السينما وسباق الهجن!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قد قال أحد أصحاب التجربة: (من لا يعرف إلا وطنه، لا يعرف وطنه)!
من هنا لا تتعجب، عندما تنكشف لك صورة الوطن من خلال أسئلة الآخرين، وأنت خارج الوطن!
وما زال القلم يتذكر كمية الإحراج التي حلت به عندما تعرض لسيل من الأسئلة في فصل دراسي ضمته مدينة كاردف البريطانية، كان الحديث يدور حول مظاهر المتعة في بلد كل طالب من خلال الفصل!
جاء الدور لصاحب السطور يستقبل الأسئلة- وكانت الأسئلة بسيطة تدور حول مظاهر عيد رأس السنة، فقال المجيب بأنه (ليس من عاداتنا الإحتفال بهذا اليوم)؟ فجاء السؤال عن "عيد الميلاد" فأجاب المسئول بأنه (أمر يتنافى مع تربيتنا؟ بعدها حل الإستفهام الثالث عن مكانة عيد الحب؟ فقال المجيب بأنه "ممنوع"، لأنه دخيل علينا!
سُأل المتكلم عن صالات السينما، وأفضل الأفلام، فصدم المستمعون بأنها كانت موجودة قبل ثلاثين سنة، أما الآن فقد طالتها يد التغيير لتطوي من صفحة العيان لتسكن سجل النسيان!
عندها لم يجد الحضور مفراً عن سؤال مؤداه عن (الفن ومكانة الغناء في سلّم المجتمع) فذهل الحضور عندما جاء الجواب بأن الغناء والطرب مما يتصادم مع "الإلتزام الشرعي" لذا فهما محرمان!
آخر الأسئلة، كان عن أجمل الروايات ومضمونها، فكان الجواب بأنها ممنوعة من الدخول لذا تصادر من قبل الرقابة، "ولا مانع من قراءتها" في الخارج، وبهذا تنتهي مشكلة الروايات!
حاول الحضور تغيير الموضوع، ليحدثوا نقاشاً فيه أخذ ورد، فاستفسروا أيهما أرق، وأقل حوادث، المرأة بأنوثتها ورقتها، أم الرجل برجولته، أثناء قيادة السيارة، لم يكملوا السؤال لأن الجواب قد قطع دابر القوم السائلين، بأن المرأة لا تقود أصلاً!
هنا سأل الجمهور، بماذا تفرحون، وكيف تتمتعون بأوقاتكم؟
عندها أخبرهم المتحدث بأن من شبّ على شيءٍ شاب عليه، والقوم هنا لم يعتادوا على مثل هذه (البدع الحضارية الحديثة) ولا يحبون الإشتراك في (المتع والوسائل الإنسانية العالمية للفرح، فقد أبدلهم الله جل وعز بلهو بريٍْ ومتع نظيفة مثل: (تحميص البن، أكل المندي/ وسباق مزايين الأبل/ وعلوم الرجاجيل، وبرامج مثل مضارب البادية و"مجلس سواليف في قناة المجد" وتحريك "المسبحة" ذات اليمين وذات الشمال، وللعلم بأن هذه المسبحة إنطلقت بدايتها على يد المسبحين لله بكرة وعشيا، ثم إنتقلت ليكون حملها وإستخدامها شرط من شروط البيع والشراء في حراج السيارات، ثم إنتهى بها المطاف لتكون أداة تعبث بها أصابع اليد، لإشغال الأصابع عن العبث بالأنف) فالحمد لله من قبل، والحمد لله من بعد!
Arfaj555@yahoo.com