نظام طهران نقل الحرب للعراق بعد التاسع من نيسان مباشرة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ردا على سؤال صحفي بشأن الموقف الإيراني من الوضع الأمني في العراق، قال رئيس الجمهورية جلال الطالباني إثناء لقائه مع وزير الدفاع البريطاني ديس براون في التاسع والعشرين من كانون الثاني الحالي "إن الأخوة الإيرانيين ابلغونا مجددا إنهم على استعداد للتعاون مع العراقيين و الأمريكيين،على حد سواء، في مجال حفظ الأمن في العراق" وقال الطالباني بأن الإيرانيين يؤكدون بذلك وعدهم بإيقاف العمليات ضد القوات البريطانية و بقية قوات التحالف. من خلال كلمات الطالباني هذه يمكن قراءة اعتراف كامل بان هناك عمليات ضد قوات التحالف في العراق، البريطانية والامريكية وغيرها تقوم بها ايران وتعرف عنها الحكومة العراقية. وهذا ما اكده في خطبة الجمعة السادس والعشرين من كانون الثاني قال هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة تشخيص النظام بان إيران نقلت الحرب الى عقر دار الأمريكان!! مؤشرا بذلك الى العراق اولا.
وهذ ه الحقيقة التي يحاول اكثر من طرف وتنظيم وسياسي عراقي التخفي عليها او انكارها جملة وتفصيلا. وقبل عدة ايام قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية محمد المحدثين في مؤتمر صحفي في باريس تقريرا معززا بالوثائق والصور عن التدخل الإيراني في العراق عارضا قائمة تضم إثنين وثلاثين ألفًا من الذين يتقاضون الرواتب من النظام الايراني ويعملون في العراق وهم موظفون مجندون من قبل قوات "قدس". وتشمل القائمة العراقيين ليس فقط المرتبطين بفيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بل أيظا تشمل أطيافا واسعة جدًا من الأشخاص والكيانات الدينية والسياسية في العراق. وتحوي الوثيقة التي لم تكذبها اي جهة إيرانية او عراقية أسماء الأشخاص المنتسبين بأسمائهم العراقية وكذلك اسمًا إيرانيا أيضا. ان جميع هؤلاء الأشخاص هم محسوبون على قوات الحرس الإيراني ويعتبرون المنتسبين الرسميين لقوات "قدس" التابعة للحرس الثوري. وتذكر جداول القائمة الرموز الذاتية وأرقام الحساب لهؤلاء الاشخاص فردًا فردا ومبالغ الرواتب التي يتسلمونها بالريال الإيراني. كما تكشف المواصفات الذاتية للعناصر المجندة وتاريخ تجنيدهم من قبل النظام الإيراني والتحاقهم بفيلق بدر واسم الوحدة التى كانوا يعملون ضمنها اثناء تواجدهم في إيران، فضلاً عن رتبهم العسكرية ورقم الذاتية لهم اثناء عملهم في قوات "قدس".
وتجدر الإشارة إلى ان هذه القائمة تشمل العناصر التي تم تجنيدها في إيران من الحرس الثوري مباشرة، ولا تشمل الذين تم تجنيدهم خلال السنوات الأربع الأخيرة داخل العراق بعد التحرر من ربقة النظام البعثفاشي وهذا يعني ان عدد العناصر العميلة المجندة من قبل نظام الايراني والتي تعمل لإفشال التجربة العراقية وبناء نظام وطني عراقي، ديمقراطي وفيدرالي في الادراة يفوق عددهم أكثر بكثير مما ورد في هذه القائمة. وليس معلوما هل المليشيا التي جاءت الاخبار بأن الدكتور احمد الجلبي قد انشأها من ضمنها ام لا؟ ومن المعروف بان المعارضة الايرانية ولحد الان كانت دقيقة وصائبة في جميع ما نشرته من تقارير من داخل اروقة النظام الايراني وذلك لامكانياتها الهائلة لما عندها من متعاطفين مع خطها وكذلك الذين يكرهون نظام الملالي الايراني. ان النظام الايراني الذي اخذ راية الاسلام ذريعة له للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية في العراق وفي لبنان وفي فلسطين في دعم حماس من اجل المصلحة القومية الفارسية تحديدا، لم يفكر يوما وسوف لن يفعل في المستقبل في التفكير بالمصائب اليومية التي تحل بالشعبين العراقي واللبناني جراء تحويل بلديهما الى ساحة صراع مع الآخرين ومع الولايات المتحدة بالدرجة الاولى. ان ما جاء على لسان هاشمي رسفنجاني لم يكن زلة لسان وانما لتاكيد حقيقة واقعة من اجل التفاوض حول البرنامج النووي الايراني واطلاق العنان للشهية الفارسية لتملّك السلاح النووي على حساب الدول والشعوب المحيطة. ان ما قاله رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران جاء بعد ستة ايام بالكمال بعد العملية التي اغتيل فيها خمسة جنود امريكان في كربلاء. ان المضطلع على الشأن العراقي يعرف جيدا بان اليد الإيرانية اكثر طولا من السلطة العراقية في مدينة كربلاء وكذلك عنها في مدن كثيرة اخرى ونوعية العملية العسكرية التي نفذتها العناصر الارهابية جاءت بتنظيم وتحضير مسبق.
وقد قال عن ذلك الكولونيل سكوت بليجويل المتحدث بإسم قوات التحالف: "ان العملية والمعدات والاسلحة التي استخدمت فيها تدل بانها كانت عملية مدبرة ومخطط لها منذ فترة." حيث جرت يوم العشرين من كانون الثاني على يد 12 إرهابيا كانوا يرتدون الزي العسكري للجيش الامريكي مع اسلحة امريكية. ان مدينة كربلاء مدينة ملغومة بالمؤسسات "الخيرية" التي انشأتها اطلاعات بعد التاسع من نيسان مباشرة وكذلك شراء العقارات للمئات من الزوار الذين بقوا في المدينة بعد أن جاءوا بحجة زيارة العتبات المقدسة، نشر المؤسسات التعليمية في المدينة وغيرها الكثير حتى اصبحت السيادة لولاية الفقيه عنها للحكومة العراقية وبالتالي تنفيذ مخطط محكم مع تجهيز ملابس واسلحه امريكية لأثني عشر إرهابيا في مدنية مثل كربلاء حتما لم تستطع القيام به " المقاومة " الشريفة او غير الشريفة إلا ان تكون تحت خيمة صاحب السلطة العليا في المدينة من الناحية الامنية والتسليحية وهي بيد الايرانين الآن وبالتالي ان تلك الجريمة التي اقترفت ضد جنود قوات التحالف واغتيالهم هي عملية قامت بها الاستخارات الايرانية بمساعدة عملائها من العراقيين والكثير منهم يحتل مناصب رفيعة في هرم السلطة العراقية واجهزتها الامنية واحزابها السياسية وغير العراقيين المتواجدين على الساحة العراقية موجه ضد امن العراق وشعبه. ان الخطر المحدق بالعراق تزداد حرارته كلما زادت الضغوط على إيران في تكالبها للحصول على السلاح النووي. ومن اجل مقايضة اطلاق يدها في الحصول على القنبله النووية يمكنها مقايضة الملفات الملتهبة على الساحة اللبنانية، دعم حماس والارهاب في العراق إلى حين ويمكنها تقديم رؤوس كثيرة بعمائهما السوداء والبيضاء وبدون عمائم ما دام الامر يخص المصلحة القومية الفارسية. لقد حان الوقت للعراقيين ان يعوا المخاطر الكامنة في مجمل العملية السياسية والتحالفات المرحلية والتشكيلات الحزبية المبنية على اسس طائفية او قومية،لانها تسوق البلد إلى التفتت والضياع. انا اتفق مع ما ذهب إليه المفكر العربي الدكتور شاكر النابلسي في مقاله الاخير المنشور في إيلاف وعراق الغد " القُبلة الأمريكية الأخيرة للعراق" الفرصة التي ان لم تسغل بشكل حكيم سينتهي وطن العراقيين ويصبح شذر مذر واعذر من انذر.
ومن اجل تزاوج الخطين العسكري والسياسي فلا بد من إعادة مسار العملية السياسية باتجاه إعادة تأسيس للهوية الوطنية العراقية،rlm; في ان تكون المنهج للسلوك وان العراق اولا الهدف، من اجل إستيعاب تراكمات ودروس مرحلة الاختبار الصعبة التي مر بها العراق، ليس فقط خلال فترة الحكم الشمولي وانما بعد التحرير ، خاصة بعد ان طفح السم الطائفي وزادت خلاياه السرطانية في المجتمع العراقي وهي تكاد أن تفتك به وبالعراقrlm;. وكذلك العمل على دفع المساهمين في العملية السياسية الحالية للاتفاق على مشروع جديد وصيغة تتجاوز الهويات الصغرى وسماتها المذهبية والعرقيةrlm;، كما التخلي عن القسمة الرياضية للثروة وللسلطة وكذلك عن الفدرالية على اساس قومي او طائفي. نشرت الصحافة من جديد عن اتهامات سربتها مصادر دبلوماسية في القاهرة، بضلوع أجهزة الاستخبارات الإيرانية في اختطاف واغتيال إيهاب الشريف سفير مصر السابق لدى بغداد,rlm; قائلة إنها أقدمت على ذلك بهدف استبعاد الوجود المصري او العربي عن العراقrlm;. وهذا ما يمكن ملاحظته في انبراء الكثير من الاقلام بمهاجمة العرب الذين كانوا مع صدام او هم مع الشعب العراقي وطموحاته فقط لكونهم عرب. ان اغلب دول الجوار العراقي تضمر الشر للعراق ومستقبله بغض النظر عربية كانت كسوريا او غير عربية كايران وتركيا.فتركيا تتحالف مع إيران عندما تلتقي مصالحهما حول القضية الكردية ومنطقة كردستان العراق والنجاحات التي حققها الاكراد في الحصول على حقوقهم القومية في شمال العراق التي لم يحصل على 1% من اكراد تركيا وايران عليها.ولا تختلف اطماعهما في تهديم الحلم العراقي في بناء عراق ديمقراطي فدرالي يتمتع فيه جميع العراقيين بغض النظر عن القومية والدين والمذهب والمنطقة بكامل الحقوق والتمتع بثروات وطنهم دون التدخل الخارجي.