كتَّاب إيلاف

إلى العلمانية لإنقاذنا من الفتنة الطائفية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في مقالي السابق المنشور في إيلاف بتاريخ 7/8/2006 عن الفتنة الشيعية السنية التي كانت إحدى أخطر النتائج الكارثية لمغامرة حسن نصر الله، التي وجدت فيها إسرائيل العطشانة لدمائنا فرصة ذهبية لهدم لبنان بالكامل على رؤوس سكانه، وخاصة الأطفال والنساء ، قلت متهماً القرضاوي وأمثاله من فرسان "تبديع" و"تكفير" إخوتنا في العقيدة الإسلامية الشيعة بأن:" الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" كما قال نبينا الكريم. ولكن مع الأسف كل يوم يحمل لنا حصته من إيقاظ الفتنة على أيدي المتأسلمين ، وحاملوا لواء الجهاد الذي أصبح لا يصلح لعصرنا، وأضحي كلغة أهل الكهف للتعامل مع قضايا عصرنا، والعيش فر القرن الحادي والعشرين، في عالمنا الإسلامي. فقد قرأت على الإنترنت في القدس العربي بتاريخ 8/8/2006 رسالة مراسل القدس العربي حسنين كروم الذي يحقد عليه جداً جداً وعليّ أنا أيضاً متأسلم تونسي معروف ... وإليكم ما كتبه مراسل القدس من القاهرة ،سلمت يداه، ورحم الله أمه وأبوه:"وإلى الحرب من منظور يوم الأحد، يقول صديقنا،محامي الجهاد، ممدوح إسماعيل في مقال قال فيه:1- حزب نصر الله يسعى إلى فرض قوته، بحيث لا يتزحزح عن تواجده العسكري في الجنوب، بل إذا ضاقت عليه السبل في المستقبل فلن يتورع أن يطالب بدولة شيعية في الجنوب،أو على الأقل سلطة ذاتية تحت حكم فيدرالي وحتى لا نذهب بعيداً أذّكر القارئ بما طالب به عبد العزيز الحكيم الشيعي العراقي عندما طالب بدولة شيعية في الجنوب العراقي في البصرة.
2- العدو الصهيوني يسعى إلى تحطيم وكسر أحلام حزب "نصر" إيران وإضعاف قوته وما يترتب عليها وإرغامه على الدخول معه في اللعبة وترسيخ وجود احتلال دولة إسرائيل، كما فعل مع بعض الدول العربية مقابل سكوته عن بعض المطالب الشيعية. المصيبة في قطاع من السياسيين وبعض الإسلاميين مثل الإخوان المسلمين الذين هللوا فأغرقوهم في الفتنة (...) يبقي تساؤلان هامان 1- متى قام الشيعة بتأييد أي حركة مجاهدة سنية (...) 2- متى وأين وفي أي عصر وزمان وقف الشيعة بجانب المسلمين السنة في حربهم ضد أعداء الإسلام سواء من الصليبيين أو التتار؟ والإجابة لنزيد القارئ وضوحاً وفهماً لأهداف الشيعة فيما يحدث " في لبنان.
(القدس العربي 8/8/2006)، وفي يوم 6/8/2006 نشرت القدس العربي باقة مسمومة من فتاوى وتكفير وتبديع إخوتنا في الإسلام الشيعة، وفتاوى أخرى مضادة لهذه الفتاوي. من فتاوى التبديع والتكفير فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين من كبار علماء السعودية التي جاء فيها:"لا يجوز نصرة الحزب الرافضي (...) ولا يجوز الدعاء له بالنصر والتمكين، ونصيحتي لأهل السنة أن يتبرأوا منه". وتقول القدس العربي أن مقالات ظهرت على مواقع إسلامية على الإنترنت تقول بأنه :"لا يجوز للسنة دعم حزب الله في قتاله لإسرائيل ... واستمرت المنتديات الوهابية في شن هجومها العنيف ضد حزب الله، حيث ذكر أحد المشاركين في منتدى "الساحات" بفتوى الشيخ بن باز بشأن تدخل القوات الأجنبية في العراق، وقال بن باز في هذه الفتوى يجوز الاستعانة بالجيوش غير المسلمين لقتال "العلماني" صدام حسين وإخراجه من الكويت، واستشهدت القدس العربي بفتوى الداعية السعودي ناصر العمر على موقعه الإلكتروني: "إن حزب الله لا يقاتل باسم المسلمين السنة في فلسطين أو في أي مكان آخر لكنه أداة في أيدي الحرس الثوري الإيراني"، وذكرت الجريدة أيضاً أن"الداعية محسن العواجي استبعد أن يقوم السعوديون على دعم حزب الله، المال أو بالقتال في صفوفه كما فعل بعضهم في العراق، باستثناء بعض الشيعة في المنطقة الشرقية من السعودية".
كما ذكرت القدس العربي فتاوى أخرى من قادة المتأسلمين مثل الشيخ إبراهيم زيد الكلاني رئيس لجنة علماء الشريعة الإسلامية من حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن ، دعا فيها إلى نصرة حزب الله وحماس بالسلاح والمال والنفس، واستنكر في فتواه الفتاوى السابقة كما نشر مرشد الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف فتوى انتقد فيها الفتاوى الوهابية المكفرة لحزب الله ... وتقول القدس العربي أن أمين عام حزب الله تدخل بنفسه في معمعة الفتاوى والفتاوى المضادة" وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة في التلفزيون يوم السبت الماضي من الرد على فتاوى مزعومة مناوئة لحزب الله بشكل يخدم إسرائيل.
فما هو الدرس الأساسي الذي يجب ان نخرج به نحن المسلمون المعادون للفتنة الطائفية التي تهدد بتمزيق مثل الأمة الإسلامية لمصلحة أعدائنا المتربصون بنا؟ هذا الدرس الجوهري هو العلمانية التي عرفها الإمام محمد عبده بقوله:"لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة"، لو اعتمدنا هذا المبدأ العلماني لبقى النقاش حول مغامرة حزب الله بين المعارضين والمؤيدين في الإطار السياسي بعيداً عن الزج بالإسلام الحنيف في هذه المهاترات إما لـ"تبديع" أو "تكفير" حسن نصر الله "الشيعي الرافضي" وإما لاعتباره "خالد بن الوليد الثاني" و"صلاح الدين" ... إلخ.
فإلى العلمانية سر أخي المسلم لإنقاذ الإسلام من الحرب السنية ـ الشيعية التي سوف تأكل ـ لا قدر الله ـ الأخضر واليابس. ففي القدس العربي بتاريخ 8/8/2006 نشر صاحبنا إياه التونسي المصاب بجنون الكذب رد ضدي بعنوان "بدلاً من لوم الضحية" يقول فيه:" ولن تفلح الحملة المغرضة التي يشنها أعوان الصهيونية وصبيان أجهزة الأمن في تشويه الصورة الوضاءة لسيد المقاومة حسن نصر الله، حيث ينسبون إليه زوراً وبهتاناً قتل الشهيدين حسين مروة ومهدي عامل ورفاقهما، فالقاتل معروف وهو أمير حركة التوحيد الشيخ سعيد شعبان، ولكنهم عنه يصدون وعلى السيد نصر الله يصرون وقانا الله شر أجهزة الافك والطغيان، وعاشت المقاومة لتحرير الشعوب العربية من حكامها الخونة"، أيها الأفاك والأفاق جميع اللبنانيين مجمعون على أن حزب الله هو الذي قتل هذين الشهيدين بفتوى أصدرها الخميني الذي رأي في فلسفتهما خروجاً عن المذهب الشيعي. ولا شك أن المؤرخين سيكشفون تبرئتك الكاذبة لحزب الله وأمينه العام. وعلى الباغي تدور الدوائر.
Ashraf3@wanadoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف