جيوش إيران في لبنان والعراق! ماذا بعد؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هل يختلف مضمون تقرير السفير البريطاني في بغداد حول جاهزية و قيامة الحرب الأهلية في العراق والتي تسببت بها الأحزاب الطائفية العميلة والمتخلفة، عن تصريحات السفير الأمريكي السيد زلماي خليل زادة المؤكدة على وجود جيوش إيرانية في العراق تعمل على تعكير الجو في الشرق الأوسط؟ وتشتغل بجد ونشاط من أجل الدفاع عن المصالح وتحقيق الأجندة الإيرانية في المنطقة وعلى إعتبار أن العراق الضعيف المهشم النازف قد بات اليوم وفقا للعقيدة العسكرية الدفاعية الإيرانية بمثابة (خط الدفاع الإيراني الأول) في أي مجابهة عسكرية إيرانية قادمة حتما مع العالم بسبب الملف النووي وبقية الحسابات العالقة والتي يراد تصفيتها مع الغرب؟، في رأيي أن التحذيرين يصبان في مجرى واحد، وإن ما يؤكد عليه السفير الأمريكي حول جيوش إيران في العراق هو ليس مجرد تهويش إعلامي ولا جزء من الحرب النفسية ولا تشجيع لبعض التيارات الطائفية في العراق من أجل التسريع والتسخين لوتيرة الحرب الأهلية القائمة فعلا كما يحاول البعض تفسير تحركات و تصريحات وتحليلات السفير الأمريكي، بل أن كل ما قيل وسيقال عن الجيوش الإيرانية في العراق هي حقيقة ثابتة ومعلومة، فتكتيكات النظام الإيراني الإستخبارية المستندة لخبرة ميدانية طويلة والمعتمدة على حالة الولاء المذهبي المطلق لولي الأمر الفقيه الجامع للشرائط لبعض المرتبطين بالمشروع الإيراني من شعوب المنطقة في العراق والخليج العربي، قد جعلت من أمر تلك الجيوش المجندة لخدمة مخططات نظام الولي الفقيه حقيقة واقعة لمسناها لمس اليد في عراق ما بعد صدام البائد، كما لمسناها في حقب تاريخية ماضية ليست ببعيدة أيام التفجيرات في بعض دول الخليج العربي منتصف الثمانينيات وحينما صعد النظام الإيراني وجهز خلاياه السرية لتفجير المنطقة وكما حصل في دولة الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين، وكلها شواهد حية عايشناها وعشنا تفاصيلها وإرتداداتها ونتائجها، وضمن إطار التصعيد الهجومي الإيراني دفاعا عن ملفها النووي وملفات أخرى عالقة لم يجد النظام الإيراني بأسا من إستثمار قضية النفوذ الواسع لحزب الله اللبناني في المعادلة اللبنانية الداخلية غير المتوازنة ليعمل على حرق لبنان بأسره وإستعماله كخزان وقود متفجر وتحت صهيل الشعارات المعروفة إياها من أجل خلط الأوراق والدفاع عن الثورة الإسلامية حتى آخر مواطن لبناني!! وتلك عقدة وعقيدة مصلحية نعرف مفرداتها، فلو أرادت إيران محاربة (الغرب المستكبر) فعلا كما تقول فإن أمام سواحلها تقف البوارج والقواعد الأمريكية! وحيث تستطيع منازلتها مباشرة إن أرادت أو رغبت! ولكنها عقلية النظام السياسي الإيراني المنافقة التي ترقص على كل الحبال وتتمسك بكل الذرائع وتحاول بعقلية تاجر السجاد الماهر تسويق بضاعتها الرديئة بأقل الخسائر وأكثر الأرباح!، وإيران كانت تعد لذبح لبنان وشعبه منذ أكثر من عشرين عاما كاملات بنت خلالها تحت شعار الدفاع والتضامن عن المستضعفين إمبراطوريتها العقائدية في لبنان مستغلة ضعف السلطة المركزية ورشوة النظام السوري الذي كان محتلا للبنان وأستطاعت أمام عيون ومراصد العالم قاطبة أن تبني قواعدها العسكرية وتنقل صواريخها وكل ما تريد من تجهيزات لبناء جمهورية الضاحية الجنوبية بعد إنهيار (جمهورية الفاكهاني) الفلسطينية عام 1982! وكان واضحا للجميع بعد هزيمة النظام السوري وطرده من لبنان بعد مقتل الشهيد(رفيق الحريري) وبأرادة اللبنانيين الأحرار بأن الموقف سيزداد سوءا وبأن مؤامرات أنظمة المخابرات في دمشق وطهران ستفعل ولن يتركوا الشعب اللبناني لحاله، فهنالك أطنان من السلاح الإيراني المكدس منذ عقدين لا بد أن يتم تصريفه، ثم أن هنالك مخططات الحقد البعثية السورية التي لم تتعود السكوت عن هزائمها أمام العرب كما أدمنت الإذلال أمام الإحتلال الإسرائيلي الطويل والدائم لهضبة الجولان المحتلة، وكان واضحا منذ البداية أن محاولات (حزب الله) للدفاع عن النظام السوري قد أصيبت بإنتكاسة قاتلة أمام إرادة الشعب اللبناني الحر الذي إسترد لأول مرة إستقلاله الحقيقي وإن كان إستقلالا ناقصا بلحاظ حقيقة أن تسلح طائفة وميليشيا هو أكبر من تسلح الدولة اللبنانية بأسرها!! وتلك معادلة غريبة ومشوهة، فمهما بالغ أهل الخطاب الوطني في الدفاع عن إستقلالية ووطنية قرارات قادة حزب الله فإن ذلك لا يمنع من التأكيد على أن مرجعية حزب الله هي في طهران وقم أولا وأخيرا! وأن كلمات وتوجيهات آية الله علي خامنئي هي أوامر مقدسة لا ترد مهما كانت الذرائع! شيعة لبنان هم أول من يعرف هذه الحقيقة! التي لا يمكن أن ينكرها أي أحد ولو من باب (التقية)!! فصواريخ حزب الله لم تصنع في مختبرات البقاع ولا مصانع شتوره ولا في القواعد الفضائية السورية!! بل صنعت في إيران (ساخت إيران)!! وأرسلت عن طريق دمشق وخطها العسكري المعروف! وهي بالتالي كانت معدة للإستعمال وليس للزينة أو المظهر! وكان خراب لبنان حتميا وملموسا طالما أن الدولة اللبنانية قد عجزت عن الإمساك بكل خيوط التسلح والتجهيز لبعض الميليشيات تحت عناوين المقاومة الوطنية والإسلامية رغم أن الإسرائيليين قد إنسحبوا من الجنوب وما بقي من نتوءات هنا أو هناك كان يمكن بالمفاوضات إنهاء ملفاتها وحسمها دون الحاجة لدورات رهيبة من التدمير ستكون المفاوضات خاتمة المطاف فيها ولكن هذه المرة بعد خراب البصرة وبيروت وصور وصيدا وتدمير كل لبنان الجميل الصابر!، ولكنها عقدة وعقيدة (الجيوش الإيرانية) البديلة التي تتصرف وفقا للمصالح الإيرانية متعمدة خلط أوراق المقاومة والوطنية والدين والمذهب، وهو نفس الذي يحصل اليوم في العراق ولكنه مخطط لن ينجح أبدا فالميليشيات الطائفية في العراق لا تمتلك مشروعا فكريا ووطنيا أصيلا، وهي لا تمتلك سوى الفوضى وحالة النفاق العراقية المعروفة وتتخفى أيضا تحت طائلة عجز السلطة المركزية، فجيوش الصدر المهدوية وجيوش الحكيم البدرية جميعها كما نعلم وتعلمون مشاريع إيرانية صرفة قلبا وروحا وولاءا تاريخيا ولكنها في الحالة العراقية لا تمتلك المبادرة الكاملة في ظل الوجود الدولي في العراق والذي يستطيع وحده لو أراد توجيه الأمور وتشذيب الساحة من النباتات والأعشاب الضارة والحشرات المسمومة التي تعيث في أرض العراق فسادا، ولن تموت رؤوس الفتنة من جيوش الولي الإيراني الفقيه إلا بإغلاق وكر الثعابين السامة، وتجريد الميليشيات من كل أسلحتها وهي المهمة التي عجزت حكومة المالكي عن الإيفاء بمتطلباتها حتى اللحظة! لا بل أن الأخ المالكي نفسه ينتقد القوات الأمريكية لأنها إستعملت القوة ضد عصابات المهدي في مدينة الثورة البغدادية! فهل يريد المالكي توزيع علب الشيكولاته على عصابات مقتدى كي ينزع سلاحها! وهل أن خطابات ودعاوي وحجج ودعوات مقتدى للقتال مع حزب الله في لبنان تتوافق وحالة السلم الأهلي العراقية؟ وتمهد الطريق لمصالحة وطنية؟؟.
في العراق توجد نفس المسميات الطائفية فهنالك تنظيم يسمى (حزب الله / العراق) يشارك في الحكومة القائمة! وهنالك (حزب الدعوة) بشقيه المشابه لحزب الله مع بعض الفروق، وهنالك (المجلس الأعلى للثورة الإيرانية) المسلح والمنظم والمدعوم من مجلس الوزراء الإيراني سابقا ولاحقا! وهنالك تنظيمات مستحدثة مثل (الفضيلة) ودكاكين طائفية مثل (سيد الشهداء) و (ثأر الله) و (بقية الله).. والعديد العديد من العصابات التائهة طائفيا وطبعا لن نتحدث عن الجماعات السلفية المتوحشة أو التكفيرية فأولئك أكثر من الهم على القلب! ولكننا نتساءل مع وجود كل تلك التشكيلة من الأحزاب الخرافية.. أليس ما يقوله السفير الأمريكي صحيحا 100%..؟ أم أنه في الجو غيم؟.
dawoodalbasri@hotmail.com