كذبة الزمن الجميل!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جلد الذات العربية في الإعلام ومصارحتها يواجه بلغة من الاستنكار من الكتاب والمفكرين المتبقين من جيل عايش (النكسات العربية)-والذي لا زال يصر على وصف اكبر هزيمة في تاريخنا بنكسة-، استنكار هم الدائم اقرب إلى رفض النقد من الكتاب والصحفيين العرب الجدد.. او المستجدين في نظر بعضهم او أكثريتهم، من أصحاب السلطات الإعلامية والفكرية وحتى الثقافية، من من لا زالوا يتلذذون بذكريات( زمن) يسمونه( جميل)؟، ويرفضون صراحة او أشارة إلى مخاطبة الرأي العام والجماهير العربية بالحقيقية ويصرون على الاستمرار بتقديم له ما يود سماعه. ويحرك مشاعره وحماسه.
إلا أننا لا نزال عاجزين-كجيل- عن معرفة او استيعاب ما هو الجميل في الزمن العربي في الستينات والسبعينات الميلادية؟!،
لجيلنا، يبقى كل ذلك مجرد تكرار وتظليل مصطنع، أصبحت معه الذكريات مملة. بل أصبحت محل تندر غير عادي بين جيل جديد يعلق عليها بسخرية غارقة في الاستفهام والاستنكار.. أمام توقف البعض من كتابنا وسياسيينا عند وقت ما، وتجمدهم في عباءته، والذوبان في بقايا غير واضحة من ملامحه. ولغته الإعلامية التي علمتنا الكذب والخوف من الحقيقية وخداع الجماهير، حيث هي تستمر اليوم في التسويق لوسائل إعلامية تجيد الصراخ والتطبيل على وتر المشاعر العربية وأحلام جماعات الإسلام السياسي، وهزائم امة، وتعيد صناعة الوهم كل ما تكسر احدها!.
من بقايا ذلك الزمن الجميل!، تلك المفردات والجمل و الكتابات الغارقة في ذكريات تاريخها ومذكرات أصحابها الخاصة،
الا انه بالنسبة لجيلي تبدو أشياء كثيرة جميلة قد حلت في زمننا، أجمل بكثير مما تنقله لنا صور الأفلام القديمة وأغاني مملة تمتد إلى ساعات، وإعلام رسمي ضيق ومحدود الخيارات، وصحف تقليدية، الصحف - مثلا- بالرغم من خسارتها المتواصلة للمزيد من الجماهير لصالح محطات التلفزة والانترنت، الا أنها لا زالت تحتفظ بكتاب الزمن الجمي (!!) دون فرز، كأنها - اى الصحف- لم تعرف بعد كيف يمكن لها التحرك إلى الإمام، للوصول إلى لغة ومساحات جديدة، في مواجهة الجغرافيا ووزارات الإعلام!
هذا في الإعلام، لكن في كل الشؤون الأخرى تنطبق الفكرة، فأي زمن - جميل - يكررون الحديث عنه، أليس زمننا أجمل، السنا أكثر حظا..؟
إننا جيل محظوظ بالعالمية، بعالميتنا-وبعولمة الوسائل، وحرية التعبير التي سنجدها في أكثر من صحيفة، وخيارات- الريموت كنترول -ومواقع عنكبوتيه الكترونية متشابكة ومتسعة، على الانترنت، ولنأخذ إيلاف كمثال لنشر هذا الموضوع!،
في عصر يسير نحو المزيد من الانفتاح وحرية التعبير الجميل، تقلصت سلطة رؤساء بوابات التحرير الصحفي والإعلامي، في منح الإذن لكاتب او امنعه، لإقصاء فكر او إضافة آخر، شكل جديد تغير يفترض ان يكبر و يتجاوز امر بالتوقف عن الكتابة حتى إشعار أخر.. او باتفاق صامت... !
حيث الفلك الإعلامي يكبر، ويتسع بشكل مذهل جدا، - قد لا يستوعبه البعض ممن يقف فقط عند حدود الورق، ولا يرفع رأسه عليا لرؤية جادة للفلك الإعلامي الجديد، الذي يكبر وينمو دون توقف، بكل محطاته ومساراته ومجراته الحالية والقادمة..
وعودا على الزمن الجميل- حيث الورق هو الوحيد بالنسبة لى الذي يمكن ان افهمه كبقايا منه.. !
زمن جميل لهم.. او هو زمنهم... لكننا محظوظين جدا بزمننا بعلمه وفرصة واتساعه... بان نكون في هذا الزمن، دون أن تفرض علينا قناعات من هناك... من ذلك الزمن.. الذي يملكون منه ذكريات معدودة يمكنهم ذكرها في مقال أو اثنين.. ثلاثة... أربعة.... وبتكرار ممل!،
على اى حال، هم في الحقيقية لا يطالعوا باهتمام إلا ما اعتادوه من زمان... و قد لا يعرف الانترنت الا قلة منهم... ولا يصل إلى إيلاف إلا الأقل.... وبالتالي لن يشاهدوا هذا المقال... !
الم اقل لكم أننا محظوظون... !!