مع لبنان وكازينو لبنان ايضا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أنا مع لبنان.. ومع اللبنانيين في نفس الخندق.
كل العالم العربي اليوم مع لبنان في ذات الخندق.
ولعلي لا أبالغ ان قلت ان التحركات الشعبية لدعم لبنان لم تكن مسبوقة من قبل في التاريخ العربي.
اقول التحركات الشعبية، لا الرسمية.
اقرأ كل يوم الصحف العربية، فأجدها قد افردت في صفحات وصفحات لدعم الشعب اللبناني: ماديا، وعينيا، ومعنويا.
جهود يشكر عليها الجميع ولا شك..
لكني اسأل:
لماذا لا نرى شيئا مماثلا من اجل الفلسطينيين؟
عانى لبنان من قصف همجي اسرائيلي منذ شهر واحد تقريبا.
ومن اجل هذا القصف قام الشارع العربي على قدميه وما قعد.
فلسطين تتعرض للقصف منذ اكثر من 50 عاما، وما بلغ حجم تبرعات الشارع العربي له نصف ما تبرع به من اجل لبنان.
عندما اسر الفلسطينيون جنديا اسرائيليا منذ شهر استباحت اسرائيل غزة والقطاع، وقتلت في يوم واحد اكثر من 30 شابا، وخمسة اطفال، ودمرت عشرات المنازل.
بقينا صامتين. حتى تلفزيوناتنا اصابها العمى والصمم، وادارت ازرارها من تلقاء نفسها الى برامج اكثر اثارة.
لكن عندما أسر حزب الله جنديين، وردت اسرائيل بقصف بيروت، تحركت فينا النخوة، كما لو ان بيوتنا هي التي دمرت، وأطفالنا هم من قتل!
هل اللبنانيون اهلنا فقط دون الفلسطينيين؟
أنا مع لبنان، مع كل لبنان، لكني لا أريد ان ننسى فلسطين.
لا أريد ان نبكي على لبنان، وما ذرفت دمعة واحدة على فلسطين.
كما لبنان هو بلدنا كما هي فلسطين بلد لنا. وكما الشعب اللبناني هو اهل لنا، كما هو الشعب الفلسطيني اهل لنا. لكني لا ارى ذلك على ارض الواقع.
ربما نحن يائسون من القضية الفلسطينية. وها قد اعتدنا على قتل الفلسطينيين وانتهاك الاقصى ولا عتب على اسرائيل!
هل الدم اللبناني اغلى من الدم الفلسطيني؟
لا..
ولا الدم الفلسطيني اغلى من الدم اللبناني.
اذا.. لا يجب ان ننسى فلسطين في محنتها الطويلة ونتذكر لبنان في محنته الاخيرة.
ان فعلنا، فنحن بذلك اكثر ظلما من اسرائيل نفسها.
سؤال اخير:
هل نحن نتعاطف مع لبنان لأن شعبه شعبنا، وارضه وطن لنا، ام نحن نتعاطف معه لأن له طبيعة جميلة، ونساء جميلات كما قال لي صديق صعلوك، وكازينو على السفح ننسى فيه همومنا؟!
ربما كان ذلك دافعا، ولو بسيطا، لوقفتنا الحماسية مع لبنان. لكني اضيف الى ذلك ان هذه الوقفة هي انعكاس لمدى احساسنا بالخزي من الصمت الرسمي. او فالنقل احساس بالخزي من الموقف الرسمي الهش. وهو الموقف ذاته الذي اصبح معتادا ومتوقعا في الشأن الفلطسيني.
اذا.. وكما نحن نحس بالخزي من اجل لبنان، كما يجب ان نحس بخزي اكبر من اجل فلسطين، رسميا وشعبيا. وكما نحن نحب لبنان، كما يجب ان نحب فلسطين. وكما نحن نتبرع من اجل لبنان، كما يجب ان نتبرع من اجل فلسطين، ولو كانت غزة بلا طبيعة ساحرة، وفاتنات جميلات، وكازينو ننسى فيه همومنا!
nakshabandih@hotmail.com