سعاد أبو المعاطى فى طريقها للنجومية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سعيد أبو المعاطى المواطن الديموقراطى (19)
الحلقة التاسعة عشرة
"سعاد أبو المعاطى فى طريقها للنجومية"
لم يكن سعيد يتخيل صعوبة إقناع دولت بالموافقة على الزواج العرفى، ففى مجتمع يحارب الحب أكثر من محاربته للآفات الزراعية، فى مجتمع وضع كل فرد فى نفسه فيه حاميا ومدافعا عن الفضيلة، فى مجتمع تصبح ممارسة الرذيلة فى الخفاء مشروعة وممارسة المشروع فى العلن رذيلة، تكون البدائل أمام الشباب والشابات محدودة أما الهروب إلى مظاهر التدين والذى قد يأخذ صور عنيفة وإما الهروب إلى المخدرات أم الإكتفاء بالإستمناء والكبت الجنسى والذى يظل مع بعض الأفراد حتى بعد الزواج، وبعد كل هذا التأمل إزداد تصميم سعيد بالإستمرار فى محاولة إقناع دولت.
أما دولت فكانت رغبتها فى ممارسة الحب مع سعيد أقل كثيرا من رغبته، ولكن إمنيتها فى أن تعيش معه تحت سقف بيت واحد كانت أكثر كثيرا من رغبته، وكانت تخشى أن تقبل بعرض الزاوج العرفى فتقع تحت تأثير تأنيب الضمير والشعور بالخطيئة وإحساسها بأنها قد خانت أمها المكافحة وأبوها المريض والذى تقاعد على المعاش قبل الآوان تحت تأثير المرض، وفى الوقت هى تريد سعيد وتثق فى أمانته ورجولته وفى أنه (راجالها بصحيح) وتخشى إن هى رفضت عرضه بالزاوج العرفى ربما تنتهى علاقتهما، وسبق وأن عرضت عليه حلا آخرا وهوأن يتزوجا ويعيشا فى بيت أهلها فى رشيد، ولكنه رفض بشدة لمعرفته أن شقة أهلها تضيق عليهما فى وجود ثلاث أخوة وأباها وأمها، كل هذا البشر ينحشر فى غرفتى نوم وصالة، ووبالرغم من أنها كانت تعرف جيدا أن هذا الحل غير عملى على الإطلاق، ولكنها كانت تبحث عن أى مخرج لمستقبل أفضل، وقد إستطاعت دولت أن تعرف الكثير عن طرق منع الحمل عن طريق بعض صديقاتها المتزوجات، وفوجئت أن عدد البنات اللاتى يتزوجن زواجا عرفيا فى إزدياد وأكسبها هذا شعورا بالراحة وبمشروعية ما تفعل، وتحت إستمرار إلحاح سعيد وإلحاح الحب والغريزة وافقت فى النهاية على شرط أن يكون العقد موقعا منها ومن سعيد وأن يكون موقعا أيضا من إثنين شهود، وإستطاع سعيد إقناع صديقه عمر الحداد على التوقيع على عقد الزواج العرفى وايضا طلبوا من عم حنفى البقال أسفل عمارة عمر للتوقيع وكان رجلا طيبا يكاد يفك الخط ووقع كشاهد على عقد الزواج العرفى وهو لا يدرى حقيقة ماهية عقد الزواج العرفى وأفهمه عمر الحداد أن هذا مجرد عقد زواج عادى، وكان الشرط الأخير لدولت أن تحتفظ هى بالنسخة الوحيدة لعقد الزواج العرفى ولا يحتفظ سعيد بأى نسخة منه، وقبل سعيد هذا الشرط الأخير على مضض وهو لا يفهم لماذا أصرت دولت على مثل هذا الطلب، ولكنه كان مستعدا للموافقة على أى شئ مقابل إنهاء عقد الزواج لأنه بدا وكأنه "حيتجوز على روحه!!".
وترك لهم صديقه عمر شقته لقضاء أول لقاء بينهما كزوجين، وعندما وجد سعيد نفسه فى شقة خلف باب مقفول وحيدا لم يصدق نفسه وأخذ دولت بين أحضانه بقوة وكأنه يخشى أن يفقدها، وإحتضنته دولت بقوة أيضا، ولكنها فجأة وجدت نفسها تدفع سعيد برفق وأخذت تبكى بتأثر شديد:
- إيه مالك حبيبتى، معقولة تعيطى فى يوم زى ده، أخيرا بقينا لوحدنا، ومتجوزين كمان.
- كان نفسى نكون متجوزين بصحيح.
- ما إحنا متجوزين بصحيح ياحبيبتى.
- كان نفسى نتجوز فى حضور أهلى وأهلك ونعمل فرح ومعازيم وزغاريد، إحنا دخلنا شقة صاحبك عمر على طراطيف صوابعنا زى إللى عاملين عاملة.
- إحنا ياحبيبتى إتكلمنا فى الموضوع ده وأنا وعدتك بمجرد ما الشقة تخلص حنعمل فرح أن شاء الله فى شيراتون المنتزة.
- أنا مش عاوزة فرح فى الشيراتون، أنا نفسى كنا نعمل فرح فوق سطوح بيتنا.
- يادولت ياحبيبتى معقولة نضيع عمرنا وشبابنا فى الإنتظار.
وبذل سعيد مجهودا مضاعفا لكى يخفف مشاعرالشعور بالذنب عند دولت، وأخيرا دخلا غرفة النوم وأغلقا بابها، وشعر سعيد بأنه قد دخل إلى جنة الله على الأرض وإستمتع بحب بدولت والتى بادلته حبا بحب برغم كل مشاعر الشعور بالذنب والتى تضاءلت إلى جانب حبها لسعيد، وبرغم إنعدام الخبرة فى ممارسة الحب لدى كلا منهما إلا أنهما شعرا بسعادة تفوق الوصف.
...
أما فى الإسكندرية فقد كانت سعاد أبو المعاطى تعيش فى عالم آخر من الأحلام، فها هى تستعد لمسابقة ملكة جمال مصر، وتقوم فى نفس الوقت بتقديم بعض الإعلانات لشركة مستحضرات التجميل التى تعمل بها بصفتها نور العيون، وقد ركز الإستاذ عادل كمال فى الأسابيع الأخيرة على تحضيرها لمسابقة الجمال، وقد ركز خاصة على لياقتها البدنية والذهنية وعلى التأكيد على حضورها الجماهيرى الطبيعى، وركز أيضا على معلوماتها العامة والثقافية وكيفية مواجهة الكاميرات، وقد ساعدتها كثيرا دروس التمثيل والتى تواظب على حضورها فى مواعيدها، وقد وجد إستاذها إستاذ التمثيل المتقاعد فيها خامة ممتازة وتنبأ لها بمستقبل باهر.
وكانت سعاد فى كل هذا تركز على شئ واحد هو نجاحها فى حياتها الجديدة وكانت حريصة على الإتقان لحد الهوس وكانت تؤمن بأن جمالها فى حد ذاته لا يكفى فهى سوف تواجه العديد من الفتيات الجميلات من كل أنحاء مصر لحضور مسابقة ملكة جمال مصر، الشئ الوحيد الذى سوف يجعلها تتفوق عليهن هو الإتقان فى كل شئ، الملابس، تسريحة الشعر، الماكياج، الحركة، طريقة المشى على المسرح، الإبتسامة، الإلتفاتة،... إلخ.
وكان أحد شروط المسابقة أنه يجب على الفتاة المرشحة أن تقوم بإستعراض أى مهارة أو موهبة فنية أو رياضية، ولقد إختارت سعاد أن تقوم بتمثيل مشهد غنائى لمثلها الأعلى سعاد جسنى من فيلم "خللى باللك من زوزو"، وكانت سعاد تجيد الغناء والرقص، وأخذت فى التركيز على تكرار هذا المشهد مرات ومرات أمام إستاذها فى التمثيل وأمام عادل كمال، وكان إعجاب سعاد بعادل يفوق الحد ولكنه كان إعجاب الصديق والأخ المخلص والإستاذ، وكان عادل يبادلها هذا الإعجاب ووجد فيها أملا فى تحقيق نجاحات فشل هو شخصيا فى تحقيقها حتى وجد سعاد.
...
وبدأ المعجبون يتكاثرون حول سعاد تكاثر النمل حول عسل النحل، ولم يزعجها هذا كثيرا بل على العكس أوضح لها مدى قوة وسحر جمالها على الرجال حولها، وتنوع هؤلاء المعجبون من رجال أعمال إلى بعض زملائها فى الشركة إلى أساتذتها فى الجامعة وحتى بعض الطلبة الغلابة، وكان العديد من هؤلاء الرجال يعتقدون خطأ أن جرأة سعاد فى طريقة لبسها ومشيتها وكلامها قد يجعل منها فتاة سهلة المنال، ولكنها كانت تصد الجميع برفق بغير حسم ودائما كانت تجعل لدى الجميع أملا فى المنال، وكانت سعاد تدرك تماما بأن الرجال الذين يرغبون فيها لجمالها فقط، إنما يهدفون إلى مطمع واحد فقط وهو الإستمتاع بجسدها، وكانت تنظلر أحيانا إلى المرآه وتقول لنفسها :
- سعاد أبو المعاطى سوف تحب شخص واحد فقط، هذا الشخص هو "نور العيون".
الكل سوف يجرى وراء هذا الجسد مثل جريهم وراء السراب فى الصحراء القاحلة، ولن تمانع أبدا فى أن تستغل هذا الجمال لكى تصل نور العيون إلى كل طموحها، وسوف تركب كل حمار وتضع أمامه جزرة معلقة على طرف العصا، وسوف يجرى هذا الحمار ويلهث علىأمل اللحاق بالجزرة، وسوف تصل سعاد إلى ماتريد بدون أن ينال الحمار الجزرة، قد تعطيه "قضمة" صغيرة لكى يظل لديه أمل بالفوز بكامل الجزرة. ولقد إتبعت أسلوب الجزرة مع كل من حولها بإستثناء عادل كمال وأستاذ التمثيل.
ولقد أثارت نور العيون من حولها غيرة شديدة لكل البنات حولها إبتداء من زميلاتها فى العمل وإنتهاء بزميلاتها فى الجامعة، وأشاع البعض منهن الشائعات حولها وحول سلوكها ولكنها كانت تمضى فى طريقها لا تلوى على شئ، وكانت على علاقة طيبة بكل مراكز القوى فى الجامعة والشركة، لذلك كانت تعرف جيدا أن ظهرها مسنود.
وبعد أن بدأ بعض المال يجرى فى يديها أحست بقوة المال، بعدما عرفت قوة الجمال، وإزداد إصرارها على أن يكون لديها ثروة كبيرة من المال وهى فى سن الشباب وتحافظ عليها لكى تملك الدنيا، لم تكن تحلم بزواج وفرح وفستان زفاف مثل باقى البنات فى سنها، أحلامها كانت أكبر من كل هذا، أحلامها تخطت حدود مدينة رشيد وحدود الإسكندرية ولولا أتهامها بالغرور لتخطت حدود الشرق الأوسط !!
...
وقبل حلول موعد مسابقة الجمال إتصلت بسعيد وطلبت منه الحضور للإسكندرية لأمر هام، وحضر سعيد وهو فى غاية من القلق، وإلتقيا على طعام الغذاء فى "مطعم نصار" على الكورنيش بالقرب من محطة الرمل وأصرت سعاد أن تقوم هى بدفع الحساب، وقالت له :
- أنا عازماك النهاردة ياسعيد على الغدا.
- عازمانى إيه يابت يامفعوصة إنتى، إنت فاكرة نفسك عشان ما بقت صورك تطلع فىإعلانات مجلات التجميل خلاص.
- ياسعيد إنت أفضالك على العيلة كلها وعلىّ أنا بالذات مش ممكن تتنسى، مش كفاية ضحيت بنفسك وأخذت فوق كتافك حمل إخواتك البنات لوحدك، وبعدين إنت أكثر واحد كان بيشجعنى عشان أدخل الجامعة، وإنت إللى هربتنى من جوازة العمدة.
- جوازة العمدة، حد طايل يابت، كان زمانك دلوقت مراة العمدة والبلد كلها بتخدمك.
- خليها لك ياخويا البلد وإللى فيها إشبع بيها.
- إوعى يابت تطلعى قليلة الأصل وتستعرى من بلدك.
- إيه الكلام إللى بتقوله ده ياسعيد، إنت مش شايف إنى لغاية دلوقت مش قادرة أخلص من لهجتى الفلاحى.، وبعدين إيه إللى أخدناه من البلد دى غير الفقر والهم ونق الناس على بعض والبطالة والصياعة، ناس قاعدة لا شغلة ولا مشغلة، وعمالين ليل ونهار يشتكوا لطوب الأرض.
- إنتى جايبانى من رشيد علشان تقولى لى المحاضرة دى، ده أنا جاى وحاطط إيدى على قلبى، لغاية ما شفتك صاغ سليم، إرتاحت نفسى.
- أنا طلبتك علشان أقولك إن موعد مسابقة جمال مصر إللى حأشترك فيها خلاص قرب، وأنا نفسى أعزم أمى لكن خايفة.
- خايفة من إيه ياسعاد ؟
- مش عارفة أقولك إيه ياسعيد.
- إنتى حتخبى علىّ يابت ؟
- أصل جزء من المسابقة دى ضرورى ألبس مايوه قدام الناس.
- طيب مش كل البنات إللى فى المسابقة حيكونوا لابسين مايوهات.
- أيوه
- طيب إيه المشكلة؟
- المشكلة أنا خايفة أمى تتضايق لما تشوفنى لابسة مايوه.
- بقى جايبانى على ملا وشى عشان حاجة هايفة كدة، من ناحية أمك ما تقلقيش خللى الموضوع علىّ أنا، أهم حاجة أنك تكسبى المسابقة وترفعى راسنا لفوق.
- ربنا يخليك لىّ ياسعيد.
وصارحها سعيد بزواجه العرفى بدولت، وجعلها تقسم على راس المرحوم أبوها أن تبقى الموضوع سرا، وباركت له وطلبت منه أن يحضر دولت إلى الإسكندرية لمشاهدة مسايقة الجمال.
....
ولم تنم سعاد ليلة المسابقة، بالرغم من أنها أخذت حبوبا منومة إلا لم تستطع النوم، وكانت تدرك أهمية النوم والراحة كما أوصاها عادل كمال، وكانت المسابقة ليلا، وإستطاعت أن تنام قليلا وقت القيلولة، وإستعادت نشاطها ورونقها، وتولاها خبراء التجميل من ماكياج وشعر وأظافر، وكانت هناك فرقة كاملة حولها كل فرد من أفراد الفرقة يتولى جزء من جسمها، هذا يتولى الشعر، وتلك تتولى الماكياج وأخرى تمسك بأظافر رجليها، وبدت وكأنها عروسة ماريونيت ممسوكة بحبال من كل إتجاه، وكل هذا كان تحت رعاية المايسترو عادل كمال. وحين أنتهت سعاد من كل الإجراءات، نظرت إلى نفسها فى المرآه وكانت لا تصدق، من هذه ؟ هذه حقا نور العيون. وإزداد شعورها بالثقة فى الفوز.
وكان عدد المشتركات لا يزيد عن الخمسين، من كل أنحاء مصر، وكن من المدن الرئيسية، وكانت هى الوحيدة من قرية من أعماق الريف، وبالرغم من ذلك فقد قدمها مقدم الحفل الممثل ونجم الإستعراضات المشهور:
- الآنسة نور العيون من جامعة الإسكندرية - كلية الآداب.
وخرجت إلى المسرح المقام داخل فندق سان إستيفانو، وبهرت من الحضور ومن زميلاتها الجميلات اللاتى سبقن إلى المسرح، وألقت نظرة سريعة إلى الحضور وإلى أعضاء لجنة التحكيم ووجدت أن كلهم من مشاهير ونجوم المجتمع من ممثلين وممثلات وصحفيين ورجال أعمال، وكانت تتحرك على المسرح بخفة وكأنها نزلت من بطن أمها على مسرح !! وإستعادت كل دروس إستاذها فى التمثيل والذى حضر خصيصا لكى يرى تلميذته.
وكان من بين الحضور سعيد ودولت وأم سعيد والتى كانت مبهورة بما يجرى حولها، وعندما أعلن مقدم الحفل عن الآنسة نور العيون، همست أم سعيد فى إذنه:
- البت دى تشبه بنتى سعاد.
- آه هى فعلا تشبهها، الله يخليكى يامة، هى دى إختى سعاد، بس هى إختارت أسم نور العيون يبقى أسمها الفنى.
- وماله ياخويا أسم سعاد.
- وطى صوتك يامة إنتى فاكرة نفسك قاعدة على المصطبة، على العموم نتكلم فى الموضوع ده بعدين.
...
وإستمرت المسابقة لمدة يومين، اليوم الأول كان للتصفيات الأولية، حتى تم إختيار عشرة بنات للوصول للنهائيات، وكان جمال نور العيون كاسحا ولم تنافسها سوى ثلاث بنات الأولى من المنصورة والثانية من بورسعيد والثالثة من القاهرة، وبالفعل كانت نور العيون والثلاث بنات من ضمن العشر بنات اللاتى وصلن للنهائى.
وكانت نور العيون فى غاية السعادة عندما صعدت للنهائيات بالرغم من أنها كانت تتوقع هذا، وإستطاعت أن تنام ليلة هانئة لأول مرة من مدة.
وجاءت ليلة الحسم، وتحت أضواء التليفزيون والسينما، تم إختيار خمس بنات كن على التوالى :
فتاة بورسعيد
فتاة جامعة الإسكنرية (نور العيون)
فتاة المنصورة
فتاة القاهرة
فتاة شرم الشيخ
ودارت المسابقة بين إستعراض المايوهات وإستعراض ملابس السهرة وإستعراض المواهب، وتألقت نور العيون عندما غنت إغنية "خللى باللك من زوزو" ونالت إستحسان الجميع.
ومفاجأة الحفلة كانت فتاة شرم الشيخ، والتى بدت بملامحها الخليط من الجمال الشرقى مع مسحة غربية، وتفوقت فى كل شئ، ولاحظ الجميع تركيز الأضواء على فتاة شرم الشيخ، حتى جاءت فقرة المواهب، فجلست فتاة شرم الشيخ لتعزف على الجيتار، وبالرغم من جودة عزفها إلا أن الجمهور المصرى لم يستطعم عزف الجيتار مثلما تمتع بأغنية نور العيون.
وبعد إختبار أسئلة المعلومات العامة، تم إختصار عدد المتسابقات إلى ثلاثة فقط :
فتاة جامعة الإسكنرية (نور العيون)
فتاة المنصورة
فتاة شرم الشيخ
وأخذ قلب نور العيون يدق بشدة وكادت أن تفقد الوعى من شدة الإثارة والتوتر، وهى تعرف جيدا أهمية هذه اللحظة فى حياتها أكثر من أى فتاة أخرى، وأطلقت أم سعيد زغودة هائلة وسط دهشة الجميع عندما تم إختيار نور العيون من ضمن نهائى الثلاثة.
....
وبعد إنتظار بدا لنورالعيون وكأنه دهرا، اخذ مقدم الحفل مظروف الفائزات من رئيس لجنة التحكيم، وبدأ فى فتح المظروف وقراءة مافيه:
الوصيفة الثانية: فتاة المنصورة
الوصيفة الأولى : فتاة جامعة الإسكنرية
ملكة جمال مصر : فتاة شرم الشيخ
....
وبالرغم من أن نور العيون لم تفز بلقب ملكة جمال مصر إلا أن المركز الثانى شئ لم تكن تحلم به، وشعرت بأن فتاة شرم الشيخ تستحق لأنها تفوقت على الجميع فى أسئلة المعلومات العامة، وإحتضنت نور العيون فتاة شرم الشيخ لتهنئتها، وبالرغم من أنها كانت تهنئة صادقة إلا أنها لم تخل من غيرة، ولكن نور العيون كانت سعيدة بما حققت، وقامت بتحية الجمهور، وأطلقت فى الهواء قبلة خاصة لسعيد ولأمها وكذلك للإستاذ عادل كمال.
وهمست أم سعيد فى إذن سعيد :
- والنبى بنتى أحلى واحدة فيهم، تلاقى البت المفعوصة دى بتاعة شرم الشيخ عندها واسطة كبيرة.
- الحمد لله يامة، ياللا نطلع عشان نبارك لسعاد.
وفرحت دولت لفرح سعيد، وكان بودها أن تحتضنه ولكنها كتمت مشاعرها.
........
كان هذا أحلى يوم فى حياة سعاد أبو المعاطى (نور العيون) وفى حياة أسرة أبو المعاطى، ومن هذا اليوم بدأت سعاد مسيرة المجد فى حياتها، إقتنعت تماما أنها نور العيون، وبدأ الناس يعرفونها بأنها التى غنت خللى باللك من زوزو فى مسابقة ملكة جمال مصر، وكان العديد من الناس الذين شاهدوا المسابقة سواء بالحضور أو فى التليفزيون يعتقدون بأن نور العيون كانت أجدر بالفوز من فتاة شرم الشيخ، لأن نور بملامحها المصرية الأصيلة وبخفة دمها وأدائها تفوقت على فتاة الجيتار، ولكن لجنة التحكيم كان لها رأيا آخرا، وبالرغم من هذا بدأت عروض التمثيل تنهال على نور العيون، وخاصة عندما رفضت فتاة شرم الشيخ أى عرض للتمثيل وإحترمتها نور العيون، ودوامت على الإتصال بها، وبدأت نور العيون بأدوار فى التليفزيون، ولكنها كانت تصر مع مدير أعمالها عادل كمال على التركيز على السينما، وكان عادل ينصحها بالصبر والتريث:
- يانور ياحبيبتى ربنا خلق الدنيا فى ست أيام.
- سعاد حسنى بدأت التمثيل فى السينما وكان عندها سبعتاشر سنة، أنا عديت سن إتنين وعشرين.
- الصبر... الصبر... والدراسة.