صدق الله العظيم.. وكذب شيخ الأزهر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ عندما ظهرت أزمة الرسوم المسيئة لخاتم الأنبياء عليه وعليهم السلام قال شيخ الأزهر ما معناه ان ذلك لا يجوز لأنه اعتداء على الموتى. هوجم شيخ الأزهر بضراوة لأنه أعلن ببساطة أن خاتم النبيين محمدا قد مات، وهذا يخالف عقائد معظم المسلمين الذين يحجون الى المدينة (المنورة) بالقبر المقدس الذى يزدحم حوله الحجاج الآتون من كل مكان يتشفعون بالقبر المقدس ويتصارعون على لمس ولحس شباك الروضة (الشريفة المقدسة) وهى مجرد خشب وزجاج ومواد بناء لا تختلف عن مثيلتها فى أى بناء آخر وفى أى مكان آخر، إلا إن هذا الخشب إكتسب قدسية وصار معبودا يتضرعون اليه ويتحسسونه بكل تقديس واحترام لأنه يحيط بما يعتقدون أنه قبر النبى محمد. وهم يعتقدون طبقا لحديث كاذب ومشهور لديهم ان اعمال الناس تعرض على النبى محمد فى قبره ـ ليراجعها بالطبع ويضع عليها امضاءه الكريمة ـ فاذا وجدها سليمة اطمأن، وان لم تكن ـ وهذا هو الأغلب ـ استغفر لهم الله.
2 ـ وبالتالى فإن الحج فرصة للأغنياء فقط، اما الفقراء فلا حظ لهم فى الدنيا ولا فى الآخرة!! الأغنياء فقط هم القادرون على بناء الجوامع من أموالهم، ليس مهما أن تكون سحتا أو أموالا قذرة أو تم غسيلها لتكون أكثر بياضا، المهم أنها أموال، وبها يستطيع الأغنياء أن يحجوا كل عام ويلمسوا شباك النبى ويحصلوا على شفاعته ـ المزعومة ـ ثم يعود أحدهم من الحج (كيوم ولدته أمه) طبقا لحديث آخر كاذب. أى يعود عريانا (من الذنوب) وتكون أمامه سنة أخرى يقترف ما شاء فيها من الذنوب ويسرق ما يقدر عليه من أموال الفقراء والجوعى، ثم يسافر الى الروضة الشريفة ويأخذ الغفران، وهكذا كل عام، يزداد إجراما ويزداد حجا، وهكذا أيضا يمتلىء موسم الحج بمئات الألوف من المجرمين والأفاقين والمسجلين عند الله تعالى فئة (مسجل خطر) ولكن يعود أحدهم من الحج (كيوم ولدته أمه).. فياليت أمه لم تلده..
3 ـ أساس هذا البلاء والازدحام فى الحج وعند الوثن المسمى بقبر النبى محمد هو ذلك الحديث الكاذب الذى يزعم حياة النبى محمد فى قبره، وأنه تعرض عليه أعمال أمته. وطبعا لا يجوز لك ان تتساءل كيف يستطيع فرد واحد أن يقوم وحده بكل هذا العمل بدون سكرتارية ووسعاة و معاونين ومديرين وخلافه؟ واذا كان معه جهاز من الموظفين والمعاونين الأكفاء فهل يتسع لهم القبر؟ وكيف يعيشون بلا تهوية ولا خدمات صرف صحى وخلافه ؟ ثم كيف يعملون كل الوقت بدون أجازة أو رعاية صحية أو أجور على الساعات الزائدة؟ ألم يفكروا فى الاضراب لزيادة الأجور وتحسين فرص العمل ؟إن الحديث يقول أن الأعمال تعرض (بضم العين)عليه، أى أن هناك موظفون يعرضون عليه الأعمال، وعليه فإن هذه الأسئلة واردة ولا بد لها من إجابة شافية. وهب أن النبى محمدا يعمل وحده فكيف سيجد الوقت اللازم لمراجعة يومية لأعمال بلايين المسلمين من وقت وفاته الى قيام الساعة ؟ ولماذا نحتاج الى قيام الساعة ويوم الحساب اصلا طالما أن هناك من يراجع اعمالنا ويصححها ويستغفر لنا لنعود من الحج (كيوم ولدتنا أمنا) ثم لا يكتفى بذلك بل يشفع فينا يوم القيامة وندخل بشفاعته الجنة (أونطة)!!
اذا تساءلت أو استعملت عقلك فأنت منكر للسنة ومحروم من شفاعة النبى المزعومة.
4 ـ جاءته الأوامر فوجد شيخ الأزهر شجاعة كافية ليلطم الناس المسكين فى عقائدهم معلنا لهم وفاة النبى، هذا مع ان المعروف فى كتب التراث نفسها أن أبا بكر الصديق ـ وهو طبعا أعلم من رواة الأحاديث بالنبى محمد ـ قد أعلن وفاة محمد بعد موته مباشرة حين قال: من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فان الله حىّ لايموت.
المهم هنا ان شيخ الأزهر الشريف ـ جدا ـ أعلن مؤخرا وفاة النبى محمد بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام، الأهم من ذلك أن إعلانه وفاة النبى جاءت مناقضة لما كان هو ـ أى الشيخ محمد سيد طنطاوى يؤمن به. فضيلته كان يؤمن بأن النبى محمدا حى فى قبره وأن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وهو ما يعتقده عوام المسلمين وعوام الوعاظ، ومن بينهم الشيخ طنطاوى نفسه. وهذا مثبت فى أوراق رسمية أزهرية.
لقد جرى التحقيق معى فى جامعة الأزهرـ بعد وقفى عن العمل فى 5مايو 1985 ـ عقابا لى على تأليفى خمسة كتب، كان منها كتاب (الأنبياء فى القرآن الكريم).كان رئيس لجنة التحقيق شخصا مجهولا وقتها هوعميد كلية أصول الدين فى أسيوط، إسمه الدكتور محمد سيد طنطاوى، وقد رآها فرصة للشهرة والترقية وإرضاء أولى الأمر، لذا فقد كوفىء على ظلمه لى بالصعود بعدها الى مرتبة المفتى ثم مشيخة الأزهر.
طبقا لوثائق التحقيق فان الشيخ طنطاوى رفض كل الآيات القرآنية التى استشهدت بها فى كتابى والتى تؤكد موت النبى محمد ومنها قوله تعالى للنبى محمد عليه السلام "انك ميت وانهم ميتون". أرغى الشيخ وقتها وأزبد منكرا لكتاب الله تعالى مصمما على أن النبى محمدا حىّ فى قبره، ثم دمعت عيناه يرجونى التنازل عما قلت، وألحّ، وشدّد فى الالحاح. الآن وبعد أكثر من عشرين عاما يتذكر الشيخ أن النبى محمدا قد مات.!! تذكر بأثر رجعى!! أقول: صدق الله العظيم..وكذب شيخ الأزهر!!
5 ـ وقد هوجم الشيخ طنطاوى من الاخوان المسلمين داخل مجلس الشعب وخارجه لأنه اعترف بموت النبى محمد، الاخوان المسلمون لا يؤمنون بمعظم آيات القرآن، وهى التى تؤكد بشرية النبى محمد وتنفى عصمته وتنفى شفاعته وتنهى عن تفضيله على الأنبياء السابقين. هاجموا الشيخ لأنه خرج على معتقداتهم التى تؤله النبى محمدا. ومن عجائب عصرنا البائس أن يتاجر باسم الاسلام من ينكر عقائد الاسلام وحقائق الاسلام وكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
6 ـ نعود الى الشيخ طنطاوى، واعترافاته الأخيرة التى يناقض بها نفسه.
فى آخر مقابلة شاهدتها له فى الجزيرة يوم السبت 18 فبراير 2006 رأيته يطالب بقانون يجرّم الطعن فى الأنبياء جميعا مؤكدا أننا ـ يقصد المسلمين ـ نؤمن بجميع الرسل ولا نفرق بين أحد منهم، وأعتقد أنه قرأ قوله تعالى " لا نفرق بين أحد من رسله "
ومرة ثانية أقول " صدق الله العظيم " ولكن كذب شيخ الأزهر.
ففعلا فانه طبقا للاسلام العظيم يحرم التفريق بين الرسل وتفضيل رسول على رسول، ولكن شيخ الأزهر أول من ينكر ذلك، وهو الذى يردد دائما وصف خاتم النبيين محمد بأنه أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، وهذا أبسط الكلمات فى تفضيل محمد على من سبقه من الأنبياء.
أعود هنا أيضا الى محاكمتى فى سنة 1985 وكانت الاتهامات الموجهة لى ثلاثة، وكان الذى يحقق معى فيها المدعو محمد سيد طنطاوى. الأولى: أننى أنكر العصمة المطلقة للأنبياء قائلا ان عصمتهم بالوحى فقط. الشيخ طنطاوى طبقا لأوراق التحقيق معى يؤمن مع غيره من الأزهريين أن الأنبياء معصومون عصمة مطلقة ولا يخطئون مطلقا، أى إنهم آلهة كاملة الألوهية. ولذا أنكروا 150 آية قرآنية تؤكد بشرية الأنبياء ووقوعهم فى الخطأ، وأن عصمتهم لا تكون إلا بالوحى فقط، وهو التوجيه الالهى الذى يمكنهم من تبليغ الرسالة كاملة دون تقصير بشرى. الثانية أننى أنكر شفاعة النبى محمد ـ معتمدا على 150 آية قرآنية ـ وهم فى الأزهر وغيره ينكرون تلك الآيات كلها تمسكا ببضع أحاديث فى البخارى وغيره. الثالثة. أننى أنكرت تفضيل النبى الخاتم على من سبقه من الأنبياء وقلت يجب ألا نفرق بينهم، وأن ندع التفضيل لله تعالى وحده فهو الأعلم بهم وهو الذى نهانا عن التفريق بين الله ورسله.
ثار الشيخ طنطاوى وأرغى وأزبد بسبب تمسكى موقفى، وبسبب عدم مقدرته على تفنيد أدلّتى القرآنية ـ وهى آيات كريمة شديدة الوضوح والدلالةـ فقد وضع تقريره يوصى فيه بعدم رجوعى للتدريس فى الجامعة إلا بعد التوبة حتى لا أبلبل عقائد الطلاب، وأنه إذا تمسكت بموقفى فلا بد من عزلى من الجامعة.
الآن وبعد أكثر من عشرين عاما يقرر الشيخ أنه لايفرق بين الأنبياء. فهل يحكم على نفسه بما حكم به علىّ عام 1985 ؟
7 ـ الشيخ طنطاوى يغير آراءه الدينية كما يغير ملابسه الداخلية لأنه يجعل الدين فى خدمة السياسة. ولأنها ـ أى السياسة ـ متقلبة بطبعها، فان آراء الشيخ تتقلب وتتلون وتتناقض تبعا للأحداث والأوامر العليا الآتية من الطاغية العسكرى. وأتمنى للشيخ طنطاوى ـ الطاعن فى السن ـ أن يعيش عشرين سنة أخرى حتى يكون عبرة للأجيال القادمة من شيوخ الأزهر، اذا قدّر للأزهر أن تكون له أجيال قادمة.
8 ـ أمثال الشيخ طنطاوى من خدم السلطان يرون سعادتهم فى أن يمتطيهم الطاغية المستبد، ويجتهدون فى ارضاء نزواته مهما قال ومهما طلب.
هذا الصنف ـ الذى يشترى بآيات الله تعالى ثمنا قليلا ـ تراه على استعداد لأن يقول الحق أو أن يقول الباطل، أو أن يمزج بينهما بشتى الحيل، المهم هو ارضاء الطاغية الذى يسبح بحمده قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.
هذا الصنف ممن يسمى برجال الدين لديه جرأة طاغية على الكذب والتلون، ولديه شجاعة قول الإفك مهما خالف الحق والمنطق. وهو يسعد بهجوم الناس عليه وباحتقارهم له لتأكده أن ذلك هو الذى يحقق رضى الطاغية عنه. فالطاغية يكره أن يكون أحد خدمه محبوبا من الناس،أو مرضيا عنه من الناس.
لذا فهذا الصنف من شيوخ السلطة مستعد لأن يقول أى شىء ليرضى السلطان. من الممكن ـ مثلا ـ أن يخرج علينا الشيخ طنطاوى بتصريح يعلن فيه أن أبابكر الصديق لم يمت بالسم كما تقول إحدى الروايات، إنما مات عندما اصطدم به موتوسيكل فى طريق جدة المدينة المنورة. هو على استعداد أن يقول ذلك بكل جدّية وباخلاص شديد ـ إذا جاءته التعليمات أو إذا تأكد ان هذا مما يقربه الى سيده الطاغية زلفا.
وهو وأقرانه وأسيادهم الطغاة قد بلغوا أرذل العمر، و مع ذلك فهم لا يتوبون ولا يتذكرون..