دور رجال الدين فى القرن الواحد والعشرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شاهدت فيلما كوميديا أمريكيا فى بداية الثمانينيات بعنوان "يإلهى" Oh God بطولة جورج بيرنز وجون دينفر، وفى هذا الفيلم يتقمص جورج بيرنز شخصيه الإله ويقوم بدور إله سمح متواضع متسامح، وحزروا فزروا من كان ألد أعداء الإله؟، لقد كان بعض رجال الكنيسة والذين إعتقدوا أنهم قد إحتكروا فكرة الإله والدين لأنفسهم وجعلوا من أنفسهم أوصياء على البشر ينظرون إليهم بإستعلاء، وعندما نزل الإله المتواضع إلى شخص عامل بسيط فى السوبر ماركت (جون دينفر) قام بعض رجال الدين بمهاجمته وإتهموا العامل بأنه مجنون وملحد ويحاول إبعاد الناس عن الكنيسة، ومن ضمن الأسئلة التى سألها عامل السوبر ماركت إلى الإله :
هل كان المسيح إبنك؟
فكانت إجابة الإله:
نعم المسيح كان إبنى وموسى كان إبنى ومحمد إبنى وآدم إبنى وأنت إبنى وكل البشر أبنائى وأحبهم كلهم.
.........
وهذا الفيلم فى الحقيقة يفضح بعض رجال الدين على حقيقتهم ويظهرأن العلاقة بين الله والبشرلا تحتاج إلى أى وسيط أو سمسار.
وقد تذكرت هذا الفيلم وأنا أتابع الزوبعة الأخيرة والتى مازالت تثيرها تصريحات بابا روما الأخيرة وردود الأفعال الصاخبة فى العالم الإسلامى سواء على مستوى الحكومات أم الشعوب، وقد قرأت نص خطاب البابا بالإنجليزية على أحد المواقع الإيطالية الدينية:
http://www.chiesa.espressonline.it/dettaglio.jsp?id=83303amp;eng=y
ومن يرغب فى قراءة ترجمة باللغة العربية لكامل الخطاب فهو منشور فى موقع شفاف الشرق الأوسط:
http://metransparent.com/texts/benedictus_arabic_translation.htm
والخطاب عبارة عن محاضرة فلسفية إلقيت فى أحدى جامعات ألمانياعن فكرة الله، وكيف أن فكرة الله سبحانه وتعالى تتعارض مع فكرة العنف والمحاضرة كلها فلسفية جميلة باستثناء عبارة محشورة وردت " بين قوسين" على لسان أمبراطور بيزنطى فى عام 1391 أثناء مناظرة مع شخص فارسى خارج أنقرة أثناء حصار القسطنطينية، والعبارة التى قالها هذا الإمبراطور فيها إدعاء على أن الإسلام قد إنتشر بالعنف، وأنا أتفق مع رئيس تحرير السياسة الكويتية أحمد الجار الله فى مقاله الرائع بعنوان :"خطأ بابوى خطير"، ولا داعى لأن أكرر ماقاله الجار الله، وتوقيت كلام البابا لا يمكن أن يكون أسوأ من هذه الأيام حيث الأوتار متوترة ومشدودة والقلة من العقلاء فى الشرق والغرب تحاول ردم الهوة وبناء جسور الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة.
(نص مقالة أحمد الجار الله)
https://elaph.com/amp/ElaphWeb/NewsPapers/2006/9/177391.htm
.........
وأنا لا أحب أن أتكلم كثيرا فى الدين لأننى أعتقد أن التدين هو علاقة روحية خالصة بين المؤمن وبين الله سبحانه وتعالى ولا تحتاج لأى وسيط أو رقيب، وخاصة بعد أن أرسل الله سبحانه أنبيائه، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وبعد ذلك فإن الله رحمن رحيم يغفر الذنوب جميعا، وهو بيده وحده الحساب، لا بيد بشر أو شيخ أو قسيس أو بابا أو أمام أعظم أو أمير مؤمنين.
وعبر التاريخ القديم والحديث فقد مئات الألوف حياتهم وتشرد الملايين بأسم الدين، مع أن المفروض فى الدين أن يكون رحمة للعالمين، لا قتلا للعالمين، ولا تحريضا على العالمين، وكل سور القرآن الكريم تبدأ ببسم الله "الرحمن" "الرحيم"، وفى كل تعاليم السيد المسيح يقول أن الله "محبة"، لذلك فوجئت بخطأ البابا السياسى والدينى، أين ذهبت تعاليم السيد المسيح "أحبوا أعدائكم"، أين ذهبت مقولته وهو على الصليب "أغفر لهم فهم لا يفقهون".، وأيضا فوجئت برد الفعل المتسرع والتحريضى من بعض رجال الدين المسلمين والذى أدى إلى قتل راهبة وإختطاف كاهن ومحاولة حرق بعض الكنائس، والموجات ستتلاحق مثل التسونامى، فشكرا عزيزى البابا وشكرا الشيخ السماوى وأعوانه !، والله وحده سوف يحاسبكم وربما يغفر لكم أيضا فهو الغفور الرحيم.
..........
والسؤال الآن : ماهو دور رجال الدين فى المجتمع اليوم، إنهم لا ينتجون شيئا للمجتمع لا ينتجون خبزا أو سيارة أو كومبيوتر أو محطة كهرباء و لا يبنون مسكنا أو مدرسة، ولا يدرسون علوم الفيزياء أو الرياضيات أو الكيمياء أو الطب، و المفروض فيهم ان يعلموا البشر أن الله "رحمن" "رحيم"، وأن الله "محبة"، وإن فعلوا هذا كان خيرا لهم ولنا، وإن لم يفعلوه فالله سبحانه وتعالى فى غنى عنهم، وعليهم أن "يورونا" عرض أكتافهم ويذهبوا للمزارع والمصانع والمعامل لعلهم ينتجون شيئا ينفعهم وينفع الناس، بدلا من أن يستحل البعض منهم لأنفسهم فى الإستمرار فى إنتاج وإستنساخ ثقافة الكراهية والتى تسبب مقتل الأبرياء كل يوم بأسم الدين وبأسم "الله"، والله منهم وممن يتبعهم ومن أفعالهم برئ.
.........
إن بعض أدعياء الدين جعلوا من الله (أستغفر الله العظيم) تجارة كبرى تدرعليهم كل منافع الدنيا من جاه ومال وسطوة وتحكم فى رقاب العباد، وبعض فقهاء الإرهاب الذين يرسلون الشباب الغر يوميا للإنتحار وقتل الآخرين الأبرياء لا يختلفون فى شئ عن بعض فقهاء إرهاب كنيسة العصور الوسطى والذين أرسلوا الشباب المسيحى إلى الشرق الأوسط فى القرون الوسطى لكى يقتل ويقتل وكل هذا تحت راية الصليب، ولا يختلفون كذلك عن الحاخام الإسرائيلى من قرية "كيريات أربع" والذى أفتى بقتل كل ماهو غير يهودى فى إسرائيل وأدعى أنه لم يأت بشئ ممن عنده ولكن :"كله فى التوراه"!!.
........
كلمة أخيرة لبعض رجال الدين "سيبونا فى حالنا، لا نريد واسطة بيننا وبين الله سبحانه وتعالى".