كتَّاب إيلاف

بدء الشفاء من القاعدة الوباء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خطاب ابن لادن الأخير كان بمثابة رثاء لـ "القاعدة" التي يبدو أنها مُنيت بهزيمة منكرة في العراق، بفضل تضامن الشعب العراقي وعشائره النبيلة التي وقفت صفاً واحداً في وجه الارهاب، وإن كان هذا الخطاب يتخفّى وراء حادثة تاريخية مهمة كـ "عام الجماعة"، ووراء كلمات من القاموس الجهادي العربي الأصفر المهتريء. فلماذا هذا الخطاب رثاءً لحال "القاعدة" وبكاءً على أمجادها الإرهابية السابقة؟
قد كان ابن لادن يستنجد في خطابه الأخير بكل قوى الإرهاب في الأرض، ويناشد أجناد الشام، أمداد اليمن، فرسان الكنانة، وأُسد الحجاز واليمامة، لكي يهبّوا لنصرة إخوانهم وإغاثتهم في بلاد الرافدين، كما قال في خطابه، والذين يبدوا أنهم في النزع الأخير، إلى درجة أن ابن لادن استنجد بكل هؤلاء الإرهابيين لنصرة إرهابي القاعدة في العراق التي يصر على تسميتها "بلاد الرافدين" وهي تسمية إغريقية قديمة. فاسم العراق الرسمي والتاريخي منذ قرون طويلة قبل الإسلام وبعد الإسلام هو "العراق" المجيد.
نُذُرُ الهزيمة
لقد كان خطاب ابن لادن الأخير، يحمل بين طياته بكلام غير مباشر نُذُر هزيمة "القاعدة" ومن معها من المليشيات الدينية الأخرى المسلحة، التي نشرت الفوضى المدمرة في العراق وفي غير العراق. وهذه النُذُر، لم نكتشفها وحدنا، وإنما اكتشفها أصدق أصدقاء ابن لادن.
فقد تحدثت عنها قناة "الجزيرة" الماكينة الإعلامية الجبارة لـ "القاعدة"، ولكل ميليشيات الإرهاب الديني المسلح، مما دفع كثيراً من المواقع "الجهادية" على الانترنت لمهاجمة "الجزيرة" لأول مرة منذ تأسيسها عام 1996. فقالت هذه المواقع عن "الجزيرة" وتفسيرها لخطاب ابن لادن بأنه "جزء من الحملة الصليبية" التي تواجه "القاعدة". وأن قناة "الجزيرة" بتركيزها على الانقسامات والانشقاقات داخل صفوف الإرهابيين، أصبحت "متعاونة مع الصليبيين"، كما نقلت لنا "إيلاف". وقال "مركز الفجر للإعلام" المتعاطف مع "القاعدة": "بدلاً من أن تلتزم قناة الجزيرة بميثاق الشرف الصحافي والحيادية التي تدعيها بأنها قناة الرأي والرأي الآخر، أبى القائمون عليها إلا أن يكونوا مطية الصليب وأهله، ورداءً لأهل النفاق، وخبالة أهل العراق". ووصف موقع آخر على الانترنت قناة "الجزيرة" بأنها "ذبابة بائسة في النفايات". وجاءت كل هذه الاتهامات والشتائم، بعد كل ما فعلته قناة "الجزيرة" خلال ست سنوات الماضية، ونالت عليه سخط الساخطين، وتهديد الإرهابيين، نتيجة لرفعها أعلام "القاعدة" عالياً، والتي كانت دائماً أعلى من أعلام قطر ذاتها. ووصل غضب الإرهابيين من "الجزيرة" حداً، هددت معه مواقع إرهابية أخرى قناة "الجزيرة"، وبأن "يومها قادم"، و "لن تكون بأمان".
وهذه أول مرة تُهاجم قناة "الجزيرة" من قبل مواقع الإرهاب على الانترنت، بهذا الأسلوب الشديد والقاسي، مما يعني بدء شرخ جرة العسل شرخاً عميقاً بين الإرهابيين و"القاعدة" خاصة، وبين ناة "الجزيرة". والخاسر في هذه الحالة كلا الطرفين: "الجزيرة" و "القاعدة". لأن أمجاد "الجزيرة" وانتشارها بُني على تبنّيها لإعلام "القاعدة". وإعلام القاعدة انتشر وازدهر، ولقي هذا الصدى الكبير في العالم العربي بواسطة ماكينة إعلامية قوية كـ "الجزيرة".

الإرهابيون يفقدون أقلام خشب الورد
ولم يقتصر التبشير بهزيمة "القاعدة" والشفاء من الإرهاب الوباء على قناة "الجزيرة" فقط، بل تعداه إلى الكتّاب الدينيين المساندين لـ "القاعدة" ولباقي المليشيات الدينية الإرهابية. فيكتب ياسر الزعاترة في جريدة "الدستور" قائلاً، ولكن بقفازات من حرير، وبقلم من خشب الورد:
" أن الخطاب هو تعبير عن الأزمة التي تعيشها القاعدة، وتتركز أساساً بفقدان الحاضنة الشعبية لها في العراق، وانفضاض الكثير من الجماهير عنها، بعد أن حاولت فرض رؤيتها على بقية جماعات المقاومة، لا سيما من خلال تشكيلها ما يُسمّى بـ "دولة العراق الإسلامية"، ومطالبة الجميع بمبايعة قادتها".
أما المحلل السياسي العراقي السابق في قناة "الجزيرة" ظافر العاني، النائب الحالي في البرلمان العراقي، وعضو جبهة التوافق السُنيّة، والذي سبق له أن اعتُقل لارتباطه بالعصابات الإرهابية التكفيرية، وعثرت القوات الأمنية التي داهمته على أربع سيارات مفخخة، وأسلحة، ومطلوبيين للعدالة،وإرهابيين عرب، فقد قال عن خطاب ابن لادن الأخير:
"إنه اعتراف بأن التنظيم مارس أعمالا إرهابية في الآونة الأخيرة". معتبراً أن الفصائل العراقية نظرت إلى ذلك على أنه خطر لا يقل عن الاحتلال نفسه، وقامت بالتالي بالتصدي له.
ووصل الحد بالعاني حداً اتهم فيه "القاعدة" بالتعاون مع إيران لتدمير العراق وتحدث عما أسماه "أدلة على وجود علاقات وثيقة بين بعض مجموعات القاعدة وإيران".
وكل مثل هذا الكلام لم نكن نقرأه من قبل، طيلة ست سنوات مضت من عمر "القاعدة" الإرهابي. بل العكس من ذلك، فقد كنا نقرأ التبجيل الديني والحفاوة السياسية لكل ما تقوم به "القاعدة" والمليشيات الإرهابية الأخرى، إلى الحد الذي جعل كثيراً من وسائل الإعلام العربي المسموع والمرئي والمقروء، تطلق على إرهابي مُضلّع كابن لادن، ألقاب: أسد الجزيرة، وأسد الرافدين، والشيخ، والمنقذ، وفارس تحت راية الإسلام.. الخ.
لقد سبق وقلنا وكررنا بأن الإرهاب في العراق لن يقضي عليه إلا الشعب العراقي. وقد تحقق اليوم جزء من رؤيتنا.
فهل يتم الشفاء قريباً من الإرهاب الوباء نهائياً؟
السلام عليكم.

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الان وقد عصيت
fatima -

عندمااستمعت لخطاب بن لادن تذكرت الاية التي قال فيها الله لفرعون بعد ان غرق وقال امنت بالذي امنت به بنواسرائيل فقال الله (الان وقد عصيت) فابن لادن من خمسة سنوات وهو يرى جثث اطفال ونساءالعراق يقطعهاانتحارييه الاوباش في الشوارع والمساجد وكان يتغنى بتلك الافعال الاجرامية لكن ماان انقلب الشعب العراقي على هذه الخسة والجبن واخذوايحاصرون فلوله واذابه يتذكرالشرع ويطلب من اتباعه الاحتكام الى شيوخ العشائروالسؤال لماذالم يتذكرالشرع عندما كان ازلامه بيدهم المبادرة لاراقةدماءالعراقيين لماذا كان الشرع غائبا ولماذا تذكرالشرع فقط عندمااصبح هلاكهم محققاوهل يفترق عن فرعون عندما امن بعد ان شارف على الهلاك وهل يختلف عمن انتقدهم من وعاظ السلاطين الذين لايراعون سوى مصالحهم اليست المصلحة ومحاولة انقاذ من بقي من شراذمه هوالذي جعله يتذكرالشرع وكيف يدعواتباعه للاحتكام لشيوخ العشائروهويرى طائرة بوش تحط في اوساطهم هل لانهم سنة ام لانهم مصدر الحماية ولماذا اختلف حكمه عندما افتى بهدر دماءالشيعة بحجة تعاونهم مع الكافرين؟ قال تعالى(ام حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقونا ساء مايحكمون)

نهاية ارهابي
ناصر سبلات - الأردن -

لا تعليق بعد استاذنا ومعلمنا شاكر النابلسي ولكن النار ان لم تجد شيئا تأكله أكلت بعضها البعض ,آجلا أم عاجلا سيتحول بن لادن وأعوانه وأتباعه ومن والاه الى رماد .

جاهل
سامر المحمود -

ثبت اخيرا انك جاهل ياسيد شاكر النابلسي الى ابعد الحدود ام تدري انها استراحة محارب ولكي تعطى الفرصة للمتشدقين امثالك وامثال مشايخ الغفوة عفوا الصحوة وغيرهم ولكن انتظر قريبا سوف تشاهد ماتسر كل عيون المسلمين الغيارى على دينهم وعرضهم الاانت ياشكرا وامثالك الانهزاميين من حكام خونة ومأجورين من العملاء وان الله غالب على امره

امثال لا تقال
نــور العيسى -

استاذنا العزيز فية مثل يقول (جبنا الاكرع(الذي ليس لدية شعر) يونسنا طلّع صلعيته و خوفنا)العتب ليس على الهارب من العدالة بن لادن وزمرتة المأثومة بل العتب اشد العتب على اخواناواهل بلدنا السنة في الرمادي والمدن الاخرى الذين فتحوا بيوتهم للقاعدة ومدوا ايديهم لهذة الزمر المشبعة بالجريمة ضن منهم سوف تعيد القاعدة صدامهم بطل الحفر وهذا ما كان يرددة البعثي المتباكي على ايام قواطع جيش الشعبي ظافر العاني ولكن بعد فوات الاوان بدت صحوة الضمائر لدى بعض الناس الخيرين.

القاعدة وعلاقاتها
عراقي منكوب -

شكرا للكاتب على هذا الموضوع لكن وللأسف فقد تجاهل الكاتب دور "جمعية علماء المسلمين" بقيادة الضاري وإبنه ولا أضن أن الكاتب لا يعلم بالتصريحات التي أطلقها الضاري بوصف القاعدة على أنها مقاومة ولا أظن أن كاتبا مثل النابلسي تخفى عليه علافة هذه الجماعة بالقاعدة والأرهاب نأمل أن يكتب الأخ الكاتب دون مجاملة لأحد أو غض الطرف عن أحد مع التقدير

المنافقين
ساير -

ان الذي جرى في الرمادي و المدن الاخرى بمساعدة القاعدة لم يشمل كل الاهالي و انما نسبة منهم و الباقين اسكتهم الخوف و العاطفة و لكن عندما بدا ازلام القاعدة يجبرون الاهالي لتزويجهم بناتهم لانهم لا يستطيعون العيش بدون جنس و لا ينتظرون حوريات الجنة و غلمانها قاموا ازلام القاعدة الجنسيون بالاغتصاب و هتك اعراض الناس و عندها لم يرضى اي شخص شريف ان تحدث هذه الاعمال الاجراميه لعائلته و عشيرته و بلدهازلام القاعدة و الله ستجلسون على الخازوق اذا بقيتم في هذا البلد الشريف لان اهل العاق مهما حصل سيبقون اخوة جميعا و انتم و من يقف معكم من المنافقين الى النار و بئس المصير يا قتلة الابرياء

العراق; المجيد
Dr. SAAD HUSSEIN JAS -

استاذنا العزيزشكرا على هذا الموضوع

صريح وجريء
سعيد رمضان -

قلة من الكتاب العرب هم الذين علقوا على هذا الموضوع بشجاعة وجرأة النابلسي. لم نقرأ من معظم الكتاب غير الهمهمات والهمسات الخجولة. كان يجب على الكتاب الشرفاء أن يكشفوا مضامين ومرامي هذا الخطاب الارهابي بشجاعة وصراحة.

القاعدة مقاولة بعثية
شلال مهدي الجبوري -

هناك سؤال يثار وهو من اين للقاعدة هذه الامكانيات المالية الضخمة والعسكرية والامنية واللوجستية في العراق؟ لماذا لم يوجد هذا العمل الارهابي الضخم في افغانستان الذي هو موطن القاعدة؟ والكل يعرف ان القاعدة قبل سقوط النظام في بغداد كان وجودها صفرا والسؤال من اين ؟. القاعدة اخذها ازلام البعث كمقاولة بالعراق ووظفوا الامكانيات الضخمة التي ذكرتها لتدمير العراق وهذه ليس تهمه وانما هم يتفاخرون بها في كل المنابر الاعلامية ويسمونها لحد الساعة بالمقاومة اما تصريحات المجاهد البعثي العاني فهي جائت بعد الضربات الماحقة للقاعدة وانهيارها وانعكاساتها على مقاولة الرفاق البعثين الذين يعانون الهزيمة بمقاولتهم المشؤومة . نهاية القاعدة نهاية آخر ورقة للبعثين الذين تحصنوا بها

نهايه الظالم
العراقي -

اتسأل لماذا ابن لادن لايختار الشهاده كمايزعم ان ابن لادن يحب الدنيا وغير مؤمن بقضية بقضية الجهادلان من صناعة امريكا الظالمه فنعلت الله على الظالمين

وجه العملة الآخر!
مراقب عن كثب -

لاشك أنه من الجلي الواضح أن شاكر النابلسي وبن لادن هما وجهان لعملة واحدة تسمى التطرّف!مع الشكر لإيلاف

متشائم
حمدي السقا -

رغم كل ما فعله ابن لادن بالعرب من قتل وتنكيل وتدمير ما زلنا نسمع ونقرأ من يتعاطفون مع ابن لادن بل يتهمون الكاتب بأنه متطرف مثله. وهذا ظلم وجهل كبير.يبدو أن بعض العرب فرحين مما يفعله ابن لادن في العراق وغيرها.

كلام منقول
محمد المشاكس -

اليوم وفي النيويورك بوست مقال بقلم ستيف إيمرسون يقول نفس الكلام. وأما عن الواقع فمن الواضح أن إعلان النصر في العراق ضد القاعدة يعد سابق جداً لأوانه وخصوصاً أن التطرف في العالم العربي في تصاعد والمد السلفي باق لفترة مخلوطة مع تعصب عرقي ملفت للنظر

العقلاء متفقون
كمال العلوي -

كل العقلاء في العالم متفقون حول حقيقة واحدة وهي أن الارهاب في الشرق الأوسط في طريقه الى الزوال بعد الإفلاس السياسي والفكري والديني الذي واجه فيه العالم. فمجرمون كالارهابيين لا يمكن لهم أن يحكموا أية بقة في العالم الآن، وإلا إقرأ على العالم السلام.

اثلجت صدري
ميلاد ممتاز -

اذا كانت هناك كتابات تثلج الصدر، فهي كتاباتك يا نبلسي... لقد قلتها واقولها يا نابلسي مرة اخرى: انت تستحق جنسية عراقية شرفية، لانك تضر الى مصلحة العراق اكثر من عراقيين كثيرون في هذه الايام .... شكراً يا محبوب

الضاري
العراقي -

تذكروا إن شيخ الإرهاب العراقي حارث الضاري قال في بكاء على القاعدة وتأبين سري لها أنه من القاعدة وأنها منه. ألا لعنة الله على الظالمين.

منافقون
سامر المحمود -

اقول للاخوة الذين يتهجمون على الشيخ حارث الضاري والله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد لانه اشرف من اشرف نفسه يكفي انه يغار على العراق واهل العراق واما المنافقون سوف يدركون ان الضاري كانم على حق وان المقاومة على حق وان القاعدة على حق فكلهم يجاهدون في سبيل الله وهدفهم واحد وهم اشرف وافضل من شيوخ الصحوة العملاء وانم التاريخ سيكشف لكم حقائق الامور والنصر للمقاومة الباسلة والشريفة في العراق باذن الله

قليلا من الشجاعة
الخزعلي -

ان جوقة الضاري والتوافق ورغم المجازر التي ارتكبتها القاعدة بحق العراقيين لم نسمع منهم كلمة واحدة ضدها والسبب ذكره الضاري قي مقايلة مع العربية قبل ستة اشهر قال(لقد تلقيت تهديدات جدية بقتلي لانهم يعتبروني مرتد بسب موقفي المهادن مع الحكومة حسب رأيهم)!!فاختار الضاري السلامه وترك العراق واصبحت القاعدة وجرائمها مقاومة وبطولة برأية!! ونفس الكلام ينسحب على التوافق ورموزهاولو تحلو هؤلاء بقليل من شجاعة العراقي الذيامسك الانتحاري الذي حاول الدخول الى المركز الانتخابي في زيونة وحضنه لينفجر معه في اول انتخابات عراقية لتغيرت الامور.لانريدهم بشجاعة هذا البطل ولكننا نطلب قلبل من الشجاعة والشرف.تحية لابطال صحوة الانبار وتحية لكل لكل قلم شريفلم يلوثه التعصب والدولار.

شاكر النابلسي
جورج حنا -

انت تستحق يا سيدي لقب ((انسان )) بكل ما تحمله هذه الكلمه من مدلولات الحريه و العقل و كل القيم النبيله انت قمه من القمم النبيله في عصر (قاعده الهاويه)