إشكالية قراءة التاريخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكننا باطمئنان أن نعزو فشل شعوب الشرق الكبير في التعامل والتوافق مع العصر الراهن إلى الفشل في قراءة التاريخ واتخاذ الموقف المناسب منه، ولا يعني هذا أننا نسند مشاكل الحاضر إلى تراث ومدونات وروايات لأحداث تاريخية، فالتاريخ ليس 'الماضي'، إذا كان تصورنا لمفهوم 'ماض' وفقاً لدلالته المعجمية، على أنه ذهب ولم يعد حاضراً في اللحظة الراهنة، فإذا كنا نعني بالتاريخ مجرد الأحداث، فإنها قد مضت فعلاً، أما إذا كنا نعني به أيضاً الثقافة والعلاقات التي كانت سائدة في زمن ما، وترتب عليها وقوع تلك الأحداث، كذا ما نتج عن تلك الأحداث من أفكار وعلاقات عدت جديدة في حينها، فإن التاريخ لا يكون بالكامل قصة مفارقة للحاضر، فجزء مما نتصوره تاريخاً حاضر معنا، في ثقافتنا ونظرتنا لأنفسنا وللعالم من حولنا، كما أن الحديث عن الأجداد وخريطتهم الجينية ليس حديثاً مفارقاً لواقع ومواصفات الأحفاد الساعين في الأرض الآن، ونفس هذا ينطبق على التاريخ الثقافي والاجتماعي، وإن بدرجة أكبر من المرونة والقابلية للتغير، عبر إسقاط بعضاً مما نحمل، وإبداع جديد نورثه للغد، وهو ما لا يتوفر بذات الدرجة والمعدل في التطور البيولوجي.
الحديث عن قراءة التاريخ إذن ليس قضية ثقافية ترفيهية، إنما هو استغراق في هموم الحاضر، المرتبط عضوياً بما نسميه التاريخ، ويكون تنقيبنا في التاريخ وموقفنا منه هو في أغلبه تفتيش في دواخلنا، وموقف من واقعنا الراهن، والقراءة أو الموقف من التاريخ التي نقصدها ليست فقط ما يقوم به المؤرخون والمثقفون والمطالعون لإنتاجهم التأريخي، إنما يشمل أيضاً موقف الإنسان البسيط الأمي، الذي يحمل التاريخ في العادات والتقاليد، وفي التراث الشفاهي المتمثل في السير والأمثال الشعبية التي يرددها ويسترشد بها في حياته، فالصيرورة الزمنية لا تعرف في الحقيقة تصورنا الزائف عن تقسيم ماض - حاضر - مستقبل، وكأنه تقسيم يفصل بين ما لم يعد له وجود وبين الموجود الآن وبين ما سوف يوجد غداً، ذلك التصور الذي كشف جاك دريدا عن تهافته في كتابه 'الكلام والظواهر Speech and Phenomena' الصادر عام 1967، من خلال تناوله لنظرية هوسرل عن الرموز signs ووصفه للزمن، ثم عام 1972 في كتابه'حواشي الفلسفة' حين تناول بحث هايدجر عن ميتافيزيقا الحضور metaphysics of presence، فالماضي كان حاضراً والحاضر موجود الآن، والمستقبل حضور متوقع، وتحديد طبيعة الموجود الحاضر الآن لا يتحقق إلا عبر ارتباطه ومقارنته بحضوره السابق (الماضي) وحضوره المتوقع (المستقبل)، كما لا نستطيع اكتشاف حالة سهم ينطلق من خلال تحديد موقعه في لحظة محددة راهنة، لأن أهم ما يميز حالة السهم وهي الحركة لن يتيسر لها الظهور في هذه اللقطة الإستاتيكية، لكن يمكن اكتشاف الحركة وتسجيلها بمقارنة اللحظة الراهنة بلحظة سابقة ولحظة تالية متوقعة نستطيع استنتاجها، بما يعني أن حقيقة الحاضر تتضمن كل من الماضي والمستقبل، وهو ما علينا أن نجهد أنفسنا لاكتشافه، إذا أردنا فهماً حقيقياً للواقع، وإلا سنكون كمن يلتقط صورة ساكنة لا تعني أي شيء، وتحتمل كل تفسير أو تخمين.(انظر 'البنيوية وما بعدها' - عالم المعرفة- العدد 206)، ولا يعني هذا بالطبع تجاهلنا للتطور، أو وقوعنا في شرك نظرية العود الأبدي وإعادة التاريخ لنفسه، لكننا نقول أن ما نعتبره جديداً أو تقدماً هو وليد الجدل بين مكونات كانت حاضرة في زمن ما، والولادة هنا ليست صارمة الالتزام كما في العالم الفيزيائي والكيميائي، ففي مجال الفكر والعلاقات الإنسانية يكون للوليد أحياناً جدة مطلقة، لا نكاد نلحظ فيها ملامح من المكونات الأصلية.
يمكننا أن نرصد عدة مناهج أو مواقف من التاريخ، سواء الجزء الذي مضى وانقطع منه، أو الجزء الحال والفاعل فينا الآن:
bull; منهج تقديس التاريخ: تتم المقاربة فيه على أساس تصور أن الماضي هو الأصل، وأن مفهوم 'الأصالة authenticity' يعني أن مقياس الأصالة هو مدى الاقتراب أو التطابق مع الأصل القابع هناك في مكان ما مختار من الماضي، وقد يستند التقديس للماضي على أسس عرقية، بالانتساب والانتماء للأجداد العظام، أو أسس رومانسية قائمة على الحنين nostalgia، والعودة إلى ما يسمى بالعصر الذهبي وأزمنة الماضي السعيد أو الزمن الجميل، والذي نعني به دائماً فترة منتقاة تعسفياً من التاريخ، قد يذهب البعض بعيداً للبحث عنها مثل جان جاك روسو، الذي راح يتغزل في البدائي الطيب والسعيد بحريته، وقد يستند تقديس الماضي إلى منظور ديني، ويتجه إلى فترة فجر الدعوة الدينية المعنية، باعتبارها فترة أصالة الحقيقة الإلهية المعلنة من السماء، والتي لابد وأن يكون روادها الأوائل هم الأكثر وعياً والتزاماً بها، مما يستدعي وجوب السير على آثار أقدامهم خطوة بخطوة.
bull; منهج الفرار من الماضي: وهو معاكس تماماً للاتجاه السابق، ونعني به التصور النظري لإمكانية الفرار من الماضي، كما يفر الإنسان من موقع موبوء أو تشتعل فيه النيران، ونستخدم هنا تعبير 'تصور نظري' لأن التاريخ كما قلنا موجود في داخلنا، ولو بصورة جزئية ومحورة ومتحولة، وبالتالي فهو في فرارنا منه يفر معنا، ويبقى هذا الاتجاه مجرد أمل إنساني جدير وطوباوي في التحليق إلى المستقبل، ويشبه محاولات الإنسان الأولى للطيران، دون أن يتدبر كيف يحقق ذلك عبر آليات وآلات، كان عليه أن ينتظر طويلاً حتى يمتلكها.
bull; منهج النفي الجدلي للتاريخ negation: وفيه نتخذ موقفاً نقدياً من التاريخ، بغية التخلص منه وصولاً إلى غد أفضل ومختلف، لكن ليس باستئصاله أو شطبه، ولكن باستحضار عناصره التي كانت حاضرة، وفرز واستبعاد ما يغيب منها عن حاضرنا، ثم إضافة ما أتى به الحاضر ليضاف إلى عناصر الموضوع، ليتم استنباط علاقات جديدة من مجموعة العناصر الداخلة في الجدل الجديد، وبهذا نكتشف إمكانيات جديدة ماثلة، قابلة بدورها للتطور في سلاسل الجدل dialectic التي لا تنتهي ما بقيت حضارة الإنسان في تطورها المطرد، هذه العملية بالطبع تتم تلقائياً من خلال صيرورة الحياة، لكن الوعي بها إن لم يساعد على تسريع معدلها، فإنه ضروري لإزالة ما قد يعترضها من عقبات يختلقها أصحاب المناهج الأخرى لمقاربة التاريخ، والذين قد يثمر مسعاهم ما يمكن اعتباره إيقاف لعجلة الزمن، كما نشاهد في أفغانستان وسائر منطقة الشرق الكبير، وإن بدرجات تتفاوت بتفاوت الظروف واختلاف الشعوب.
bull; منهج تقييم التاريخ: أصحاب هذا المنهج هم من يحاولون إصدار أحكام قيمة على حوادث التاريخ وشخصياته، ويندرج ضمنه هؤلاء أصحاب منهج تقديس الماضي، والذين ينكبون على نظم قصائد التمجيد في أحداث الماضي وشخصياته، الذين يكاد يتم تصويرهم على أنهم ملائكة وقديسون أو أبطال صناديد لن يجود الزمان ثانية بأمثالهم، ويتم تجنب أو الاستعماء عن أخطائهم وخطاياهم، والأقل فجاجة بين مثل هؤلاء المقيِّمين من يتناولون تلك الأخطاء بغرض التبرير والتزيين، ولو بإجهاد النفس والنصوص، ولي عنق الحقائق والمنطق معاً، ليصل هؤلاء في النهاية إلى ذات النتيجة التي وصلها مباشرة رفقاؤهم، أي التمجيد والتقديس لأحداث الماضي المختار وشخصياته، ويقفز إلى الذهن هنا اسم المفكر الراحل/ عباس محمود العقاد، الذي كان يتحجج ومن هم على نهجه بمقولات مثل إبراز قدوة حسنة للشباب، وتدعيم اعتزاز الشعب بهويته وتاريخه، رغم أن الأغراض الحسنة لا تبرر اللاموضوعية التي تصل إلى حد التزييف، كما أن التأريخ الزائف رغم جماله يكون أشبه بتمثال من الشمع مفتقداً للحياة والتأثير الحقيقي، بل وإن كان لهذا المنهج من مردود فهو سلبي، حين يحرض البعض على القفز على حقائق الواقع الراهن، والتطلع إلى استعادة الماضي بكل تفاصيله، وليس فقط القواعد العامة التي يمكن أن يكون لها نصيباً من الصلاحية والاستمرارية.
البعض الآخر ممن يقرأون التاريخ محاولين إصدار أحكام قيمة على أحداثه وشخصياته ينهجون نهجاً مضاداً لما سبق، فيقومون بتقييم الماضي على ضوء مفاهيم الحاضر وقيمه، متجاهلين السياق الذي أنتج تلك الأحداث ووجه الشخصيات، ليخرجوا بتجريم وإدانة كل ما كان، وهو منهج مبتور يقف على ساق واحدة، إذ يمكن أن يكون إيجابياً إذا كان الهدف منه ليس تقييم التاريخ في ذاته، وإنما استطلاع ما حدث للبشرية من تطور في المفاهيم وفي سياق الحياة، بغرض تحقيق المزيد من مفارقة قيم الماضي التي فقدت صلاحيتها في عصرنا، وتلك المرشحة لفقد صلاحيتها في المستقبل، مثل تطور تطبيق مفهوم القصاص، الذي بدأ بعقوبات بدنية تتمثل في القتل والتمثيل بالجثة، ليتحول عبر الزمن إلى أشكال أخرى، ومازال مرشحاً للمزيد من التطور، رغم بقاء مفهوم القصاص في حد ذاته.
دراسة التاريخ جديرة أيضاً بالكشف عن الآليات التي انتقلت بالشعوب من حالات التردي إلى النهضة، كما تساعدنا على تنقية الحاضر وشفائه من الأدواء والسقطات التي مازالت تلتصق بحضارتنا الراهنة، كل ذلك عبر النفي الجدلي الدائم للماضي، أما التقييم للشخصيات والأحداث التاريخية ذاتها ولذاتها، فينبغي أن يكون على أساس سياق ومفاهيم زمانها، فبهذا لا نظلم الماضي، ولا نظلم أيضاً أنفسنا وحاضرنا، بتجاهل المسافة بيننا الآن وبين التاريخ، تلك المسافة التي يجب أن نسعى باستمرار لتعظيمها، باتجاه المزيد من الرقي للإنسان والإنسانية.
kghobrial@yahoo.com
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية
التعليقات
مشكلة القدسية
د. رأفت جندي -المشكلة ان بعض من التاريخ المخزي مقدس عند البعض ويلزمهم ان بتبعوه لأنه في نظرهم مقدس ولا يتغير, حل المشكلة في نظري الاعتراف بعدم قدسية هذا التاريخ وان لم يستطع البعض ان يصل لهذه الدرجة فعلي الاقل ان يؤمنوا بتطور الحضارة, وما حدث سابقا لا ينبغي ان يكون الآن بحكم تغير الزمن.
تعليق
عصام -التاريخ مرتبط بالماضي وما حدث في الماضي لي كانسان يسمي تاريخي الشخصي وهناك تاريخ شعوب وتاريخ دول وتاريخ العالم وتاريخ الكرة الارضيه التي نسميها الحقبه والتاريخ متنوع ويتوقف فهمه على من يدرسه او يقراءه ...فاذا كان القارئ تاجرا استفاد من خبرات الماضي في التجاره واذا كان عسكريا يمكن ان يستفيد من سير المعارك تاريخ القاده العسكريين في الماضي واذا كان سياسيا استفاد من سير الساسه في الماضي ونحن ندرس التاريخ للاستفاده من تجاربهم واعمالهم اي الشعوب او الأشخاص الذين عاشوا في الماضي ونقرأ التاريخ للمتعه والفضوليه ايضا...وشكرا للكاتب
تعليق
؟؟؟ ؟؟؟؟؟ -خطورة التاريخ ( المقدس ) تتلخص في تحوله إلى قوة أيديولوجية فاعلة ووعي جمعي يحرك التاريخ، وأهم مثال عرفه الإنسان هو ميثاق أسطوري بين ( يهوى وإبراهيم )يدعي ملكية أبدية على ( أرض تسيل لبنا وعسلا ) .إن إسرائيل هي الكذبة الأكبر حماقة وإبتذال في التاريخ البشري وقيامها الحديث ، هو إمتهان للعقل والحداثة. عليه أجد أن الإعتراف بشرعية وجود إسرائيل المعاصرة. هو إعتراف ضمني بكل أساطير البشر .. هل نملك الشجاعة والجرأة لترديد ماقاله ديورانت : الأديان قوة محركة للتاريخ
غربلة الـتأريخ فر ض
ريبوار مصطفى -التأريخ مدرسة كروية تتشكل فيها الاشكال الهندسية من الاسطوانة الى المثلث حتى الدائري. لذا يتوجوب علينا ان نقوم بغربلة التأريخ وتنقية التراث من الشوائب والخزعبلات. يتبع
اسقاط
رشاد القبطي -لقد حصلت في اوروبا الوف المذابح الطائفية على خلفية طبيعة الاله والمسيح عيسى ابن مريم الخ , واستمرت قرابة اربعمائة عام وكانت هناك محاكم التفتيش وحرق الكتب والعلماء احياء وكانت هناك حربين عالميتين راح ضحيتها ملايين البشر ،
التاريخ الصحيح
نزار -التاريخ لا يكذب .. الالواح الطينية البابلية و الفينيقية والفرعونية لم تذكر لنا اشياء كثيرة ذكرتها الاديان في كتبها مثل الطوفان وانشقاق البحر وغيرها الكثير الكثير التي تتقاطع تاريخيا معها والتي يعتبرها معظم البشر واقعا وهي خرافة ما بعدها خرافة ولكن كيف تستطيع ان ترفع كل هذه الاوهام من عقول الناس
التطور اللاجتماعي
ابو ايمان -ولا ننسى ايضا التطور الاجتماعي للانسان بدأ من العصور الحجريه والى الان .فالانسان في العصر الجاهلي ليس بانسان بداية العصر الاسلامي ولنأخذ مثلا تطور المرأه لم يك لها اية حقوق وكانت تستعملكماده للمقايضه بين القبائل واعطاها الاسلام بعضالحقوق ولو كانت غير متساويه مع نصفها الثاني واليوم حتى الدول الاسلاميه اعطتها كامل حقوقهاوخرجت من البيت للعمل وتقف ندا للرجل في رزقهوعندما اجاز الاسلام للمسلم باربع زوجات وما ملكت يمينه اي ما يستطيع ان يشتري من رقيق النساء فهل يوجد اليوم رقيق يباع ويشترى طبعا لاوهذه هو التطور التاريخي فليس لنا ان نحكم على التاريخ الا على الفتره نفسها وما كان معلوما من العرف والتقاليد وليس لنا ان نقول ان الحاضرافضل من السابق لاننا بعد مده سنكون في حكم السابق .
منهجية التاريخ
دزعبد الجبار العبيدي -يسرد الاستاذ غربال تصورات متعدة للرؤية التاريخية والمناهج المتبعة في كتابته والتي اثبت التاريخ نفسه عدم صحتها وجدواها..التاريخ هوليس علم الماضي او سير عظماء البشر وقادة الناس كما تصور السخاوي نكانت بدايته سجلات الملوك والاباطرة تروى على علاتهاوكانت بدايتها الياذة هوميروس ،لكن اول من تلمس الفرق في منهجية التاريخ هو هيرودوتس الذي حدد له منهجا جديدا سماه الحدث التاريخي ثم من بعده توكيديدالذي اظهر الرواية ومنهج النقد التاريخي، ومن هنا انفتحت الابواب لدراسة التاريخ ومنهجيتهالتي قامت على الضبظط والدقة والامانة وتحري الصدق،فمنهج التقديس ظهر مع تقديس النص الديني،ومنهج الفرار من الماضي كان منج ماركس حين قال(عندي ينتهي التاريخ)،ثم جاء المنهج الجدلي وللقرآن فيه نصيب(الكهف 54)، أما منهج التقيم فهو الذي سائد الان بين المؤرخين المنفتحين ومرده ان ان انتعاش الدول وسقوطها يعود الى مدى أستيفائها الجانب الشرعي في تكوينهاوهو العماد الشرعي في حكم الدولة اي القانوني، ولكن اين لنا نحن العرب من هذه النظرية في ظل الاستبداد الديني والسياسي القائم الان..
التاريخ دروس
خوليو -التاريخ مركب من حوادث ودوافع لهذه الحوادث ومن ثم نتائج، وبقدر مانستطيع فهم سبب الحوادث ودوافعها فهماً عميقاً، بقدر مانستطيع فهم طبيعة النتيجة وفوائدها،التاريخ دروس يخدمنا في تجاوز الأخطاء، وبعض أخبار التاريخ يمكن أن تكون كاذبة والدوافع مصالح ونهب، عندها ستكون النتائج وخيمة، الأديان جميعها عندما خرجت من بوتقاتها الروحية، تحولت لدماء ورؤوس مدحرجة خدمة للمصالح والتسلط والقمع، المرأة قبل الإسلام كانت سيدة في قومها ومنحت فرص عمل للذكور في مجتمعها، الكذبة يفضحها التاريخ نفسه ،فقط يجب قراءته بحياد وبعقلية علمية، فله فوائد اصلاحية.
كلام ناقص
محمد المشاكس -لأن الكاتب أهمل أهم نقطة ألا وهي محاولة أعادة كتابة التاريخ وبشكل علمي دقيق لأن العلم الآن متقدم عن الماضي بشكل كبير. هناك الكثير من المحاولات لإعادة كتابة التاريخ على أساس مايكتشف بشكل يومي لأرشيف الماضي أو دلائله والبحوث المخبرية. أيضاً أصبح بوسع الإنسان في العصر الحالي إكتشاف حقائق لوحده مبتعداً عن التاريخ الرسمي وغير الرسمي. هنا وفي هذا اليوم وفي المستقبل سيظهر تاريخ أكثر فردية من التاريخ الجماعي ولهذا ياشباب يجب النظر للتاريخ من منظور نظريات كالحالاتية Situationist فمن منظور هذه الفلسفة يأتي التاريخ الفردي الممثل للإنسان الحديث. وهكذا لايجب دراسة التاريخ وكتابة التاريخ من دون السياق التاريخي للنقاش والذي هو اليوم في هذه الحالة. وإلى كل من يأتي بسيرة أي دين في هذا النقاش رجاءً إفتحوا نقاشكم في مكان أخر لأن مصداقيتكم جميعاً تهبط يارفاق لأنكم جميعاً تسخرون مقالكم من أجل أجندة تتعلق بالدين الذي أثبت فشله في الوقت الحالي