .
Ashraf 3@wanadoo.fr
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف