هل سيكرر شوفينيو العراق الديمقراطي غزو كردستان والكويت؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قد يبدو السؤال عدميا! أو لربما يعتقده البعض خرافيا ويفتقر للواقعية المحضة؟ ولكنه لن يكون كذلك فيما لو تمت المراجعة المتأنية للمواقف والأقوال والتهديدات التي أطلقها بعض السياسيين العراقيين الجدد خلال أزمة (العلم) العراقي والتي صححت فيها القيادة الكردية الكثير من المواقف، وساهمت في إيقاظ القوم المتقاتلين من خيبتهم الثقيلة والتي حركت المواقف الجامدة وفضحت الوجوه المنافقة! وأبانت على الطبيعة حقيقة مواقف الذين يتسترون بأردية الديمقراطية والليبرالية وهم في حقيقتهم مشاريع فاشية (مؤجلة) وينحدرون من أرومة فكرية وسلوكية فاشية هي نفسها سلوكيات وثقافة البعث النافق! وطبيعي القول أن من شب على شيء شاب عليه؟ ومن تعود على الروح العنترية البعثية لن يتخلى عنها بسهولة، فالثقافة والتربية الفاشية المزروعة في النخاعات العظمية لأجيال وأطياف واسعة من العراقيين ستظل تفعل فعلها في النفوس لآجال وفترات غير معلومة!
وإن توقف المرء أمام شيء أو تصريح أفرزت عنه الأزمة الأخيرة فلن يكون ذلك الشيء سوى التصريح العنتري ذو الروح البعثية الذي أطلقه السيد (صالح المطلك) رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي حينما إمتشق المايكروفون ليعيد الروح لعصر العسكرتاريا العربية المهزومة ويطلق عبارته الشهيرة: (ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها)!! وهو يقصد بذلك تحديدا القيادة والحكومة الكردية في كردستان التي حسمت المواقف المائعة وقررت منع رفع العلم العراقي القديم والعودة للعلم الأقدم لمرحلة البعث البائد وهذا حق من حقوقها، ومسألة كان ينبغي على حكومة بغداد القيام بها بدلا من إلهاء الناس بسفاسف الأمور وسقيمها؟ وطبعا قامت قيامة الساسة الشوفينيين ووجهوا سهامهم المسمومة صوب القيادة الكردية دون أن ينسوا عزف سيمفونية العلاقات مع إسرائيل!! وهي قضية إبتزازية لم تعد تنفع أحدا فقائمة علاقات إسرائيل العربية أوسع مما يعتقد البعض!! وهي تمتد طوليا وعرضيا وبشكل يجعل أي حديث للعلاقة الكردية الإسرائيلية أمرا مثير للسخرية المرة!، وتهديدات السيد صالح المطلك العنترية تعيدنا للمربع الأول من حيث السلوكيات العدوانية وإستعراض العضلات الكلامية! ومحاولة تخوين الآخرين وكسب ولاءات الجماهير باليافطات والشعارات الثورية التي إنتهى أجلها ومفعولها؟ وكلمة القوة التي يرددها المطلك ويشاركه في ذلك بطبيعة الحال العديد من القطاعات المأزومة في العراق النازف تعيد للأذهان مسألة تواجد ونمو الفيروسات الفكرية البعثية بكل سلوكياتها المنحرفة والمريضة والتي لن تضيف لمسلسل الأزمة العراقية إلا أزمات معقدة و متوالية تؤشر على مكامن الخطر المستقبلية والسياسات غير المسؤولة التي قد تنتج عن حالة ضعف البنية القيادية في العراق، وثمة ملفات حساسة ومهمة تؤرق السياسة العراقية خارجيا وداخليا ليس القضية الكردية سوى جانب واحد منها وبارز دون أن ننسى تقرير حقيقة أن السياسيين العراقيين ذوي الخلفيات البعثية والقومية الشوفينية التي تعود بعض إرهاصاتها لعصر الملك غازي بن فيصل (1933/ 1939)! الذي كان بسياساته القومية المتوترة والمزاجية والمتأثرة بالفكر النازي أحد أسباب توتر العلاقات العراقية مع محيطه المجاور خصوصا في ملف مطالبته بدولة الكويت و هي المطالبة التي إستند عليها حكام العراق اللاحقين بدءا من اللواء عبد الكريم قاسم ووصولا لصدام حسين مرورا بعبد السلام عارف بسياسته الفاشية والعنصرية والمنافقة!، وتهديدات اللجوء للقوة في حل الخلافات الداخلية وإستعمال تلك اللغة البدائية هي إرهاصات غير مبشرة بالمرة بل تثير في نفس المراقب كل عوامل التخوف والتحسب من إنقلابات فكرية وسياسية مستقبلية وبما يجعل عملية إعادة تأهيل العراق إقليميا تدخل في مشاكل حقيقية، وعلى صعيد العلاقة مع الكويت لا نقول سرا لو أكدنا أنه رغم الدور الكويتي الرسمي والشعبي الفاعل في عملية التغيير في العراق إلا أن هنالك أطرافا عراقية عديدة بعضها في الحكم لا تنظر بإرتياح ولا تحمل أي توجهات إيجابية نحو الجار الكويتي؟ إذ ما زالت النعرات القديمة حبيسة في الصدور، وما زالت الأحقاد العامرة في الصدور تنتظر فرصة التنفيس عنها!، وما زال أهل الإبتزاز من الساسة الجدد يحاولون الإصطياد في الماء العكر! تحت مختلف الدعاوي والمسميات والتبريرات دينية كانت أم وطنية أم قومية!، وتهديدات السيد صالح المطلك هي مثال بسيط لما يفعله أهل الفكر الغوغائي غير المسؤول من خراب نفسي كبير، وقد كان رد الرئيس مسعود البارزاني واضحا وشجاعا وجريئا وهو يتحدى أهل الشوفينية و يؤكد عجزهم وفشلهم! فقد ولى زمن إستعمال الجيش العراقي كأداة رخيصة لقتل الأهل والجيران! وباتت محاصرة أهل الفكر الفاشي وبقايا الروح العدوانية مسألة أكثر من حيوية خصوصا وأن بعض البعثيين السابقين يحاولون إحياء الماضي واللعب على المتناقضات؟ وسيخيب سعيهم لا محالة... فكفانا أوجاعا وحروبا عبثية ... رغم أننا نعلم من أهل التهديدات هم اليوم أعجز من بعوضة!.. ولكنه الإزعاج فقط لا غير!