في هيثرو حافية القدمين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد أن اتبعت وأسرتي التعليمات الصارمة لمطار هيثرو اللندني في حمل حقيبة واحدة لا يتعدى حجمها (اللاب توب) وبعد افراغها من السوائل والأدوية والمكياج والعطور وحتى قوارير الماء، وبعد الكشف الروتيني عن الحقائب جاء دور التفتيش الشخصي فخلعنا معاطفنا وأحزمتنا وجولاتنا وحتى أحذيتنا وسرت في مطار هيثرو حافية القدمين،حتى جاء دور التفتيش الشخصي (الذي راعوا فيه تخصيص امرأة لتفتيش النساء)، وبعد تجاوز نقطة التفتيش تحولنا الى السوق الحر المدجج بالأمن والشرطة والكلاب البوليسية التي تتسكع في أرجائه، تساءلت: بعد خمس سنوات من أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومنذ بدء الحرب البوشية على الارهاب، ما الذي تحقق؟ وهل نجحت هذه الحرب على الارهاب في خلق عالم أكثر أمنا؟ بالطبع أقدامنا الحافية في هيثرو تجيب عن هذا السؤال.
خمس سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأشرطة أسامة بن لادن وشلته لا تزال تتوالى ونجوميته لما تخفت بعد،ووصايا المنفذين تتجدد على قناة الجزيرة،ورغم ذلك لا يزال الكثيرون مصرون على أن العملية ليست صناعة عربية وانما مؤامرة موسادية أخرى- وبالطبع لا يستندون في رأيهم هذا الى أن الشعب العربي والمسلم يحترم حياة الأبرياء وانما لدقة العملية ونجاحها مما يجعلهم يستكثرونها على العرب والمسلمين الذين تحولت حياتهم الى سلسلة طويلة من الجهل والتخلف -، من نتائج الحرب على الارهاب التي نفذها بوش -والتي صرح مرة بأن ربه أمره بها وكأنه يتصرف بنفس عقلية الظواهري وابن لادن في (جهاد) مسيحي مدجج بالأسلحة النووية والقنابل العنقودية!-من نتائج هذه الحرب عراق على حافة حرب أهلية ينام ويصحو على عمليات انتحارية تحصد الأبرياء وأفغانستان غارق في الدماء، وشعب أميركي مكروه (قلت لصديقتي الأميركية ليز: هل تعرفين كم أصبح العالم يكرهكم؟ فردت:"حسنا..عندما نطوف حول العالم نوزع القنابل والموت فمن الطبيعي أن العالم سيكرهنا" بالمقابل ما الذي استفاده المسلمون من عمليات الحادي عشر من سبتمبر وعمليات القاعدة التي تلتها في مختلف أنحاء العالم؟من يرى فائدة واحدة أرجو أن ينيرني بها على بريدي الالكتروني.
بعد خمس سنوات من أحداث الحادي عشر من سبتمبر كل ما نراه اليوم هو حرب ضد الارهاب تؤدي الى ارهاب ضد الحرب.
فأين المخرج لسذج مثلي يكرهون الحرب والارهاب معا؟