كتَّاب إيلاف

كل الشياطين تسلسلت فى رمضان ماعدا شيطان الجنس!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قراءة فى مسلسلات رمضان

الثقافة الجنسية فى المسلسلات الرمضانية.
الفياجرا فى عزو وترقيع الغشاء فى قضية رأى عام والشذوذ الجنسى فى حنان وحنين.
كل الشياطين تسلسلت فى رمضان ماعدا شيطان الجنس!
[المفروض أن الشياطين تقيد وتسلسل فى رمضان، ولكن المدهش أن بعضاً من هذه الشياطين قد تسللت بعد أن تسلسلت إلى داخل النسيج الدرامى الرمضانى، لم تسلسل المسلسلات وتسرب من دروبها الدرامية أول الشاطين وأخطرهم من وجهة نظر المصريين وهو شيطان الجنس، فقد قدمت لنا الدراما الرمضانية قدراً لابأس به من الثقافة الجنسية فى هذا العام، ولذلك نشكر صناع هذه الدراما على أنهم لم يسلسلوا شيطان الجنس فى مسلسلاتهم، ومنحونا بعض الثقافة الجنسية، وإن كانت رديئة الصناعة، ولكن معلومة أحسن من مافيش.
[البداية مع يتربى فى عزو وقرص الفياجرا، فالبطل حماده عزو يتزوج وهو يحتفل بعيد ميلاده الستين، وهو مزواج قديم وبصباص مزمن، فقد تزوج سيدتين من قبل، واحدة ارستقراطية والأخرى خادمة، وتزوج مرتين عرفى أحدهما من راقصة، يعنى بإختصار حماده جامد أوى!، ولكن حماده عزو وجد نفسه عاجزاً فى ليلة الدخلة برغم ملابس زوجته الساخنة ورقصاتها الملتهبة، والمشكلة أن عزو كما يقول التيتر دماغه مهوية ولذلك فدماغه نصف خلاياها هوس جنسى، ويتجه حماده عزو إلى الفياجرا، ويقدم المسلسل دروساً تعليمية مساعدة لتوقيت عمل الفياجرا، فحماده عزو يتناولها على معدة خالية، وقبل اللقاء الحميم بساعة، ويهرول إلى البيت خوفاً من إنقضاء الساعة دون الوصول إلى بغيته وهدفه المنشود، وقد منحنا المخرج فرصة التعرف على قرص الفياجرا الأصلى بكاميرا زووم، فشاهدنا اللون الأزرق الحقيقى وليس التايوانى المضروب، وكل ماذكره المسلسل عن الفياجرا كان صحيحاً بنسبة 100% وهذا شئ أحسد المؤلف عليه، وياليته وثق وبحث فى كل النقاط الأخرى كما بحث وسأل فى نقطة الفياجرا، وكان الحل ذكياً عندما عرض المسلسل أن الحل ليس فى الفياجرا فقط، ولكن فى تغيير المناخ المحيط، فقد أصبحت الفياجرا مثل اللب بلا تأثير تحت ضغط جرس التليفون وجرس الباب وزيارات الأصدقاء.... إلى آخر هذه المقاطعات التى تثير الإضطراب وتكسر الإنسجام.
[درس الثقافة الجنسية الثانى فى مسلسلات رمضان لهذا العام عن التحرش الجنسى والإغتصاب فى مسلسل قضية رأى عام، ولكن المخرج أضاع مضمون هذا الدرس تحت ضغط وإغراء ألاعيب الكاميرا البهلوانية ولكى تعبأ الشرائط وتستف، فزمن الإغتصاب على الشاشة كان 22 دقيقة، والمفروض أن الزمن الفنى دائماً مختصر عن الزمن الواقعى، فلا يمكن أن نجلس سنة أمام الشاشة لإستعراض أحداث عام كامل، ولايمكن أن ننتظر طفلاً 18 سنة حتى يبلغ ونراه وهو يرضع ويغير البامبرز لكى نقول أننا نقدم فناً واقعياً، وبرغم ذلك فزمن الإغتصاب على الشاشة كان أطول من زمن العملية الجنسية الحقيقية!، وهذا هو المدهش والغريب، والذى جعل كل رجل من المشاهدين خائفاً ومرعوباً على نفسه من أن تتهمه رفيقة عمره بأنه مريض بسرعة القذف!!، والمؤسف أن المسلسل أضاع وشطب على أهم دليل يذهب بالمغتصب إلى المشنقة وهو تحليل ال DNA الذى ضيعته البطلة ومسحته بأستيكة حين ذهبت للإستحمام بعد الإغتصاب، أما المعلومة الصحيحة التى نشكر عليها صناع المسلسل فى إطار الثقافة الجنسية الصحيحة فهى أخطار الجماع فى الشهر الأخير للحمل والذى من الممكن أن يحدث إضطرابات وإنقباضات من الممكن أن تودى بحياة الجنين، وهذا شئ من الممكن أن يكون نادراً ولا يشكل ظاهرة حتمية إلا أنه موجود ويحدث فى بعض الحالات ولاننسى أيضاً أنه ليس جماعاً عادياً ولكنه إغتصاب عنيف من الممكن أن يرتبط أيضاً بنزيف حاد.
[قدم لنا مسلسل "قضية رأى عام " أيضاً قضية غشاء البكارة فى حالتين متضادتين، الأولى أنسة طبيبة مغتصبة ذهبت إلى الطب الشرعى لكى يتم الكشف على عذريتها لإثبات جريمة الإغتصاب جنائياً، والثانية حالة العاهرة التى تزوجها د. خيرى طليق الدكتورة عبلة والذى يعمل طبيب نساء يجرى عمليات مشبوهة، حين طلب منها الإنفصال فطلبت منه عملية ترقيع لإستعادة عذريتها حتى تتزوج مرة أخرى فوافق حرصاً على سمعتها!، وبالطبع ليس من المهم أن نعرف أن من مارست الجنس الاف المرات مثل الزوجة العرفية المذكورة يكون من الصعب إجراء هذه العملية لها بنفس الإتقان الذى تجرى به لمن مارست مرة واحدة فقط، لأن الأولى ستحتاج إلى شركة جلود ملتى ناشونال لترقيع وتعويض أعز ماتملك!!.
[المسلسل الثالث الذى قدم لنا درساً سريعاً فى الثقافة الجنسية كان مسلسل " حنان وحنين "، كان حواراً جانبياً بين عمر الشريف وسوسن بدر عن إبنها الذى يكره النساء والذى جسده أحمد عزمى، وشرح لنا عمر الشريف تحليله العلمى لهذه الظاهرة، وكان تحليلاً مرعباً للأم سوسن بدر، ولكن مضمون الحوار كان منضبطاً من الناحية العلمية وإن كان غير موفق من الناحية الدرامية، فقد فرق الشريف بين إضطراب الهوية وبين الشذوذ الجنسى، بين أن يكون مخ المريض غير قابل لجسده وهويته وجنسه فيرغب فى التغيير، وبين أن يكون مثلياً فى ذوقه الجنسى فيمارس الجنس مع رجل مثله، والفرق هنا كبير.
[مائدة ووجبات الثقافة الجنسية فى المسلسلات الرمضانية كانت عامرة فى هذا الموسم، ولم نقدمها كلها فمازال هناك بعض ماتناثر هنا وهناك مثل تلميحات شذوذ العايق فى مسلسل هند علام ووصف شيحه له بأنه "لون "!، ولكننا حاولنا تقديم ماتيسر من دروس مسلسلاتية رمضانية وعلي من لم يتابع دخول الملحق فى رمضان القادم بإذن الله.

قلب إمرأة.. وإلهام الكونت دى مونت شاهينتو!
من لم يمت بالسيف مات بقلب إمراة.
مجدى صابر يفصل الباترون الدرامى على مقاس إلهام شاهين وهذه بداية السقوط.
[كما ولد التليفزيون المصرى عملاقاً، ولد السيناريست مجدى صابر مؤلفاً نجماً منذ مسلسله الأول الجميل "الرجل الآخر " والذى قام ببطولته نور الشريف، وكما تقزم التليفزيون العملاق بمرور الزمن، تقزم أيضاً طموح مجدى صابر وخبا نجمه بعد أن رضى بدور الترزى الذى يفصل الباترون على مقاس النجمه، والدليل مسلسله الأخير "قلب إمرأة " والذى كتبه تحت شعار أحلامك ياإلهام أوامر، فالمسلسل جريمة درامية مكتملة الأركان، يتوافر فيها عنصرا الإصرار والترصد، والمصيبة أن هذا المسلسل حاصرنا مساء وظهراً، فقد أصر التليفزيون إرضاء لبطلة العمل أن يعيد عرضه فى ظهر اليوم التالى لكى يكون البحر من أمامنا والمسلسل من خلفنا، ومن لم يمت بالسيف مات بقلب إمراة.
[مازال مجدى صابر يعيش عصر فتوات الحارة بقيادة البلطجى مرعى(حمدى الوزير) الذى يقفل الحارة ويمنع المغضوب عليه من مغادرتها ويسمح بالمرور لمن يدفع الإتاوة، وأول المغضوب عليهن طليقته نوال (إلهام شاهين)، والتى كانت طليقة رجل أعمال شهير من قبله، وبالطبع نظل نصف عدد الحلقات فى التأكيد على جمال البطلة نوال الخارق المارق الذى لايستطيع أمامه رجل إلا أن ينحنى راكعاً، فعندما عملت فى محل عطور ظل الرجال يعاكسونها ويغدقون عليها بالبارفانات لقاء نظرة وهى تتدلل عليهم وتبخل بها، بالطبع حفاظاً على شرفها، وحفاظاً على سمعتها كزوجة سابقة لبلطجى محترم!، ثم عندما تهرب نوال إلى بوتيك ملابس، يشتهيها صاحب البوتيك، ويرمى بكل ثروته تحت أقدامها، وهى ترفض أى رشوة، فنوال ضد اللمس والهمس، ثم يأتى الفارس المليونير مروان(ماجد المصرى) صاحب أكبر بازار فرعونى ليقع فى غرامها، ويتغاضى عن أنها فقيرة ومطلقة مرتين وعندها ولد فاشل أو بالأصح "صايع " وأن طليقها البلطجى حاول إغتياله من قبل، كل هذا تغاضى عنه من أجل عيون نوال التى تذكرنا بالأميرة ديانا، وتم الزواج الأسطورى، وبالطبع إكتشفنا أن نوال التى لاتفقه إلا فى البارفانات والبوتيكات، يتفتق ذهنها عن أفكار إقتصادية جبارة يتضاءل إلى جانبها مهاتير محمد زعيم ماليزيا السابق، ولأن البطلة لابد أن تكون مثقفة بجوار كونها جميلة، فقد قدمها المسلسل على أنها تقرأ التاريخ الفرعونى بشغف، وتشرف على مصنع أوراق البردى، ونرجو أن ترسل مدينة الإنتاج الإعلامى المسلسل إلى الوزير رشيد وإلى محمود محيى الدين، ليتعلما دروساً مهمة فى الصناعة والإستثمار!!.
[كارثة الكوارث كانت فى تحول نوال الطيبة المنكسر إلى غول كاسر منتقم، التحول الدرامى حدث فجأة مثل إرتفاع الأسعار فى مصر، أو مثل ظهور "الحيل " فى أعلى أفخاذ المراهقين، فقد قررت نوال أن تكون الكونت دى مونت شاهين أميرة الإنتقام وتنتقم من طليقها الأول والثانى ومن صاحب البوتيك ومن كل بصباص خباص سولت له نفسه النيل من سمعة رابعة العدوية أقصد نوال المفترية، والمدهش أنها بعد أن تنتقم، تنتقل إلى الضحية لتبلغه بأنها السبب فى دخوله السجن، لتؤدى مشهداً ميلودرامياً للشماتة غير المبررة إلا لأنها ترضى غرور النجمة فى أن تفعل كل شئ وتتحول إلى "سوبر وومن " وتنتقم وتحب ويحبها الرجال وتبكى وتضحك وترقص وتغنى، وتعمل فى المتفرج الغلبان عجين الفلاحة.] يتركها مروان لتكتمل الحلقة الجهنمية من طلبات النجمة التى طبخ لها الشيف المؤلف وجبة غنية بالتوابل الدرامية الحراقة، فنشاهد نوال المظلومة التى تبكى حتى تحمر وتلتهب أرنبة الأنف، والتى تمزق ملابسها الأرستقراطية فى نوبة إكتئاب هستيرية، وترفض مجوهراتها وفلوس مؤخر صداقها، لتظل تبكى حتى ينقطع شغاف قلب المشاهد المسكين الذى فرفر ومات بالسكتة الدرامية على يد مؤلف درامى كنت متفائلاً به.. إسمه مجدى صابر.

الفخرانى تصالح مع الزمن وإبتعد عن الوعظ فنجح ولم يسقط فى الفخ.
لو إختصر يتربى فى عزو إلى 15 حلقة لكان أفضل مسلسل رمضانى.
المؤلف تاه منه الخيط الرفيع بين الشارى دماغه والمتخلف عقلياً.
[الفنان يحيى الفخرانى ممثل ذكى يدخل القلب بدون إستئذان، وهو قد فهم من خلال هذا الذكاء أن الفيديو هو ملعبه الذى عليه ألا يعتزله من أجل السينما التى صارت لها مقاييس خاصة ومعايير محددة لم تعد تنطبق عليه الآن، ولذلك كانت مسلسلاته هى عصا موسى التى تلتهم باقى المسلسلات فى كل عام، إلا أنه فى السنوات الأخيرة تخبط فى إختيار أدواره ولاأعرف هل مرجع هذا هو فرط الثقة أم الإستعجال أم الشللية؟، لدرجة أننا نذكر نصف ربيع الآخر والليل وآخره وأوبرا عايدة ولانكاد نذكر مابعدها من مسلسلات ضعيفة تبخرت كالكحول من الذاكرة من فرط رداءتها خاصة فى السنتين الأخيرتين، المهم كنا ننتظر ألا تكون التالته تابته ويسقط الفخرانى فى إختيار ردئ آخر، ولكن والحمد لله قام الفخرانى من عثرته، وصحح بعض أخطائه وليس كلها، ولكن مابعث فى قلوبنا الطمأنينه أنها نهوض من التعثر حتى وإن كانت نصف نهوض، لم يصل بعد إلى درجة الوقوف شامخاً كما فى مسلسلاته العظيمة السابقة.
[إعترف الفخرانى بالسن وتصالح مع العمر والزمن، وظهر بعمره الحقيقى ولم يفعل كما فى مسلسله السابق الذى ظهر فيه فى العشرينات من عمره، والأهم أنه لم يلبس رداء المناضل ويرتدى ثوب المنظر كما فعل فى عباس الأبيض، ورحم المشاهدين من مونولوجات وعظ تعليمية طويلة عن التاريخ والإنتماء والوطنية، ولكنه إختار مسلسلاً خفيفاً يبعث البسمة فى جو المسلسلات الكئيب التى كانت مندبة وبكاء وعويل وصراخ، صار "حماده عزو " فى هذا الجو إستثناء جميل يبحث عنه الريموت كى يخرج من جو الكآبة المسلسلاتى المرير.
[مسلسل "يتربى فى عزو " كان من الممكن أن يكون أفضل مسلسل رمضانى لو كان 15 حلقة فقط، ولكن لأنه يزيد على الثلاثين حلقة فقد إخترع الكاتب يوسف معاطى خطوطاً جانبية أثقلت كاهل العمل، وجعلتنا ننتظر على أحر من الجمر حماده وماما نونه، وأهم هذه الخطوط الهامشية المفتعلة خط اليورانيوم الذى وصل إلى عالمة الذرة نوال عزو وكأنه كيس شيبسى، ومطاردات الدول الأجنبية لإختراعها الخطير وأبحاث زوجها الموجودة على السى دى، إلى آخر هذه الإفتعالات التى مللناها والتى تتخيل عن علمنا النووى غير واقعه، وتضخم فيه لنعيش فى أحلام يقظة مخدرة بأننا مطاردون ومضطهدون.
[فكرة الشخصية جديدة على فن الفيديو المصرى، العجوز الطفل المدلل الذى لم يفطم بعد، صاحب الدماغ المهوية على رأى أيمن بهجت قمر فى تيتر المسلسل الرائع المعبر، ولكن أحياناً كانت تتوه خيوط الشخصية، فالإنسان الشارى دماغه ليس عبيطاً أو متخلفاً بالضرورة، وهو ماأفلت من المؤلف فى بعض الأحيان، حين أظهر لنا حماده عزو عبيطاً، وهناك فرق كبير بين العبط واللامبالاة، ويصدمنا الكاتب فى أحيان أخرى بأن البطل حماده عزو فى منتهى النصاحة والخبث، خاصة فى حواره مع رانيا فريد شوقى عند إسترداد محل لعب الأطفال، وهذا خطأ مفصلى فى هيكل العمل نفسه، فالشخصية من الممكن أن تعيش حياتها بطريقة زوربا اليونانى الوجودية التى تستمتع بالحياة وملذاتها حتى آخر قطرة، بدون أن تصل إلى درجة عبيط القرية.
[سحر أداء يحيى الفخرانى وروعة فن كريمه مختار لايمكن أن يجعلا مؤلف العمل يقفز على بعض التفاصيل القانونية الغامضة أحياناً والمغلوطة أحياناً أخرى فى مسألة الضرائب المتأخرة وبيع المحل والشيك المضروب المؤجل بتاريخ قادم وهل من الممكن صرف وديعة إذا كان الشيك بدون رصيد... الخ، نشعر بالإستسهال وعدم سؤال المتخصصين لمعرفة تفاصيل مايكتب عنه، وهو شئ مهم وليس عارضاً لأن المشاهد المصرى الذى يكره القراءة أصبحت نافذته المعرفية والثقافية هى التليفزيون وخاصة المسلسلات، ولذلك لابد من بذل بعض الجهد فى معرفة التفاصيل القانونية والطبية والعلمية حتى لاينقلب الأمر تهريجاً كما شاهدنا فى قصة الليزر وتخصيب اليورانيوم المزعوم، والسى دى الوهمى الذى يتعامل مع الكشوف العلمية بطريقة عصابات زكى رستم ومحمود المليجى، بدون معرفة أن هذه الأبحاث لايمكن أن تسمى أبحاثاً أصلاً إلا إذا تم نشرها فى مجلة علمية، وبالطبع هذا لايحتاج إلى سى دى نخفيه فى خزنة أو تحت المرتبة حتى تطاردنا المخابرات الأجنبية لإقتناصه.
[مسلسل "يتربى فى عزو " بداية من التيتر وتقسيماته الذكية المتماشية مع كلماته ولحنه حتى كلمة النهاية يصرح بطاقة وموهبة المخرج مجدى أبو عميرة، وحسه الكوميدى العالى والذى يظهر فى الكادر وفى المونتاج وإن لم تسعفه سخونة الحوار، أما التمثيل فى المسلسل فهو فى أعلى درجات الإتقان، فالكل أبدع، بالطبع كان الفخرانى وكريمة مختار على القمة كما ذكرنا، ولكن مجدى أبو عميرة أعاد إكتشاف سامح الصريطى فى دور الشقى خفيف الدم، وأحمد فؤاد سليم فى دور ضابط الشرطة المتجهم، وهنا شيحه فى دور الفتاة العصرية الشقية، وإنتصار فى دور الخادمة المنكسرة، ونهال عنبر فى دور العالمة المنضبطة.
[سعادتى بالمسلسل ليس لأنه أفضل مسلسل ولكن لأن يحيى الفخرانى قد بدأ يدرك أن سحر التمثيل وحده لايصنع فناً، وأن كاريزما النجم تحتاج إلى إبداع فنى يدعمها، فمبروك للفخرانى، ونتمنى فى العام القادم أن نقول بدلاً من مبروك... ألف مبروك.

إعلان الحاجة روبابيكيا إعلان قليل الذوق يرسخ ثقافة كراهية العواجيز.
السخرية من كبار السن ليست إيفيه ولكنها جريمة.
نحن مجتمع يعادى المسنين حتى فى أرصفتنا وجرائدنا وأيضاً إعلاناتنا.
[هل من الضرورى أن نضحى بكل شئ من أجل البقرة الإعلانية المقدسة؟، سألت نفسى هذا السؤال عندما شاهدت إعلاناً قليل الذوق عن فودافون والخمسة أشخاص الذين من حقهم 60 دقيقة و60 رسالة، هذا الإعلان يقول أن من ضمن هؤلاء الحاجة روبابيكيا!، ويتخيل صانع الإعلان أن هذا إيفيه مضحك يثير الكوميديا، وهو فى الواقع لايثير إلا البكاء على حالنا الذى أصبح يفعل كل الجرائم بإسم الكوميديا وتحت لافتة الضحك!.
[السخرية من كبار السن وإستخدامهم فى صناعة الإيفيهات، سخرية جارحة ومأساة إن لم يكن يدركها صانع الإعلان فهى جريمة، وإن يكن يدركها فالجريمة أكبر، فنحن مجتمع أصبح يمتلك ثقافة معادية لكبار السن، وشامتة وعدوانية تجاه المسنين، وبدلاً من إنتاج برامج لمساعدة المسنين ونشر ثقافة داعمة لهم، ننشر هذا الإعلان السخيف للسخرية منهم وإعتبارهم روبابيكيا لاتصلح إلا للتكهين والرمى فى الشارع أو على الأقل فى البدروم، هل من أجل مكسب كارت المحمول الزائل ندمر التعاطف مع كبار السن؟، هل أصبح من الطبيعى والمشروع أن نسخر من العواجيز من أجل البنكنوت؟، هل أصبح المسن لايساوى عندنا ميسد كول؟!!.
[نحن كمجتمع مصرى فى حالة إستنفار وعداء مع كبار السن، نتعامل معهم كعبء، يصيبنا الملل منهم، لاتنفع ولاتجدى معنا كل آيات وأحاديث ونصوص الإهتمام بهم، برغم المد الدينى، وبرغم إمتلاء المساجد فى صلاة التراويح، وبرغم إنتشار الذقون والنقاب والخمار، برغم كل هذا فنحن نرمى جدودنا وآباءنا وأمهاتنا فى دور المسنين الباردة، ليست لدينا ثقافة التعامل مع الألزهايمر الذى يصيب نسبة كبيرة من كبار السن، زوجة الإبن تكره حماتها، حتى الإبن يعتبر أمه العجوز وثرثرتها صداعاً مزمناً، أما جرائم القتل من الصغار لكبار السن فحدث ولاحرج، وفى وسط كل هذا ندعم هذه النظرة الساخرة من والكارهة لكبار السن بإعلان غريب تخيل صناعه أنه دعاية تزيد من رصيدهم فى البنك، وهى فى الحقيقة تخصم من رصيدهم فى الإنسانية.
[لابد من مراجعة حساباتنا وطريقة تعاملنا مع المسنين، فنحن نصنع أرصفة عالية لايستطيع صعودها المسنين وإن صعدوها تنكسر رقابهم وأعناق أفخاذهم ومفاصل ركبهم، ونحتل مقاعد أوتوبيساتنا بلا أى إحترام لعواجيزنا، ونكتب مانشيتات جرائدنا ببنط ميكرسكوبى حتى لايقرأ شيوخنا، ولايتخصص أطباؤنا فى تخصص طب المسنين ويهربون منه لأنه مايأكلش عيش.... الخ، نحن بإختصار مجتمع يكره عواجيزه، ويأتى الإعلان الكارثة ليصفهم بأنهم روبابيكيا، إنها جريمة أتمنى أن يعتذر عنها التليفزيون وطارق نور أيضاً.


المهن المستباحة والحرية المتاحة فى الدراما المصرية.
الطبيب والمحامى والصحفى هم الحيطة المايلة أما ضابط الشرطة فعلى رأسه ريشة.
الضابط ملاك أما الصحفى والطبيب والمحامى فهم عصابة شياطين.
الصحفى مرتشى والطبيب مشبوه والمحامى ألعبان فى دراما رمضان.
[المواطنون أمام القانون سواء، أما فى الدراما الرمضانية فالمواطنون أمامها خيار وفاقوس، والمهن تعانى من كوسة شديدة وتفرقة عنصرية فى المسلسلات، والمفروض أن تتناول الدراما كل المهن بنفس الدرجة من النقد أو بنفس الدرجة من التناول الدرامى بحلوه ومره، بالأبيض والأسود، حتى تصبح الدراما حقيقية من لحم ودم، وليست مصنوعة على مقاسات معينة وأمزجة مخصوصة، والمفروض ألاتنتقى من المهن الحيطة المايلة لتسلخها نقداً وتفضح عوراتها، وتترك مهناً وأعمالاً أخرى لاتتناولها بأى نقد، فالسيناريست أسد على مهن وأعمال ونعامة على مهن وأعمال أخرى، أى أن هناك فى الدراما المصرية بإختصار شغلانة مستباحة مليئة بالشياطين، وشغلانة من نوعية لامساس، وممنوع الإقتراب والتصوير لايعمل فيها سوى الملائكة.
[من أفضل وأحب المهن المستباحة لكتاب الدراما، والتى يلعبون فيها براحتهم مهنة المحامى والصحفى والطبيب، وأمامها على النقيض مهن أخرى مثل مهنة وكيل النيابة وضابط الشرطة ورجال الدين ممنوع تناولها بالنقد أو حتى بالتلميح برغم أن الدراما مثلها مثل الحياة فيها الطيب وفيها الشرير، ومع إحترامنا لكل المهن والأعمال من الغفير حتى الوزير، إلا أن الدراما الحقيقية هى الدراما التى تضع الجميع أمام ميكرسكوبها الكاشف ولاتحابى أحداً على حساب أحد، ولاتتعامل مع الأشخاص على أنهم فى معسكرين متنافسين مثل المسلسلات الدينية، معسكر المؤمنين ومعسكر الكفار.
[المحامى هى المهنة المستباحة الأولى، والتى من المسموح بل من المشروع والواجب أن تتناولها بالنقد والفضح، هى بإختصار مهنة مغرية جداً لأى كاتب دراما، وقد تناولت معظم المسلسلات الدرامية مهنة المحامى كعنصر رئيسى فيه من البهارات الدرامية المشطشطة مايصنع دراما جذابة وجماهيرية، فتناول مسلسل "قضية رأى عام " المحامى الألعبان النصاب فى شخصية مرسى التى جسدها سمير صبرى، وأيضاً المحامى الذى دافع عن رجل الأعمال الأفاق الذى جسده أحمد خليل فى مسلسل "قلب إمرأة "، وأيضاً المحامى المرتشى الذى جسده المخرج شريف أحمد سمير فى مسلسل آخر، وكان المحامى مسى هو أشد هذه الشخصيات فجاجة فى التناول، فهو ألعبان كبير ومتلاعب أكبر بالقانون، وهو يفخر برغم أنه أستاذ فى القانون بأنه لم يخسر قضية واحدة، وماسهل له هذه المكاسب هو خبرته بثغرات القانون وألاعيبه أكثر من خبرته بالقانون نفسه، فهو مثلاً ينصح المتهمين بالإغتصاب بأن يجرحوا أنفسهم ويدعوا أن الضابط قد عذبهم وأجبرهم على الإعتراف، وهو يذهب ليهدد خصوم موكله الوزير شكرى جلال، ويتستر على محاولات قتل ليشترى فيلا فى مارينا، إنه بإختصار معجون فى الشر والنصب حتى شعر رأسه.
[على النقيض نجد المسلسل الذى ينهش فى جسد المحامى، يضمخ بالعطر جسد رجل الشرطة الذى جسده شقيق المنتج سامى العدل، فالعميد محمود لايرضخ لتهديدات الوزير، ويتهمه البعض زوراً وبهتاناً بالتعذيب، إختصار هو ملاك يحمل نسر وتلات دبابير!، وأيضاً فى مسلسل "يتربى فى عزو " ضابط الشرطة يغتال من أجل الحفاظ على أمن وطنه، والاخر يصاب فى معركة مع الإرهابيين فى شرم الشيخ، وبالطبع نحن لاننكر أن هناك ضباطاً شرفاء، ولكننا ننكر على الدراما هذا التعميم بأنه لايوجد إلا هؤلاء، وننكر على الدراما أيضاً خوفها وفزعها وهلعها من أن تقترب من نوعية أخرى من الضباط نرى بعضهم فى كليبات التعذيب على سبيل المثال، والخطير فى الموضوع أن يعرض مسلسل "قضية رأى عام " على سبيل المثال الصحافة الملوثة فى مقابل الشرطة ناصعة البياض، فيسرد حواراً على لسان سامى العدل تحس أن سامى نفسه هو الذى ألفه وصاغه وكتبه، فعندما تقول له إبنته وهى تهنئه بالبراءة أن المفروض أن الجرائد والمجلات تنزل خبر براءته زى مانزلت خبر إتهامه، فيرد عليها مش حيحصل لأن الجرائد بتهتم بس بالإتهامات ولاتهتم بإثبات براءته، فى إتهام واضح للصحافة التى هى مهنة من ضمن المهن المستباحة فى ملعب الدراما المصرية.
[جملة سامى العدل هى بوابة دخول للتتار الدرامى لتناول مهنة الصحافة بالسلب، وهو أسلوب لاأعترض عليه بشرط أن تكون هذه الحدة والجرأة فى التناول على مستوى كل المهن، فالصحفى فى "قضية رأى عام " يقدم رشوة لموظف صغير ليأخذ أخبار الحوادث وخاصة خبر إغتصاب الدكتورة عبلة والتى يحميها النائب العام من ذئاب الصحافة بمنع النشر فى قضيتها، أما فى عمارة يعقوبيان فالصحفى لايقدم رشوة بل يرتشى وبمئات الألوف من الجنيهات لكى يغير ذمته، فيقبض الصحفى من الحاج عزام رمز عصر السماسرة الجدد، وفى مسلسل "يتربى فى عزو " يتجه صديق إبرهيم عزو إلى الصحافة ويغير مبادئه من أجل الفلوس ويبيع نفسه وعقله للسلطة، ويتاجر بقلمه لينزل فى سويت فاخر خمس نجوم مجاناً، وهكذا تستباح مهنة الصحافة فى الدراما أما وزارة الداخلية ووزارة العدل فهى فوق القانون الدرامى وخارج نطاق الجاذبية المسلسلاتية، ولايجرؤ كاتب السيناريو أن يقترب من المياه الإقليمية لها.
[الطبيب من المهن المستباحة المحببة لكتاب الدراما، وقد ظهرت نماذج رديئة كثيرة فى مسلسلات رمضان لهذا العام، فهناك الدكتور خيرى فى قضية رأى عام والتى جسدها "إبراهيم يسرى " وهو طبيب متخصص فى الإجهاض والترقيع ولا أعرف لماذا سكتت عليه الدكتورة الشريفة العفيفة عبلة هانم كل هذه السنين؟، المهم أنها شخصية طبيب قبيحة ودميمة، زاد من قبحها شخصية أخرى وهى شخصية الطبيب رئيس القسم بقصر العينى وزميل الدكتورة عبلة والتى راودها عن نفسها وتحرش بها فى مكتبها وذلك بالطبع لأنه لم يتحمل سحر وجاذبية زميلته يسرا، يعنى شئ لزوم الشئ، طبيب مهووس جنسياً لزوم إثبات جمال البطلة، وهناك طبيب أفاق آخر فى مسلسل "هند علام" وهو طبيب الوحدة الصحية الذى جسده محمد عبد الجواد وهو فى المسلسل كوكتيل من أسوأ الصفات وأقذرها على كوكب الأرض، وبذلك إنضمت مهنة الطبيب إلى قائمة المهن المستباحة على الساحة.
[قائمة المهن المستباحة طويلة، وأنا لست ضد تشريح أى مهنة وإظهار سلبياتها، بشرط أن تكون أى مهنة، وليس كما يحدث الآن من أن هناك مهناً على رأسها ريشة، ومهن أخرى على رأسها بطحة.


خرافة الرمز فى دراما رمضان.
هل عدم فطام حماده عزو يشير إلى عدم فطام الوطن العربى؟، وهل إغتصاب عبله هو إغتصاب لمصر؟!.
كلما فشل مؤلف درامى إتهم الجمهور المتخلف بأنه لم يفهم الرمز المستخبى!.
[لاتوجد كلمة فى تاريخ الدراما تمت إهانتها ومرمطتها ومرمغتها فى التراب مثل كلمة "الرمز "، فكلما زنق الكاتب أو المخرج أو النجم فى تحليل عمل فاشل أو غامض يقول أنه رمز، وإن المتفرج الجاهل المتخلف لم يفهم ماوراء المضمون، وماهو خلف الإشكالية، ولم يستوعب المستور مابين السطور، ولم يركز فى الرمز والغمز واللمز، فجلابية البطل تنقلب بقدرة قادر إلى رمز الوطن، وطرحة البطلة تصبح بدعا الوالدين رمزاً للإنتماء، وشكمان السيارة يصير رمزاً للشعب مكبوت الحريات الذى يريد الإنطلاق وإخراج دخان الغيظ!، أما القلة التى يشرب منها البطل فهى رمز عطش المجتمع إلى الديمقراطية، والحلق الذى ترتديه البطلة فهو رغبة الصحافة فى التحليق والطيران إلى سماوات حرية الكلمة، والكردان رمز لكردونات الأمن المركزى حول مظاهرات حركة كفايه!!!.
[بدأت هستيريا وحمى الرمز تجتاح أمخاخ مشاهدى السينما مع بعض أفلام يوسف شاهين الغامضة التى كانت تعانى من بعض التوتر والتلعثم الشاهينى المعتاد حين يصر على كتابة السيناريو منفرداً، وبرغم أن العبقرى شاهين وقتها لم يكن قاصداً إلا مايعرضه على الشاشة، ولم يكن محتاجاً لأن نلف وندور وراء الكلمات والحوارات والكادرات، إلا أننى كنت أفطس من الضحك عندما أخرج من السينما وأسمع حوارات بيزنطية عن فك رموز حجر شامبليون الشاهينى، من عينة خدت بالك لما طلع بالكاميرا من ورا الجبل ده أكيد كان بيعبر عن الخلفيات الإستعمارية والإشكاليات الأفعوانية للرأسمالية الأمريكية!!!.... إلى آخر هذه الخزعبلات التى كان يدارى بها المشاهد عدم فهمه لبعض الأحداث المتسربعة الشاهينية المتلعثمة.
[داهمتنى نفس كريزة الضحك عندما قرأت بعض تحليلات وتبريرات النقاد والنجوم عن رموز المسلسلات الرمضانية المستخبية المستحية التى لم نفهمها نحن المشاهدين الجهلاء، والتى كان من المفروض أن نركز فيها، ونتصلب أمام الشاشة حتى نصل إلى البؤرة البؤرية لتلافيف العمل الفنى، وياريت ناخد معانا التليفزيون إلى الحمام عندما نريد قضاء الحاجة حتى لايفوتنا مشهد من المشاهد البؤرية.
[خد عندك عدم فطام حماده عزو يرمز إلى عدم فطام الوطن العربى!، وإغتصاب الدكتورة عبلة يرمز إلى إغتصاب الوطن!، والملك فاروق رمز لمؤامرة سعودية لإعادتنا لعصر الملكية والتوريث، وحنان وحنين رمز لحنين المصريين لمصر الحقيقية...، نافورة رمزيات وإنفتحت علينا، وكلما فشل مؤلف فى تبرير تفكك العمل يقوم "فاقعنا" رمز، وكلما يخيب ناقد ويحاول تضخيم العمل وخلق ماليس فيه ورسم بعض الماكياج لتجميله يروح "طاسسنا " رمز، ومن رمز إلى رمز ياقلبى لاتحزن، ونظل تائهين فى أحراش الرموز، نمنى أنفسنا فى عالم الخيال بأن الأكيد أن هذا المسلسل أكبر من طاقاتنا الفكرية، وأعظم من إمكانياتنا العقلية، وأنه من المؤكد أننا إحنا الغلط، وفى النهاية سيطالب صناع الدراما الرمضانية بإستيراد شعب يفهم مسلسلاتهم ويكون على مستوى الرموز المخبوءة فى تلافيف العمل الفنى البؤرى!.

من التصريحات الصحفية المستفزة التى توضح كم الخلط فى الوسط الفنى، وعدم معرفة الخطوط الفاصلة ووظيفة كل تخصص فى العمل الفنى، التصريح الذى أدلى به الممثل أحمد عزمى حين قال إن ترشيحى قد تم بواسطة يوسف معاطى الذى له الإختيار الأخير فى الترشيحات، وهذا إعتداء على وظيفة محددة ومهمة من صميم عمل المخرج، أما التصريح الثانى فهو ليوسف معاطى الذى هاجم الرقابة من منطلق أن أهم رقيب هو الفنان يحيى الفخرانى، وهى مبالغة فى غير محلها ومزايدة لايرضاها الفخرانى نفسه، فلو كنت تريد أن تقول عن الرقابة الفنية فهى للمؤلف والمخرج وليست للممثل، أعجبنى رد محمود حميدة فى برنامج الشقة حين قال أنا ممثل وبس، بيأجرونى علشان أمثل وبس، إذا رفضت العمل أرفضه كله قبل دخول الأستوديو، أما بعدها فلايحق لى الكلام فى السيناريو.
التوريث فى التمثيل إنتقل من أبناء الممثلين إلى أبناء المنتجين والمؤلفين والمخرجين، وهذه ظاهرة من الممكن تسميتها أنا بأمثل بفلوسى، ومن دقنه الإنتاجى بأفتل له تمثيل درامى!، فهناك إبن المنتج الجابرى الذى يمثل فى المسلسل البورسعيدى "أولاد الليل " إلى جانب جمال سليمان، وهناك إبن المنتج شعبان فى مسلسل "يتربى فى عزو " فى دور صديق الضابط حسام عزو الذى إستشهد فى عملية إرهابية، وهناك إبنة المؤلف يوسف معاطى فى مسلسل عزو، وإبن المخرج إسماعيل عبد الحافظ فى المصراوية، التوريث مقبول فى الفن بشرط الموهبة وإلا كان مصير هؤلاء هو مصير بنت فاتن حمامة التى لم تصمد فى السينما ولم تشفع لها نجومية سيدة الشاشة العربية.
صورة اليسارى النمطية فى المسلسلات الرمضانية مثلها مثل صورة الإخوانجى، هى صورة نمطية تدل على الإستسهال، فمثلما يتلخص الإخوانجى فى دقن وجلابية قصيرة، يتلخص اليسارى فى شعر منكوش وصورة جيفارا وكارل ماركس المعلقة على الحائط!، وهذا يذكرنى بحوار سمعته وأنا طفل بين البواب وصديقه، فقد قال البواب لصديقه تعليقاً على بهدلته:إيه ياأخى.. مابتستحماش ليه؟.. إنت شيوعى ولا إيه؟!، ولا أعرف ماهى علاقة الليفة بالشيوعية؟!، فاليسارى إبراهيم عزو فى مسلسل يتربى فى عزو، واليسارى أدهم فارس فى مسلسل الدالى، صورتان نمطيتان لليسارى فى الدراما المصرية، الأول حاقد وحانق ودخل اليسار نتيجة الحقد الطبقى، والثانى لايتحدث فى التليفون إلا أمام جيفارا وماركس، ويكره رجال الأعمال لله فى لله، بلاش إستسهال ولاتصنعوا أنماطاً مضروبة فى خلاط السربعة والسلق.
khmontasser2001@yahoo.com


أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونيه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف