11 سؤالا عن 11 سبتمبر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في الذكري الخامسة لأحداث 11 سبتمبر هناك أسئلة مشروعة عديدة تدور في أذهان الأمريكيين والعالم نتناول من وجهة نظرنا بعضا منها:
أولا: هل أمريكا أصبحت أكثر أمنا؟
أعتقد أن أمريكا أصبحت أكثر أمنا بعد 11 سبتمبر 2001 وهذه النتيجة لم استخلصها من عندي ولكن معظم الكتابات واللقاءات والتصريحات تصب في نفس المعني ،ففي يوم 7 سبتمبر2006 قال الرئيس الأمريكي " أن الولايات المتحدة باتت أكثر أمنا عما كانت عليه حين حدثت الهجمات الأرهابية في 11 سبتمبر"،وقالت رايس لفوكس نيوز 10 سبتمبر" أننا أكثر أمنا، ليس الأمن الكامل بعد وأنما أفضل من السابق".
والذين عاشوا في أمريكا قبل وبعد 11 سبتمبر يدركون حجم التغيرات التي حدثت وجعلتها أكثر يقظة وترقبا، وذلك يعود إلى الجهد المكثف لعشرات الهيئات والمؤسسات الأمنية والمخابراتية. ومنذ ضرب طالبان والإرهابيين يسعون بكل جهدهم لإستهداف أمريكا مرة أخرى ولكنهم فشلوا حتى الآن رغم عزيمتهم التي لا تلين وتخطيطهم المستمر وأعلاناتهم المتكررة عن الحرب المفتوحة على أمريكا.
نعم لقد دفع الأمريكيون ثمن هذا الأمان من اقتصادهم وحرياتهم المدنية وتقليص المجتمع المفتوح وتراجع العولمة وتزايد الأعداء، ولكن بالمفهوم المحدد لكلمة الأمن باتت أمريكا بالفعل أكثر أمنا.
ثانيا: هل العالم بات أكثر أمنا؟
يوجد انقسام حول الأجابة على هذا السؤال .هناك من يقول أن العالم أصبح أكثر أمنا ايضا بسبب اليقظة وعمل المئات من أجهزة الأمن والمخابرات حول العالم والتنسيق الفعال فيما يتعلق بمراقبة الأرهابيين وتعطيل مخططاتهم الشريرة.
في تصوري العكس، العالم بات أقل أمنا وأكثر خطرا والسبب ليس تقصير هذه الأجهزة والوكالات وشبكات البنوك التي تقوم بجهد خرافي للسيطرة على سرطان الأرهاب وتمويله، ولكن السبب يعود إلى أن المواجهة أصبحت مفتوحة عبر الزمان والمكان. قبل 11 سبتمبر كان الإرهابيون يشنون عملياتهم من طرف واحد مع جهود محدودة للرد عليهم أما الآن فالمواجهة والضرب من الطرفين، بمعني وجود مطاردة مستمرة من قبل دول عملاقة لهؤلاء والمسرح هو كوكب الأرض بأكمله، وحيث أن هناك نقاط ضعف كثيرة لا يمكن أحكام السيطرة عليها فأن العالم في الآجل المتوسط لا يزال أكثر خطرا حتى يتم تقليص فاعلية هؤلاء الإرهابيين بشكل كبير وهو ما لم يحدث حتى كتابة هذه السطور.
خطورة الموقف إذن تنبع من أن الحرب كانت من طرف واحد أما الآن فهي مواجهة بين عدة أطراف بما تحمله هذه المواجهات من مخاطر وضحايا.
ولكن الخطر الأكبر سيحدث إذا نجح المتطرفون في إيهام العامة أن الحرب دينية بين الإسلام والغرب، وهم يعملون بدأب في هذه الأتجاه واستطاعوا استقطاب عدد ليس بقليل، وإذا نجح هذا الاتجاه سيتحول الخطر إلى كارثة ستدفع الإنسانية بأكملها ثمنا فادحا لها.
ثالثا: هل زادت أم نقصت عدد الدول الفاشلة منذ 11 سبتمبر؟
المسرح المثالي لعمل الإرهابيين هو إنطلاقا من الدول الفاشلة Failed States، ولهذا يتنقلون من مكان إلى مكان وفقا لفشل الدول، وهم لا ينطلقون فقط من الدول الفاشلة ولكنهم يسعون بكل جهدهم لتحويل دول عادية إلى دول فاشلة .إذن جزء أساسي من الحرب على الإرهاب يتعلق ببناء الدول أو تفشيل الدول أو تركها تفشل ، وفي هذا الأطار هناك نجاحات لكل من الطرفين سواء الغرب أو الإرهابيين.
نجح الغرب في تحويل أفغانستان من دولة فاشلة إل دولة مستقرة نسبيا وإن كان حدث تراجع في هذا الأتجاه ولم تستقر أفغانستان بعد بشكل كامل. في المقابل نجح الإرهابيون في تحويل الصومال إلى دولة فاشلة بشكل واضح عقب سيطرة الإسلاميين عليها في الشهور الأخيرة. كما نجح الإرهابيون أيضا في تحويل غزة إلى منطقة فاشلة ويأملون أن يمتد ذلك إلى السلطة الفلسطينية بأسرها.
ولكن الصراع محتدم على دولتين هما العراق ولبنان؟
في لبنان يحاول حزب الله باستماتة تحويل لبنان إلى دولة فاشلة في حين يقف المجتمع الدولي مع الأغلبية اللبنانية لإعادة بناء لبنان الدولة والسيادة بعيدا عن خطر الفشل. وفي العراق هناك محاولات مستميتة من أمريكا والحكومة العراقية لتفادي فشل الدولة يقابلها محاولات جادة من الإرهابيين لجر العراق إلى حزام الدول الفاشلة. بكل صراحة يمكن تصنيف لبنان والعراق بأنها دول مقبلة على الفشل Failing States وهذا يعد نجاحا للإرهابيين وفشلا للسياسات الأمريكية والغربية في هذين البلدين.
هناك أيضا صراع في السودان بين الإرهابيين والنظام الفاشي من جهة لتحويل السودان من دولة فاشلة حاليا إلى دولة شديدة الفشل وخطرة على العالم وبين المجتمع الدولى من ناحية أخرى لتفادى ذلك، ومازال الصراع قائما في دارفور ولم يحسم بعد.
في تصوري أن الجزء الرئيسي في الحرب على الإرهاب يتعلق ببناء أو تفشيل الدول،حيث أن الدول الفاشلة مصدر التفريخ والأحتضان للمنظمات الإرهابية ، وفي هذا الإطار يمكن القول أن الصراع في أوجه والحرب بين الإرهابيين والمجتمع الدولي حرب ممتدة طويلة الأجل ولم تحسم بعد نتائجها.
رابعا: هل هي حرب على العرب والمسلمين؟
الأجابة في رأيي لا. ولكنها حرب على الإسلاميين الدمويين، وحيث ان أغلبية المسلمين ليسوا هكذا إذن فأنها حرب على أقلية من المسلمين أتخذت الإرهاب طريقا. ومن يحاول تصويرها على أنها حرب على الإسلام أو المسلمين أو العرب فهو بالتأكيد يعمل لصالح الإسلاميين الدمويين وهذا يقودنا إلى سؤال آخر.
خامسا: هل هي حرب على الفاشية الإسلامية؟
نعم بكل تأكيد. ولهذا أعتذر جورج بوش على مصطلح "الحروب الصليبية" الذى أطلقه فى 2001 لخطأ هذا المصطلح ولم يعتذر عن لفظ "الفاشية الإسلامية" لدقة التعبير. والمصطلح أكدته "اللجنة الوطنية للهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة" التي تشكلت بعد الأحداث وأستمرت تعمل لمدة 20 شهرا وأصدرت تقريرا في 567 صفحة بتاريخ 22 يوليو 2004، وقد حدد التقرير بوضوح العدو والخطر على أمريكا في "الإرهاب الإسلامي" و "المتطرفين الإسلاميين". ودعا التقرير إلى تجديد الوكالات المخابراتية والتي كانت معدة للتعامل مع الحرب الباردة وليس مع تهديد التطرف الإسلامي حسب وصف التقرير وهو ما حدث بالفعل.
والتطرف الإسلامي هو مجرد توصيف لأن هؤلاء يستخدمون مبررات إسلامية لعملياتهم الإرهابية ، وهم لا يهددون الغرب فقط ولكنهم يهددون الدول الإسلامية ذاتها، ولهذا يجادل بوش بأن جهوده منعت هؤلاء الإرهابيين من السيطرة على دول إسلامية معتدلة عبر إسقاط أنظمتها. والتقرير فرق بين القلة من المسلمين وبين المجموع الإسلامي المعتدل ولهذا أكدت اللجنة مثلا على أنه ليس هناك أي تورط للحكومة السعودية في هجمات سبتمبر رغم وجود 15 انتحاريا من السعودية. وكثير من المسلمين يتفقون على تعبير الفاشية الإسلامية ولا يرون في ذلك إهانة لهم وكما يقول أحمد البغدادي "فاشيون بل ونازيون أيضا"، فالمصطلح ينصرف إلى هؤلاء الدمويين فقط الذين يروعون المسلمين وغير المسلمين ويستهدفون بالأساس الحضارة الغربية الأنسانية.
فالإرهابيون يسعون إلى نشر الفوضي عن طريق العنف لإسقاط الأنظمة المعتدلة في الدول الإسلامية وتحويلها إلى دول فاشلة مستخدمين المبررات الإسلامية وبعد كل هذا إلا يحق وصفهم بالفاشيين الإسلاميين. فعندما يدعو أسامة بن لادن إلى الحرب المفتوحة ويقول للغرب "أنكم قوم تعشقون الحياة ونحن قوم نعشق الموت".
وعندما يقول أحمدى نجاد " لا يجب أن نخجل من إعلاننا أن الإسلام مستعد ليحكم العالم.. يجب أن نعد أنفسنا لحكم العالم".
وعندما يقول حسن نصر الله "المجاهدون في الحزب كانوا خايفين أحسن تكون دى آخر معركة مع العدو ويفوتهم شرف الشهادة". وعندما يسعى الاخوان المسلمون لعودة الخلافة وحكم العالم بأسم الإسلام.
هل تختلف هذه المقولات الانتحارية عن قول هتلر "أما أن نكتسح أوروبا أو نموت".
المشكلة ليست في المصطلح المتفق عليه من أغلب دول العالم، ولكن المشكلة تكمن في هؤلاء الذين يدعمون الإرهابيين ويعملون لدعم أجندتهم التي تتلخص في إندلاع حرب دينية عبرالعالم.
سادسا: هل وراء هذه الحرب المحافظون الجدد والمسيحيون الصهيونيون؟
هناك خطأ شائع في العالم العربي أن المتدينيين في أمريكا هم الداعم الأساسي للحرب على الإرهاب ، ولكن هذا غير صحيح. هناك أتفاق كامل بين أغلبية شرائح المجتمع الأمريكي من محافظين وليبراليين وعلمانيين، ما بين الصقور والحمائم، وبين الجمهوريين والديموقراطيين على أهمية وضرورة واستمرارية الحرب على الإرهاب. الخلاف فقط على التفاصيل وعلى بعض الأخطاء التي أرتكبت من قبل إدارة الرئيس بوش.
ولن تتوقف الحرب على الإرهاب مع أي إدارة أمريكية قادمة فهي استراتيجية أمن قومي، الخلاف فقط سيكون في إعادة تقييم الحرب والأولويات وبعض الأدوات والآليات.
سابعا: لماذا لم تحدد أمريكا تعريفا للإرهاب؟
هذا في الواقع كلام غير صحيح. فأمريكا والأمم المتحدة حددت بوضوح طبيعة كل العمليات التي توصف بأنها إرهابية وهناك أكثر من خمسة عشر قرارا صدرت عن مجلس الأمن الدولي في هذا الخصوص .الذين يجادلون ويسفسطون حول المصطلح هم بعينيهم الذين كانوا يقولون أن أمريكا أتهمت المسلمين في أحداث 11 سبتمبر بدون دليل واضح "لاحظ الكلام عن بن لادن وعصابته وكأنهم هم المسلمون"، ورغم العديد من الاعترافات الشخصية المصورة لبن لادن وتفاخره بما قام به في 11 سبتمبر مازال البعض يجادل في مسؤوليته عن هذه الأحداث، وانتقلوا من مسؤولية بن لادن إلى السفسطة حول تعريف مصطلح الإرهاب.
نفس الأصوات التي تجادل حول مصطلح الإرهاب هي عينها التي تدعم وتدافع عن أحمدي نجاد وحزب الله وحماس وأبو مصعب الزرقاوي وتعتبر كل هذا "مقاومة إسلامية" وأن هدف أمريكا القضاء على هذه المقاومة، في الوقت الذي يصنف العالم كله الأفعال الجنونية والانتحارية وذبح البشر والرغبة في تصدير الثورة الإيرانية العنيفة والتصادم مع العالم كل هذه عمليات إرهابية. وإذا لم يكن ما يقوم به أبو مصعب الزرقاوي والدعاوي الإنتحارية لأحمدي نجاد عمل إرهابي فماذا يمكن تصنيفها إذن؟. وإذا لم يكن ذبح المدنيين الأبرياء، وقتل الصحفيين، وتفجير السيارات، والأعتداء على دور العبادة، وخطف الرهائن، والقتل على الهوية، وتهجير الاقليات وإضطادهم، وخطف وأغتصاب البنات والسيدات، وتفجير المنتجعات السياحية ووسائل المواصلات، والتخفي وراء المدنيين في المعارك لتعريض حياتهم للخطر، والتمرد على سيادة الدول وقراراتها لصالح عمليات انتحارية عبثية، ومحاولة تفكيك الدول وتفجير الصراعات الطائفية العنيفة فيها، إذ لم يكن كل هذا إرهاب فما معني الإرهارب إذن؟.
ثامنا: ألم تخرج فلسفة "صدام الحضارات" من الغرب عبر كتابات هنتنجتون وغيره؟
هذا أيضا خطأ ، هناك فرق بين استشراف المستقبل وبين الدعوة إلى الصدام. وإن لم يكن من مهام المحلل الإستراتيجي تحديد المخاطر المستقبلية فما هو دوره إذن؟. هنتنجتون لم يدعو إلى صدام الحضارات وإنما حدد فقط طبيعة المخاطر المستقبلية المحتملة. وأعتقد إنه نجح في ذلك.
الغرب الذي يعيش أوج تألقه وتقدمه واستمتاعه بالحياة لا يسعي ولا يرغب في أي صدام يحد من هذه الرفاهية، ولكنه في نفس الوقت وللمحافظة على هذا التقدم يعمل على استشراف المستقبل وتحديد المخاطر وكيفية مواجهتها، لأنه آثار عدم المواجهة أشد فداحة على المجتمعات الغربية.
تاسعا: هل فشل العالم الإسلامي في مواجهة الإرهاب؟
الإجابة نعم. فكما ذكرت العديد من الكتابات فإن الحرب الرئيسية هي داخل الإسلام والعالم الإسلامي. هي معركة فكر داخل هذا العالم والمسؤولية الرئيسية فيها تقع على العالم الإسلامي.
ولكن العالم الإسلامي فشل في هذه الحرب الداخلية، حرب الأفكار حرب الإصلاح الديني، حرب السيطرة على الإرهابيين، حرب الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان، حرب نشر ثقافة الحياة، حرب الأنفتاح والتعاون الإيجابي على العالم.
كل ما تم تركز على تقليص قدرة الإرهابيين في الوصول إلى الحكم، ولكنها لم تقترب من إيدولوجيتهم، ولهذا انتشر الفكر المتطرف أكثر، وبات الإرهابيون يكسبون أرضيات جديدة كل يوم وهذا يقودنا إلى السؤال التالى.
عاشرا: ماهى الأسباب وراء تفسير تفشى ظاهرة الإرهاب المتأسلم؟
منذ 11 سبتمبر 2001 طرح سؤال "لماذا يكرهوننا؟" ربما آلاف المرات وتطرقوا إلى غياب الحريات والجهل والفقر وغياب المشاركة السياسية والأستبداد ...الخ، ورغم وجاهة كل هذه الفروض وصحتها إلا أنها وقفت عاجزة عن تفسير ظاهرة الأرهاب المتأسلم بشكل كامل
فسقط الفرض الذي ينسب الإرهابي إلى الطبقات الفقيرة وأصبحنا نري جل الإرهابيين ينتمون إلى الطبقات المتوسطة والغنية بل والمترفة في الثراء. وسقط فرض أنهم جهلاء فلا يمكن الإدعاء بأن أيمن الظواهري وعلى شاكلته الآف من الإرهابيين جهلة، صحيح أن ثقافتهم مشوهة ولكنهم في النهاية ينتمون الى الطبقة المثقفة. وسقط فرد الأمية فنحن أمام إرهابيين حاصلين على أعلى الدرجات العلمية ومن جامعات عربية وغربية معروفة، وقد كتبت من قبل مقالة عن أختفاء الإرهابي الأمي. وقد قام البنك الدولي بعد 11 سبتمبر باضافة إلى الحاجات الأساسية الأربعة المأكل ، والمسكن، والتعليم، والصحة، حاجتين أساسيتين وهم العمل، والمشاركة السياسية حتى هذه الفروض أيضا سقطت فالكثير من الإرهابيين يعملون ويشاركون بمستويات مختلفة في العمل العام. وسقط فرض إنهم قادمون من دول مستبدة، فثلاثة من إرهابي قطارات لندن الاربعة ولدوا وترعرعوا في ظل أعرق ديموقراطية في العالم. وسقط فرض أنهم قادمون من دول إسلامية فأتضح أن منهم مولودين في دول غربية. وسقط فرض أن أصولهم تنتمي إلى دول إسلامية فهناك أوربيون وأمريكيون تحولوا إلى الإسلام وتجندوا في قائمة الإرهابين مثل جوني ووكر، وريتشارد ريد، وخوسيه باديلا. بل وحتى سقط الشكل القديم للإرهابي الملتحي الذي يرتدي الزي الباكستاني والشبشب فها هو محمد عطا وزياد الجراح وغيرهم يظهرون بمظهر الغربي في ملبسه وتصرفاته.
الفرض الوحيد الذي لم يسقط أنهم مسلمون يسيئون إلى دينهم وإلى ملايين المعتدلين من أبناء ملتهم.إذن لماذا هم مسلمون؟.الأجابة لان العالم الأسلامى على مدى قرون طويلة فشل فى معركته الداخلية كما قلت وأجهض كل المحاولات العقلانية فى تفسير النصوص والتراث الدينى وتحييد العنيف منها. فسقطت المدرسة العقلانية فى تفسير النصوص من المعتزلة إلى بن رشد إلى محمد عبده. وسقطت رؤية فصل الدين عن الدولة التى تبناها على عبد الرازق. وفشلت الرؤية التى تفسر النصوص على أسس تاريخية ترتبط بزمانها وظروفها، وانتصر فى النهاية التفسير الحرفى النصى الأصولى المتزمت المعادي للعقل والعلم والحداثة وللآخر.
وأخيرا: هل تغير وجه العالم منذ 11 سبتمبر؟
بالتأكيد نعم، وفي مناحي عديدة لا يتسع المجال لذكرها هنا، والتغيير مستمر لأن المعركة مستمرة، فهناك دول ستتفكك ودول ستقوم وأنظمة ستسقط وأنظمة أخرى تحل محلها وعالم جديد في طور التشكيل، ولكن ليس من المؤكد أنه سيكون أفضل من عالم ما قبل 11 سبتمبر.