هل سيحقق حسن نصر الله مبتغاه ويشعل لبنان...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
... والشرق الأوسط؟!
ماذا يريد نصر الله من لبنان؟ وهل لن يهدأ له بال حتى يحرق لبنان واللبنانيين مرة أخرى؟ لماذا التصعيد في الجنوب في هذا الوقت بالذات؟ فالتصعيد الذي فعله يوم 12/7/2006 حزب الله يعتبر عملاً خطيراً، ولن تحمد عقباه، في وقت الشرق الأوسط نائم فيه على برميل من البارود، وجاهز للانفجار في أي وقت، ولأي سبب،فالمطلوب الآن التهدئة وليس التصعيد. لقد أصبح مصير لبنان متوقف الآن على مزاج نصر الله ونظام دمشق الدموي وملالي طهران، لبنان بأكمله وبشعبه ستدفع ثمن مغامرة نصر الله المجنونة بأسر جنديين إسرائيليين، هدف نصر الله وحلفائه في سوريا وإيران هو إفساد موسم السياحة في لبنان لمضاعفة المصاعب الاقتصادية، وإسقاط الحكومة الوطنية الحالية لصالح حكومة عميلة لدمشق وطهران. فلقد اعتبرت إسرائيل أن أسر جنديين من جنودها على الحدود مع لبنان من جانب حزب الله الشيعي يشكل "عملاً حربياً"، كما توعد أولمرت أن: "الحكومة اللبنانية مسئولة ولبنان سيدفع الثمن". وهو يعلم جيداً أن حزب الله خارج القانون لا يستمع للحكومة ولا يتحاور معها، بل إن قصده هو توريطها وإحراجها لإخراجها من المسرح السياسي، وبصدق أعلن وزير الأعلام غازي العريض أن "الحكومة اللبنانية لم تكن على علم وهي لا تتحمل المسؤولية ولا تتبني ما جرى ويجرى من أحداث على الحدود الدولية". وهنا أتساءل من المسئول عن أمن لبنان واللبنانيين؟ هل هو رئيس جمهوريتها والحكومة المشكلة؟ أم حسن نصر الله؟ وكيف سمح اللبنانيين لشخص كحسن نصر الله الذي يعرف الجميع لحساب من يعمل ومن أين يقبض، أن يلعب بمصير دولة ومستقبل شعب، تعب من الحروب وأراد أن يعيش في سلام وأن يحكم نفسه بنفسه،فواضح الآن أن مستقبل لبنان والشرق الأوسط أصبح رهن إشارة سي حسن، فهو يتكلم وكأنه الآمر الناهي في لبنان، حيث يقول:"لا نريد التصعيد في الجنوب ولا نريد أخذ لبنان إلى حرب، ولكن إذا أراد العدو التصعيد فنحن جاهزون للمواجهة إلى أبعد ما يمكن"، هذه التصريحات العنترية عودنا عليها جنون الحكم الفردي في مصر الناصرية، وعراق الصدامية، وإيران الخمينية... والنتيجة كانت - وستكون - دائماً هي الهزيمة والانكسار. إذا كان سي حسن يعتقد أن إسرائيل لن ترد على هذه العملية فهو واهم، لكن المشكلة أنه ليس هو ولا أسياده في طهران ودمشق هم الذين سيدفعون الثمن، بل أن لبنان الجريح الذي يلملم جراحه، هو الذي سيدفع ثمن جنون نصر الله من اقتصاده المنهار ومن دم شعبه الذي تعب من الحروب، فالمقصود من هذه العملية، في هذا الوقت بالذات، هو إشعال ساحة الجنوب اللبناني، حتى ولو أدي ذلك لحرق بلد وشعب بكامله، فخراب لبنان وانهيار اقتصاده وقتل شعبه لا يهم نصر الله، طالما أن مئات ملايين الدولارات تأتيه من طهران، تحت رعاية النظام السوري الدموي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة. فلبنان مازال هو الورقة التي يلعب بها نظامي دمشق وطهران مع الأسرة الدولية، وعندما أراد أبناء لبنان المخلصين سحب هذا الكارت من أيديهما بتحرير لبنان من الاحتلال السوري، واستصدروا قراراً من الأمم المتحدة بذلك، دفع الشهيد رفيق الحريري ثمن هذا الخروج حياته،فحسن نصر الله يريد الآن بهذا التصعيد إعادة لبنان إلى المربع الأول،حيث ستجتاح إسرائيل جنوب لبنان، وندخل في حرب جديدة، واحتلال جديد. فنصر الله وأسياده في دمشق وطهران يجيدون خلط الأوراق ولا يهمهم مصالح الشعوب، المهم مصالحهم هم فقط وبقائهم في الحكم ، ونصر الله يعرف جيداً كيف يلعب على الوتر الحساس، ويلهب مشاعر الجماهير بالشعارات الرنانة التي تدغدغ مشاعر الشارع العربي حيث يقول: "ليس هناك وقت للمزايدات"، ووالله يا شيخ إنها عبارة تنطبق عليك أنت حرفياً،فأنت كشيخ الإرهاب بن لادن الذي يستغل القضية الفلسطينية في خطبه للعب بمشاعر الجماهير الجاهلة والمضللة،فبن لادن ونصر لا فرق بينهم في التكنيك، إنها الميكافيلية "الغاية تبرر الوسيلة"، فالقضية الفلسطينية هي قميص عثمان الذي يستخدمونه عندما يريدان إلهاب مشاعر الجماهير المسكينة، التي تندفع كالقطيع وراء الشعارات التي هي سبب بلائنا، فإذا كان بن لادن ونصر الله يتبنون القضية الفلسطينية وصادقون في تحريرها كما يقولون، فلماذا لا يذهبان إلى أرض فلسطين ويحاربوا منها؟ لماذا يوسعان دائرة الحرب وينقلون المعركة خارج حدود فلسطين المحتلة؟ يقول سي حسن موجهاً رسالته للفلسطينيين: "المزيد من الصبر والثبات والتحمل، ولعل ما حصل اليوم في لبنان يفتح باب فرج ومخرج للأزمة التي جرت في غزة". فعملية 12/7/2006 لن تجلب الفرج للفلسطينيين ولا للبنانيين كما تهذي يا سي حسن، بل ستجلب عليهم مزيداً من الخراب والدمار،ومزيداً من القتل والتشريد، ويختتم سي حسن اللعب بمشاعر الجماهير قائلاً: "من أرض لبنان وفلسطين إلى الشعب العراقي" مناشداً إياه بـ"التفتيش عن عناصر الموساد الذي أتي بهم إلى العراق ليقتلوا هنا وهناك". حسن نصر الله يلعب على كل الساحات وبكل الأوراق، إنه يلعب الثلاث ورقات الآن كساحر يضحك على عقول مشاهديه، إن سي حسن "عبد المأمور" ينفذ ما تريده طهران ودمشق منه، لأنهما يعتبران لبنان هي خط دفاعهما الأول، فهل سيترك العالم واللبنانيون هذا المهووس يحرق لبنان وربما الشرق الأوسط كله؟ وهل سيدفع لبنان وشعبه ثمن أخطاءه؟، متى ينفذ اللبنانيون والأسرة الدولية القرار 1559 الذي ينص على نزع سلاح حزب الله وطرده من الجنوب، وتعويضه بالجيش الوطني اللبناني ، الذي برهن باعتقاله لشبكة الجوسسة الإرهابية الإسرائيلية عن وطنيته وقدرته.
وقبل أن اختم مقالي، أهمس في أذن سي حسن وأقول له كف عن خطبك العنترية، التي لا يجيد العرب سواها، فقبلك كان عبد الناصر يقول"سأضرب إسرائيل ومن وراء إسرائيل"، وكانت الشعوب العربية تهتف له من كل قلبها وتفتديه بروحها، فلم يجلب لمصر إلا الخراب والدمار وهزيمة 1967 التي مازلنا نعاني آثارها حتى الآن، والتي كانت سبباً في ضياع باقي فلسطين واحتلال الجولان وسيناء، وأنت تقول أن تنظيمك"مستعد للمواجهة"، فكل مواجهة مع إسرائيل تمنينا بهزيمة جديدة، وتعمق فينا جرحنا النرجسي النازف منذ العام 1948، فبالله عليك ياشيخ اذهب أنت وشبيهك بن لادن إلى الجولان وفلسطين وحرراهما بدلاً من اللعب بمصائر دول وشعوب المنطقة، وكفاكم متاجرة بالقضية الفلسطينية، ودع لبنان للبنانيين الذين يريدون حكم أنفسهم بأنفسهم، والعيش في سلام، لتعود لبنان كما كانت أول بلد سياحي في الشرق الأوسط، لبنان الأمن والأمان، لبنان فيروز، وجبران، وميخائيل نعيمه، وحسين مروة، ومهدي عامل - اللذان قتلهما نصر الله - وكمال جنبلاط، ورفيق الحريري، الذي شارك نصر الله في اغتياله ...
Ashraf 3@wanadoo.fr