كتَّاب إيلاف

هيلاري كلينتون والوقف النفطي للعراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في مقال نشر في صحيفة "وول ستريت" بتاريخ 18 ديسمبر الماضي، طالـبت هيلاري كلينتون، السيناتور عن الحزب الديمقراطي بمدينة نيويورك، بإنشاء "وقف نفطي للعراق" (Iraq Oil Trust)، يحصل بمقتضاه كل مواطن على نصيب من دخل النفط، على أمل أن يحفز ذلك العراقيين على بناء بلادهم و وضع حد للعنف الطائفي المسلح. و في ما يلي أهم ما جاء في المقال:
"لقد آن الأوان لنضع مزيداً من الحقوق والمسؤوليات في أيدي العراقيين، منها جزء من مداخيل النفط لأهميتها المركزية للمصالحة السياسية ولوضع حد للعنف الطائفي. تؤكد آخر الأخبار أن المسؤولين العراقيين قد اقتربوا من الاتفاق على طريقة لتوزيع دخل النفط، حسب عدد السكان بمختلف المناطق. هنا، نعتقد أن توزيع دخل النفط يجب أن يتم بطريقة تساعد الشعب العراقي مباشرة.

لقد طالبنا بإلحاح، لمدة ثلاث سنوات الإدارة الأمريكية بإنشاء "وقف نفطي للعراق" على طريقة "صندوق آلاسكا الدائم" يضمن لكل فرد عراقي حصة من الثروة النفطية، بحيث تحصل الحكومة على دخل النفط، ثم تقوم بتوزيع نسبة هامة منه على المواطنين بالتساوي، مما يعطي كل مواطن حافزا و مصلحة في إعادة بناء العراق والمصالحة السياسية، ويشيع الأمل في وعود القيم الديمقراطية.

مستقبل احتياطي النفط في العراق هو قلب الأزمة السياسية، حيث تلعب الأقاليم والطوائف على كيفية توزيع دخل النفط. وكما جاء في التقرير الأخير لمجموعة دراسة العراق : " إن لسياسة النفط القدرة على مزيد التوتر و إفشال المجهود الهش لخلق حكومة مركزية وموحدة ". و " الوقف النفطي " من شأنه أن يخط مسارا لتوزيع مصدر الدخل هذا، يتجاوز التقسيمات بين الشيعة والكورد والسنة .
كما أكدت عديد التقارير، فإن التحدي لتطوير دخل النفط هو نتيجة لهجمات المتمردين. وحصول كل العراقيين على حصة من هذا الدخل سوف يعطيهم حافزاً أكبر لاستمرار تدفق النفط، مما يساعد على نمو الاقتصاد و رفض التمرد، وعلى الالتزام بمستقبل العراق.

سوف يؤكد مثل هذا الوقف على أن أمريكا ليست في العراق من أجل النفط وسوف يحد من الفساد وتمركز الدخل في أيدي قليلة.
في النهاية، سيقدم هذا الوقف الدليل على قيم هي أساس الحكم الديمقراطي الرشيد : إن للأفراد حقوق و واجبات المواطنة. وكما أكد تقرير مجموعة دراسة العراق : " لم يتم إقناع العراقيين بأن عليهم تحمل مسؤولياتهم إزاء مستقبلهم ". بتأكيد الثقة في العراقيين العاديين، سيثق هؤلاء بدورهم في الحكومة الوطنية، خصوصاً إذا ما تأكدوا من أن شيئاً إيجابياً يلوح في الأفق في وقت عزت فيه مثل هذه المؤشرات. بطبيعة الحال توجد بعض العراقيل لإنشاء " وقف نفطي للعراق " ( تعداد السكان، القدرة الادارية على توزيع الأموال..)، لكن هذه العراقيل تصبح هينة مقارنة بما سينجر عن الإخفاق في اتخاذ الخطوات اللازمة لإيجاد الحل السياسي، فمن أجل بناء الدعم الشعبي لإنهاء الفوضى، يجب أن يؤمن العراقيون بأن إبقاء البلاد موحدة يحمل في طياته الوعد بمستقبل مشرق، "والوقف النفطي للعراق " يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح. لقد آن الأوان للعمل خصوصا وأن الإدارة الأمريكية تقوم حالياً بعدة مراجعات لسياستها تجاه العراق. يجب استغلال هذه الفرصة لخط طريق يضع مسؤولية أكبر على كاهل القيادة والمواطنين في العراق. يجب أن نضع ثقتنا في موضع قيمنا الديمقراطية : الشعب العراقي."انتهى

الأكيد أن عراق الغد لا يمكن أن يكون إلا ديمقراطيا و فيدراليا، مما يحفظ لكل الأقاليم حرية إدارة شؤونها. و الأكيد أيضا أن اعتماد مقترح السيناتور هيلاري كلينتون سوف يمثل خطوة هامة تساعد على توفير الدعم اللازم للحكومة العراقية، خاصة في تصديها للإرهاب الآتي من خارج الحدود و من الميليشيات الطائفية التي تقتل و تخطف على الهوية، تحت بزة رجال الشرطة و العلم العراقي الذي يلوث بالدم!!!

محلل إيلاف الاقتصادي باحث أكاديمي في اقتصاديات التنمية و خبير سابق بصندوق النقد الدولي بواشنطن
Abuk1010@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف