حزب الله يخطف الكويت..مجددا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله العتيبي: العام 1988 انتهك حزب الله السيادة الكويتية ومرغَها في الدم، عندما خطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية "الجابرية" القادمة من بانكوك وتوجه بها الى مطار "مشهد" الإيراني، بقيادة "المناضل" عماد مغنية، والذي يعتبر الآن بمثابة رئيس الأركان في جيش حزب الله- فرع لبنان، ويخوض حزبه حربا دامية منذ شهر أمام العدو الصهيوني بعد خطفه جنديين اسرائيليين.
طلب حزب الله من الحكومة الكويتية حينذاك إطلاق 17 سجينا ينفذون أحكاما مختلفة بعد قيامهم العام 1983 بواسطة منظمة تابعة للحزب تدعى "الجهاد الإسلامي" بتفجيرات استهدفت ،في يوم واحد، محطة الكهرباء الرئيسية، مطار الكويت الدولي، السفارتين الأميركية والفرنسية، مجمع صناعي نفطي، مجمع سكني، وبلغ عدد القتلى 7 أشخاص و62 جريحا جميعهم من المدنيين والفنيين العاملين في المواقع النفطية والسكنية.
1 مايو 1985 يقود سائق انتحاري سيارة محملة بالمتفجرات مستهدفا أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذي نجا من محاولة الإغتيال وأصيب اصابات طفيفة، وأسفرت المحاولة عن مقتل 12 شخصا من حرس موكب الأمير وبعض المدنيين، واتصل شخص ادعى مسؤولية "منظمة الجهاد الإسلامي" . 25 مايو 1985 متفجرات عالية التركيز انفجرت في مقهيين شعبيين في مدينة الكويت، مخلفة 11 قتيلا و89 جريحا، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين الذين أنشئت المقاهي الشعبية لأجلهم.
29 ابريل 1986 أعلنت قوات الأمن الكويتية أنها أحبطت محاولة مجموعة مكونة من 12 شخصا لخطف طائرة 747 تابعة للخطوط الجوية الكويتية الى جهة غير معلومة في شرق آسيا، وفي العام 1988 ينجح مسلحون بخطف الطائرة الكويتية "الجابرية" وتحويلها الى مطار "مشهد" الإيراني، ثم الى مطار لارنكا في قبرص، وقتل الكويتيان عبدالله الخالدي وخالد أيوب بإطلاق الرصاص على رأسيهما ثم رميهما من الطائرة، وأخيرا توجهت الطائرة الى الجزائر حيث أطلق سراح الخاطفين (القراصنة)..نعم أطلق الخاطفون قبل المخطوفين، الذين خرجوا من المطار ليلا بعد إطفاء الأضواء بسيارة نقلتهم الى جهة غير معلومة..!
الكويت أبلغت أيران أنه "لا يمكن لها قبول أسلوب الإبتزاز، وأنها مستعدة للمفاوضات ولكن بأسلوب غير الإبتزاز، وتعريض حياة المدنيين للخطر، وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لتلفزيون CNN "الإيرانيون وراء العملية، بعض القراصنة لبنانيون والآخرون ينتمون الى الحكومة الإيرانية" فيما قالت مصادر بريطانية أن عماد مغنية أحد القياديين في "حزب الله" موجود منذ فترة في ايران، وقد يكون على علاقة بالخاطفين الذين سيطروا على الطائرة الكويتية.
سألت صحيفة "الوطن" الكويتية (6 ابريل 1988 ) الراكب سعدي يوسف قطينة (فلسطيني) الذي أفرج عنه الخاطفون بين مجموعة من 75 راكبا من جنسيات عربية وأجنبية، بعد أسبوع من خطف الطائرة، وأبقوا على الكويتيين فقط، وهذه بعض اجابات قطينة على أسئلة الصحافي:
كيف كانت طبيعة الأكل في مطار مشهد؟
الأكل كان متنوعا ولكنني لم أكل منه أي شئ، وأذكر أن أحد الخاطفين نهرني وقال لي بلهجة لبنانية "تذوق قطعة الجاتو هيدي". قلت له وأنا مرعوب..نعم سوف آكلها، وفعلا تذوقتها وأكلت نصفها.
هل لاحظت تغييرا في الأسلحة؟
نعم لاحظت، كانت الأسلحة عبارة عن مسدسات صغيرة بيضاء اللون في مطار مشهد، وقد تغيرت في لارنكا وأصبحت رشاشات وقنابل يدوية لونها بني، والرشاش صغير به يد حديدية تنثني، ولاحظت أن الخاطف مرة يخرجها وأخرى يدخلها في الرشاش، ثم أخفوها وظهرت مسدسات أكبر من الأول.
وفي مقابلة مع صحيفة "الوطن" (16 ابريل 1988 ) بعد لقاء لاتختلف تفاصيله عند جميع ركاب الطائرة، والتي دلت على أن الخاطفين زاد عددهم في مطار مشهد، وحصلوا على أسلحة جديدة، سئل الكويتي محمد أشكناني:
هل من كلمة أخيرة؟
أقول بأن الإفراج عنا نحن الأربعة (من المذهب الشيعي) كانوا يريدون به خلق فتنة وبلبلة في الكويت، لكننا نؤكد بأن أهل الكويت لن تنطلي عليهم هذه الأعمال، ورغم فرحتنا إلا إننا حزينون لإخوتنا الذين لا زالوا محتجزين على متن الطائرة، كما أؤكد أنهم سيفشلون في محاولة تفرقة الشعب الكويتي، ونقول لهم بأن أهل الكويت سيبقون جسدا واحدا حول قيادتهم، بوقفتها الشجاعة والمشرفة برفض مطالب الخاطفين.
خطف "حزب الله" للطائرة الكويتية، اعتبره الكويتيون مثابة "خطف للكويت"، ولا يمكن للشعب الكويتي نسيان تلك الأيام السود في شهر رمضان العام 1988 ، خصوصا منظر إلقاء جثتي الشابين الكويتيين من الطائرة بعد قتلهما في مطار لارنكا، بيد أحد كوادر حزب الله، الإرهابي "المناضل" عماد مغنية.
وهذا الإرهابي مغنية أو "الثعلب" كما يسميه الإيرانيون، لديه جواز سفر ديبلوماسي ايراني يساعده في التنقل، وهو المسؤول عن خطف عدد من الطائرات، وتفجير مقر السفارة الأميركية في بيروت عام 1983، وخطف عدد من الرهائن الأجانب في منتصف الثمانينات، وتؤكد معلومات أنه غير ملامحه بعمليتين جراحيتين لأنه مطلوب في 42 دولة، ولذلك يوصف بأنه "بلا وجه" بفضل قدرته على التخفي، وأخيرا كان مسؤولا عن تنظيم سفر "جيش المهدي" الى ايران للمشاركة في دورات تدريبية، ويعتبر من القادة الأمنيين الأبرز، وبمثابة رئيس الأركان في جيش حزب الله- فرع لبنان.
حافظ الكويتيون على وحدتهم وتماسكهم في تلك المحنة، ولا ننسى الموقف المميز للشيخة ابتسام الصباح التي رفضت النزول مالم يفرج عن كل الكويتيين، وشجاعة الطيار العراقي صبحي نعيم، وتصدي الكويتيين، سنة وشيعة، لمحاولات "زعزعة الأمن، وتفكيك الشارع الكويتي، وشطر الوحدة الوطنية" كما كتب الدكتور أحمد الربعي آنذاك.
اليوم، نجح حزب الله حقا في خطف الكويت والكويتيين، وهذه المرة بواسطة ممثلي حزب الله في الكويت، ومن بينهم سياسون ونواب في مجلس الأمة، ومعهم السلفيون، والحركة الدستورية الإسلامية - فرع حزب الإخوان المسلمين في الكويت، الذين يريدون أن يركبوا موجة الشعبوية مجددا، وعددا من بقايا القوميين والماركسيين، ونواب كتلة العمل الشعبي..، باعوا دماء شهداء الكويت بكل هذا التذلل أمام "حزب الله" لكسب أصوات الشيعة، المفترى عليهم، في الانتخابات المقبلة.
يقف عدد من الكتاب بصلابة أمام محاولات التزييف والتغييب، وفي مقدمتهما الكاتبان الشجاعان الدكتور أحمد البغدادي والأستاذ فؤاد الهاشم، خصوصا الأخير الذي تعرض للتهديد من بعض الكويتيين المتعصبين، رفعوا صوره في مظاهرات الحزب الى جانب نجمة داوود، وقبل أيام تلقى تهديدا ضمنيا موجها من حركة أمل الى صحيفته "الوطن" لكنه استمر في انتقاده "لمغامرات حزب الله وأكاذيب نصر الله" فحافظ الهاشم على نهجه بمنتهى الشجاعة التي تستحق الإحترام والتقدير.
أخيرا، وصل الأمر عند الأصوليين القوميين والإسلاميين والماركسيين، حد المطالبة في بيان وزعوه الأحد ب"ترسيخ ثقافة المقاومة لدى شعوبنا".. و"دعوة رجال الدين وفقهائه من مختلف الطوائف الى ممارسة دورهم الفقهي عبر تأصيل فقه المقاومة تأصيلا فقهيا واجتماعيا، من خلال تربية الشعوب على ثقافة المقاومة ومناهضة التطبيع وتوجيه الأمر نحو عدوها الحقيقي".. ودعوة المفكرين والمثقفين الى "دعم خيارات الشعوب المتبنية لمشروع المقاومة الذي ثبت نجاحه أمام الغطرسة الصهيونية"..
ويمكن أن نفهم من "بيانهم" قانونية تشكيل "ميليشيات كويتية" و "ميليشيات سعودية" ومصرية وأردنية وسورية..وقطرية (وفقا لحماس وزير الخارجية القطري) وسواها، لتحرير فلسطين والدفاع عن لبنان بعد "تخاذل الحكومات العربية" وتخوين من لا يوافقهم، وشتم العروبة وكل مايمت للعرب بصلة ، وتمجيد المواقف الإيرانية..كما حدث في مظاهرات حزب الله في الكويت!
..الكويت مخطوفة؟