وجدتها... مصيرنا معلق بوقوع رايس بالحب!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
انتظروها كما لو كانوا ينتظرون المهدي المنتظر، فاهتزت منطقة الشرق الأوسط، بحكوماتها ومسؤوليها، وخرج محللوها الاستراتيجيون والعسكريون من تحت الأرض، ليس بسبب زلزال أو قنبلة نووية تجربها دولة عربية، وإنما بسبب قدوم فتاة أمريكية شابة طويلة ونحيلة إليها، وقيل أنها قدمة لوقف لإطلاق النار وإنهاء العدوان الاسرائيلي على بلد الحرية والحب، لبنان.
اسمها الدكتورة رايس، وأكثر ما هو مقنع فيها أنها وصلت إلى منصبها بعد دراسة وعلم وخبرة في العلاقات الدولية والعلوم السياسية، وهي التي استطاعت بفضل اجتهادها أن تحصل على درجة الزمالة في مركز جامعة ستانفورد للأمن الدولي والسيطرة على الأسلحة في سن 26 عاما.
وهذا المنصب لا يمكن أن يحتله أحد ما في عالمنا العربي إلا إذا تساقط شعره وأصبح أصلعا ووضع نظارات سميكة لا يخترقها الرصاص، وقرأ كل مجلدات الهزائم والانكسارات في "امتنا المجيدة" ووصايا عنترة وسيرة الزير سالم وقصة الديك الذي ضاجع عشرين دجاجة في ليلة واحدة( طالما أن الديوك العربية أوقفت الصياح وقررت التفرغ لمهمة ملاحقة الدجاجات!) وقصيدة الزعيم المقهور الذي وصل إلى الكرسي على ظهر دبابة وخرج من قصره على ظهر حمار.
ولن ننسى هنا أن الدكتورة المعجبة جدا بجمال ساقيها، قبل أن تعجب بالاتحاد السوفيتي وتدرسه وتتخصص به، وصلت لمنصبها بجهدها، وليس بدعم من قريبها الضابط في البحرية أو سلاح الجو الأمريكي. وإذا أخطأت رايس في كلمة أو جملة سيمسكها أي صحافي أمريكي من أذنيها ويمسح بأفكارها الأرض بمقال أو تقرير من العيار الثقيل من التي عودنا عليها سيمور هورش أو نعوم شومسكي.
ويوجد شئ آخر ملفت ومثير في شخصية الآنسة رايس، والذي يعجب عددا من المسؤولين الذين تجلس قبالتهم عندما تتجرأ أن تكشف عن ساقيها، لنلاحظ في بعض الصور الملتطقة والموجوة الآن أن بعض المسؤولين الذين جالسوها شردوا في ساقيها وهي تحدثهم: نعم تركوا السياسة والهموم السياسية والعلاقات الدولية وشردوا في ساقيها.
ولن استغرب أبدا إذا خرج محلل عسكري "فهلوي"، من صنف الضباط المتقاعدين الذين لم يتعلموا في جيوشهم سوى النظرية( إذا أخذنا رواتبا في العاشر من كل شهر فنحن إذن نأخذ الراتب كل أربعين يوما!)، وقالوا " إن ساقي رايس سلاح أكثر فتكا وخطورة من سلاح الدمار الشامل ولذلك فهي قيمة وطنية لبلادها". هذا وارد طالما أن ما يمكن أن تنتزعه من "أصحاب الشرود الطويل" بطريقة سلمية لن يخلف ضحايا ولن يكلف بلادها استخدام أسلحة لتغيير السياسات أو قلب الحكومات. ان الكثير من النساء وصلن إلى قمة أنظمة حاكمة وأطحن بالكبير قبل الصغير على ظهر الفراش وليس على ظهر دبابة!
وهذا وارد أيضا لدى دول لا يمكن أن تمتد رؤية سياستها إلى ما هو ابعد من ساقي رايس، أو مؤخرة راقصة عربية. لا تشتموني أرجوكم طالما لدينا اناس يتسمرون أمام شاشة التلفاز ويفضلون صورة "مطربة" تصدر "فحيحا" مثل الأفعى ( قال هذا غناء!! ) على رؤية صورة أخرى تحكي على بلد مجروح ومدمر.
وذات يوم وأنا جالس تحت شجرة همومي، سقطت على دماغي فكرة فوقفت على أوجاعي وصرخت: وجدتها.. وجدتها..كما صرخ نيوتن عندما اكتشف الجاذبية.
لدينا حل أوحد ووحيد لتغيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، التي بقدر ما حققت العدالة لشعبها يزرع حكامها الغبن والظلم في منطقتنا، والحل هو أن تقع الدكتورة رايس بحب شاب من الشبان الذين يأكلون الأخضر واليابس في منطقتنا مثل "عتريس" من صعيد مصر أو "أبو شهاب" من تدمر السورية. الطريقة الوحيدة للتغيير في السياسة الخارجية الأمريكية هي نصب شباك الحب والغرام لمبرمجة هذه السياسية ووقوعها في الحب فتعود إلى واشنطن لتطعن بوش من خلف ستارة وتتهم زوجته كما كان يحصل في مسرحيات شكسبير، أو تدس السم لديك تشيني على شاكلة القصص القصيرة والطويلة في تاريخنا العربي الذين نفتخر به ولكن نخجل أن نكشف لجيل بعد جيل سر طعن عقول هذا التاريخ بالخناجر أو دس السم لهم!
سامحوني.. فبئس هذا الزمان الذي أصبح الأكل والشرب كما تشتهي الدكتورة رايس، والتفكير، والحب، والقراءة كما تشتهي الدكتورة رايس، والتعبير عن حب البلاد بالسر خوفا من رايس.. وبئس هذا الزمان الذي يطالبون فيه بنشر قوات دولية على الحدود اللبنانية مع سوريا - الحدود التي كانت مفتوحة حتى في زمن الانتداب الفرنسي على البلدين.