رد على مقال د. عمرو اسماعيل...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
... "المرأة والمفهوم الأفيوني للدين"
في مقالة للدكتور عمرو إسماعيل يوم 27-11-2006 تحت عنوان المرأة والمفهوم الأفيوني للدين... يرجو المرأة فيها أن تنتشلنا من التخلف.. وأنا أتساءل كيف تستطيع المرأة في ظل تخلّف وظلم المجتمع وإصراره على الإحتفاظ بموروثات دينيه لا تنتمي إلى روح الدين.. ولا إلى أي من المبادىء الأساسيه لحقوق الإنسان أن تنتشل نفسها من هذا الظلم.. أريد من القراء إجابة لكيفية حل هذا اللغز...
قاربت الثانية والعشرين.. فقدت والدها في سن صغيره.. بمشقة مالية بالغة إستطاعت إنهاء تعلميها.. وحصلت على وظيفه متوسطه تضمن لها دخلا معقولا.. متوسطة الجمال. من عائله كان لها عز في السابق.. ولكن الظروف الإقتصاديه التي طالت معظم السكان طالت عائلتها أيضا إضافة إلى يتمها.. كاد أن يطير عقلها فرحا حين طلبها للزواج.. كلاهما متشابه في وضعه الإجتماعي. ولكنه وسيم ووضعه وتفكيره ينبأ بمستقبل مضمون.. وتزوجا.. بشرط أن تترك عملها لتكوين أسرة وتلتزم بواجباتها كما حددها لها الدين... وأطاعته طاعة عمياء في كل ما كان يطلبه منها.... وعلى مدى 22 عاما.. أنجبت خلالها 6 أطفال.. أصغرهم لم تتجاوز الرابعة ولم تتوقف يوما لتفكر في نفسها أو في أي من حقوقها عليه كزوجة..أو في علاقتهما التي بدت تفتر مع الأيام.... كانت جد مدبرة. في مصاريف بيتها وأولادها.. وتفانت في حبه.. وطاعته.. لم تتوقف عن طلب الإذن منه لزيارة بيت أهلها الذي لا يبعد سوى أمتار عن بيتها.. كثيرا ما ترجّته أن يعتبرها مثل أولادهما ليعطيها مصروف خاص بها لشراء ما قد تشتهيه نفسها كإمرأه.. ولكنه كان يرفض.. وتتقبل صاغرة... بدون أي إحتجاج...
وانخرط أكثر فأكثر في التديّن. وكّلفته وزارة الأوقاف ليحل المشاكل الإجتماعيه وبالأخص الزوجيه... حين وبالتدريج انعدمت قوة القانون الإلزاميه لتحل محلها فتاوي علماء ومصلحين يسيّرون المجتمع وفقا لما ترتأيه أنفسهم مستندين في ذلك إلى أحكام الدين.... لسنوات راقبته وهو يضيّع الساعات الطويله لحل هذه المشاكل على حساب عمله الذي بدأ يتقلّص.. وينذر بأزمه إقتصاديه أصبحت تعاني منها العائله المكونه من ثمانية أفراد.. والتي عليها يقع عبء تدبير مصاريفها..
حاولت التقرب منه.. شيئا ما أشعرها بأنه يتغير.. مكالماته الهاتفيه الطويله والمتعدده. والمليئه بالهمسات.. كلها زرعت الخوف.. وشيء من الشك في قلبها..
وجاءها على عجل ليخبرها بنيته السفر خارج المدينه.. لمهمة عمل ستستغرق عدة أيام.. وبدأ بترتيب حقيبته لا حظت حرصه الشديد على إختيار منمّق لبدلاته وكرافتاته وأحذيته. وكل لوازمه.. وحين سألته ببساطه أنك لا تحتاج مثل هذه الأناقه لزيارة عمل. رد عليها بأنها لا تفهم شيئا وطلب منها الخروج من الغرفه حتى لا تراقبه وخرجت..
وبعد بضع أيام جاءت إبنتها الصغيره لتريها رسالة من والدها على تلفونها النقّل.. مفادها. لا تستمعي لكلام أحد من أخوالك فأنا لم أنقطع عن حبكم.. ولم أعمل إلا ما بما فرضته علي الشريعة والدين..
وفهمت الزوجة معنى الرسالة.. وأغمى عليها.. وتجمعت كل عائلتها في بيتها الصغير لمواساتها.. والحزن لحزنها.. وتوافد الأقارب والجيران كما هي عادة هذه المجتمعات..
وبدأت تجمع الحقائق التي إستطاع إخوتها تجميعها.. حيث علم أخوها من أحد الأصدقاء بنية هذا الزوج على الزواج من أخرى.. وحاول مع شقيقه اللحاق به قبل فوات الأوان لإقناعه على العدول.. ولكن وحين وصلا رأوه يحتفل بزواجه بعد إنتهاء كل المراسيم الشرعيه.. وبالتالي عادا بخفي حنين...
هذه قصة أخرى لضحايا تعدد الزوجات.. قصة أخرى لتفسير ديني لا يرتقي إلى أية إنسانيه في معاملته للمرأه..
سيدي وأخي وصديقي الرجل.... قبل أن تبدأ بلعني والدفاع المستميت عن الدين...فأنا أوافقك بأن هذه هي قمة إستغلال الدين لتفسيرات تتناسب مع مصلحة الرجل.. في أطماعه وأهوائه.. ولكني أريد مساعدتك أنت للخروج من قوقعة التخلف.... أرجول التمهل ومحاولة الإجابه على الأسئله التاليه.
ترى ماذا كان سيكون شعور الرجل الإنسان لو كان حكم الشرع بالعكس...
ماذا ستفعل هذه المرأه في حال عدم إستطاعتها الحصول على عمل... وهو الأرجح في ظل ظروف إقتصادية صعبة للغايه.. وبعد إنقطاع عن العمل لمدة 22 سنه..
ما هي القيمه الفعلية لمؤخر صداقها بعد 22 سنه في ظل التضخم العالمي..
هل سيرضى بالإنفاق عليها في حال طلبت الطلاق..
من أي مصدر ستعيش نفسها، وهو البخيل سابقا.. في حال رفض الإنفاق عليها وعلى أولاده..
وأتساءل هنا كيف ستستطيع المرأه إنتشال مجتمع التخلف إذا لم تكن مؤهلة فعليا لإنتشال كرامتها؟ هل الرجل الشرقي والمجتمع ذاته جاهز للعمل مع المرأة على إلغاء تعدد الزوجات كما في الباكستان وتونس... هل الرجل والمجتمع مستعد للقبول بمبدأ الملكيه المشتركه في حالات الطلاق.. الذي هو إعتراف بمشاركة المرأه في بناء الرجل.. ماديا ومعنويا...
ضحية جديدة تضاف إلى سجل الضحايا... مستقبلا... قد تكون أختك أو إبنتك...