هل حسن نصر الله بطل قومي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اليوم، ومع توقف العمليات العسكرية في لبنان، اشاهد واقرأ الكثير من تعليقات الشارع العربي حول ما حدث.
الغالبية العظمي وصفت نتائج الحرب بأنها نصر لحزب الله، وهزيمة لاسرائيل.
الغالبية العظمي ايضا قالت ان البطل في هذه الحرب هو حسن نصر الله.
أنا اقول ان اسرائيل قد هزمت. على الصعيد السياسي هزمت، وعلى الصعيد العسكري هزمت.
لست وحدي من يقول ذلك، بل داخل المؤسسة الاسرائيلية نفسها اصوات تسأل عن سبب الخسارة امام حزب الله.
وكما جعل الشارع العربي من حسن نصر الله بطلا قوميا، كما هو الشارع الاسرائيلي يطالب، بعضه على الاقل، بمحاسبة اولمرت.
اذا نعم.. هزمت اسرائيل.
اما بالنسبة لبطولة السيد نصر الله فأقول انه قد اصبح، شئنا أم لم نشأ، بطلا قوميا في نظر الشارع اللبناني والشارع العربي.
لكنه لم يصبح كذلك لأنه قاد المعركة، او لأنه انتصر على اسرائيل، بل لأنه كان اكثر حزما في مسألة الحرب مقارنة بتردد القيادات العربية في هذه الحرب.
فبين من هو رافض لها، او خائف من نتائجها، كان نصر الله يقصف اسرائيل، ويصطاد عتادها ورجالها في لبنان.
ما صنع من نصر الله بطلا قوميا ليس نصره في المعركة الاخيرة، بل تردد القيادات العربية نفسها، او لنقل صمت بعضها على ما حدث في لبنان.
اذا أردنا ان نعدد الدول العربية التي ايدت حزب الله منذ بداية المعركة، فلن نجد الكثير منها. واذا اردنا ان نعدد الدول العربية التي ادانت اسرائيل في منتصف المعركة، فلن نجد الكثير منها.
لقد احتاجت الدول العربية الى اكثر من اسبوعين، منذ بدء العدوان، كي تحدد موقفها منه، كما ولو كانت الحرب هي بين حزب الله ودولة عربية اخرى.
لم يكن ذلك غائبا عن الشارع العربي. بل لعل ما غاب عن فكر القيادات السياسية العربية، ان الحرب الاخيرة مع اسرائيل، هي اول حرب استطاع الجميع متابعة تفاصيلها لحظة بلحظة على شاشات التلفزيون. هذه المتابعة صنعت شارعا عربيا جديدا، كان هو ايضا اكثر حزما من قياداته عندما اعلن منذ الساعات الاولى للحرب انه مع المقاومة اللبنانية، ولتذهب اميركا واسرائيل الى الجحيم.
لقد استطاع الشارع ان يقول في العلن ما عجزت عنه قياداته. وكم كان هذا الشارع متعطشا الى نصر وقائد.
اعلم ان الكثير من الدول العربية سترفض ان يكون نصر الله وحده صاحب الانتصار، بل وترفض ان يكون هو البطل في المعركة، لكن صمت الآخرين جعله يصبح كذلك.
فمن يستطيع ان يقنع الشارع العربي بخلاف ذلك؟
لم يفت اوان صنع الابطال بعد، بل بامكان كل القيادات السياسية العربية ان تكون بطلا من نوع آخر، كلنا قادرون على ان نكون ابطالا عندما نستفيد مما حدث، ونصبح اكثر قوة امام خصومنا، والقيادة الامريكية الحالية على رأسهم. فقد، اثبتت هذه القيادة ان اذيتها يمكن ان تلحق بحلفائها قبل اصدقائها. واستشهد هنا بما قاله يوسى ساريد، وهو كاتب اسرائيلي في صحفية "ها آرتس" الاسرائيلية بتاريخ الامس: "الولايات المتحدة بزعامة بوش دمرت بكلتا يديها قدرتها الردعية وقدرة العالم الحر.."!
nakshabandih@hotmail.com