كتَّاب إيلاف

افتنا يا شيخ (صالح) في (فرية المنظمة)..؟!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تساؤلات من قلب (الدائرة)..


*كتب الشيخ (صالح الفوزان) عضو هيئة كبار العلماء ؛ مقالاً سابقاً في صحيفة الجزيرة، عدد يوم الأربعاء السادس من شعبان 1427هـ، الموافق للثلاثين من أغسطس 2006م، وكان يرد فيه على مقال لي سابق منشور بالصحيفة ذاتها ؛ عدد يوم الأحد 3 شعبان 1427هـ، الموافق للسابع والعشرين من أغسطس 2006م.
*لقد كنت في غنى عن هذا الرد ؛ لولا أن الشيخ الفوزان ؛ بدا وكأنه نسي - على ما يبدو - وللمرة الثانية ؛ صلب الموضوع الذي يدور حوله النقاش وهو (فرية المنظمة العميلة)، وليس غيرها مما ذكر. فقد فهمنا من الشيخ الفوزان، في مقاله الأسبق بصحيفة الوطن يوم الإثنين 27 رجب 1427هـ الموافق للحادي والعشرين من أغسطس 2006م ؛ أنه يدافع عن الدكتور سعد البريك، الذي يتعرض لانتقادات مشروعة من الكتاب، كونه افترى عليهم في محفل عام ترعاه وزارة الشئون الإسلامية ؛ فأقر قول (أحدهم) بأنهم (علمانيون)، وزاد بأنهم (عملاء لدول أجنبية)، و(لهم صلات بسفارات دول معادية)، وأنهم (يقبضون منها)، والبريك نفسه ؛ أقر بقولات السوء هذه ؛ ولم ينكرها، ولو فعل لأقمنا عليه الحجة والدليل. كما أنه لم يثبت قوله ولو بدليل واحد، ولا يستطيع أن يفعل هذا لا اليوم ولا بعد ألف عام. وهذه في حقيقتها عدة تهم خطيرة، تبدأ بأن أقر بأنهم (علمانيون)، وهذا تكفير واضح لا غبار عليه، ثم هم (خونة) لأنهم عملاء لدول غير دولتهم، ويتصلون بسفارات معادية، ويقبضون منها أموالاً. فالشيخ صالح إذن حسب ما فهمناه، ينتصب للدفاع عن الدكتور البريك لأجل هذا الذي وقع.. هكذا بدا الأمر.

*والسؤال : هل أنت يا شيخ صالح ؛ مع البريك في هذه الفرية التي طالت عدداً كبيراً من أبناء الوطن، مما صورهم أولاً علمانيين، أي كفاراً والعياذ بالله، ثم بعد ذلك هم يخونون وطنهم، ويتعاملون مع جهات خارجية، ويأخذون أموالاً لقاء ذلك..؟ أكرر.. هل توافق على هكذا تهم ليس عليها ولا دليل واحد..؟ إن كنت توافق على ذلك، فقد اتضح الأمر، وأصبح دفاعك عن البريك واضحاً، ولهذا باب وجواب آخر.

*أما إن كنت يا شيخ صالح، لا توافق على هذه الفرية، ولا تقرها - وهذا ظننا فيك - وبعض الظن ليس بإثم ؛ فلماذا لا تتكلم عليها وأنت تكتب مقالين في صلبها، لكنك ما تكاد تقترب من القضية حتى تبتعد عنها..؟

*سؤال مرة أخرى : يا شيخ صالح ؛ ما رأيك فيما قال به البريك من فرية..؟ خاصة والكتاب الذين عناهم البريك ؛ هم من المسلمين، والقاعدة الشرعية تقول ؛ بأن الأصل في المسلم البراءة ؛ ما لم ترد بينة ضده. فأين هي بينة البريك على ما ادعى به ضدهم..؟!

*هل هم - معشر الكتاب والمثقفين السعوديين - يا شيخ صالح ؛ علمانيون كما أقر بذلك البريك في جوابه على السائل في المخيم، وكما يقول النجيمي ويكرر عبر الفضائيات والمقالات.؟

*هل هم - معشر الكتاب والمثقفين السعوديين - يا شيخ صالح ؛ عملاء لدول، وخونة لوطن، ويقبضون من سفارات مشبوهة ؛ كما جاء على لسان البريك من على منبر عام في محفل عام..؟

*ما الحكم في هذه الحالة يا شيخ صالح..؟

* فإن كنت تتفق مع البريك في فريته الكبرى ؛ افتنا وافت الناس الذين ليس لهم إلا الظاهر.. نريد فتوى صريحة منك، في منظمة خبيثة عميلة اكتشفها (الوطني المخلص سعد البريك)، وهي تتعاون مع دول أجنبية، ولها صلات بسفارات، وتقبض أموالاً نظير عمالتها ونذالتها..!

*أما إذا كان الأمر غير ذلك ؛ فافتنا وافت الناس الذين ليس لهم إلا ظاهر الأمور ؛ في من افترى على آلاف الناس في هذه البلاد، فأقر بأنهم علمانيون، ثم اتهمهم زوراً وبهتاناً بالخيانة الوطنية ؛ والعمالة لدول وسفارات، وأخذ أموال..؟

*هل أنت يا شيخ صالح - مع ابن بريك في فريته هذه حتى تدافع عنه..؟ افتنا وأرحنا.

*ثم يا شيخ صالح.. هل مقولات البريك التي فجرت الموقف ؛ تؤدي إلى تآلف الناس، وتفضي إلى اجتماعهم والتحامهم ؛ أم هي تقود إلى فرقتهم وتناحرهم، وتجعل بعضهم يتهم البعض الآخر..؟!

*ثم لو.. افترضنا وبدر من بعض الناس ؛ بعض من مخالفات، على نحو ما ؛ فهل يكون في هذا مبرر للعلمنة والتخوين، وإطلاق التهم الجزاف..؟!

*افتنا يا شيخ صالح.

*سؤال آخر في صلب الموضوع يا شيخ صالح - هناك أناس يبدو عليهم من ظاهر أقوالهم ؛ أنهم يتبنون فكر جماعات حزبية وحركية معروفة، فهم يبثون كتبهم وأشرطتهم في المساجد والمراكز والأندية والمخيمات، ثم يتحدثون في الصحف والفضائيات والإذاعات، وهم يحاولون خلق أعداء وهميين للدولة والوطن، يحلونهم محل التكفيريين والإرهابيين، فيسبون مواطنين سعوديين في بلدك، ويقولون عنهم علمانيون، وقد يرمونهم بالخيانة والعمالة، ونحن ما زلنا نتذكر، مواقف سابقة لك، ضد تغلغل هذا الفكر الثوري وحركيته في المجتمع، فهل ما زلت على ما عهدناك من قبل في هذا الصدد..؟ فماذا تقول إذن في هذه الظاهرة التي بدأت في البروز في السنوات الأخيرة..؟ افتنا يا شيخ صالح.

*أخيراً.. أنا أشكر الشيخ صالح الفوزان على قوله : أن ليس هناك من العلماء من هو معصوم من الخطأ، وهو بدون شك في مقدمة هؤلاء غير المعصومين ؛ بدليل مقالاته ومداخلاته مع الكتاب والقراء في الصحف. ونفسه الطويل في التعاطي مع المخالفين. وعليه ؛ فإن كل عالم أو عامل أو موظف في هذه البلاد ؛ هو عرضة للنقد، والأشخاص كلهم لا يمثلون الدين، ونقد الأشخاص لا يعني التطاول أو التعرض لدين أو شريعة، وكافة مؤسساتنا عامة وخاصة ؛ هي في بلد إسلامي، ولا ينبغي أن نصف بعضها إسلامي والبعض الآخر غير إسلامي، والدولة هي من أوجدها ورعاها وجعلها لخدمة الوطن والمواطنين، لا يشك أحد في هذا، فكلها تؤدي خدمات مشروعة لفائدة الوطن والمواطنين، والعاملون فيها كلهم موظفون مكلفون لأداء واجب، فلا يوجد منهم من هو منزه فوق النقد، فكلهم بشر يصيبون ويخطئون، ومن واجب الإعلام بكافة وسائله - والشيخ صالح يتحدث من خلاله، ويكتب فيه بشكل دائم - مساعدة الدولة في الوقوف على هموم الناس، وتلمس حاجاتهم، والتنبيه على الخلل والقصور، من أجل تحسين أداء هذه الأجهزة، حتى لو كان هذا في أداء رجال الهيئة، أو في سلك القضاء، مثلهم مثل زملائهم في التعليم والثقافة والصحة وكافة القطاعات الأخرى، والشيخ صالح - حفظه الله - لا يستطيع ذكر اسم موظف واحد في سلك القضاء أو الهيئات، أو من العلماء ؛ تعرض لهجوم شخصي ؛ بمعنى التجريح والشتم والسب، أما التعرض لأداء الأشخاص في وظائفهم العامة بالنقد، وكشف ما ينبغي كشفه من أخطاء تمس مصالح المواطنين، فهم ليسوا معصومين يا شيخ صالح، ونقدهم لا يعني التعرض للدين والشريعة، ولا ينفي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأظنك توافقني على هذا. وهذه ليست يا شيخ صالح ؛ فرية نفتريها ثم ننكرها ونعترف بها كما ورد، بل نفخر أنا ممن يمارس النقد في الأداء العام أين ومتى كان الخلل، فلا نفرق بين وزارة الصحة - على سبيل المثال - ووزارة العدل، ولا بين هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ وبين التربية والتعليم، وإذا تعلق الأمر برأي يطرح على الملأ ؛ فهو ليس بالضرورة من المسلمات التي يعتبر نقدها تطاولاً وهجوماً ومساً بثوابت الدين، ولكن كما قال الإمام الشافعي رحمه الله : (رأي غيري خطأ يحتمل الصواب، ورأيي صواب يحتمل الخطأ).

والله الهادي إلى سواء السبيل.
assahm@maktoob.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف