كتَّاب إيلاف

جنون الأسهم.. وبقاله في البورصة! (1)

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فنتازيا عربية

على الرغم من الكثير الذي سمعته عن الأسهم وجنونها، إلا أنني حتى الآن لم استوعب الأمر ولم افهم ما هو الموضوع الذي يتعارك عليه هؤلاء القوم. وعلى الرغم من أنني ليس لي ناقة ولا جمل ولا حتى معزة في موضوع الأسهم هذا إلا انه قد هالني ما سمعته أو قرأته عن اؤلئك الذين غرقوا في هذه المتاهة. ومن هؤلاء من خُدعوا بأمل الثراء السريع فباعوا بيوتهم أو رهنوها بحثاً عن ثراء سريع ينقلهم إلى سُكنى القصور فإذا بهم لا يجدون كوخاً، أو أولئك الذين باعوا شركاتهم الصغيرة أو صفوها أملا في إقامة شركات أضخم فإذا بهم يفقدون كل شئ ولا يجدون حتى ثمن بقاله صغيرة، أو اؤلئك الذين باعوا مصاغ نسائهم بغرض الدخول في هذا المعترك بحثاً عن الثراء السريع السهل المريح، فإذا بهم يفقدون نسائهم مع مصاغهن، هذا بالإضافة إلى البعض الذين أصيبوا بانهيارات وأزمات أودت بهم إلى المستشفيات والعنايات المركزة،أو الذين تركوا وظائفهم وتفرغوا لمطاردة هذه الأسهم المجنونة، ففقدوا وظائهم وفقدوا كلما ادخروه منها. ومع كل هذا اسمع بأن البعض قد تكدست ثرواته وتضخمت من هذا المعترك نفسه، وهنا تذكرت المقولة ـ التي لا اعرف صاحبها ـ والتي تقول بأن كل قرش يُسْرق من احد يدخل في جيب آخر.... الكثيرون قد دخلوا هذا المعترك بحسن نية وبآمال خيالية لا يسندها واقع بعد أن أغرتهم أجهزة الإعلام بذلك. وكما قلت أنا حتى الآن لم استوعب أو افهم موضوع الأسهم هذا، وقد حاولت متابعة من يُطلق عليهم خبراء في هذا المجال على القنوات الفضائية ولكن أيضا لم افهم شيئاً. ولا اعرف ما إذا كان السبب في ذلك هو خبرتهم التي تتجاوز حدود فهمي، أم لا خبرتهم التي لا ترقى لمستوى تفهيمي. وهناك أشياء لو اجتمع كل خبراء العالم لكي يشرحوها لي فإنني سوف لن افهم، مثال ذلك أسهم بعض الشركات التي يرتفع سعرها بشكل جنوني من دون أن يقابله زيادة إنتاج لتلك الشركات. فحسب معلوماتي البسيطة افترض بان سهم أي شركة أو مؤسسة يرتفع سعره مع ارتفاع وزيادة إنتاج تلك الشركة، وبالتالي زيادة دخلها، ويكون ارتفاع السهم بنفس نسبة زيادة الإنتاج أو على الأقل بنسبة مقاربة، فمثلاً إذا زاد دخل الشركة إلى الضعف فيمكن أن يزيد سعر سهمها إلى الضعف أيضا أو شئ قريب من ذلك، أما ان يتضاعف سعر السهم عشرة مرات من دون ان تكون الشركة صاحبة السهم قد حققت أي زيادة قي الإنتاج، أوفي بعض الأحيان تكون تلك الشركة ما زالت في طور الإنشاء ولم تبدأ العمل بعد وعلى الرغم من ذلك يتضاعف سعر سهمها في البورصة عدة مرات، فكل هذا ما لا استطيع استيعابه أو فهمه حتى إذا شرحه لي مدير البنك الدولي. عموماً موضوع البورصات هذا، وتلك الملايين التي أراها تتطاير جعلتني أوافق على اقتراح ذلك الصديق الذي طلب مني مساعدته في مشروع إدراج بقالته في البورصة، خاصة وقد تعهد ـ بعد نجاح مشروعه ـ ان ينتشلني من ضوائقي المالية التي لا تنتهي منها ضائقة إلا بإرسالي إلى الضائقة التي تليها، والتي هي اكبر منها، وقد وافقت على اقتراحه واتفقت معه على المساعدة على الرغم من أنني لا اعرف معنى كلمة بورصة ولا اعرف ما إذا كان هذا السهم الذي يتعارك عليه الجميع ، شئ يؤكل أو يُلبس أو يُشرب...! وعموماً موضوع البقالة هذا سوف نناقشه في المقال اللاحق.

(كاتب سوداني)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف