يهود العراق، ذكريات وشجون (29): عودة الحنين إلى العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أواصل نشر هذه الذكريات لمناسبة مرور عام على بدء نشرها في مجلة إيلاف الغراء
تقول الأغنية العراقية الشعبية "واللي على الكصة (الجبين) انكتب، لازم تشوفه العين". هربت من دارنا التي تذكرني بالعراق إلى ألمانيا فإذا بي "كالمستجير من الرمضاء بالنار"، يعني مختصر مفيد باللهجة العراقية التى أهواها ولا أهوى سواها: " يا ام حسين، كنا أبوحده صرنا باثنين". كنت جالسا في مكتبي في معهد العلوم الشرقية في جامعة بوخوم فإذا بجرس التلفون يرن وصوت فيه لكنة عراقية محببة "كاظم حبيب يتكلم من برلين! أشلونك يابا؟ أنت مدعو إلى زيارتنا لإلقاء كلمة عن ذكرياتك التي تنشرها في lt;مجلة إيلافgt; بدعوة من نادي الرافدين في برلين". تذكرت فجأة "نادي الرافدين" الذي أسسته نخبة من الشباب اليهودي المثقف قرب دارنا في بغداد، وبعد حرب 1948 صادرته الحكومة العراقية لكي يستخدم معسكرا للاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إلى بغداد ليستبدلونهم بيهود العراق كما قيل آنذاك، "وواحدة بواحدة يا سيدي الثعلب"، كما تقول الحكاية الشعبية. (وسنعود فيما بعد إلى هؤلاء اللاجئين في حلقاتنا القادمة بإذنه تعالى). لم أرغب في لقاء مثقفين عراقيين بعد أن اكتويت بنار المقابلة التي أجراها معي الأستاذ المحامي سمير حاج بمبادرة الأديب عبد القادر الجنابي مدير المجلة الالكترونية إيلاف والتي "وهدنتني" (أغرتني) وما أزال أعاني من مضاعفاتها إلى اليوم بكتابة هذه السلسلة من الذكريات التي استحلفني فيها بعض القراء بمحرجات الأيمان أن أواصل كتابتها. وهل يوجد قسما أحرج من أن تستحلفني قارئة من أمستردام في هولندا تسترت وراء اسم "عراقية"، ظمأى إلى ذكريات العراق وأضناها الحنين إليه فكتبت بحرارة: "أرجوك واستحلفك بمعزة العراق لديك، لا تقطعها فأنا أنتظرها على أحرّ من الجمر!" (إيلاف، 2007-08-17)، وتناشدني أن أستمر في كتابة ذكرياتي. "شوفوا بشلون داخل وطالع" أو كما كان التجار من يهود العراق يقولون: "بأشـْـلون إيراد ومصرف، دخلتنا هل حرمه"، عاشقة العراق؟ وكيف أبرئ ذمتي من هذه الأيمان المحرجة؟ "وفوكها جا الأستاذ حبيب" يغرينا بمثل هذا العرض الذي كان فوق آمالي وأحلامي في لقاء الأخوة العراقيين، وأين؟ في برلين! أويا معوّد، بشلون ورطة تريد أتورطنا؟ فنحن اليهود لنا حساب عسير مع هذه المدينة التي دفعت غيرة النازيين عليها خشية أن تتهود، لإحراق اليهود وإحراقها وإحراق المانيا النازية، ولم تـُجْـدِ توبة ألمانيا بعد سقوط النازية واعتذاراتها وتعويضاتها وتوددها لإزالة الأذى الذي ألحق بيهود ألمانيا وأوروبا خاصة وبيهود العالم عامة عن مقاطعة بعض اليهود لها. كانوا في إسرائيل يستنكرون حتى على من يشتري سيارة فولكسواكن الألمانية، وعلى من يسافر إلى ألمانيا أو على من يوافق على الحصول على منحة دراسية هناك. ولا أنكر أنني في زياراتي الأولى لألمانيا كنت أشعر بضيق وبشعور بالذنب، وكان سماع صفارات سيارات الشرطة يثير في جسدي رعشة تقزز، فهي تحمل نفس نعيب صفارات الجستابو في ألافلام التي تروي أحدات تلك الفترة السوداء في أوربا عندما كانوا يلقون القبض على اليهود ويرسلوهم إلى معسكرات الإبادة.
وفي طفولتي في العراق كنت اسمع بجودة الصناعات الألمانية و دقتها مقابل رخص ورداءة الصناعات اليابانية. تحطمت عجلة دراجتي الصغيرة ذات "التلث اجروخ" (ثلاث عجلات) لوعورة شارعنا قبل تبليطه. طلبت من الوالد شراء عجلة جديدة، ألمانية الصنع لا يابانية. قال الوالد: "على عيني وعلى راسي، العصر أجيب لك جرخ (عجلة) جديد". كررت: "أغيدو ألماني ما جباني (أريده أن يكون من صنع ألمانيا لا اليابان)"، ردّ بثقة: "من عيني، ما يخالف". وفي المساء فتحت "اللفة" بلهفة وفحصت الجرخ، ثم رميته وأنا أصرخ بزعل: "هذا جباني (ياباني) بالعجل يتجرقع (يعطب بسرعة)، أغيد ألماني!". ضحك الوالد وهو يقول لأمي: "والله ما يمشي علينو قرش قلب" (لا يمكن غشه)، ما يخالف غدا أبدلو أبألماني!".
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية سمعنا بالكارثة التي حلت بيهود أوروبا وبمعسكرات الاعتقال والإبادة، وأعلنت الطائفة الإسرائيلية (كما كانت تسمى سابقا) في العراق، الحداد وفرشت المقاعد في الكنس بالقماش الأسود، وتليت الصلوات على أرواح الشهداء، وكان خالي داوود ساسون من بين يهود العراق الذين هالتهم الكارثة وشاركوا في الصلوات وكان يأخذنا معه الى كنيس مئير طويق للصلاة معه وتلاوة الصلوات على أرواح الشهداء المعذبين، أما خالي صالح صيون فكان قد فتح دار العائلة في محلة حنون صغير لاستضافة الجنود اليهود البولنديين وغيرهم من جيش اندرس في أيام السبت والأعياد في عام 1942. وتردد اسم هتلر وأعوانه بإعجاب وإكبار، وأطلقت بعض العائلات المسلمة على أبنائها أسماء هتلر وقادته، ورسمت علامة الصليب المعقوف وشعارات نازية مهينة أخرى على جدران المدارس والأماكن العامية. وعَرَضَ عليّ أبن جارنا التاجر مهدي طعيمة الذي كان يسكن قبالة دارنا بالبتاويين، صحبته للعب الورق مع الطيارين الألمان الأسرى وتزويدهم بالحلويات، فرفضت. وبعد الحرب العالمية الثانية عرضت حطام الطائرات الحربية للبيع، فكان الذي يريد شراء بعض الأدوات الكهربائية من آلات الطائرات يأتي بمفك وكلابتين ومفاتيح البراغي ويخلع ما يحلو له ويدفع مقابلها، بعد المساومة، مبلغا زهيدا. تمكن أحد العمال الميكانيكيين من فتح غطاء لمحرك طائرة "مسرشميت" الألمانية. دفع عجلة مسننة في المحرك، فإذا بعشرات العجلات المغمورة بزيت التشحيم تدور بسرعة فائقة لتحريك لولب "البروانة" (مروحة الطائرة). نادي الميكانيكي العراقي على الحاضرين، "والكم تعالوا شوفو شغل الجرمن!" وأعاد تشغيل العجلات بدفعة خفيفة من إصبعه. أعجب الحاضرون بعمل المحرك، وصفق أحدهم بيديه متعجبا من الصناعة الألمانية المحكمة وكل ما استطاع قوله هو: "خرب دينك جرمني، هذا اشلون شغل يخبل؟". وكان المرحوم شفيق عدس قد اتهم ببيع مخلفات الجيش البريطاني إلى الصهيونيين في إسرائيل وقـُدّم وحده للمحاكمة بالرغم من وجود شركاء له من المسلمين. ونصحه أصدقاؤه بالهروب الى ايران ولكنه اعتمد على صداقته للوصي ورجال الحكومة ومؤمنا ببراءته ونزاهة المحاكم العراقية. ولكن الشعب والجيش كان يريد كبش فداء لاندحار العرب في حرب 1948 أو ما يسميه الإسرائيليون بحرب التحرير، وشنق شفيق عدس أمام قصره بالبصرة، انتقاما وتشفيا ولتصفية ماله. كان جارنا دودي من عائلة عـَـكـّا قد توفي في ذلك الأسبوع الأسود من شنق شفيق عدس، من التهاب المفاصل الذي امتد إلى قلبه، ووضع أخوه الكبير حول ذراعه شارة سوداء حزنا عليه. مر به جندي وناداه: "ولك كواد، أشو انت حزنان على الجاسوس الصهيوني عدس المشنوق؟" ومزق الشارة السوداء وانهال عليه صفعا وركلا وابن عكا يصرخ "والله قبل أسبوع أخويا داوود مات بالمستشفى واليوم اطلعنا من السبعة!" ومن يسمع ومن يقرأ.
أفكار وذكريات مريرة مرت بذاكرتي في لحظة التي كنا نتكلم، لا أدري كيف أدرك الأستاذ كاظم حبيب بأنني أتردد في زيارة برلين، ولكن الأستاذ الذي يفهم الأمور "وهي طايره" أردف، "سنأخذك لزيارة المتحف الذي نقلت إليه آثار العراق وبوابة بابل، والنصب التذكاري للضحايا اليهود في أوربا، والمتحف اليهودي، فضميرهم يؤنبهم ويحاولون تصحيح الماضي هنا!". شكوت همومي لصديقي الأستاذ استيفان رايخموث رئيس المعهد الشرقي، تأملت أن يساعدني في محنتي النفسية وكدت أن أقول له "تعال عمي شـيّـلني!"، فإذا به يزيد الطين بلة: "أنا مسافر في الأسبوع القادم مع زوجتي الطبيبة إلى برلين لنشبع هوايتها في مراقبة الطيور المهاجرة وإحصائها. سنأخذك معنا إلى دار الأستاذ كاظم حبيب وسآتي لأستمع إلى محاضرتك في النادي مع الأستاذ وارنر أنده من جامعة برلين!" من يستطع مقاومة مثل هذا الإغراء؟ فوجود سائقة متمرسة وطبيبة ماهرة في مثل هذه السفرة الطويلة التي يحتاج إليها المسافر في مثل سني لو أصابتني وعكة أو إذا ما وقعت حادثة طرق لا سمح الله؟ قلت: "هاي كلها من الله"، وتوكلت على الله وسافرت معهما.
كنت خلال مكوثي في برلين في شقة آل حبيب مغمورا بكرم حاتمي عراقي أصيل كان قد غمر قبلي الكثير من كبار الشعراء والأدباء العراقيين وعلى رأسهم محمد مهدي الجواهري، فلماذا لا أنضم إلى قائمة هذه الزمرة من الخالدين الذين كانوا في ضيافته؟ بلغنا الدار التي تقع فيها شقة عائلة حبيب، وهي شقة مؤجرة ومؤثثة على أحدث طراز، ومجهزة بآخر ما استحدث من مبتكرات الحاسوب والأنترنت برعاية صديق مخلص وعقيلته الألمانية أم سامر ذات الذوق الرفيع في ترتيب الشقة، فهي زوجة ولا ككل الزوجات، فقد عُـرِفَتْ في العراق "بليلى المناضلة"، إذ بقيت صامدة إلى جانب زوجها المناضل أيام زج في سجون صدام حتى أفرج عنه. وهي تحسن طهي أفخر المأكولات العراقية وفي كل غداء وعشاء تقيم وليمة للضيوف العراقيين الذين دعاهم مضيفنا الأستاذ الكبير مؤرخ مصائب العراق وحامي أقلياتها في العصر الحديث. وحول المائدة التي جلس حولها د. علي اسماعيل ود. صبيح الحمداني والأستاذ ناصر السماوي، قال د. الحمداني وهو ينظر اليّ: "والله آني كنت أتصور الدكتور الضيف من قراءة مذكراته شايب تلفان، أشو طلع لي شاب ما شاء الله!" قلت له: "هذا من فضل ربي!".
كانت الدعوات موجهة إلى خيرة المثقفين العراقيين المغتربين في برلين، ولماذا؟ للقاء اليهودي العراقي "الجاي من اسرائيل"، الدولة التي كان اسمها يرعب كل مثقف عربي، فيتعوذ ويحوقل كما يفعل حتى الآن المثقفون في الأردن ومصر وخاصة عند سماعهم لكلمة "تطبيع". ولكن المثقفين من اليسار العربي المغترب أدركوا خطورة لعبة القومجية والمتدينين المتشددين، وتسامحوا وتصالحوا. وقد روى لي الأستاذ كاظم كيف أنه عند اجتماع عقد مع الرئيس السابق صدام حسين وكان قد أجلسه قربه على "الدوشك"، لاحظ أن مسدس الرئيس قد سقط إلى جانبه، فما كان من الأستاذ كاظم حبيب إلا أن نبه الرئيس الى سقوط المسدس وناوله إياه ممسكا بالمسدس من ماسورته وليس من قبضته، فلما همّ الحارس الشخصي بتعمير الرشاش خوفا من مؤامرة اغتيال، أوقفه الرئيس صدام حسين بقوله: "لا، ما يخالف! أنت ما شايف شلون لزم المسدس؟"، وهكذا مرت هذه الحادثة بسلام للباقة الأستاذ في تصرفه في تلك اللحظة الحرجة. وعندما لاحظ الرئيس السابق أن المصور التلفزيوني يركز عدسته على المحاضر، أوعز إلى مساعده أن توجه الكاميرا إلى سيادته. فشخصية الرئيس وصورته هي التي يجب أن تطغى على الجميع في هذا المجتمع والحكم الذي يكون الزعيم فيه بمثابة "ظل الله على الأرض" وإن كان الحكم فيه بعثيا شعاره "حرية، عدالة، اشتراكية".
وفي برلين التقيت بكبار المثقفين العراقيين في دار عائلة حبيب وفي نادي الرافدين، وشعرت بأني محاط بإخوتي الذين غابوا عني عشرات السنين. خرجنا لنقوم بـ"ـفرة" حتى يلتئم جمع المدعوين، لأن العراقيين ما زالوا يعتبرون أن الساعة المعينة لابتداء المحاضرة هي اقتراح وتوصية لا غير، والباقي هو "بعونه تعالى"، وما ان ابتعدنا قليلا حتى جاء من يخبرنا أن الأستاذين رايخموث وأنده قد حضرا في الموعد، فبادرنا إلى العودة للترحيب بالضيفين الكريمين.
افتتح الأمسية الدكتور علي اسماعيل رئيس النادي مرحبا بالمحاضر والضيوف، ثم تلاه أ.د. كاظم حبيب، نائبه وقدمني للحاضرين ونوه بسلسلة ذكرياتي عن يهود العراق التي تنشرها مجلة "إيلاف" الغراء، وبمؤلفاتي في الأدب والحضارة العربية التي رشحتني لجائزة إسرائيل في علوم الشرق العربي والإسلامي. كانت جميع الوجوه عراقية معروفة، مغروسة في ذاكرتي ووجداني وشبيهة بوجوه العراقيين في إسرائيل المتميزة بسمرتها وإن غابت اليوم الشوارب التي أتوا بها في هجرتهم عام 1951. الوجوه الغراء التي ربطت ذاكرتي بالماضي مشرقة متحفزة، مشبعة بالمودة والشوق لسماع ماذا سيقول هذا الذي تغرب عنهم وهاجر إلى الدولة التي كان آباؤهم يذكرونها بالمزعومة. قلت مجيبا على السؤال الحائر المرسوم على وجوههم، إن السبب الذي حدا بي إلى نشر ذكرياتي هو الشوق إلى عراق أيام زمان، والأسى لما يحدث فيه اليوم، واني أحاول تدوين اللهجتين العراقية: المسلمة التي تتغير باستمرار، واليهودية المنسية، وذلك لخشيتي على اللهجة اليهودية السائرة بخطى حثيثة نحو الاندثار، ولا أظن أن معاهد العراق العلمية ستقوم بتدوينها وتحليلها كما نفعل اليوم في إسرائيل lt;وعلى رأس هؤلاء كان يقف الدكتور حاييم بلانك (من الجامعة العبرية) الذي كان أول من ميّز بين اللهجة الإسلامية (لهجة كِـلِـتْ) ولهجة يهود العراق وغيرهم (لهجة قـِلـْـتـُو)، والاستاذ يعقوب منصور (من جامعة حيفا)، ومستشرقون ألمان من أمثال البرفيسور أوتو ياسترو والبروفيسور وارنر أرنولد، أما في أمريكا وأوربا فتدرس اللهجة العراقية الإسلامية لأغراض سياسية وعسكرية gt;، فالعراق "مشغول "بالبلاوي" الدينية والمذهبية والسياسية والحروب الداخلية الطاحنة. فأنا أرمي من وراء نشري لذكرياتي أن أكون شاهد عيان على فترة حرجة في تاريخ العراق أدونها من وجهة نظري ومن تجاربي الشخصية الخاصة. نظرت الى الحاضرين وقلت في نفسي، كل عراقي هنا له ذكرياته الخاصة وتشرده في الغـُرُب وشوقه إلى الأهل والأصدقاء، ومعاناته في بلاد يحاول التعرف على لغتها ومجتمعها وحاضرها والتعايش مع ظروفها الاجتماعية والاقتصادية، ولا بدّ أن تجاربهم تشبه تجاربنا وشعورهم هو نفس ما شعرنا به نحن قبل أكثر من خمسين سنة بعد هجرتنا الى إسرائيل. ولكن شتان بيننا، كان لمعظمنا شعور بأننا "نعود" ولهم شعور بأنهم "بانتظار العودة" وقد شردهم حكام من أبناء وطنهم ودينهم ظلما وتعسفا. سألوني: "هل سيعود اليهود العراقيون الى مسقط رأسهم إذا حل السلام والوفاق الوطني في العراق؟" قلت: "الأبناء لا يحسنون العربية وليس لهم من العراق سوى ما رواه شوق أو سخط آبائهم، ولكن التاجر يرى في البلاد التي تدر الربح بلاده، أما إذا فتحت أبواب الزيارة فسوف لا يبق يهودي عراقي لا يزورها بسبب الحنين الى الديار وزيارة قبور أنبياء إسرائيل وأغلبهم مدفون فيها".
قرأت لهم قصيدة "الرحيل" التي تتحدث عن رحيل أمي وشوقها إلى العراق واستحالة زيارة الديار وقبور الأجداد والأنبياء في وقت "ينحر فيه عراقنا الحبيب من الوريد إلى الوريد، وبقتل المسلم أخاه". أنهيت حديثي بقولي إن ما دفعني الى كتابة ذكرياتي وإلى المجيء للقائهم هي استجابتي لأبيات إنسانية خالدة في الأدب العربي، أجد صداها في نفسي دائما، وأولها:
نـقـل فؤادك حيث شئت من الهوىما الحب إلا للحبيب الأول
كم منـزل في الأرض يقطنه الفتىوحـنـينـه أبـدا لأول منزل
والثانية:
بلادي وإن جارت عـليّ عزيزةوأهلي وإن شحوا عليّ كرام
وهذا سرّ الحنين إليها،
والثالثة لأبي فراس الحمداني:
بَدوْتُ وأهـلي حاضرون فإننيأرى أنّ دارا لستُ من أهلها قفرُ
وأنني اليوم أشعر أنني بين أهلي وفي داري. ولقد كان والدي يحب العتابا التالية:
أنا ويـّاك بالكاس شربنا وطول الليل ما يخلص عتبنا
وهذا عتابي لكم يا أخوتي لتصفية الأجواء بيننا.
طلب إلي الأستاذ كاظم حبيب أن أروي للحاضرين كيف كنا في العراق نميز بين الطبقات الاجتماعية. فعندما كان العراقي يقول في ذهابه: "افليمان الله"، كنا نعلم أنه ينتمي إلى طبقات الشعب الكادحة وخاصة من معتمري الجراوية، أما إذا قال: "في أمان الله"، فقد كنا نعلم أنه من طبقة الموظفين الخايفين الله والحكومة، ولكنه إذا ودّع بقوله: "في الأمان!"، فإننا كنا نعلم بأنه من الشيوعيين واليساريين الذين يرون "أن الأديان هي أفيون الشعوب".
وبعد التصفيق الحاد وتقديم باقة من الورود الجميلة، تناول الحاضرون "صحن الباجلا" (الباقلاء) العراقي المحبب المتبل بالبطنج، مما أعاد إلى ذاكرتي نواح الفخاتي في العراق: "كوكو اختي! وين أختي؟ بالحلة، اش تاكل؟ باجلة! واشتشرب؟ ماي الله". وتساءلت، هل يا ترى، مازال "ماي الله في الحلة" يجري ثرا غزيرا كالكوثر الزلال في أنهار جنات عدن الموعودة، كما عهدناها أيام زمان؟ أم تلوثت مياهه بالبترول وبقايا السيارات المفخخة، وحطام الجسور والنفايات، بعد أن أصبح ماء الرافدين "ماي العباد" وأخذت الدول المجاورة تتقاسمه؟ لم أتناول الباجلا، فيهود العراق يعانون من حساسية خاصة منها، وخاصة من ورد الباقلاء في الربيع، فالرائحة التي تفوح منه تقتل الكريات البيضاء في دم المصاب بالحساسية، ويسأل أطباء الولادة في إسرائيل النفساء فيما إذا كان أحد الوالدين من مواليد العراق ليقوموا بفحص دم الوليد لتعيين توع الحساسية التي قد تظهر فجأة فتؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات خطرة على حياة المصاب بها.
وفي اليوم التالي أخذني الأستاذ كاظم حبيب مع الأستاذ ناصر السماوي لزيارة متحف الآثار الشرقية ودخلنا بوابة بابل الرائعة التي ما زالت تبتسم ألوانها الزاهية ببسمة النصر على أحداث الزمان، إذ لم تستطع كف الدهر الهدامة المخربة من النيل من روعتها. راعني الجمال الرائع وكثرة المعروضات وطريقة العناية بها وترتيبها وكيف استطاعوا القدوم بها من العراق. قال الأستاذ ناصر السماوي: "من حسن حظ العراق أن الأثريين الألمان قاموا بنقلها وحفظها هنا. لو بقيت في العراق لكان الخراب والإهمال والنهب قد دمرها تدميرا". أن تتأمل عظمة الحضارات التي سادت في العراق من أكدية وآشورية وبابلية وكلدانية وإسلامية لشيء رائع، ولكن الظلم والطغيان والجهل والاستخفاف بعظمة الماضي وعبره هي التي خربت العراق وآثاره ومياهه وآباره النفطية وثروته الطبيعية بمثل هذه الوحشية التي اقترفها الغزاة والحكام الذين توالوا على مهد الحضارات في العالم نهبا وتدميرا. ثم زرنا المتحف اليهودي الذي صمم بصورة تبعث كوابيس الخوف والأسى وكيف جنى الحقد الأسود على أسر مسالمة مساهمة في بناء الحضارة فأبادتهم عن بكرة أبيهم. وفي هذا المتحف برزت الإنجازات الحضارية والثقافية والعلمية ليهود ألمانيا والتي لم يبق لها الحقد والعنصرية والاضطهاد أثر إلى أن أصبحت ذكرياتهم تنعى أمجادهم اليوم. ثم زرنا "النصب التذكاري للضحايا اليهود في أوربا"، غابة حزينة باكية تعول فيها الريح بين 2711 شاهدا خرسانيا شيد في قلب برين قرب أهم البنايات الرسمية في الحاضر والماضي، على ستة ملايين من اليهود الذين ساهموا في بناء علوم وآداب وفنون وثقافة ألمانيا، أبيدوا بسبب الحقد والكراهية والتعالي والغطرسة، وأية خسارة للعلم والفن والإنسانية خسرها العالم؟ أنهينا الزيارة بنزهة في مركب شق بنا مياه النهر الهادئ الذي يقسم برلين إلى قسمين بضفتين رائعتي الجمال. قال الأستاذ السماوي، هناك من الزوار المسلمين من تساءل فيما إذا كانت جنات عدن التي وعد بها المؤمنون أجمل من الجنان الجميلة المزروعة على ضفتي هذا النهر الصامت المنطوي على أسرار الغيوب يهزأ من الأحقاد وغطرسة الحكام الظالمين، فهو ساحر الخلود كاتم أسرار التاريخ والمستهزئ بتكالب البشر على المادة والمال والسيطرة والقوة الغاشمة، فعندما تنعدم الرحمة وينعدم العدل والتسامح والإخاء. فالعدل أساس الملك، ودولة الظلم ساعة ودولة العدل حتى قيام الساعة. كان النازيون يحرصون على طهارة العنصر الآري، واليوم يتمتع بالحرية والديمقراطية في ألمانيا جميع الأجناس التي أدرجها النازيون في أسفل سلم الأجناس البشرية، ترى ماذا يقول هتلر وزبانيته وهو يراهم يملئون ألمانيا وتسير نساؤهم محجبات وتتزوج الفتيات الآريات بعناصر سمراء وصفراء وسوداء، هل يتقلبون غضبا وهم يفحون من غيظهم في قبورهم؟ فأردد مع أمير الشعراء أحمد شوقي: "أكرم بوجهك من قاض ٍ ومنتقم".
وعندما سار بي القطار مغادرا برلين إلى بوخوم والأستاذ كاظم حبيب يلوح بالوداع على رصيف المحطة، شعرت بنفس المرارة والأسى اللتين عانيت منهما يوم رحيلي عن العراق والغصة الخانقة عند إقلاع الطائرة من مطار بغداد يوم 25 أبريل 1951 إلى مطار اللد أيام الهجرة الجماهيرية ليهود العراق. عندها أيضا تمثلت ببيت الشريف الرضي:
"وتلفتت عيني ومذ خفيت عني "الديار" تلفت القلب!".
كان شعورا غريبا أن أشعر في برلين بأني أغادر العراق مرة ثانية عند وداع صديق عراقي عزيز تميز بالكرم والضيافة والإخلاص، هذه الخصال التي نفتقدها نحن الشرقيين في الغرب الذي يتعامل بالمصالح فقط.
كانت هذه هي الورطة الأولى من ورطات "أم حسين" التي عانيت منها في ألمانيا، ألا وهي الشعور بمرارة فراق العراق مرة أخرى بكل معنى الأسى والاغتراب المتمثلة في وداع من أحيى في خافقي الحنين من جديد إلى عراق أيام صبايا، وإلى بغداد خاصة!
يا من يحن إليكِ فؤادي هل تذكرينَ عهودَ الوداد ِ!
(يتبع)
شارع نهر الفرات، مبشّرة أورشليم، في 7/9/ 2007
العنوان الألكتروني: Moreh2007@hotmail.com
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية
التعليقات
عود احمد!
السيناوي -عود احمد يادكتور/ مورية وهبك اللة الصحةوطول العمر حقا نستمتع بما تكتب ولا يهم لماذا بعدين نحكي هسة نقرا ونعيد القرائة!!
هنيال الجان بالندوة
خالد زكي -والله لو جنت ادري بهذه الندوة لحضرتها ولو جنت بتلفات الدنية يا استاذ شموئيل بس هو صوج نادي الرافدين خلوها بس لالمانيا او برلين المفروض تكون لكل العراقيين في الغربة.
حنين
عراقي -شعرت بمسحة الم تغمر قلبي وانا اقرء،انتم تغربتم لاسباب لستم من جناهااما اليوم فكل عراقي متغرب مهان محتقر مستغل..شكرا لك.
سؤال
مريم -لاحظت من قراءه المقاله انك تكتب بكلمات قليله بلكنه عراقيه وبلتحديد (مصلاويه)هل هي نفس لكنه يهود العرق اقصد ان اللكنه المصلاويه هي نفس اللكنه اليهوديه؟ وسؤالي الاخر انت ذكرت لزياره انبياء اليهود المدفونين في العراق, هل هم فقط انبياء اليهود ام انبياء لكل الطوائف المسلمه واليهوديه والمسيحيه ام هنالك فعلا انبياء يهود مدفونين في العراق عدا الانبياء الذين يخصون جميع الطوائف ؟ وشكرا على هذه المقاله ونتمنى ان نقرا المزيد بمرافقه شعريه
كفى سخرية
كريم البصري -انا لااعرف لماذا هذا التهليل والتطبيل من قبل القراء،مع فائق احترامي لعراقيته الذي لم يعترف بها هو لانه وجد نفسه يمشي في الاسواق في بغداد وفي جيبه جواز السفر الاسرائيلي وهذا قبل الفرهود ،من يكن شموئيل وماذا قدم للعراق او للادب العراقي مثلا،ثم انا اسئل كاظم حبيب لماذا هذه الدعوة الكريمة لشخص لايكتب الا عن ظلم اليهود وكيف عانوا في العراق وهذا كله محض افراء لانهم لو كانوا مظلومين كما يدعي لما كانوا هم غالبيتهم من طبيقة التجار في العراق منذ قرابة ثلاثين قرنا، هل دعوتك اكراما لماركس او انجلس اليهود،ام ان الطيور ياكاظم تقع على اشكالها، في كل مقالة يطل علينا المطبلون ليُتحفونا بمشاعرهم الفياضة،هذا يقول اه الان ارتويت بعد غربتي من عطش الماضي بهذه المقالة،وذاك يقول الان لقد اثلجت صدري بعد ان نفق الثلج لدينا في حر الصيف،ولاخر يقول كذا وكذا(شمالكم عمي هيدوا شويه)،انا لاارى في مقالاته حبكة كاتب ثم انها كلها بلهجه عراقية صعبة لااستطيع لاانا ولا انتم فهمها بسهولة،وكل مقالاته تشفي بالعراق واهله لانهم فرهدوا اليهود وخصوصا (المعدان الي ورا السده)مع ان هؤلاء المعدان هم اصل العراق وحضاراته.
عرب وين....؟
ساره -هسه يااخويه متكلي اذا انت تجهل منزلة الدكتور البروفيسور العراقي الاسرائيلي الوردة ومتعرف عن تاريخه الادبي والعلمي لويش تحشر خشمك وتفسد علينه متعة المحاضرة واللقاء باستاذ عراقي ولو على صفحات ايلاف واذا كان التطبيع مع اسرائيل هو اللقاء باخوة كانوا يعيشون بيننا فاهلا بالتطبيع ورجاءبصري لاتكرره مرة اللخ
الى سارة خاتون
كريم البصري -يبدوا انك لست عربيه،اما عن تاريخه تفضلي اشرحيلي تاريخه الادبي والعلمي يامثقفه،اما لويش احشر خشمي لان لاارتضي لاخواني وخصوصا الطبقه المثقفه من الشارع العراقي ان تنزلق بمثل هكذا منزلق،ويجب ان لايؤهل العراقي لجلد الذات،اي يعني ميكفينه جلد الذات مع الكويت وايران وطبرستان جاي الافندي يفلي بالماضي ويسخر من اهم شريحه من شرائح الشعب العراقي هم(المعدان الورا السدة)ليحملهم ذنب الفرهود،عودي لمقالاته السابقه يامن تدعين معرفتك بتاريخه الادبي،ثم لماذا لم تمعني جيدا في هذه المقالة،ماذا سيقول هتلر لو صحا من موته ووجد نساء الجنس الاري وهن محجبات؟،ياسلام،لا انا اسئله ماذا لو صحا من موته ووجد نساء الجنس الاري وهن يرقصن في ملاهي تل ابيب؟،اذا كان جلد الذات لديك متعه فانا انصحك بااقرب طبيب نفساني لانك لست سويه.
العراق الاصيل
نبيل -ايها الاستاذ الفاضل انكم بهذه المقالات توحد العراقيين الاصلاء و انني في يوم في الثمانينات كنت في مطعم في دولة اوروبيه و كنت مع اصدقاء عراقيين و نتكلم عراقي في مطعم اوروبي و بعد فترة قصيرة جاءنا احد العاملين الشباب في المطعم و سالنا في لغة البلد هل انتم عراقيين و تعجبنا لان شكله اشكر اوروبي و قلنا له و كيف عرفت ذلك قال انتك تتكلمون عراقي و هل تتكلم انت اللغة و اجابنا لا انا لا اتكلمها و لكن امي و ابي و انا افهم بعض الشي و من انت و اهلك سالناه قال نحن يهود عراقيون من البصرة و ماذا يحكون اهلك عن العراق اجابنا الشاب انهم كل يوم يذكرون العراق و البصرة و لو بيدهم لرجعوا لانهم يحبون العراق حتى انني ارغب بمشاهدة العراق و البصرة و اكلنا و الغصة في نفسنا و نقول مع بعض لماذا هكذاحصل ان الناس قد عانوا و لايزالون يذكرون العراق بخيرو يحنون اليه و مع الاسف يعلق بعض الجهله تعليقات سخيفه عمياء تدل على جهل و مستوى هولاء الناسعلينا نحن المثقفين و العراقيين الاصلاء ان نعيد هذه الازمان في العالم و انشالله قريبا في العراق الاصيل عراق الجميع عراق المحبه
الى كريم البصري
اكرم عبدالله -تعليقك-------- جدا -الرجل يكتب ذكرياته عن العراق سنة 1948 وانت تقول الان في 2007 ماذا قدم للعراق --- يهود العراق اشرف اليهود ومخلصين للعراق الى حد الان وبودهم العودة الى العراق فورا لو الامور مواتيه لهم يا كريم البصري -- انت نايم ورجليك بالشمس ---
يهود العراق أوفياء!
Shamsaldin Hama -في عام 2006 ذهبت الى ولاية فلوريدا لغرض المشاركة في مهرجان التصوير الشتوي ، وعن طريق الصدفة التقيت بالمصور أد كاشي الذي يعتبر من أهم المصوريين الصحفيين في مجلة ناشيونال جغرافيك وبعد الاخذ والرد قال لي أن أسمك عربي ( شمس الدين ) من أين الاصل ؟ قلت له من العراق قال أنا أيظاً أصلي من العراق من أبويين عراقيين من بغداد منطقة البتاويين !!! وقال أن العراق جزء مني !! . شمس الدين - بنسلفانيا
...
حسين اليهودي -ما زلتم تكتبتون إنتم اليهون إنظلمتم وما ذا نقول نحن العراقيينت؟ ما تسأله هذا اليهودي ؟
نترك الاديان للخالق
محمد عزيز -اخي العزيز واناأقرا تاريخ العراق ارى بكل وضوح ان اليهود هم من سكان هذا البلد الاصليين الذين ليس من حق اي كان ان يحرمهم من ارض اجدادهم واباؤهم.ولكن الجهل...اتمنى عودة جميع الاخوه اليهود العراقيين الى وطنهم الكبير ولنتعايش معا فكلنا متساوون في الخلق .وانترك الاديان الى الخالق.واقول للاخ مهما يطول الليل لابد ماتجي الغبشه ويرجع شعبنا وبلدنا واحد.
مغفلين
كريم البصري -الى الاقلام الشريفة جدا،والمدافعين عن عراقية من لايتشرف بعراقيته انصحكم ان تنزعوا هذا النفاق الذي اوصلنا الى مانحن فيه،الى ان وصلنا الى درجة ان وصفنا اهل الشقاق والنفاق،اتعلمون لماذالان المثل العراقي يقول (الخير يخص والشر يعم)وبما ان هنالك فئة منافقه في مجتمعنا العراقي لذالك وصمنا في هذه الخصلة،الى كل من شهر سيفه في وجهي واستخدم كلمات نابيه وانا لاارد عليه بالمثل تحت قاعدة (وكل اناء بما فيه ينضح)،اقول لكم انا لم اتعرض لليهود العراقيون في شبئ مما اتهمتموني به بل العكس انا مثلكم اعيش في بلد اوربي ومنذ فترة ليست قصيرة ولدي اصدقاء يهود عراقيون وتوانسه ومغاربه وجزائريين،احبهم اكثر مما احب بعض العرب في هذه الدول المذكوره،وهم يبادلوني نفس الاحترام وهذا الاحترام لاينسحب على العلاقات فقط بل يصل الى النوايا،لكنني خصصت في انتقادي هذا الجندي الكاتب الذي يخفي خلف ستار كلماته المعسوله معاني ابعد مماتكون ذكريات عن ماضي انه يتحدث عن مستقبل ،ادعوكم ان تمعنوا في مذكراته كلها ستجدون خطا دراميا يروي لكم قصة سوء قوميتكم وديانتكم،فلا تدافعوا عن الباطل بحسن النيه.
حنانيك يامعدانى...
مصرى وبس -مع أنى مصرى إلا أننى إستمتعت أيما إستمتاع بمذكرات الأستاذ العظيم الرائع شموئيل موريه (كتبت إسمه اليهودى فقط لأغيظك) وبصراحة وجدت وطنية وإنتماء لا أجدهم كثيرا لدى آل (معدان) أو يعرب إن أحببت.
الى كريم البصري
العراق للجميع -تحية اجلال واحترام للعراقي الاصيل سامي كاتب المقالة.العراقيون هم عراقيون سواءا كانوا يهودا ام مسيحيون ام اسلاما ام ملحدين, عجبا ياكريم كن كريما مع من عذب وهجر من ابناء الشعب العراقي ام ان العراق فقط لكم. كاتب المقالة عراقي وابن العراق لأنه رغم كل هذه السنوات لن ينسى حتى لهجته العراقية ويتلهف شوقا للعراق وللعراقيين وهو في مقالة يهاجم كل من فرق ويفرق بين العراقيين على اسس دينية او سياسية. تعوذ من القاعده وكن منصفا وكريما ياكريم
ضد التطبيع
ميري -ضد سياسه التطبيع بكل اشكالها
مظلوميات في مظلوميات
هرمز روفائيل دنخا -قرأت المقال. لم أجد فيه ما يحود عن المنحى اليهودي التقليدي القائم على التباكي والاستفراد بصفة الضحية. نحن، العراقيين، كلنا ضحايا، في فترة أو أخرى. هذا لا يمنع من التفكير بأن كاتب المقال يحن إلى العراق بصدق وحسن نية. إنما لا ينبغي أن يعد ذلك وكأنه "هبة" منه أو "هدية". كلنا نتوق إلى عراقنا من دون طلب جزاء. في المقال أموراً كثيرة تستأهل التأمل. بصراحة، أعارض فكرة عودة الإسرائيليين من أصل عراقي. فهؤلاء، بخلاف كاتب المقال، تربوا ونشأوا على الحقد علينا.الآلاف منهم عادوا فعلاً بغطاء "متعدد الجنسية". فزرعوا الفتنة وفخخوا وفجروا مع انتحال أسماء زائفة. يقتلون المسيحي لكي يُتهم المسلم، والشيعي لكي يتهم السني، والسني لكي يتهم الشيعي، والكردي لكي يتهم العربي، والعربي لكي يتهم الكردي، والتركماني لكي يتهم الكردي والعربي... و...و... أهذه هي العودة التي نحلم بها؟ ألم يكن الغزو برمته من دسائس إسرائيل؟ فهل يشفع لبعضهم أن آباءهم أو أجدادهم عاشوا يوماً بسلام ووئام على أرض العراق الطيبة؟
إلى هرمز
ماجد مظلوم سوادي -والله يابا عمي حقك أخ هرمز روفائيل. هاي المفخخات كلها شغل الجماعة. بس هل من منادي؟ وألأخ سامي كاتب المقال يمكن صدق يحن لبلده الأصلي. بس آني ما أريد ولده وأحفاده يرجعون. هذول ما وراهم غير الخراب. الله يستر.
نوايا مبطنه
ميري -لقد اجدت يااخي هرمز بوصفك المنهج الصهيوني في التباكي ومحاولة كسب العطف يااخوان انا واحده من الناس لست ضد اليهود كديانه حاشا لله لانهم دين سماوي حالهم من حالنا احنا المسلمين لكن انا ضد الصهاينه الاسرائلين تخيلو معي لو رجع يهود اسرائيل الى العراق اذا كانت نسبه الدمار الحاصل في العراق ستين في الميه راح تصير ميه بالميه تخيلو ماذا سيجلبون معهم واي ثقافه ستغزو بلادنا ان الكاتب له اسلوب في استمالتكم احذرو هذه المخططات الاسرائيليه ولكن دعوني لااخفي اعجابي باسلوب الكاتب الادبي في سرد الاحداث التي احس انها فلم متقن لكن الله اعلم ماهو الهدف من ورائه دعونا لا ننسى ان العراق فيها عشرات الديانات والقوميات وعمرنا مفكرنا نفرق ولكننا ضد ان ياتي الاسرائيليون حتى ينشاون دولتهم المزعومه من النيل الى الفرات تذكرو نهجهم ولاتنسو نواياهم المبطنه
اشك في حيققتكم؟
وليد الكسار -كريم البصري اشك في كونك عراقي, وإن كنت فلست بحال احسن من الارهابيين والبعثيين والقتلة, فانت الذي تدافع عن الذين يقتلون الابرياء يوميا بحجج واهية وكعادة المتطرفين, تنكر الحقيقة وتجانبها وكان شيئا لم يكن, وتدعي انك تعيش في بلد اوروبي ولفترة ليست قصيرة ومع ذلك فان التخلف لا زال يعشعش في مخيلتك المريضة, وتستحق كل كلمة حق وإن كانت نابية من كل الشرفاء الذين يجب ان يفضحوا حقيقتك الفاشية امام الجميع, وصحيح كل إناء ينضح بما فيه, فانت تنضح إرهابا وطائفية وتخلف وليس من البعيد انك لا زلت تردد الشعار الذي مزق العراقيين شعار البعث المجرم الذي اوصلنا الى الحال الذي فيه نحن حيث زرع في نفوس اغلب العراقيين الخوف والحقد على كل ما هو غير بعثي وتكريتي, وإذا كنت بطلا حقيقيا, ليتك تزور العراق وتنزل ضيفية عندي وترى من هم قتلة الشعب العراقي الامن الان, وكفاك كذبا وإستهتارا وطائفية, وتعلم اصول إحترام الجميع لا سبهم وشتمهم ثم التمسكن وإستدراج العطف, كعادة البعثيين والقتلة. والحال نفسه ينطبق على الذي يعلق باسم ميري, فهو مريض اخر يحتاج الى عناية طبية نفسية مركزة
العراق الملون
الخزعلي -اسمع من والدي عن طيبة يهود العراق وعراقيتهموكيف انهم كانو جزء جميل من النسيج العراقي الملون بالعرب والاكراد والمسيحيين واليهود والتركمان وغيرهم واتمنا ان يعود هذا العراق الطيب المتسامح ليحل مكان عراق اللون الواحد العراق الطائفي المتعصب الذي تكالبت عليه العربان واباحت دمه باسم االدين .
ميرى والتطبيع
يوسف -عادل امام فى فيلم السفاره فى العماره يصيح باعلى صوته "مش حنسلم مش حنبيع مش حنوافق عالتطبيع "ايه الكلام ده اللى مايجيب فايده لأحد ؟هل هى سلعه بتتباع وتشترى ؟ هى مصائر شعوب يا ناس اصحو بقى وسيبوكم من الدكلام التافه .
ابدة الاخر
الخزعلي -ان ابادت الاخر الذي يختلف عني هي غريزة بدائية مارسها الانسان منذ القدم ومع تحضره اختفى هذا السلوك الجمعي ولكن في تاريخ الامم قد يظهر هذا الفكر باشكال شتى ولكن جميع دوافعة عرقية قومية.ولكن ان يظهر في القرن الواحد والعشرين بثوب ديني فهذا هو الغريب!!فهاهم البدو من جديد وبثوب الدين وبعد ان ثبتو اقدامهم في بلدان ذات ارث حضاري عميقكمصر وسوريا وبمباركة البترو دولار التفتو الى العراق وطبقو مبدأ ابادة الاخر بكل دقة فلم يسلم منهم مآتم او حفلة زفاف اوسوق او تجمع لعمال او مدرسة مادامت هذة الاماكن تحمل هوية الاخر واخر هذه المجازر ابادة مايقرب من الف انسان من الطائفة اليزيدية...
الى وليد الكسار
ميري -شوف اخويه لست بمريضه نفسيه لاني لااوافق على تغلغل الصهاينه في ارضنا واكرر لست ضد اليهود كديانه انا ضد الصهاينه الذين يحلمون بدولتهم المزعومه كما اني يااخي لن اتهجم عليك بلفظ مثل الذي كتبته عني فانا انسانه مثقفه وطالبه جامعيه ااومن بان الحوار هو افضل طريقه للاقناع لا التهجم واتهام الناس بالامراض النفسيه لمجرد ابداء رايهم وابدي استغرابي واستهجاني لموقفك الغريب اي شخص عراقي لايرضى لنفسه ان يطئ صهيوني ارضهقتلة الاطفال ومدمرين البيوت الذين يحرقون حتى الاشجار شنو رايك من يجون عدنا يسون مثل مسوو بفلسطين قدملهم بلادنا على طبق من ذهب واسفاه اني مو ضد يجي يهودي يرجع للعراق اذا كانت هي بلده الاصلي لكني ضد صهيوني يجي من اسرائيل للعراق ويحرق بلدياذا انت ترضاها لنفسك فاني مااقبلهاخليهم يجون ويحولون حتى الجوامع والكنائس الى ملاهي وخمارات مثل ممجود في فلسطين كل العجب على ناس ترحب بالمحتل يااخي هاي كلها مقدمات لاشياء ومصائب قادمهاذا كنت عربي ستفهم كلامي واذا كنت عراقي ستفهمه اكثر
ميرى واليهود
يوسف -كونى مطمئنه يا ميرى . يهود العراق مشغولون فى بناء بلدهم ووطنهم القديم اسرائيل حيث هجروا اليه بعد الأضطهاد الذى لاقوه فى العراق بالرغم من اخلاصهم له والى اليوم ما زالوا يحنون لمسقط رأسهم بما فى ذلك من ذكريات وشجون .انا اوافقك بان الحوار هو افضل طريقه للاقناع لا التهجم .
اتفق واختلف مع يوسف
ميري -مع الخلاف الواضح يا يوسف في ارائنا حول الصهاينهالا اني اتفق معك في الحوار العقلاني لا التهجمفلكل منا رايه لنحاول ايصال وجهات نظرنا بحكمه
مع عودة كل الى وطنه
حسام -انا مع ان يعود كل يهودي الى بلده الاصلي، اكان هذا اليهودي عراقياً او مغربياً او اثيوبيا من الفلاشا، او اوروبيا من فرنسا او المانيا، انا مع ان يعود كل يهودي الى بلده، وان يحب كل يهودي بلده، كما يحب هذا الكاتب اليهودي العراقي بلده العراق. وانا مستعد ان ارفع صوتي واطالب بعودته الى العراق... واضيف شيئاً، ان يعود الفلسظيني الى بلده وبيته في فلسطين. ونصلح ذلك الخلل الذي احدثته العنصرية الصهيونية وريثة النازية. ونعيش جميعاً بأمن وسلام...