كتَّاب إيلاف

يجب ان نؤمن بالمحارق اليهودية!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شاهدت قبل ايام على القناة الثانية لتلفزيون mbc الخاصة بالأفلام، فيلما عن محارق اليهود في عهد النازية.
كنت حينها مع جمع من الاصدقاء الذين استغربوا توقيت عرض فيلم عن محارق اليهود في محطة عربية في الوقت الذي تدمر فيه اسرائيل لبنان على من فيه.
هناك من اتهم المحطة بالعمالة، وهناك من اتهمها بالجهل، وآخر اتهمها بالتعمد في الاساءة للعرب.
أنا اقول ان القناة عربية لا عميلة، وتجارية لا سياسية. لكني اتفق على انه يجب مراعاة شعور المشاهد العربي، الذي لا يؤمن اساسا بالمحارق اليهودية، ناهيك عن عرض فيلم يتعاطف مع ضحايا المحارق وقت مجازر لبنان.
من الوهلة الاولى اقول ان ذلك صحيح.
لكن عندما اعيد النظر في المسألة أرى ان العكس هو الصحيح.
وسأقول لكم لماذا..؟
اولا، يجب ان نعترف بأن محارق اليهود قصة حقيقية وليست وهما صنعه اليهود كما نقول نحن. فهناك الف دليل على انها قد حدثت بالفعل.
كتب تاريخنا تقول لا.. واجدادنا يقولون لا.. لكن لا تاريخنا ولا اجدادنا رحمهم الله يملكون دليلا واحدا ينفي وقوع هذه المحارق.
أنا بدوري قرأت الكثير من الكتب. وقرأت ما امكن من وثائق عن الموضوع، فوجدتها تؤكد حدوث المحارق. وقد كانت بشعة بكل ما في الكلمة من معنى. بل وتحتم على الغرب التعاطف مع اليهود الذين قضوا حرقا لا لشيء سوى تمسكهم بدينهم.
وكما الغرب، كما هو نحن يجب ان نؤمن بأن تلك المحارق قد حدثت. بل يجب ان تعترف بها الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي ايضا.
فنحن عندما نؤمن بهذه المحارق، نكون قد وضعنا انفسنا على الطريق الصحيح في مواجهة الهمجية الاسرائيلية.
كيف؟
يحمل الغرب في ضميره وخزة ألم قوية بسبب محارق هتلر. معنى هذا انه يمكن ان نستغل نحن العرب وخزة الضمير هذه لنذكر العالم بأن من كانوا يوما وقودا للنار، يكررون الشيء نفسه مع آخرين، الذين هم نحن.
يجب ان نذكر الغرب بأن وخزة ضميره بسسب صمته على محارق النازية، تتكرر اليوم في مجازر اسرائيل ضد العرب.
لكن لا يمكن ان نقنع الغرب بما لا نؤمن نحن به.
كيف سنقنعه بالمحارق التي ترتكبها اسرائيل في ارضنا ونحن لا نتحدث بنفس لغة الغرب عن هذه المحارق؟
حربنا مع اسرائيل لن تحسم بالكاتيوشا، ولا بالصواريخ والطائرات..
حربنا مع اسرائيل هي اعلامية في المقام الأول وفي المقام الآخير ايضا.
لكن المشكلة ان صوتنا لا يصل الى الغرب الذي هو قادر على التأثير في صناعة القرار العالمي، فصوتنا غير مسموع!
لماذا..؟
لأننا لا نتحدث باللغة التي يفهمها الغرب وتؤثر فيه. ولا اعتقد ان هناك ما هو اكثر تأثيرا فيه من تذكيره بالمحارق اليهودية التي يتألم ضميره بسببها، ثم الاشارة الى ان هذه المحارق تتكرر الآن في فلسطين ولبنان.
حتى في اسرائيل نفسها، يتفق العاقل والجاهل على ان ما حدث في عهد النازية لا ينبغي ان يتكرر. وكلاهما خائف على خسارة تعاطف الغرب ان رأى القصة تتكرر. لكن الغرب لن يرى ذلك بدون ان تلعب السياسات العربية على وتر المحارق.
ربما قال البعض ان الغرب لا يغير رأيه بسهولة. أنا اقول ان الغرب لا يغير رأيه بسرعة، ولا علاقة للسهولة او الصعوبة بالموضوع. الغرب يحتاج الى وقت كي يبني قناعاته. هذا الوقت ليس هو بالطويل عادة، لكن السياسة العربية قصيرة النفس بطبيعتها، اضف الى ذلك انها جاهلة بالطريقة المثلى لمخاطبة العالم القوي.
لنعترف بأن محارق اليهود قد حدثت بالفعل.
ثم لنحدث العالم كيف ان هذه المحارق تكرر نفسها من جديد. عندها سنحقق ما عجزت عنه الكاتيوشا.

nakshabandih@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف