لبنان طائر الفينيق الذي لن ينهض هذه المرة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تستمر الآلة العسكرية الإسرائيلية في صب حممها المجنونة على رأس الأبرياء، لتقتل المدنيين بجريرة فئة عميلة مغامرة. إذا كان من الأنصاف والحس الإنساني قبل كل شيء، التنديد بجرائم الجيش الإسرائيلي حين قتله الأبرياء في كل من فلسطين ولبنان، فإنه كذلك من العقل و"إستبطان" ماوراء الأمور، الإشارة إلى مسؤولية نظامي الجريمة المنظمة في كل من طهران ودمشق عن حدوث كل هذه الأهوال والمصائب للبنانيين. هذان النظامان متمرسان في تخطيط وتنفيذ الجرائم وإشعال الحرائق في المنطقة. فنظام البعث الأمني السوري قرر إشعال لبنان لإيقاد نار في خاصرة إسرائيل والتلويح ببعض الأوراق التي مازال يحتفظ بها (بعد إندحار ميليشات اللصوص وعصابات التهريب، التي سٌميت زيفاً بالجيش من لبنان) وذلك تحسباً ليوم الحساب وساعة صرفه من "الخدمة" والتي إقتربت كثيراً.
وسبق لرأس هذا النظام أن هدد العالم بإدخال المنطقة في "فوضى كبيرة" إذما صٌدر قرار الإطاحة بنظامه. ونظام محمود أحمدي نجاد مابرح وهو يهدد بإزالة دول من على الخريطة والأستعداد لقتل الملايين إرواءً لرغبات وأحقاد دينية غابرة، غرسهّا فيه ذلك المنهج القائم على كره كل الناس، عدا أبناء "الفرقة الناجية" مثلما علمته شعارات الثورة الآيلة للأفول. ونجاد ورهطه فكروا في أن يستخدموا المتراس الأول لبنان، ويحرقوا أهله في سبيل إلهاء واشنطن والغرب عن برنامجهم النووي التدميري. وكانت الأوامر ل"حزب الله" وزعيمه الهارب حسن نصرالله بالتصعيد عشية إنكشاف حيلة علي لاريجاني بعد أن أتبعه الغربيون ل"عند الباب" وتبينوا كذب (أوتقية؟) القوم في طهران في وعودهم بتلقف "الحوافز" وترك تطوير وتفجير الذرة لأهلها.
هكذا كان الأمر، وصعّد حسن نصرالله وسافر لاريجاني لدمشق، التي أصبحت الأن، بالمناسبة، مرتعاً للمزايدين والدجالين الآتين من كل صوب، يتقدمهم سماحة الشيخ المجاهد محمد رمضان البوطي!، الأستاذ في فن النفاق والردح، والذي يقتبس آيات القرآن في "الجهاد" ليوظفها بشكل متناغمات هندسية مدهشة تتطابق مع منطلقات (حزب البعث العربي الإشتراكي) النظرية في "الصمود والتصدي" و"المعركة المصيرية" و"التوازن الإستراتيجي" إياه...!.
والحال، إن ماتفعله كل من طهران ودمشق لهي حرب إستباقية ضد الولايات المتحدة والغرب والمجتمع الدولي برمته. فعوض القبض على نظام الأسد متلبساً بجريمة قتل الحريري وغيرها من الملفات/الجرائم المؤجلة، يٌبادر هذا الأخير في الهجوم وإشعال المنطقة وقلبها رأساً على عقب. وبدلّ أن تٌحاصر طهران حصاراً محكماً ويتكالب عليها أعضاء مجلس الأمن لإضعاف موقفها سياسياً، تميهداً لما بعد ذلك من شرعنّة تأتي لتتيح لواشطن وتل أبيب دكّ برنامجها النووي وإمحائه، تأمر "حزب الله" بالهجوم وفتح جبهة الجنوب لتحصّن من قدراتها وتستعد لمواجهة العالم بشأن برنامجها النووي.
الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تضيعّان الوقت حينما تتفاوضان مع نظامين خارجين عن القانون. وجنون الجيش الإسرائيلي وتخبطه في الرد والإنتقام بقتل المدنيين والأطفال( مع أخذ التهويل والعويل وردح أجهزة الأعلام العربية وعلى رأسها قناة {الجزيرة} القطرية الغوغائية بعين الأعتبار) سيجعل من حالة العداء للغرب واليهود و"الصليبين" ترتفع بين الشعوب العربية والمسلمة لتصل لنسب قياسية. وهو الأمر الذي يٌهيء الأرضية المتماسكة لخروج الإرهابين من تحت الأرض، وتنفيذ المزيد من هجمات القتل الجماعية في الغرب، أو في الشرق: بإستهداف المصالح الغربية...
ثمّة حاجة لوقف طغيان الأنظمة الشمولية الراعية للإرهاب، وذلك لن يتم سوى بالسعي الحقيقي لدمقرطة منطقة الشرق الأوسط وتغيير مناهجها التعليمية الحاقدة وتقليم آلة الردح الهائلة والتي تقوم عليها كوادر مشبوهة خطرة. وهناك الحاجة الكبرى لفك القيد عن الشعوب وإطلاق سراحها وإحترام حقوقها ورفع السيف من على رقاب أبنائها. فالفشل متأت بالدرجة الأولى من الإصرار الغربي على إهمال أحوال البشر القابعين في زنازين الأنظمة العربية الجلادة، والتي تسمى ظلماً وعدواناً بالأوطان.
ومن نتاج ذلك الصمت والتواطئ أن الجيش التركي يريد دخول إقليم "كردستان العراق" لمهاجمة ثوار حزب العمال الكردستاني، وذلك بعد أن شجعه صمت واشنطن وتواطئها حيال قتل الناس في لبنان. وهو الأمر الذي إذما حدث فسوف يخلق فلسطين أخرى في أقليم كردستان الشمالية، ويبعثر كرة النار الكردية في تركيا نفسها. كما سوف يٌخرب تجربة كردستان الجنوبية الفيدرالية، تلك البقعة الآمنة المطمئنة من العراق الأميركي الجديد: والذي يعوم ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام في بحر من الدماء البريئة، التي سٌفكت، ومازالت، على الهوية الطائفية...