كتَّاب إيلاف

صحَّ النوم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"ندعو الى الرجوع الى مجلس الأمن صارخين بأننا ظننا ان القرار 1701 هو بمثابة نهاية حرب اسرائيل على لبنان، فاذا باسرائيل تنوي تفسيره بأنه بداية حرب مستمرة تحوّل لبنان غزة أخرى... وهي في ذلك تلتقي، على غير تنسيق حتماً، مع التصرف السوري والايراني، علماً بما يكمن بين الاثنين من تباين يزيد تعقيد حسابات اللاعبين على "الساحة اللبنانية" ("مرة أخرى: الساحة!!" غسان تويني النهار 21 آب، 2006.)

صح النوم أستاذ غسان. "ظننا"!! بعد كل هذه التجارب والاختبارات التي لك شخصيًّا في مقارعة إسرائيل لا سيَّما في استصدار القرار 425 الممتاز في نصَّه وروحه، و"تظن" أنَّ القرار 1701، الابن الشرعي للقرار 1559، هو نهاية الحرب وليس بدايتها!

"ظننا" هذه تساوي "انتظرناهم من الشرق فجاءونا من الغرب" وإذا كانت نتيجة الظن بالقرار 1701 هي هذه، فكيف كانت لتكون لو مرَّ القرار في نسخته الأولى التي عرفت بمسوَّدة مشروع القرار الفرنسي-الأميركي! والذي أيَّده بعض زملائك في 14 آذار. وإذا كانت هذه نتيجة الظن بهذا القرار من أحد أركان "الأكثريَّة" فكيف هي عند "الأقليَّة" التي ما فتئت تحذِّر من كلِّ السياسة الإسرائيلية المتبرقعة بالأغطية الأميركية - الفرنسية - البريطانية!

"ظننا" بعد أن سمعنا إسرائيل تلمّح ثمَّ تعلن في أكثر من مناسبة أنَّ القرار 1559 هو قرارها. "ظننا" بعد أن رأينا إسرائيل تفتخر أن "جون بولتون" هو العضو السادس السري في وفدها إلى الأمم المتحدة. "ظننا" بعد أن شاهدنا فلسطين والعراق يغرقان في دماء أبنائهما نتيجة السياسات الأميركية - الإسرائيلية في العراق وفلسطين على مدى سنوات وعقود. "ظننا" بعد أن "كرَّمنا" جون بولتون في الولايات المتحدة، بعد أن "تغدينا" إلى مائدة كودوليزا رايس في عوكر، وبعد أن "طبلنا وزمرنا" للسياسة الأميركية القادمة لتحريرنا ونشر الديمقراطية في ربوع لبناننا الغالي.

"ظننا" بعد أن أتعبنا بل "أهلكنا" سماحة حسن نصر الله في جلسات الحوار في شرح البديهي عن نوايا إسرائيل وضرورة المقاومة للبنان، أن إسرائيل لا نوايا عدوانية لها. و"ظننا" - حتى بعد أن كشفنا نوايا إسرائيل في عدوانها المدمر - أنها لا "تستهدفنا" بل تستهدف حزب الله. و"ظننا" أن الجنوبيين غير لبنانيين بل إيرانيُّون وسوريِّون فطالبناهم "بالانسحاب" من الجنوب. و"ظننا" بعد أن اتهمنا المقاومة بالمغامرة والتآمر على لبنان تنفيذًا لأجندة سورية - إيرانية. و"ظننا" بعد أن "ظننا" أن إسرائيل ستسحق المقاومة خلال أيام. و"ظننا" حين تبدت لنا بشائر الانتصار على إسرائيل، فسألنا "إلى من سيهدى النصر؟" و"ظننا" بعد أن هُزمت إسرائيل في الجولة الأولى أن لا حاجة للمقاومة، فطالبنا بسحب سلاحها ودماء الشهداء طرية على الأرض والإسرائيلي ما يزال في لبنان.

أخطر ما في هذه ألـ "ظننا" أنها صدرت عن الأستاذ غسان تويني. فلو صدرت عن مبتدئ في السياسة أو عن هاوٍ أو عن حاقد موتور أو عن "غشيم ومدَّعٍ" لما عتبنا ولما ظننا. ولكنَّها إذ تصدر عن عميد الصحافيين العرب، ورئيس تحرير "النهار" ونائب ووزير وسفير سابقٍ إلى الأمم المتَّحدة له صولاته وجولاته مع إسرائيل ومع السياسات الأميركية ومع التفكير العربي التقليدي الذي طالما وصفه "بالخشبي"، فإنها تدعو إلى الكثير من القلق.
والله إذا كان بعض الظن إثمًا فهذه ألـ "ظننا" هي الإثم كلُّه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف