كتَّاب إيلاف

مفهوم التوحيد بين أمّا و أو!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أشرنا الى أن أصل نشأة المذاهب الاسلاميّة الاربعة، قد أملته الظروف السياسية في تلك المرحلة، ومتطلّبات السلطة لمواجهة مدّ المدارس الفقهيّة التي أسّسها الإمام جعفر الصادق، ومحاولة نقل الصراع الفكري والسياسي، إلى أروقة المجتمع والعامّة في تلك المواجهة، عوضا ً عن حصرها بين سلطة الخلافة والمعارضين لها.
وذكرنا كيف استخدمت السلطة الأشعري في مواجهة المعتزلة والقدريين في عصر الخليفة المستظهر. وغرضنا الإشارة الى أنّ السلطة على اختلاف المراحل، في صراعها مع التيّارات المعارضة لنهجها، كانت تلجأ الى صناعة البديل الفكري الممثل لنهجها (الأصولي - السلفي)، بطريقةٍ أو بأخرى، وتزجّه في مواجهتها، مستخدمة ً ذات الأدوات أو اللغة التي تستخدمها المعارضة، ولكن باتجاه واحد: هو تكريس السلفيّة - فكر دولة الخلافة الرسمّي -، تمهيدا ً للخطوة التالية التي ستقوم بها السلطة، والمتمثلة بإنزال عقوبة التأثيم والكفر والزندقة، بكل الاصوات الفكريّة المعرضة، التي تطالب بالاحتكام الى العقل والإصلاح وحريّة الانسان.
تلك العقوبة التاريخيّة، تجسّدت بإيجاز في حملة الإبادة الفكريّة والجسديّة المتواصلة، لأهم منجزات حركة التطوّر العقلي - التطبيقي في المجتمع العربي الإسلامي، وأصابت هذا المنهج، الذي قاد المجتمعات الاخرى الى مسارٍ فاعلٍ في حركة تطورها الطبيعي، في الإصلاح والنقد والحوار والتغيير، والانفتاح على الآخر المغاير، مشكّلين هويّة مجتمعيّة علميّة مرنة، غير صارمة الحدود، وغير عدائيّة للثقافات والحضارات الآخرى، منفتحة على المتغيرّات الفكريّة والعلمية المستقبليّة المحتملة، ضمن نفس تلك الهويّة، التي ترسّخت في تلك المجتمعات بعد أن اصبحت كيانا ً معرفيّا ً تراكميّا ً عامّا ً، وفي ذات الآن، كيانا ً معرفيّا ً ومعنويّا ً على الصعيد الشخصي والانساني، ضمن تركيبة الوعي الذاتي للفرد، والذي لا يمكن التراجع عنه.
أصابت السلطة هذا المنهج في مجتمعاتنا بكوارث ومآسٍ متلاحقة، أدخلت منظومة العقل العربية الاسلامية في سبات شبه دائم، لصالح المشهد السلفي المتوارث، والحاكم بظواهر النص الديني، والمنغلق على تفاسير ومفاهيم ضيّقة ومحدّدة، لا مساحة فيها للآخر، ونافية لمبدأ الجدل الفكري، والمشاركة الحقيقيّة في الحقوق والواجبات.
فقد ضيّقوا بذلك مفهوم التوحيد، ووسّعوا مفهوم التكفير والشرك والزندقة. تمسّكوا بحرفيّة اللفظ القرآني، وألغوا وأبادوا كل الحركات الفكريّة الاسلاميّة، المنحازة الى دور ومكانة العقل والتأويل والمجاز، في تفسير نصوص الدين، علما ً أنّهم قد فسروا التوحيد تفسيرا ً لا واقعيّا ً، وعملوا به وبدلالته، التي تشبّه الله بالأجسام والصفات التشخيصيّة، وأعتبروا المسلم ليس موحّدا ً بقوله (الشهادة وعدم الإشراك بالله) كما أشار الرسول، وكذلك ليس بكثرة تعبّده وطاعته وعمله الصالح، إنّما بإيمانه - الاعمى - بما يقولونه هم، ويفسّرونه بشروطهم.

مذاهب و خلفاء:
أسّس مالك بن أنس، مؤسّس المذهب المالكي 96 - 179 هجرية، لمبدأ الجسميّة والتشبيه، بناءا ً على ظواهر الآيات، ورمى المعترضين بالانحراف والشرك. وبنى أحمد بن حنبل، مؤسّس المذهب الحنبلي 241 هجرية، على ما أسّس له مالك، ووسع من دائرة التأثيم والتكفير للحركات الفكريّة المعارضة، لهذا النهج التصنيمي الظاهري الضيّق، ومن ثمّ بنى عليه فيما بعد ابن تيميّة الحرّاني، ليوسّع دائرة الزندقة، فشملت السابقين واللاحقين، من التيّارات العاملة بالعقل والتأمّل والاجتهاد، ليأتي لاحقا ً محمد بن عبد الوهاب، مؤسّس الحركة الوهابيّة، فيتطرّف بانحيازه الى اتّساع مساحة التكفير، وتضييق مساحة التفاسير. هذا النهج قد أغرق الاسلام والمسلمين في تفاصيل ثانويّة لا تحصى، لا همّ لها سوى التأثيم والتكفير، وأصبح هذا النهج، بحكم تكراره، والإصرار عليه، عبر مراحل التاريخ الطويلة، هو الاسلام، بعد إقصاء العمل بالآيات القرآنيّة الداعية الى الاستنارة والتحليل العقلي، والعمل الصالح وحريّة الانسان بإرادته وأفعاله.
فمؤسّس المذهب المالكي، في ردّه على الرافضين فكرة العمل بظواهر الآيات، والتشبيه والتجسيم، كما في ظاهر الآية 5 من سورة طه (الرحمن على العرش استوى)، اي انّ الله جالس على العرش، كأيّ شخص، يقول مالك : (الاستواء معلوم، والكيفيّة - اي كيفيّة الاستواء أو الجلوس - مجهولة، والايمان به واجب، والسؤال عنه بدعة).
هذا هو التنظير الأساس لوجوب الايمان الاعمى، لا بل انّ السائل عن كيفيّة ذلك، هو ملحد ومبتدع وزنديق، وعلى المسلمين التصديق بهذا التفسير، وإبطال عمل العقل والتأويل. علما ً ان هنالك نقيض لذلك القول، بتسليمهم في موقعٍ آخر بانّ الله ليس كمثله شئ، كما ورد في الآية 11 من سورة الشورى، وبان الله لا يشبه ايّ من المخلوقات (ليسَ كمثلهِ شئٌ) التي آمن بها أصحاب التأمّل العقلي من القدريين والمعتزلة، وأبدع في استقرائها واختبارها المتصوّفة العرب المسلمون. لكن المالكيّة - حسب وجهة نظرهم - يقولون بأنّ التكليف قد ورد بالاعتقاد بأنّه لاشريك له، وليس كمثله شئ، وأنّهم ليسوا مكلّفين بتفسير مثل هذه الآيات وتأويلها!!
ثمّة تناقض بيّن، بين ايمانهم بالجسميّة ونقضهم لها بأن (ليس كمثله شئ)، وهو ما يضعهم -بأيديهم - في دائرة الشرك والإلحاد، وليس الاخرين المعارضين لهذا المبدأ.
بعد مالك، ألّف أحمد بن حنبل كتابا ً لتوثيق مقولات التكفير والتأثيم والزندقة، وصاغه على انّه رسالة عنوانها (الرد على الزنادقة والجهميّة)، في د حض المعتزلة والجهمية بقولهم ان القرآن مخلوق، التي اعتمدوا فيها - كما اشرنا - على التحليل العقلي لعدد من الآيات، كما في - الزخرف : آية 3 - (إنّا جعلناه)، وفي الأنعام : آية 92 - (أَنزلناه)، وفي الآية 1 منها (الحمد لله الذي خَلَقَ)، وفي الآية 102 منها (خَلقُ)، وفي - التين : آية 4 - (خَلقنا)، وغيرها من الإشارات والافعال التي تشير الى خلق القرآن، بينما يرى ابن حنبل ان القرآن أزلي وليس مخلوق.
استند الخلفاء على مثل هذه المقولات وغيرها، في سحق المعارضين، خصوصا ً في عهد المتوكّل، في تنفيذ حملته الشرسة ضد المعتزلة، فقرّب اليه فقهاء السلفيّة، والعاملين بالنقل والروي، لا بالعقل والتحليل والتروّي، ومنحهم الجاه والنفوذ والجوائز، حتّى انتهى الزمان -كما يقول الشهرستاني في الملل والنحل ج1 ص 85 (انتهى الزمان الى عبد الله بن سعيد الكلامي، وأبي العبّاس القلانسي، والحارث المحاسبي، وهؤلاء من جملة السلف...)، وكلّهم يقولون بأن القرآن غير مخلوق وهو أزلي، وانّ الله يجلس ويقف ويضحك ويهرول، وله عينان ورجلان.. الخ، وانّ أفعال الانسان بخيرها وشرّها من الله، ومقدّرة حسب مشيئته، ثمّ أضاف ابن تيميّة الحرّاني الى كلّ ذلك، بأنّ كلام الله صفة ملازمة لذاته، وسرعان ما تنبّه الى عدم معقوليّة (انّ الله تكلّم منذ الازل)، في وقتٍ لم يُخلق فيه البشر بعد، اي انّ غالبية فقهاء (السلف الصالح) حتى أكثرهم انغلاقا ً وتعصبا ً، باتوا يبحثون على الصعيد النظري، فيما بحث فيه القدريون والمعتزلة والمتصوّفة، لكنّهم يتوقفون عند الشكل العام للنصوص الدينيّة ودلالاتها اللفظيّة، ولم يقتربوا من استخدام وسائل العقل، وتجريبيّة العلم في التحليل والتفكيك. وهذه الظاهرة، ظاهرة دينيّة مفتعلة، تجابه لكنها غير منتجة، تطلق الاحكام، لكنها لا تغني حالة الحوار، تبتكر في الممنوع، لكنّها تضيّق المسموح به، تبحث في السطح، وهي غير معنيّة بالعمق.
هذا التأسيس المتراكم الاغلاق، وصل الى الوهابيّة، التي حصرت العلم والمعرفة في الاسلام، بالنصوص اللفظيّة الحرفيّة لظواهر الكتاب والسنّة، وان خالفت العقل والمنطق، وازدادوا تعصبا ً لما يرونه صوابا ً، وما زالوا يفتون بالكفر والزندقة كلّ من يخالفهم، ويستخدمون التهديد والمال والعطايا لاتّباعهم. ولا يعلم أحد كيف اعترف جامع الأزهر بهذه الفرقة قبل عدّة أعوام؟ علما ً انّ أبرز شيوخ مصر، الشيخ محمد عبده، قد قال عنهم في كتابه (الاسلام والنصرانيّة) ص 97 : (انّ هذه الفئة أضيق عطنا ً، وأحرج صدرا ً من المقلّدين... وانّها ترى وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد، والتقيّد به، بدون التفاتٍ الى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين). وضيق العطن هنا، تأتي بمعنى الجهل وضيق الافق، أوقلّة العلم وضعف الاطلاع كذلك.

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
موضوع ممتاز استمر
مدمن ايلاف القبطي -

عنما اقترب موسي من الباري عز وجل امرة الله بان يخلع نعلية احتراما لقدسية الباري القدوس الازلي ان مفهوم الوحدانية المطلقة للباري عز وجل يصطدم بحقائق تجعل التوحيدخيال وينتهي بالانسان ان يتخيل الله مثلما حدث في الماضي فيصور تماثيل وصور ويعبدها ونسال انفسنا ماذا كان الله يخلق قبل خلق المخلوقات ومع من كان يرحم ومن كان يعبدة وهل الباري عز وجل معبود منذ الازل ولماذا خلق الانسان ليعبدة هل هو في حاجة الي من يتذلل الية مناجيا عظمتة وهو ليس في حاجة الي سجود او تضرع مخلوق من مخلوقاتة ان التوحيد المطلق علية ان يجيب علي عشرات الاسئلة اللاهوتية التي يصطدم بها كل عاقل فلا كل صفات اللغات تعبر عن عظمتةاورحمتةولا يوجدالفاظ يمكن ان تصفة وشكرا للكاتب عفي موضوع فلسفي جميل مثل هذا ارجو ان تستمر واعتب علي القراء عدم التعليق

تحية
مدمن ايلاف القبطي -

يقول الكتاب بنم تشبهون الله واي شئ تعادلونة سيدس الفاضل ان هذا الموضوع هو يهم الكل وارجو من الكاتب ان يستمر في حلقات وان سمحت ايلاف ان تكون التعليقات اكثر قليلا من الف كلمة حيث ان فلسفة هذا الفكر تهم الجميع وهيا الي كلمة سواء

ممارسة الشغب الفكري
اوس العربي -

لا يجيد مثقفونا شيئا والكاتب منهم سوى ممارسة الشغب الفكري والدفاع عن العجم الذين لم يخالط الايمان المحمدي بشاشة قلوبهم بل ضلوا مشدودين الى النار المجوسية وافكار المجوسية والهندية والمانوية وادخلوها على الاسلام وصناعة شهداء للحرية من بينهم ؟!!، والاسلام ماجاء الا ليحرر الانسان من الخرافات والاساطير التي اكتتبها الاحبار والدهاقنة وسدنة المعابد والتي كانوا بها يسيطرون على الناس وعقولهم ويبتزونهم ويأكلون اموالهم بالباطل ولا زال امثال هؤلاء البشر موجدون في الكنائس والكنس والمراقد ؟!! متى سنكف عن هذا الشغب الفكري الذي لاطائل وراءه وننظر الى الدنيا والى المستقبل تصالح مثقفوها مع الثقافة المحلية لشعوبهم ولم يصنعوا غبارا وعفارا يملا الافق وما مارسوا شغبا فكريا لاطائل وراءه لا يشبع من جوع ولا يروي من ظمأ ولا يستر من عورة

هل نستمر يا سيدي ؟
مدمن ايلاف القبطي -

هل للة ذات -قال ديكارت- اللة هو الجوهر الحقيقي الذي لا نتصور فية اي شئ يتضمن النقص او الحد من الكمال -قال توما الاكويني-يطلق الجوهر علي الا متناهي بمعني يختلف عن الذي يطلق علي المتناهي فجوهر المتناهي مفتقر في كشفة الي اعراض اما اللا متناهي فمستغن في وجودة - قال ابن سيناء معني كون اللة جوهر انة الموجود لا في الموضوع والموجود ليس بجنس والجوهرية ليست من المقومات لانها عبارة عن عدم الحاجة الي الموضوعوهناك فلاسفة لا يسندون الذاتية للة تحاشيا لوجود تعيين لة-وهم يتصورون ان اللة ليس لة تعيين لانة فوق العقل قال الامام الشيخ محمد عبدة -يجب ان لا يكون في وصف الله غلو في التجريد ولا دنو من التحديد - اي ان الله له تعيين اي لة ذات الهية -راجع مشكلة الالوهية 177-118-121- وديكارت -137- 141الكون والفساد 303الله اساس المعرفة والحق عند ديكارت 58 وللاسف المساة لا تسمح بالمزيدومشرفي ايلاف يلغوا المداخلة

الوهابية صفاء الدين1
عبدالله عبدالحق -

الوهابية دعوة سلفية إصلاحية إسلامية قامت في شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري على يد محمد بن عبد الوهاب (1703 - 1792 ) بغية تنقية عقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام و تراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل بالقبور والأولياء والبدع بكافة أشكالها أو ما يطلق عليه بشكل عام اسم بدعة. نبعت الحركة الوهابية من أهل السنة و الجماعة ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الرجوع إلى الاسلام الصافي و هو طريقة السلف الصالح في إتباع القرآن و السنة ، أي عمليا عدم الاعتماد الكلي على المذاهب الفقهية السنية الأربعة و الاعتماد المباشر على النص (القرآن و السنة) مدللين على ذلك بأقوال للأئمة الأربعة .

لا خلاص
خوليو -

منذ نشوء الإسلام، دب الخلاف على التفسير، فأهل النقل يستندون على آيات وأحاديث تدعم وجهة نظرهم، وأهل العقل والتفكير كما يسمونهم، يستندون على آيات لدعم نظريتهم، أي أن الطرفان يستندان على نفس المصادر، فهل توصلا لنتيجة؟، منذ 1400 سنة والقتل والتقتيل والتكفير، هي المعايير المستخدمة ، ما العمل ؟ ديانات أخرى وقعت في نفس المشكلة وتوصلت لحل: فصل الدين عن الحكم لأن النص الديني قابل لأكثر من تأويل، ولما لايوجد اتفاق يجمع ،ولم يوجد ولن يوجد كما بينت هذه الدراسة الجيدة، فلا خلاص إلا بالفصل وإنشاء دستور يخدم مصالح الجميع، آن الآوان، وإلا سنبقى جميعاً على هامش التاريخ، الآن معنا قرشين والعالم ينظر لنا، وغداً لن يلتفت إلينا أحد .

الله واحد
ربيعة بن العبد -

ان قولة مالك "الجلوس معلوم و الكيف مجهول" اجابة منطقية في مسألة تفسير الاستواء الذي ورد في القرآن. و المعتزلة يرون ان المراد بالاستواء هو بسط القوة و القدرة، كما اولوا اليد و الاطراف الاخرى تأويلا عقليا يقبل به المنطق السليم..اي ان المراد هو تقريب الفكرة الى اناس لا عهد لهم بالعلم و المعرفة في ذلك الزمن ولا توجد طريقة معينة يمكن بها توصيل المغزى الى هؤلاء وجلهم من الاميين و الرعاع.المهم ان الاسلام دين توحيدي بامتياز بالرغم من البعض الذين يريدون اذخال فلسفات و ارهاصات في عملية تفسير القرآن الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه و من خلفه...ارجو النشر

الأخ القبطي
عبدالأمير -

تحياتي لك ، حبذا لو إطلعت على فكر أهل البيت حول هذا الموضوع ، وهذا مقطع من دعاء الصباح للإمام علي يدعو بها ربه (اللّهمّ يَامَن دَلَعَ لِسانَ الصباح بنطق تبلّجه، وسرّح قِطع الليل المظلم بغياهب تلجلُجه، وأتقن صُنع الفَلك الدوّار في مقادير تبرّجه، وشعشَع ضياء الشمس بنور تأجّجه. يامن دلّ على ذاته بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته، وجلّ عن ملاءمة كيفيّاته. يا من قرب من خواطر الظّنون، وبَعُد عن ملاحظة العيون، وعَلِمَ بما كان قبل أن يكون)أما إبنه الإمام الحسن فيقول ( الحمد لله الذي لم يكن له أوّل معلوم ، ولا آخر متناهٍ ، ولا قبل مدرك ، ولا بعد محدود ، ولا أمد بحتّى ، ولا شخص فيتجزأ ، ولا اختلاف صفةٍ فيتناهى ، فلا تدرك العقول وأوهامها ، ولا الفكر وخطراتها ، ولا الألباب وأذهانها صفته ، فيقول : متى ؟ ولا بدئ ممّ ؟ ولا ظاهر على ممّ ؟ ولا باطن ممّ ؟ ولا تارك فهلاّ ؟ خلق الخلق فكان بديئاً بديعاً ، ابتدأ ما ابتدع ، وابتدع ما ابتدأ ، وفعل ما أراد ، وأراد ما استزاد ، ذلكم الله ربّ العالمين ) . وبإمكانك أن تراجع المزيد من كلمات أهل البيت لعلك تعرف نظرتهم لربهم ، تحياتي

الله والإنسان
بهاء -

من حق المؤمن البحث عن الله، وتسلم معظم الناس بما يخبرها رجل الدين لأن الإبحار في هذا المجال ومن منطلق إيماني صعب وخطير. لكن المهم في هذا الموضوع التداخل السياسي بين طبقة رجال الدين والحكام، وبالصدفة قرأت البارحة مقالا لجمال البنا في إيلاف عن الأوثان في الإسلام حيث تناولها من ناحية مختلفة عن مقال الأستاذ سمير. وإن أبرز كلاهما بطريقته استغلال الحكام للسلفية لتحقيق سلطانهم، إن علم اللاهوت يجب أن يبقى بين الله والإنسان وألا يتدخل بين الإنسان والإنسان.

قتلى العلمانية ؟!!
برسوم الايلافي -

اقول للقس العلماني ، لقد قتلت العلمانية اكثر مما قتل اهل الاديان جميعهم حسبك ان تحسب قتلى الحربين العالميتين الاولى والثانية وقتل الناس على يد العلمانية الشيوعية الذي يقدر بخمسين مليون انسان وقتلى العلمانية الرأسمالية التي قتلت ما يقارب هذا الرقم ام العلمانية الصهيونية فما زالت تشرب من دماء البشر في فلسطين ولبنان كما حدث في قانا 1 وقانا 2ولا ترتوي ان دندنتك حول العلمانية عندما يتصل الامر بالاسلام مفهوم ومفضوح والعلمانية معادية للدين اي دين ولا يمكن فرضها على الناس الا بالحديد والنار كما حصل في تركيا وتونس .