كتَّاب إيلاف

تناقضات أشتات مجتمعات! ثنائية التفكير وازدواجية المعايير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مقدمة
لقد تحّولت مجتمعاتنا المتماسكة سابقا ـ ويا للاسف الشديد ـ الى أشتات مجتمعات لاحقا، بفعل هجمة تفاعل التناقضات المرير وثنائيات سوء التفكير وازدواجية المعايير.. وبعد ان كانت مجتمعات حية ومتعايشة ومتلازمة برغم كل العتمة والاساليب المستنتسخة والطرائقيات والتقاليد المتوارثة الى مجتمعات متفسخة تسودها الكراهية والاحقاد وتحركها قوى طفيلية ومتوحشة المصالح وغوغائية الاساليب.. لقد اختلطت حياتنا في مجتمعاتنا بشكل لا اول له ولا آخر بحيث غدت كل البيئات متنافرة على اشد ما يكون التنافر وخصوصا مع هجمة 1979 وارتداد كل الاجيال عن الحداثة والتفكير العلمي والحياة المعاصرة.. ومن المؤسف جدا ان ليس هناك اية معالجات علمية حقيقية لما حدث في الخمسين سنة الفائتة لانشغال كل الناس بالهوس السياسي والشعارات الثورية وترديد الافكار الطوباوية البالية.. وبفعل هشاشة التربية والتعليم والتنشئة على قبول هذه الثنائية البائسة من عدم التلاقي ابدا بين التراث والمعاصرة التي سوقّها القوميون والبعثيون بشكل خاص.. بل وما زاد الامر سوءا ان تنتقل الدولة بثقلها الى ان تكون مشاركة المجتمع اوبئته الفتاكة بعيدا عن التقدم والارتقاء بالانسان والمجتمع الى مصاف العقل والحرية والتزامات المنطق.. وخصوصا في اصدارها قوانين وتشريعات تلبي فيها رغبة هذه " العامة " باسم ارادة الجماهير.

تراكيب الثنائيات المتصادمة
هذه الافكار النقدية الصارخة التي ساسجلها في ادناه لا تتلاءم بطبيعة الحال مع الذهنيات المركبة ولا مع اصحاب التفكير المطلق ولا الرأي المثالي ولا الهوس الشعاراتي الثوري ولا مع من لم يدرك الفهم المقارن للرؤى والاشياء ولا من لم يمتلك الرؤية النقدية للامور، كما انها لن تجد الا مواقف سلبية من ذوي الاتجاهات الدينية والطائفية والاصولية الذين لا يعجبهم الا دغدغة العواطف والحديث عن الاعجاز ومثالية التمنيات.. لكن هذه الافكار التي انشرها تتلاقى مع كل من يتصدى لهذا الواقع وضد من يقف وراء صنعه والابقاء على سيرورته.. وتتلاقى ايضا مع من يدين من يجد مصالحه مع ثنائية التفكير وازدواجية المعايير.. هناك كثيرون يرفضون الواقع القائم في مجتمعاتنا ويدركون كم اصاب العفن التفكير وتبلّد اساليب الحياة ولكنهم يصمتون اما خوفا واما دراية واما مصلحة.. الخ.
وعليه اقول، ليس من الصواب ابدا ان نتشدق بأن مجتمعاتنا متنوعة الثقافات ومتعددة الاصول ولنا ان نقبلها ونتبجح بذلك وفي ذات الوقت نؤمن باحادية الاشياء ونتفوه بما يسئ للاخرين وان لا نتنازل قليلا عن افكار ومعتقدات ليس لها الا القتل وجز الرؤوس ونحر الانفس وتقطيع الاوصال وتهميش الانسان وصد الاخر.. الخ
ان مجتمعاتنا لا تحترم حقوق الانسان مهما كان دينه ومذهبه وملته ونوعه واصله.. الانسان في مجتمعاتنا بلا اي مواثيق وليس هناك اي عقود او عهود شرف لحمايته طوال حياته، فكيف نكفل عقودا اجتماعية بين دولنا ومجتمعاتنا؟ ان مجتمعاتنا موبوءة بالاختلافات والامراض العصّية ومنشطرة على نفسها بالتباينات.. وكل ما نسمعه ونقرأه من معسول الكلام هو اكاذيب وافتراءات ودغدغة عواطف.. ان الصراعات التي تتأجج في مجتمعاتنا العربية والاسلامية لم يصنعها الاخرون من الاستعمار والصهيونية، فهي متأججة بفعل المسكوت عنه لازمان طوال! ان الطائفية والعصابية الجماعية والشوفينية والعشائرية والانقسامية بين المذاهب والملل والمكابرة الفردية والاحقاد بين مدن وارياف وبادية والصراع ضد الاقليات والعسكريتاريا المتوارثة وغيرها امراض قاتلة..
ان قتل الانسان وسحله او تقطيعه لم تأت بها شرائع الاخرين، بل انها موجودة في تراثنا ويشهد عليها تاريخنا وينبغي ان نعترف بها شئنا ام ابينا! ان قتل الشعراء ونفي العلماء وتحقير الادباء وسجن الفقهاء وتعذيب الاحرار لم يؤت بها من وراء البحار، بل تتضمنها وثائقنا وشهود الرؤية على تاريخنا الذي لا اريد ان يسجل عليّ بأنني ضده، فقد قلت مرارا وتكرارا ان تاريخنا الحضاري والثقافي نحن كعرب ومسلمين اسمى بكثير من تاريخنا السياسي والاجتماعي، وقد وقع الاول تحت طائلة الثاني فسحقه هذا الثاني واعدم وجوده.. ان العقد النفسية الحادة التي تفاقم امرها اليوم بين المرأة والرجل وبين المتدينين وغير المتدينين، وبين المتحجبات وغير المتحجبين.. بين الملتحين وغير الملتحين، بين المتأوربين في اللباس وغير المتأوربين.. بين المعمّمين وغير المعممّين.. بين من لم يسمح وبين السامحين والمتسامحين.. بين ما هو غير محلل وبين المتحّللين.. واخيرا بين الدينيين وبين الدنيويين ثم بين المواطنين واللاجئين والداخلين والخارجين وبين الاصلاء النزهاء الشرفاء وبين الاغنياء من الطفيليين الفاسدين.. بين البنوك العادية وبنوك المسلمين حتى وصل الامر الى ان تصنع ازياء ما وجدناه ابدا عبر تاريخنا باسم الدين، وقد نشر قبل ايام دعاية لمايوه اسلامي الخ.

انها في الحقيقة نتائج وآثار صدمات الحاضر الدنيوي المتقدم بمواريث بقايا الماضي بسبب عدم حصول اية اجتهادات دينية ودنيوية كانت مجتمعاتنا ودولنا بحاجة اليها منذ ازمان طويلة.. كما انها نتيجة من نتائج عدم اجتهاداتنا الشجاعة والجريئة اليوم امام هذا الطوفان من مخلوقات العصر الجديد.. الانسان عندنا بين مكانين وبين زمانين وبين عصرين وبين ثقافتين وبين تاريخين وبين حضارتين وبين اسلوبين وبين طريقين وبين مشيتين لا يمكنه ابدا ان يمضي مع استقامة اي طريق ولا التعامل مع اي محددات.. والا فهو ضائع المشيتين معا.
كتب لي احد القراء الكرام رسالة مطولة من دون ان يذكر لي اسمه، وقد عارضني بكل ادب ولياقة كون ما اقوله لا يتفق والشريعة الاسلامية الغراء وبدأ يسلسل لي مزايا الحكومة الدينية وديمقراطية الاسلام وان لا حل لواقعنا الا الرجوع للدين.. كما ارجعني ـ كالعادة ـ الى زمن هارون الرشيد وعمر بن عبد العزيز من دون التفكير بانتقالة الانسان الجذرية بين الماضي والحاضر، فاذا كان الجيل الذي سبقنا له سماته وافكاره وظروفه ولم يعرف ثورة المعلومات ولا الاتصالات والانترنيت عن جيل اليوم، فكيف يريد هؤلاء التأصيليون ربط حاضرنا المعاصر بزمن هارون وعمر بن عبد العزيز قبل اكثر من الف سنة؟ ان هؤلاء يحلمون بان الماضي كان مزدهرا جدا، ولكنهم اليوم لو رجعوا اليه لما استطاعوا البقاء فيه مجرد لحظات من الزمن كونهم سيفتقدون كل مزايا هذا العصر ومنتجاته التي لا يفكرون بها مطلقا وكأنها تحصيل حاصل لما كان عليه زمنهم! لقد رددت عليه بما يليق ايضا بجواب مختصر، ولا ادري لماذا حجب اسمه عني، وساعرض رسالته في مقال قادم للمناقشة، اذ يبدو ان الملايين من القراء يؤمنون بالمثل العامة التي تربينا عليها من دون التفكير قيد انملة بما للحاضر من تعقيدات وان حل هذه "التعقيدات" لا نجدها بأي نص من النصوص، وسنحاول ان نجد اجوبة على اسئلة هذا البون الشاسع في التفكير بين ما هو طوباوي من العموميات والمطلقات وبين ما هو نسبي وعلمي ودقيق في معاصرتنا! اي باختصار البقاء في اطار نقدي عمره اليوم يقترب من مائة سنة يمثله الصراع بين القديم والجديد، اي بين ما نؤمن به بشكل راسخ وهو لايقدم لنا حلولا ناجعة لمشكلات العصر والمستقبل، وبين ما نستخدمه في كل لحظة من المعطيات بشكل تافه وساذج. وعليه، ما معنى البقاء في اطار ثنائية الرسوخ والتفاهة؟؟

قارنوا بين التناقضات
قلت قبل عشر سنوات في كتاب صدر لي بعنوان (التحولات العربية: اشكاليات الوعي وتحليل التناقضات وخطاب المستقبل، الاهلية، 1997، ص 102): "ويزدوج التفكير والذات واللاوعي عند الجميع في خضم هذه "الثنائية" والنماذج لا نهاية لها، فمن معجب بتراثه ايما اعجاب ولكنه لا ينفك عن متابعة افلام اجنبية! ومن مؤمن بقضاياه الوطنية والقومية والنضالية ولكنه لا يدخن الا تبوغ فرجينيا الامريكية! ومن شيخ بدوي لا يخرج من داره الا ويرش عباءته بقنينة عطور فرنسية! ومن مفتخر بتواريخه النضالية الاشتراكية وبتقاليده الاجتماعية وعاداته المتوارثة في بيته وتراه جالسا في سيارته الامريكية الفارهة!! وشاعر او مفكر يتبارى نهارا في تكريس القيم والمبادئ والاخلاق وفي الليل تجده يحتسي الخمور الاسكتلندية! ورجل دين يشيع مواعظه وخطبه العصماء من خلال الكاسيتات ولا يتنقل من بلد اسلامي وآخر الا في الدرجة الاولى على متن طائرات البوينغ!! ومحارب صنديد يعبر خط بارليف نشيده (الله اكبر) وهو على دبابة سوفييتية الصنع! وشاب لا يحترم الزمن ابدا وفي معصمه ساعة (رولكس) سويسرية الصنع من الذهب الخالص!! وتاجر مضارب بثروته وملايينه وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب وقد زيّن قصره بالكتب التراثية المذهبة!! وكاتب فاشل من الدرجة العاشرة لا يجيد كتابة او قراءة جملة مفيدة في لغته الام، وهو يتحدث بـ "الديالكتيك" او "صراع الطبقات"!! وطبيب درس تشريح اعضاء الانسان وهو لم يزل يؤمن بالخرافات والنصوص المضحكة!! واستاذ يجلس في مكتبه وقد اعتنى بربطة عنقه الاوربية وهو يطقطق بمسبحته وبساكلها!! الخ من الامثلة والشواهد والنماذج السوسيولوجية التي تعكس تناقضات صارخة، وتشوهات واختلاطات في التفكير والذات واللاوعي الفاعل في حياتنا المعاصرة التي عرفتها اجيال القرن العشرين.. وهي تزداد يوما بعد آخر، ولسوف تزداد كثيرا من خلال ترسيخ اجتماعي انقسامي / ثنائي يعززه توغل في القيم الموروثة من جانب وارتباط لا انفصال عنه بالتشيؤات ومتطلبات العصر ومفاهيمه وقيمه الحديثة من جانب آخر.. ثمة تصادمات وانشطارات بين الجانبين تتوالد في كل لحظة تاريخية وقد تكون غائبة عن الوعي برسوخ الذهنية المركبة.. او قد يحس بها المرء او تشعر بها النخبة المفكرة او الهيئة المثقفة في المجتمع من خلال واقع مزيف، او منظر مشّوه، او ازدواج شخصية، او تعامل بوجهين، او خطاب منشطر، او لغة هجينة، او عادات سقيمة، او تصرفات مبهمة، او قرارات متناقضة، او انتماء مركب، او هوية مبعثرة او اساليب حياة مختلطة، او ازياء متنافرة، او ثقافة هزيلة، او سلوكيات غير متجانسة.. الخ من التوصيفات ". (انتهى النص)
ولكي اوضح ما قلته قبل عشر سنوات، فلقد ازدادت التناقضات وهاجت الثنائيات اليوم بحيث لم اجدها كما كانت منحصرة في مجتمعاتنا الام فقط، بل وانتقلت عن طريق المهاجرين الى كل العالم، بحيث يتساءل المرء في اوروبا وامريكا وكندا ـ مثلا ـ عن خلط مبهم لمجتمع جاليات متشرذم بين التشدد والتحفظ من دون اي انفتاح على الاخر، وبقاء النغمة السائدة بأننا من افضل الكائنات وان المجتمعات الاخرى كلها فاسدة ولا اخلاق وشرف لها!! بل وزادت مجتمعاتنا من حالات تشددها في حالة ورخوياتها في حالة اخرى.. مع هجمة اعلام تلفزيوني واذاعي غبي وماكر وليس له الا سذاجة ملالي او عهر فنانات.. لقد هجمت علينا ثنائيات لا حصر لها من دون اي معالجة او تدقيق او نقد صارم..

الاستسلام للواقع المرير
دعونا نقرب الصورة اكثر بالوقوف قليلا عند احد المشاهد اليومية في مجتمعاتنا وهي صور مألوفة الفها واعتاد الناس عليها فلم تعد تثير فيهم اي شعور بالنفرة.. والتي لم يتألم لمرآها الا من يشقى بوعيه، اذ تبدو عند الاخرين حالة طبيعية، ونكاد نجده منظرا عربيا في اغلب المدن والعواصم والقسمات العربية: اكواخ وصرائف ومخيمات واطفال حفاة وحمير واوساخ وقاذورات ومياه آسنة.. الخ في شارع تتنافر فيه الازياء الاوربية والبلدية المحلية والالوان المبهرجة والابنية الحديثة والسيارات الفارهة.. ويزداد التنافر حدة وجنونية عندما يستخدم متخلف جاهل لا يعرف القراءة والكتابة آخر مبتكرات التكنولوجيا اليابانية!!". وكثيرا ما اتذكر تلك "الصورة" التي يراها الناس عادية واراها بمنتهى السخرية ودوما ما اذكرها لاصدقائي.. كنت اقطع بالسيارة جسرا في احدى العواصم العربية الشهيرة، فوجدت حمارا يمشي ويجلس فوقه انسان بهيئة محلية وكان يسير به وقد فتح راكب الحمار الجريدة ليقرأ فيها وهو على ظهر الحمار الذي يبدو انه يعرف طريقه! تلك الصورة التي ليس باستطاعة اي سلطة اجتماعية او سياسية ان تغيرها، اذ وحده هو المثقف الممتلك للوعي باستطاعته ان يغيّر هذا المشهد وينفيه من خلال التحولات بالوعي. انه بقدر ما وجدت تناقضات في مجتمعاتنا العربية والاسلامية، الا ان ثمة قوانين صارمة في بلدان منها ما يشجع على استحداث تناقضات ومنها ما يقف ضدها، ففي ايران مثلا ثمة صرامة قانونية على ارتداء المرأة للحجاب باسم الدين، وفي تركيا ثمة صرامة قانونية في ان يخرج الانسان بالبيجاما او بلباس البيت العادي حتى امام بيته! وفي تونس ثمة صرامة قانونية بالاعتداء على حقوق المرأة! وفي مصر مثلا ثمة صرامة قانونية ضد كثرة الولادات، ولكن الى اين هذا الانفجار السكاني؟ وفي العراق ثمة صرامة قانونية على سفر المرأة لوحدها من دون محرم! وفي السعودية ثمة صرامة قانونية لقيادة المرأة السيارة! اما في الباكستان فحدث ولا حرج من صرامة قوانين لا احد يأخذ بها اليوم في ظل الهجمة التعصبية الاصولية التي تجتاح عالمنا الخ.

اللاوعي الواعي بنفسه والوعي اللاواعي بنفسه
الناس لا تقرأ في عالمنا نحن، وان قرأت فهي تحرق زمنها بقراءات لا تنفع مقتضيات الحياة ولا تنمية التفكير ولا هدم للواقع المضني.. الناس لا تصدق بكل المرئيات والشواهد المجردة ولا تثيرها اية مخترعات ولا اي مكتشفات ولا اي اشياء خارقة بل تصدق بالاخيلة والقصص الاسطورية وتحفظ على ظهر قلب الاشعار التي لا اساس لمعانيها من الصحة.. الناس تتقدم يوما بعد آخر في مجتمعاتنا نحو لا وعيها بفقدان الوعي الذي لا نفع فيه والمكتسب عبر الماضي.. الناس تربط كل ما يحدث بالاقدار وعليه فهي تتكاسل وتتواكل وتترك الامور الى ان تسير بشكل عبثي من دون ان تمتلك زمام صنع القرار، او ان تصبح واقعية التفكير، لتمتلك الشجاعة الكافية وتعلن عن اجتهادات لا اول لها ولا آخر.. الناس مستسلمة لاقدارها بحيث يترك الحبل على الغارب بولادة دزينة من الاطفال من دون التفكير بكيفية تربية واطعام وتعليم هذا الكم من البشر بالاعتماد على من اقدار السماء! الناس ليس لها قواعد منطقية في التفكير لأنها مفتقدة للاداة والوسيلة المعاصرتين، فهي تفكر باكثر من طريقة، بل وتختلط عندها كل الطرق وتزدحم بحيث لا تجد من يناقشك الا وقد ادخلك في فوضى قيمية ومادية يطلق ما يؤمن به دون اسباب وعلل ويخرج بنتائج متداخلة.. تائه بين مصيره كانسان في الدنيا وبين مستقبله في مجتمع.. لا فرز عنده بين ما هو عقدي ومدني.. لا حلول قطعية لمشكلات هو نفسه يعاني منها نتيجة ما يحدث من صدمات التفكير لديه! لا يعرف وهو وسط عالم معاصر يعيش ثورة تكنولوجية ومعلوماتية واتصالات وعولمة اين يحدد مكانه هو نفسه على الارض..

الموجة الجديدة من الدجل: الادعياء يتقافزون
ولعل ابرز من يكشف عن هذا المخاض الصعب جملة كبيرة من الكتّاب والدعاة الادعياء الذين لا تستطيع تحديد اين هي رؤيتهم في هذا العصر المبهم. او ان تجد ما يحدث في شهر رمضان الكريم مثلا، اذ تحّول هذا الشهر من طقوس عبادة وترتيل وقطيعة عن الدنيا من اجل الاخرة الى شهر سهرات رمضانية ومسلسلات رمضانية وخيمات رمضانية وموائد رمضانية وتلفزيونات رمضانية واحاديث رمضانية.. لم يعد رمضان الفضيل كما كان قبل اربعين او ثلاثين سنة بطقوسه الاجتماعية تلك! لم يعد شهر عبادة ومغفرة، بل غدا شهر متعة ومسلسلات وتقاليد مجتمع.. هذا التحول هو من جملة التناقضات المخفية التي ربما يحس بها من يكابدها، ولكن لا يستطيع البوح بها فالذين يستفيدون من هذا الماراثون (بما فيهم رجال الدين والدعاة الجدد على شاشات التلفزيون الذين ظهر احدهم بقميص اصفر نص كم وبنطال جينز وليس لهم الا قراءة نصوص واحاديث شريفة مكتوبة امامهم يفسرونها على اهوائهم وبعواطف يغرقون بها مستمعيهم من دون اي ذكر لما هو مسند وصحيح ومن دون اي ابتعاد لما يسيئ للدين حقا) او ذاك ماديا ومعنويا هم اكثر بكثير من اولئك الذين يلتزمون المصالح العليا. ان السباق للاستحواذ على المال بكل سذاجة، واستخدام الاعلام الرسمي والخاص يتراكض لتلبية متطلبات الناس وارضاء عواطفهم بمنح كل الزمن والاموال لامثال هؤلاء الدعاة الدجالين من انصاف المجانين الذين بدل ان يعملوا فعلا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فانهم يذهبون مذاهب شتى في الضحك على المجتمعات كي يجعلوا الخيال حقيقة من دون ان تمنح الفرصة للعديد من المثقفين والمفكرين كي يأخذوا نفس القدر من الزمن ليعالجوا واقعنا وينتقدوا التفكير السائد وايقاف هؤلاء الدعاة من المضللين عند حدودهم.. بل لرسم ما يمكن عمله لكل من الدولة والمجتمع.

تفاقم التناقضات واستشراء التضليل
نعم، كما قلت ونشرت قبل عشر سنوات واكثر بأن التناقضات ستزداد بشكل مفجع في مجتمعاتنا، بل والحظ انها قد وجدت بعد مرور خمس سنوات على عدمها حتى في مجتمعات الجاليات في كل من اوربا واميركا.. ان التناقضات المفجعة اليوم قد وصلت الى حدود لا يتصورها العقل.. والمشكلة ان الجميع قد ارتضى بالمسكوت عنه كيلا يثير عليه السلطات الاجتماعية وهي اليوم اقوى بكثير من السلطات السياسية.. ان من يتحكم بمجتمعاتنا اليوم هو من اطال لحيته ولبس جبة او عمامة او عباءة او الثوب الابيض القصير.. وليس من امتلك نص قانون او مهنة عالية المستوى او معرفة متخصصة او ممن حمل رتبا على الاكتاف.. وتبقى حياتنا رهينة سلطة قهرية وقمعية باسم الدين والدين برئ منها كل البراءة.. بعيدا عن رجل الكلمة وصاحب الموقف والقصيدة ومبدع النص وفنان الصوت والصورة واستاذ الجامعة ومالك المهنة العليا.. ان كلا من يمتلك السلطتين الاجتماعية والسياسية اليوم لا يمكنه ان يتقّبل ابدا اي سلطة ثقافية ومعرفية تزاحمهما في الميدان.. انهما يدركان ان المثقف ورجل المعرفة ينبغي ان يكون مدني التفكير وابداعي النتاج وحضاري التعايش.. انهما لا يقبلان به مهما كانت درجة مشاركته.. انهما يستحوذان على رقبة الواقع بتحالفهما في القرار وفي الاعلام وفي كل ادوات السيطرة سواء الحزبية او البرلمانية او الاعلامية.. انهما لا يعيشان الا بوجود التناقضات التي ذكرت قسما منها.. انهما لا يبقيان ابدا الا بابقاء الاشياء على حالها من التخلف والحرص على المسكوت عنه والضرب بيد من حديد على كل من يخرج من مثقفين ومفكرين احرار يجتازون في نظرهم الخطوط الحمراء.. وهذا ما لا نجده ابدا في الامم المتمدنة التي ترعى مجالات المثقفين والمهنيين والعلماء والمفكرين والفنانين والمبدعين وتمتعهم بالحريات وتحجيم دور السلطات الاجتماعية لصالح الانسان والتقدم.

وأخيرا: مناشدة من اجل التغيير
ان آخر ما يمكنني الدعوة اليه انما يتمثّل باطلاق افكار واجتهادات واسعة النطاق تحرر الانسان في مجتمعاتنا من الاطواق التي تخنقه.. انني ادعو كل المؤسسات التي تتبنى الفكر والثقافة والمعرفة والاعلام والبحوث والدراسات ان تولي هذه "المناشدات" حقها بالعمل على ترجمة الفكر الحقيقي الى واقع لا ان تسكت عنه وتصمت على ابقاء هذه الحياة التي باتت تعج بالتصادمات والتناقضات وهي تسير من سيئ التخلف الى أسوأ حالات الظلام.. متى ستغير مناهج الدراسة والتربية والتعليم الى مناهج مدنية؟ متى ستعّدل القوانين والتشريعات لما فيه احداث نقلة نوعية في نظام المجتمع؟ متى سنقدّم الى اجيالنا الجديدة مشروعات عمل خصبة يستعيدوا فيها تفكيرهم ولا يقتلون زمنهم سدى؟ متى تتعلم مجتمعاتنا ان توازن كل شيئ في الحياة ومراعاة الحكمة القائلة (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)؟ متى سيدرك الناس ان ثمة ضرورات لابد من استحداثها من دون اي خوف او اعتراض؟ متى سيبدأ الانسان في مجتمعاتنا التفكير الجاد في وصل اليه الانسان في مجتمعات اخرى؟ وما حقيقة فلسفات الحياة لدى شعوب ومجتمعات ودول اخرى لم تكن بالضرورة فلسفات، بل شعارات كالتي نتشبث بها؟ فهل سينتبه من اخاطبه اليوم لاخصاب هذا "التفكير" وهذه "النداءات"؟ انني اشك في ذلك!

www.sayyaraljamil.com

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فصل الدين والدولة
د. رأفت جندي -

الرياء معروف قي كل العصور وكل المجتمعات فلا ننفرد به في عصرنا او محتمعاتنا, ويرجع للتربية الاسرية, ولكن ما ننفرد به عن باقي المجتمعات المتقدمة هو خلط الدين بكل شئ حتي لو كان دخول دورة المياة. متي يكون الدين مسألة شخصية مثل علاقتك الزوجية لا يصح حتي السؤال عنها؟ حتي يصير هذا لا امل في مجتمعاتنا ان يكون بها حقوق الانسان ولا امل فيها لتقدم بل سنظل نناقش ولا نمل مدي طول الشورت الشرعي.

خير الكلام ما قل ودل
hayeetii@hotmail.com -

سيار الجميل كاتب كفء ومعطاء ولا تنقصه الغزارة لتقديم المزيد من الأفكار . لكنني أدعوه إلى الإختصار. وهو يعلم ولا شك بأن خير الكلام ما قل ودل . لقد قيلت هذه الحكمة في زمن كان الوقت فيه متوفرا بكثرة وكان إيقاع الحياة أكثر مهلا وإبطاءَ مما نحن عليه اليوم. ونصيحتي للجميل أن لا يخلط بين الكتابة والخطابة. وكلما دار ولف في تعابيره وكلما أطنب وأسهب في مقالاته، كلما نفّر القارئ من متابعة الموضوع بغض النظر عما فيه من أهمية.وما من شك أنه قد كتب هذا الموضوع لكي يطلع القراء عليه. وخاصة وأن للجمبل إسهامات وكتابات عديدة أرجو أن تحظى بإهتمات القراء. وأوجه الدعوة بشكل عام لجميع كتاب النشرات الإلكترونية ، وبالأخص إيلاف ، بأن يطوروا كتاباتهم بحيث تكون مختصرة ودون أن تفقد من جودتها وأهميتها.وإلا فإن القارئ سيغير الصفحة بنقرة بسيطة من إصبعه لينتقل إلى موضوع آخر إن لم نقل إلى موقع آخر.

خير الكلام ما قل 2
أحمد وليد إبراهيم -

أنا من المعجبين بالاستاذ سيار الجميل, لكنني أتفق مع صاحب التعليق حول الاختصار, العديد من مقالات الاستاذ سيار لم أستطع قرائتها (ومن بينها هذا المقال) لأنها طويلة جدا وليس لدي الوقت الكافي لإكماله. ومع علمي بأن محتوى المقالات رائع الاأنني كثيرا ما أتجنب حتى فتح المقال لأنني أعرف مسبقا أنه سيكون طويلا جدا.رجائي للكاتب أن يختصر في مقالاته لكي لايحرمنا من فائدة الاستفادة من مضمونها الرائع.

الإزدواجية
خوليو -

التربية الدينية هي السبب الرئيسي بهذا الوضع المزري،سألت زميلي الجامعي السلفي الذي يدعوا للعيش على طريقة السلف الصالح ويركب المرسيدس دون أن يكون له يد لا من بعيد ولا من قريب في صنعها، فكان جوابه: لقد سخر الله العلي القدير لنا الكفار لنستفيد من علومهم، وقد أعطانا الجنة بالآخرة لأننا نسير على هدي وسنة نبينا، وهم أعطاهم النارلأنهم كفروا، بهذه الحكمة الدينية يا أستاذ، لخص زميلي السلفي منهج حياته، وهذه الفلسفة لها جذور في عمق العقيدة، وعليها يبنى الهرم الثقافي الديني ،هم تجار الربح الحلال في الدنيا ويريدون أن يستمروا في هذا في الآخرة، يلزمنا نيتشة عربي وقناعة تفصل الدين عن الدولة وتضع قانون إنساني يعطي الفرص ويسعد الجميع.

لا علم-هشاشة مجتمعات
إنجي -

كثيراً نتفق دكتور سيار-وأسعد بذلك-وآرى أن الكل مُدان-أو أقلها لا نعلم من الذي نشير إليه بإصبع الإتهام-أؤمن أن هناك أقدار نحن لها مُصيرون-لكن كثير من واقعنا نحن عنه مسؤولون-دكتور أنظر لحجم الإبداع أو الإنتاج ونوعيته-ترى أي حال نحن عليه ومستسلمون-الكارثة أن لا رفض أو إعتراض ولا تحركات ملموسة بشكل جماعي ذو تكاتف-مجرد أصوات لأناس فوق القمة لا قاعدة سامعة لهم!-وكما ذكرت سابقاً(( للأستاذ أمير الدراجي-وأوجه له تحيتي وسلامي(وطلبت منه ألا يحتكره لنفسه..فأرجو ألا يكون قد فعلها)أن لا فيلسوف تعمد أن يكون هو))-لكن طال إنتظارنا-فهناك نقصاً في الفلاسفة على مستوى العالم أجمع-فالفلاسفة هم محركون لفكر الإنسان القائد للحياة-ولكن ليس لفلاسفة الفكر من وجود-بين ماكينات المادة ومُحركاتها-أعتقد أن لا أمل إلا بالعلم والإنشغال به-فالعلم في حد ذاته فضيلة-ولكن إن كان قائده غولاً فسيصبح نقيصة!-تحياتي0

انها كتابة متطورة
سمير رحباني -

اريد ان اصحح ما قاله المعلق رقم 2 ( من دون اسم ) بأن الاستاذ الجميل يقدم في ايلاف دراسات فكرية وليس مقالات صحفية انه رجل مفكر واعتقد انه يدرك بأن نصوصه مقروءة وانها نصوص كل سطر منها يحمل عدة افكار انني مع اسلوبه ومحاضراته التي لم يكن احدا يفوتها اذا ما يعجبك ان تقرأ يا معلق رقم 2 يا اخي لا تقرأ فليس كل ما ينشر يتلهف اليه الجمهور ثم هناك امر آخر يذكرني بالفيلسوف الفرنسي سارتر الذي قال دعوني اكتب كما اريد فانا افهم مستويات من يقرأ كتاباتي مع التقدير لكل الكتاب والمفكرين العرب وشكرا لايلاف

تناقضات الواعي
محمد المشاكس -

أوافق الأخ الذي طالب بالإختصار لأن المقال مكتوب بلغة إرتجالية، عفوية، إنفعالية بها القليل من العلمية وهذا معروف عن طبقة &;المثقفين&;. لنبدأ بالمقدمة فهي تبدأ بفكرة أن مجتمعاتنا كانت متماسكة وتحولت إلى &;أشتات مجتمعات.&; متى وأين وماهي الأيديولوجية أو الطبخة السحرية لذلك؟ فركيزة كهذه الفكرة لكتابة مقال طويل وممل ملئ بالكليشيهات المعهودة غير مقنعة أبداً. يلوم الكاتب &;تفاعل التناقضات المرير وثنائيات سوء التفكير وإزدواجية المعايير.&; هنا الأمور ليست &;ثنائية ومزدوجة،&; بل هناك تعددية التناقضات وتعددية سوء التفكير وتعددية المعايير وماقاله الكاتب نفسة يؤكد التعددية وليس الإزدواجية. مشكلة &;المثقفين&; ومطبلينهم ومهرجيهم هي أنهم في وادي والعالم الباقي في وادي أو وديان أخرى..

ملاحظات
بهاء -

ما هو تعريف مجتمعات متماسكة؟ فلم تهدئ حروب الدويلات والطوائف والأعراق منذ أواخر العصر العباسي وللآن باستثناء فترة الحكم العثماني التسلطي! وهذه حال معظم المجتمعات البشرية. وقد تنعمت بعض دول العالم بالانسجام بعد تخلصها الواعي من مخلفات الماضي المرير. بعض التناقضات التي يشير الكاتب بأمثلة لها هي مشاكل عامة بكل العالم مع تزايد مادية الحياة وليست خاصية عربية، هذا لا يعني أننا لا نعاني من تناقضات قاتلة لكن الأمثلة أخطأت الهدف. لم أفهم الصورة الساخرة لفقير يقرأ جريدة فوق حماره، أراها حالة مبشرة أن يقرأ الفقير جريدة لأن أحد مشاكلنا هي قلة القراءة عموما. كذلك يوحي الكاتب بأنه متحسر على أيام الماضي (مثال شهر رمضان) متناسيا أن هذا الماضي ولد حاضرنا المريض. كما أن التوعية الثقافية والاجتماعية لا تكفي للتغيير إن لم تترافق مع الإصلاح السياسي والإقتصادي فلا يمكن للأفكار أن تغير مسيرة المال والقوة، لكنها تستطيع التمهيد إن تضافرت مع مصالح بعض فئات المجتمع. بصراحة يفتقد مقال السيد الجميل للترابط والانسجام على عكس مقالاته الأخرى فالموضوع هام وحساس ويحتاج لتحليل أعمق وبشكل علمي لا انفعالي

خيرالكلام ليس اللؤم1
hayeetii@hotmail.com -

كان بإمكان المعلق سمير رحباني أن ينجح في إدعائه بأنه قرأ وفهم المقال وأنه من أنصار المقالات المطولة ومن متابعي المحاضرات القيمة، لو أنه ظهر في صورة من فهم تعليقي والذي هو أصغر من فقرة في مقال الكاتب الجميّل. بل إنه أساء فهم تعليقي إلى درجة العجز عن فهمه وأساء الأدب معي ، عندما جمع هذا المعلق بين لغة السوقة والعوام في لهجته العدائية وروحيةاللؤم ضد حقي في كتابة تعليق على شكل نصيحة وبين إستشهاده بمثل للفيلسوف سارتر الذي يدافع عن حرية الكتابة. فمن يقرأ نصيحتي للكاتب لا يجد أنني قلت أن ما يكتبه لا يُقرأ أو أنني ضد كتاباته كما يدعي هذا المعلق المتجني!.مع أنني أعفيت الكاتب هذه المرة من أية ملاحظة على تعميماته الخاطئة والتي لا تحمل إلا ملامح النكد والإستنتاجات السلبية وأفكاره المتشائمة وقلمه العجول وإفتقاره لمراجعة الذات وعدم وضع ما يكتبه في ميزان الحق والصواب قبل تقديمه للقراء.

خيرالكلام ليس اللؤم2
hayeetii@hotmail.com -

كل هذه الأمور لم أعلق عليها واكتفيت بملاحظة من نوع آخر وكل ما قلته هو لمزيد من تطوير الكتابة الإلكترونية وتوفير الشروط الأفضل للقراء الأعزاء لكي يتابعوا ما يكتب في هذا الموقع العزيز(إيلاف)بأقل وقت ممكن من التحديق في الشاشة المضيئة وأقل قدر من ممكن من الملل والتركيز على تعابير ومعان متكررة .وأنا لا أعتقد أن جان بول سارتر قد عارض مثل هذه الملاحظة ،وخاصة وأنني لا أعترض على حرية الكاتب ولا على مستوى ما يكتبه.أما التقدير فكان من الأولى أن يوجه لقراء إيلاف الأحباء قبل الكتاب والمفكرين العرب الذين نقدرهم أيضا.هذا إذا افترضنا أن من يكتب تحت إسم سمير رحباني هوأحد القراء وليس سيار الجميل نفسه.

الحوار أولا
N.Z -

أنا لم ألاحظ أن التعليق الأول لـ hayeetii كان فيه أي شيئ ضد الدكتور سيار الجميل. وبالعكس فأنا دائما يخطر في بالي نفس الملاحظة وكنت مبسوطة عندما قرأت هذه الملاحظة .ولكن السيد رحباني جعل جو الحوار غير ودي ودفع المعلق وهو على ما يبدو ضليع في الكتابة إن لم يكن كاتبا ماهرا، لأن يرد عليه وعلى الدكتور معا. وعلى كل حال فأنا أشكر إيلاف لأنها تفتح هذا المجال أمام الحوار ، وأتمنى من السيد رحباني أن يتحلى بروح الحوار ولا يوجه التهم وأن لا يخرج عن أدب الكتابة. وشكرا

اتمنى عليكم
سمير نجيب رحباني -

كنت اتمنى على الاخوة المعلقين ان يدرسوا قليلا من سوسيولوجيا المعرفة ويدركوا كيفية معالجة ذلك بل وان يكونوا اصحاب حوار حقيقي بدل مهاجمتي وعليهم ان يعرفوا بأنني محاضر في علم الاجتماع ولا اقول شيئا من دون معرفة بالشيئ كل ما قلته ان المقال دراسة وهو بالفعل دراسة معمقة وتفكيكية في كشف التناقضات التي تعيشها المجتمعات الاسلامية وليست هناك مجتمعات في العالم تحمل نفس تناقضاتنا مجتمعاتنا اشتات كما قال الدكتور الجميل وانها كانت افضل بكثير مما هي عليه اليوم اقرأوا التاريخ بحيادية ايها المعلقون وتقبلوا الامور بشفافية اما ان تستخدم--------- لقراءة جريدة فهو تناقض سوسيولوجي تمتلأ بها شوارعنا الخلفية ومخيمات المهاجرين انني اتحلى بروح الحوار واعلن اسمى على الجميع لا ان اختفي واوجه الضربات بجبن انا اعلن عن اسمي وعنواني في شيكاغو واريد ان يواجهني من يعلن عن نفسه وعنوانه ان الخفافيش لا تطير الا في الظلام ومن يريد ان اقدم ادب الكتابة له ان يعلن عن اسمه وعنوانه لارسل له مقالة لبراتند رسل عن الشجاعة الادبية وشكرا لايلاف على رحابة صدرها من سمير نجيب رحباني قسم الخدمات الاجتماعية البناية 7 جامعة شيكاغو

التناقضات العربية
بهاء -

إن تناقض الغنى والفقر (القصور والأكواخ) هو سمة معظم دول العالم بما فيها الولايات المتحدة، والتشبث بالمظاهر كملء مكتبة البيت والسيارة الفارهة والساعة أيضا سمات إنسانية عامة وما زالت كلمة high society متداولة بأوروبا وأمريكا ومثار قصص ونكات. الأستاذ سيار يرى تناقضا بين رجل الدين والسفر الفاره. الفكرة الأهم التي أشار لها الكاتب ولم يستكملها هي حديثه عن مشكلة الوعي والقدرية في العقل العربي وتفوق القدرية على الوعي بتشكيل حاجز مقدس بين العقل والمعرفة. النقطة الثانية هي الجهل بأسس الحوار والنقاش! فإن اخنلفت بالرأي مع شيخ دين أنت كافر وإن اختلفت مع رجل حكم أنت خائن وإن اختلفت مع حامل علم فأنت جاهل.وينتهي الحوار! من وجهة نظر نفسية الإنسان هو تعايش المتناقضات، صراع الأنا العليا (النموذج وللمجتمع دور أساسي بتشكيله) مع الأنا السفلى (الرغبات وللمجتمع دور أساسي بكبتها) ومن هنا تبدأ الأزمات التفسية عندما تزداد المسافة بين نموذج أعلى مستحيل ومتناقض مع قيم إجتماعية مهترئة لكنها متسلطة وقاهرة،

أمثلة
بهاء -

، أما التناقض الذي لم يشمله المقال فهو بين الفرد والجماعة، فكل فرد على حدة يريد العلم والتحديث والإصلاح وديمقراطية بالنقاش والعمل لكنه يتضافر مع الجماعة التي تقمع أي تصرف ديمقراطي أو تحديثي، كمثال كل فرد ببلدان العرب يتمنى الديمقراطية، لكنه يطيع رئيسه بالعمل وأباه وجده دون سؤال ويمارس نفس القمع على أولاده! ترى نساء عربيات مع رجالهن بأوروبا بلا غطاء أو غطاء رأس معتدل بينما يلتحفن السواد ببلادهم والتبرير دائما لا أحد يعرفنا هنا! أو باحثا علميا بجامعة غربية يتقن كل أصول العمل العلمي والبحثي لكن ببلاده اسم لا يمس وكلمته لا تجادل لأن طلابي قاصرون عن استيعاب كلماتي! والتناقض الآخر الذي أشار له المقال دون تركيز كاف هو بين العلم والدين بين العلمانية والدين السياسي. لذا أتمنى على السيد سيار أن يتابع المقال بما يليه لأن ما قرأت له يدل على أنه رجل علم يدعوك لتختلف معه!

بديل ما حذف
بهاء -

حذفت عبارة من تعليقي السابق ففقدت الجملة المعنى لذا أصوغها بما يقبله الرقيب: ((يرى تناقضا بين رجل الدين والسفر الفاره)) والتتمة: أن لا تناقض لإن رجال الدين عموما جزء منسجم مع الطبقة الغنية والحاكمة ويسخرون معرفتهم بما يخدم الأقوى حتى لو ناقضوا دينهم. وشكرا لإيلاف وقرائها وكتابها.

تناقض آخر !
hayeetii@hotmail.com -

لا تقل أصلي وفصلي أبدا / إنما أصل الفتى ما قد حصل. يا ريحاني لا يهمني إسمك الجميل طالماأنك ذو مسمى يتناقض مع إسمك.فأنت تصلح لأن تكون تناقضا جديداعلى لائحةتناقضات سيارالجميل.ولو كنت تريدأن تظهرإلى الملأ ولا تبقى مـختبئا لأعلنت عن بريدك الإلكتروني لكي يمكن الإتصال بك.ولو كنت شجاعا كما تدّعي لكنت وجهت كلامك لي كما فعلتُ أنا.وطالماأننا في ساحة الرأي فليس مهما إن ذكرت إسمك وهنتك.المهم هوأن تعرض رأيك وليس بطاقة هويتك! فلا أحد من القراءالكرام مطالب بذكرإسمه ومكان إقامته لكي يدعم رأيه.المهم أن صفحة التعليق هي ساحة للحوار والتعبير،وليست بازارا للمزايدة بالمستندات الشخصية. نحن نناقش آراءنا ولا نناقش أمورنا الخاصة!وبدلا من أن ترسل شيئا لبراتندرسل،أرجوأن ترسل شيئا عنك يدل على أدب الحوارالذي تعبر عنه وعن أخلاقيات التعبير لديك وخاصةأنك لم توفر المهاجرين في مخيماتهم ، من قلة هذا الأدب وهذه الأخلاقيات.

أستاذ بهاء
إنجي -

تحياتي.. بأخر أول تعليق طلبت من دكتور سيار أن يكون علمي لا إنفعالي-ورغم أني بتعليقي-أعتقدت أن العلم هو الحل وربما هو الذي تتوحد عليه الشعوب-ولكن لا ضرر من أن يسبح دكتور سيار بإنفعالاته-ولنجعل المفكرين ينطلقون بقليل من الأكاديمية أحياناً!!-أنا شخصياً أميل عن السطر-ويلفت نظري كل من تميل كتابته عن السطر ولو قليلاً-فنحن يكفينا جمود وتحبك وبنود وتعمد-لا يختلف الكاتب عن الإنسان-فجيد عندما يتخطى الإنسان الكاتب أحياناً-فوصوله أسرع-شكراً0

تناقض آخر! 2
hayeetii@hotmail.com -

والمهم يارحباني كان هو أن نبقى في إطار التلعليق على مقال الجميل وليس أن تستفزني وأن تستعرض مهاراتك في الخروج على الحوار معي. فأنا لم أتعرض لموقفك من المقال ولكنني رفضت عدم دقتك وتعسفك في التعليق على تعليقي. وكنت أتمنى لو أنك كنت تجيد الحوار .لكُنا ساعتئذ أغنينا هذه الصفحة بدلا من الإنشغال ببعضنا بينما المطلوب أن نعلق على المقال الذي كان يفترض أن يكون محور التعليق ، وليس أن تجعل من نفسك وصيا على المقال أو أن تنصب نفسك شرطيا لمنع مرور أية ملاحظة لا تعجبك. فأنت الذي اساء إلى الحوار وأنت الذي بنفسك فضحت تناقضك في نفسك بين ما تدّعيه من أدب الحوار وبين ممارستك في إنعدام ثقافة ومعرفة آداب الحوار لديك.على كل حال لم يفت الأوان ، فليس العيب في أن تخطئ وإنما العيب في البقاء على الخطأ. أدعوك لمتابعة إيلاف بكتّابها وقرائها ، فليس عيبا أن تتعلم وأن تثبت تحسن أدائك من خلال مساهماتك وتعليقاتك وحسن أدائك في التعليق من خلال إلتزام الأدب في ساحة التعليق والتعبير وليس من خلال الحديث عن جواز سفرك أو إخراج قيدك العائلي.

للإنسانة أنجي
بهاء -

معك كل الحق ولك كل الاحترام والمودة يا أنجي (وبدون ألقاب).

تعليق1
N.Z -

من اللأمور الافتة للإنتباه في مقال الدكتور الجميل أنه أظهر التناقضات في مجتمعنا و وضعها على الطاولة أمام الجميع و على كل مثقف و مدرك أن يشرح الظواهر تبعاً للأفكار و المدرسة التي تبناها في حباته العلمية و العملية. أما هو فقد حللها طبقاً لما يراه صحيحاً وهو من حقه بالطبع كما أنه لدينا الحق بتحليل الظاهر و التناقضات التي تحدث عنها بأسلوب مختلف و لربما أكثر واقعية و لست بصدد تحليلها الآن إختصاراً للتعليق. أما ما أود إبداء رأي عليه هو ما أبداه السيد رحباني في رده على تعليقاتنا:1- ما كتبه المعلق رقم 2 لم يكن مهاجمة للدكتور الجميل بل إبداء رأي في المقال. أما السيد رحباني فقد خلع على المعلق عدم الشفافية و الحيادية و لايليق بمحاضر بعلم الإجتماع أن يزين حديثه بتهم, خاصةً و أنه يعلم الأجيال دراسة المجتمعات و الظواهر بموضوعية و دون أحكام مطلقة و ها هو يصف المعلقون بتهم فقط لأنهم لم يتوافقوا مع ما كتبه الدكتور.

تعليق2
N.Z -

2-يحق لكل من يود التعليق أن يعلق بحرية و موضوعية و ضمن آداب الحوار التي تعلمناها من دكاترتنا في الجامعةو حياتنا العملية من دون أن ندون أسماءنا أو وظائفنا، ليس بسبب الخوف بل حفاظا على شفافية الحوار و الإنتقاد بالرغم من أن البعض لا يفضل تدوين إسمه لأسباب سياسية أو شخصية. و عليه ليس منا من هو خفافيش الليل و الدليل على ما قلت أننا مازلنا نحاور بالرد عليك.3- من يود إشاعة الحوار و الفكر و الديمقراطية لا ينتظر أسماً او عنواناً للتثقيف بل يثقف و يوهب ما في جعبته من فكر للجميع دون حساب.الملاحظة الأخيرة: أحد أصدقاء العائلة كان يدرس خلف ---أثناء نقل الشعير و القمح من و إلى الحقل و ها هو الآن أحد أعضاء اللجان المانحة للدكتوراه في الجامعة اللبنانية في بيروت, من يود و يريد الثقافة و العلم عليه بها و لو كانت في الصين إو من خلف ---.أرجو من إيلاف النشر و شكرا