كتَّاب إيلاف

السياسيون وكأس العالم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

التأهل إلى نهائيات كأس العالم انجاز رياضي أما اللعب في كأس العالم فهو انجاز سياسي، هذه الحقيقة تتجلى معانيها عند متابعه ردود الفعل السياسية المحلية والدولية تجاه ما يحدث أثناء النهائيات من تعليقات وصور ومشاركات واستغلال للسياسيين والصحفيين لما يحدث في نهائيات الكأس والتي تتكرر كل أربع سنوات. خلال النهائيات تختلط السياسة بالرياضة فلا يمكن التفريق بينهما.
(بعد الوقت الأصلي الذي انتهى بالتعادل والوقت الإضافي الذي أعادنا إلى الفرز اليدوي تتوجه المكسيك إلى ضربات الجزاء)
لم يكن هذا كلام معلق رياضي وإنما كان تحليل سياسي متأثر بأزمة الانتخابية المكسيكية بعد أن أسفر الفرز التمهيدي عن تقدم مرشح العمل الوطني فليب كالديرون.
إسرائيل استغلت بدورها انشغال العالم بالكأس العالمية لتقوم بأعمال وحشيه ضد الشعب الفلسطيني واللوبي اليهودي في ألمانيا استغل مواقف الرئيس الإيراني السياسية تجاه إنكار المحرقة ليحاول منعه من الحضور لتشجيع المنتخب الإيراني.
رئيس الوزراء الايطالي رومانوبرودى كتب يوم الخميس 7/7 /2006 م مقالا في صحيفة لاجازتيا الايطالية عنوانه (المنتخب الوطني أصبح عنصرا موحدا لكافه أطياف المجتمع الايطالي) ربما كان هذا احد الدوافع لفريق بلاده ليحرز الكأس بعد أن استخدم احد لاعبي الفريق الايطالي عبارات عنصريه ضد زيدان حسب ما تناقلته الأنباء بحثا عن سبب تصرف زيدان الذي احزن الرئيس الفرنسي وملايين المعجبين.
بعد هزيمة ألمانيا الصحف الألمانية تطالب الألمان بمقاطعه البيتزا الايطالية والتلفزيونات العالمية تظهر المطاعم الايطالية بدون زبائن بعد المباراة بيوم واحد.
(إن عندي من الحب العظيم لألمانيا ما يجعلني سعيدا أن لدى منها اثنتين وربما فريقين في كأس العالم ) قالها احد اشد أعداء ألمانيا من الساسة الفرنسيين بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ليثبت ارتباط السياسة بالرياضة حتى في أقسى الأوقات.
الصورة التي وزعتها وكالات الأنباء وفيها يقفز الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب فرحا بعد الهدف الثاني لمنتخبنا ضد تونس تختصر الاهتمام والحضور والتواجد لتمثيل المملكة سياسيا في هذا التواجد العالمي الفريد وتصور أهميه دعم المنتخب الوطني المعنوي أما الفوز والهزيمة فقد يحدثان نتيجة قرار حكم خاطئ أيضا
الكثيرون من الأقلام الصحفية السياسية والرياضية في المملكة تناسوا أن التواجد في كأس العالم هو تمثيل سياسي ووطني وتناسوا انجاز الوصول إلى ألمانيا ورفع العلم السعودي هناك وقت عجزت فيه دول مثل تركيا وروسيا وغيرها من الفرق العريقة في التأهل أما الفوز والهزيمة فهذا أمر آخر فالبرازيل خرجت ومع ذلك لم يتهجم احد على منتخب بلاده ويشكك في وطنيه لاعبيه في عز حاجتهم للدعم المعنوي ووجدوا هزيمة منتخبهم الوطني أمام أوكرانيا فرصه للكتابة ضد منتخب يحمل شعار بلدهم العزيز. هؤلاء الكتاب بحاجه لتثقيف سياسي ووطني ليدركوا خطأ ما أقدموا عليه.
العقيد القذافي والذي طالما اهتم وافتخر بالانتماء لإفريقيا السوداء على حساب الجغرافيا والتاريخ وعلى حساب قوميته وهويته العربية ارجع هزيمة المنتخب السعودي إلى أمور عنصريه لا تليق بزعيم يعيش في زمن القانون والقبول بتعويضات لوكوربى وتناسى القذافي الحديث عن الأسباب التي منعت وتمنع الفريق الليبي ولو لمرة واحده من التأهل لكاس العالم طيلة فتره حكمه والتي تجاوزت ألسبعه والثلاثين عاما رغم سخائه المالي السياسي في دعم الرياضة الليبية بل وحتى الإفريقية بل ومنتخب الجيش الجمهوري الايرلندي!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف