كتَّاب إيلاف

الفضائل والسيئون!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يوماً بعد يوم يسجّل رجال الأمن الشّجعان صفحات مشرقة، وجسارة متألّقة في جسّ المناطق، وإخراج الدّمامل المتطرّفة التي تريد الإفساد في الأرض، والعبث في أنحائها..
إنّهم بشر قالوا وفعلوا، صدقوا فيما عاهدوا الله ثمّ أنفسهم عليه، امتطوا الإخلاص، واتخذوا من "التّضحية" سبيلاً، والإقدام طريقاً، ليقولوا للنّاس ثمّ للتّاريخ بأنّهم "حماة الوطن وعيونه السّاهرة"!!

لقد أصبح نجاح الأمن السّعودي في ضرباته الاستباقية مثلاً يقتدى به، وعلامة يستشهد بها في مسيرة التّفوق البشري في مكافحة الإرهاب، والحرب على التّطرف.
ولكن - وما بعد لكن مؤلم أحياناً - لماذا نجح الأمن وفشل غيره؟ هكذا سأل الصديق عبدالرّحمن الرّاشد؟!
!

ثمّ يضيف الرّاشد: " الحقيقة أنّ النّجاح الأمني غطّى على الفشل الثّقافي الذي يفترض أنّه خطّ الدّفاع الأوّل، والأمن هو خطّ الدّفاع الأخير، ولأنّ الأمنيين يسبقون كلّ عمليّة إرهابيّة، فإنّ أحداً لم يعد يسأل، ويحاسب الإخفاق الثّقافي المتسبّب في ظهور الإرهابيين الجدد"!!

لقد حاول الكثيرون الإجابة على هذا السّؤال، فمن قائلٍ: إنّ الحزم والشّدّة اللذين كانا باديين في الجوانب الأمنية لم تكون بذات القوّة حيال التّعاطي مع الشّان الثّقافي!أكثر من ذلك فإنّ العصا الغليظة التي قمع بها حملة السّلاح لم تكن هي ذات العصا التي أشهرت في وجه حملة التّكفير ودعاة التّطرف..

ومن قائلٍ: إنّ الشّأن الثّقافي انصرف إلى منع التّعاطف مع الإرهابيين، وصدّ أفكارهم، والرّدّ عليها، وكشف خطئهم، بمعنى أنّ الشّأن الثّقافي انصرف إلى العمل من خلال "ردّة الفعل" وليس الفعل، وبمعنى أكثر من ذلك أنّ الثقافي طرح نفسه على أنه صاد وراد ومانع ومدافع، وكلّ هذه مواصفات الضّعيف، لأنّ القويّ يخطو خطوتين، الأولى استئصال الإرهاب والثانية طرح البديل الذي يملأ السّاحة، ويؤكّد القوّة التي يتمتّع بها!!

وثالث يقول: إن وسائل الإعلام - التي فوق السيطرة- تغذّي الإرهاب، وتدعم التّطرّف، وتضخّ في وريد العنف، الأمر الذي يخرق جهود "المكافحة" ويضعف مجهودات الشّأن الثّقافي!!

إنّ كلّ هذه الأقوال لها وجاهتها، وتأخذ حقها من الصّواب، وتحصل على حصّتها من الصّحة، وما لم يقل من قبل هو أن التّرويج للفكر الضّال والتّدعيم له في المملكة لم يتوقّف - بكلّ أسف - رغم كلّ المتابعات والملاحقات، والسّبب هو تقاطع الأفكار التي ينادي بها الإرهابيون مع الأهداف العليا للإسلام، وخذ مثلاً فضيلة "الجهاد" التي يستغلها دعاة العنف ومسوّقو الإرهاب في تمرير أهدافها الدّنيئة، وعلى القارئ أن يقيس بقيّة الفضائل، ورحم الله شيخنا العقّاد عندما قال: [الفضائل - دائماً - يستغلها السيئون]!!


Arfaj555@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف