هل حقا أن المالكي يسأل وزراءه؟
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وإني على يقين أنه يسألهم!
ولكن ماذا يسال؟
هل يمكن أن أقول أنه يسال الوزير عما عمله لتطهير وزارته من المتلاعبين بأموال الناس ومقدرات الشعب بحجج واهية وأساليب شيطانية؟
هناك فساد إداري ومالي في كل الوزارات كما نسمع، ولذا أعتقد أن السيد المالكي سوف يستدعى كل وزير ليسأله عما فعله لطرد ومحاسبة هؤلاء، والوزير الذي لم يقدم على مثل هذه الخطوة هو وزير فاشل، أو متعاون، أو متواطي، يجب عزله، بل يجب محاسبته.
في تصوري أن السيد ا لمالكي يسأل كل وزير على حدة عن مدى استفادته من أهل الاختصاص في وزارته، فهو سوف يسأل وزير التربية ـ على سبيل المثال ــ عن الأسماء العراقية العلمية ذات الاختصاص بالتربية وعلم النفس التي ضمها إلى طاقم وزارته، سوف يقول له كما أتصور : أن اختصاصك ليس تربويا، ولكن وزرناك وفي تصورنا أنك سوف ترسل على قائمة المختصين في جامعات العراق بعلوم النفس والتربية وطرق التدريس كي تستعين بهم، وسوف يكرر هذه السؤال مع كل وزير من وزرائه.
المالكي ربما يحمل معه ملف ليكاشف هذا الوزير أو ذاك عن توظيف بعض الأسماء، سوف يكاشف المالكي هذه الوزير بأنه وظف أسماء لا تمت إلى الخبرة التي تحتاجه وزارته، بل وليس هناك ما يدعو إلى توظيف من هذا النوع، وربما يقول المالكي لهذا الوزير، أن هذا الموظف الكبير هو من أقاربك، أو هو من حزبك، أو هو محسوب على العالم الديني الفلاني، فهل لهذه الاعتبارات تم توظيفه من قبل وزارتك؟
السيد المالكي سوف يسأل كل وزير عن خطة عمله، عن برنامجه الذي سوف يعمل بموجبه، هل هناك خطة عاجلة؟ وخطة آجلة؟
السيد المالكي سوف يسأل هذا الوزير أو ذاك إن نظف جدران وزارته من صور الزعماء السياسيين والدينين التي شوهت معالم الوزارة، وأبرزتها للخارج وكانها كابينة دعاية رخيصة، سوف يعلم السيد المالكي أن لا نقاش ولا حوار سياسي داخل الوزارة، وغير مسموح للزيارات الخاصة، ولا مسموح لإقامة صلوات الجماعة،بل وربما حتى المنفردة، فدوائر الحكومة للعمل وليس للعبادة، وإذا كان الموظف بما فيهم الوزير حريصا على أ ن يكون عبدا لله، فبإخلاصه لعمله، وبحرصه على وقت الناس، فأنه ما دام موظفا يشتغل براتب من ثروة الشعب، عليه أن يستثمر زمن دوامه في الدائرة لخدمة الناس ليس إلا.
السيد المالكي سوف يسال هذا الوزير أو ذاك عن سبب إقصاءه لمساعدين أ كفاء كان الوزير السابق قد استعان بهم، وأدوا ما عليهم بإخلاص وكفاءة، فلم تم استبدالهم بغيرهم؟
السيد رئيس الوزراء وهو يسأل هذا الوزير أ و ذاك ربما ينبري أحدهم ليقول له : سيدي لا توجد كفاءات، نحن في حيرة، وببساطة سيرد السيد المالكي ليقول له : نعم، هناك كفاءات، وكفاءات كبيرة ضخمة، هل ذهبتم إلى الجامعات العراقية لتسألوا عن الطواقم الدراسية هناك؟ سوف ينبري ( حزبي ديني أو أ ديولجي ( ليقول له : سيدي هؤلاء بعثيون، لا يمكن الاعتماد عليهم، هؤلاء لا يصلون، وقد شوهد أحدهم يشرب خمرا، فما للمالكي ألا أن يجيبه : وليكن، فما دام لم يجرم،ولم يقتل، ولم يعمل ضد شعبه،فضلا عن كونه ربما مجبور على الانتماء لهذا الحزب المنحل، عليك أن تستعين به، عليك أن تضعه في مكانه الوظيفي المناسب، ولتعلم أيها المتدين أو الأديولجي أن الحضارة الإسلامية لم تبخل في الاستعانة بأخواننا من النصارى والصابئة بل وحتى من اليهود، كخبراء ووزراء وكتاب، فما بالكم؟ ومن أين جئتم بهذا الأفكار والتصورات الغريبة على ا لحس الإنساني والعلمي والديني؟
السيد المالكي سوف يسأل الوزراء عما قدموه من خطوات عملية على طريق حل مشكلات العراق، سوف يسأل وزير الكهرباء مثلا، عن اتصالاته بالشركات الكبيرة التي يمكن أن تزود العراق بمحطات توليد غير مستهلكة، عما فعله لمحاربة التلاعب بالحصة الكهربائية لكل فرد من أفراد المحلة أو القرية، سوف يسأل الوزير عن مدى صحة إنارة المنطقة التي ينتمي إ ليها الوزير أو رئيس مجلس المحافظة أو غيرهما لمدد تتجاوز الحق الطبيعي لها؟ سوف يسأل عن مدى صحة إنارة الكوت أو الرمادي ليوم كامل أو ساعات طويلة فيما أذا كان بزيارتهما مسئول حكومي أو عالم ديني...
ولنلتقي مع السيد رئيس الوزراء للحديث عن طاقمه الاستشاري في مقال مقبل إ ن شاء الله تعالى.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف