الميثاق العقلاني (1/2)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
(1): العقل كوني
"لا تضحك ولا تبكِ، بل افهم" (سبنيوزا)
1
العقلانية إذا عرفناها تعريفاً سالباً، أي بما ليس العقلانية، نقول هي نقيض اللامعقول. اللامعقول درجات أدناها العصاب الجماعي، الاعتقاد في ما لا يصدقه العقل، وأعلاها الهذيان. وهما سائدان في أرض الإسلام اليوم، في جميع الميادين تقريباً من الديني إلى السياسي. الهذيان اعتقاد راسخ في مفهوم مغلوط للواقع يشكل عائقاً لفهم هذا الواقع كما هو. وهو سائد بقوة في الشارع العربي والإسلامي وأيضاً في مكاتب قطاع من المثقفين حتى ممن يقدمون أنفسهم بأنهم "ديمقراطيون وعقلانيون".
2
إثر كل حدث سار أو فاجع، تنزل الجموع إلى الشارع في حالة هستيريا جماعية أو بارانويا جماعية. تجلى ذلك بقوة غداة احتلال صدام للكويت. الجموع والنخبة صفقوا معاً، في انصهار كامل، للقرار الهاذي الذي اتخذه صدام، كما اعترف هو نفسه، في المنام خلال حلم "صادق" رآه. الجموع وجدت شعرة في سورة البقرة، كأمارة إلهية على النصر الإلهي الآتي ضد التحالف الدولي. بعض الإسلاميين وجدوا أحاديث تتنبأ بالحدث. بعض المثقفين تعرفوا على صدام ومعجزته في شعر لابن عربي.د. برهان غليون نصحه في الأسبوع الأول للحرب بالصمود ثلاثة أسابيع-3 فقط لا غير- وبعدها سيحدث انقلاب عسكري في الاتحاد السوفيتي، الذي كان يحتضر، وسينضم الجيش الأحمر إلى جيش صدام... وتحصل المعجزة ! بعد بعض الوقت دخل غليون، ربما ببركة هذا التفكير الإستراتيجي العبقري، إلى السوربون كأستاذ ومدير لمعهدها الاستراتيجي! د. محمد عابد الجابري صفق للحدث ولصانع الحدث فكافأه صدام هو الآخر بوسام... وقعت الواقعة في العراق. لكن الجموع ذاتها والمثقفين إياهم واصلوا الهذيان للإنتفاضة الفلسطينية الثانية التي رأوا فيها ما رأوه في قرار صدام وأكثر... ولما هزمت الانتفاضة ، كما كان متوقعاً، لم يكتب ممجدوها أي نقد ذاتي... أما في الإسلام السياسي، فالهذيان السريري أعدل الأشياء قسمة بين قادته. الشيخ أحمد ياسين أفتى، اعتماداً على القرآن والتوارة، بنهاية دولة إسرائيل سنة 2027، أي بعد 40 عاماً من قيام الانتفاضة الأولي في 1987. الشيخ عبد السلام ياسين، رئيس أكبر تنظيم اسلامي في المملكة المغربية وبإمكانه كسب أية انتخابات، لو لم يكن يكفّر المشاركة فيها: "يزعم تلقي الوحي ومجالسة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والاطلاع على اللوح المحفوظ، وعلم الغيب ورؤية الأرواح [أرواح الأطفال] في البرزخ". (الأحداث المغربية 12/09/2007). بعض شيوخ الإسلام التقليدي لا يقلّون هذياناً عن شيوخ الإسلام السياسي: "رفض رجال الدين، قبل سنوات، مشروعاً اقترحته الحكومة السعودية لتنزيل الأمطار صناعياً بدعوى أن فيها تدخلاً في مشيئة الله (...) ولم تستكمل إحدى المشروعات السكنية في المنطقة الغربية بعدما اكتشف رجال الدين أن المراحيض تواجه القبلة في مكة" (الكاتب السعودي، خالد السعيد، الأحداث المغربية 4/06/2006). آية الله مصباحي، المرشد الروحي لرئيس الجمهورية الإسلامية أحمدى نجاد، يؤكد أنه على علاقة مع الإمام الغائب الذي"غاب" منذ 10 قرون! أحمدي نجاد نفسه بشر مواطنيه في التلفزيون بأنه يلتقى الإمام الغائب بانتظام ويصنع معه قراراته السياسية والعسكرية. بل إنه أقام مخبأً ذرياً وحيداً في إيران مخصصاً للإمام الغائب ليقود منه الحرب القادمة ضد أمريكا! هذه الوقائع الهاذية ، وهي غيض من فيض، مؤشر على أن العقل في أرض الإسلام في الدرجة صفر. لكن هذا لا ينبغي أن يكون مثبطا، بل يجب أن يكون حافزاً ليخوض العقل أكثر معاركه أهمية مع اللامعقول.
3
فما هو العقل؟ في العربية عقل مشتق من "عقل البعير" أي تحكم فيه، وفي اللاتينية مشتق من حسَبَ، أي قدّرَ سلفاً احتمال المكاسب والخسائر في أي مشروع قبل الإقدام عليه. العقل ليس الفكر السحري الذي يطلب من الواقع نتائج مخالفة لقوانينة، وهو نمط التفكير الشائع لدى الجموع وكثير من الإعلاميين والمثقفين في العالم العربي؛وليس الفكر الأسطوري الذي يستخدم التخييل الذي ينسب لأبطال واقعيين أو خرافيين قدرات استثنائية لصنع الأحداث؛ وليس الفكر الديني الذي يلغي الرابطة السببية بين الوقائع والأحداث معوضاً لها بضرورة التدخل الرباني في التاريخ: وما تشاؤون إلا أن يشاء الله. هذا تعريف العقل تعريفاً سالباً. تعريفه الايجابي: هو ملكة التفكير النقدي البرهاني. نقدي. لأنه يسأل ويسائل نفسه أيضاً ممارساً نقداً منتظماً للتأكيدات والأفكار والنظريات... معتبراً لها جميعاً مجرد فرضيات قابلة للدحض البرهاني وليست مسلمات مستغنية عن البرهان. مستخدماً، في اختزال الأفكار والنظريات إلى مجرد فرضيات مطروحة لنقاش. وظيفة الفكر النقدي هي مساءلة كل ما يقدم نفسه كحقيقة. والحقيقة ذاتها عنده ليست معطى ثابتاً بل سلسلة من الفرضيات التي نجحت في الاختبارات التجريبية التى مرت بها. كل فرضية تعدّلها فرضية أحدث منها وأوسع في تطبيقاتها من سالفتها. مثلاً فزياء أينشتين عوضت فزياء نيوتن لأنها استوعبت ما هو سديد فيها، وأضافت إليها حقولاً معرفية أخرى، لم تكن فزياء نيوتن تنطبق عليها. برهاني. لأنه يعتبر التأكيدات "والحقائق المطلقة" مجرد فرضيات عليها إثبات شرعيتها العقلانية. الانطلاق من أن المسلمات المزعومة مجرد نظريات، ضروري لنشاط العقلانية في الحقل الثقافي العربي الإسلامي المليء بالثوابت التي هي في الواقع أوهام ثابتة تستمد شرعيتها من سلطة النص، أي من مجرد الإيمان بها إيمان العجائز. لكن إيمان العجائز يصلح للعجائز فقط وليس لمن يبحثون عن فهم وتفسير عقلانيين للمشاكل التي تأخذ بخناق أمم وشعوب.
4
تعريف العقل بأنه ملكة النشاط النقدي البرهاني هو في الواقع تعريف لآثار العقل لا العقل ذاته. سبب ذلك واضح: لم تكن البيولوجيا قد تطورت بالقدر الذي يتيح للفلاسفة والعلماء تحديد مكان العقل. وهو ما أصبح اليوم ممكناً بفضل تقدم علوم البيولوجيا، التي تعلمنا أن عقل الإنسان هو دماغه المعرفي الموجود في قشرة الدماغ والمسؤول عن العمليات العقلانية المعقدة. هذا الدماغ المعرفي حديث لا يتجاوز عمره 150 ألف عام، وهو ينمو ويتطور - والتطور هو تطور الدماغ - بالتدريب. مثلما يوجد في الدماغ دماغان آخران، الدماغ المتوسط أو الانفعالي حيث تسكن العواطف والإنفعالات واللامعقول، ومكانه الفص الصدغي؛ والدماغ الغريزي المرتبط بالدماغ الإنفعالي وهو مركز الغرائز والغرائز العدوانية. كلما كان الدماغ المعرفي أكثر تطوراً ومرانا وخبرة كان أقدر على التحكم في هذين الدماغين المنتجين للامعقول. وبالمقابل، كلما كان قليل التطور والتمرن والخبرة طغي عليه لا معقول الدماغين الآخرين. أي طغى اللامعقول الديني والسياسي... إلخ على المعقول، الذي هو التفكير النقدي: من هنا أهمية تسليح الدماغ المعرفي بالتعليم العقلاني وبترجمة العلوم، قمة العقلانية، وترجمة الفكر النقدي الغربي والفرنسي على وجه أخص. لأن عقلانية فلسفة الأنوار تغلغلت في الثقافة الفرنسية أكثر من أية ثقافة غربية أخرى.
5
أصحاب جوقة اللامعقول الصاخبة ضد تقليد الغرب لم يفهموا شيئاً من جدلية العقلانية العلمية والتكنولوجية كما تحققت في التاريخ، لم يحدث قط أن مرت أمة إلى مرحلة الإبداع العلمي والتكنولوجي والفكري دون المرور بمرحلة تقليد العلم والتكنولوجيا الغربيين. الصين لم تحقق اليوم من التقدم الاقتصادي في عقدين ما حققته بريطانيا في قرنين إلا بفضل تقليد الغرب. وكذلك فعلت الهند و"النمور" الآسيوية. تماماً كما أن الطفل يتعلم بتقليد أبويه ومعلميه قبل أن ينتقل إلى مرحلة الاستقلال عنهما وربما التفوق عليهما. وكما أن الترجمة الجيدة هي فعل مشاركة في أبداع المؤلف، وبالمثل التقليد الحق للفكر والعلم الغربيين هو في الواقع مشاركة فعالة في الاكتشاف العلمي والتكنولوجي والابستيمولوجي والثقافي. وهذا اليوم، كما تشهد بذلك تجربة البلدان الصاعدة، ليس مجرد تقليد فردي، بل تقليد تقوم به مؤسسات للمؤسسات الغربية العلمية والتكنولوجية والسياسية والثقافية... تحريم تقليد الغرب هو عنصرية ضد الذات، هو انتحار!.
6
الاكتشاف البايولوجي للدماغ المعرفي بما هو موطن العقل وكل نشاط عقلاني معقد، تأكيد علمي لما صادرت عليه الفلسفة العقلانية منذ أفلاطون وأرسطو حتى الآن:العقل واحد عند جميع البشر. إذن كوني. أي أن معارفه البرهانية عابرة للقوميات والثقافات يسلم بها أو يفندها برهانياً كل ذي عقل سليم مهما كان موطنه أو ثقافته.
التفاوت بين العقول، أي بين الأدمغة المعرفية، حسب الانتماء الثقافي، تصنيف عنصري لم ينهض عليه دليل قط. من هنا غرابة مصطلح "العقل العربي" الذي جادت به قريحة د. محمد عابد الجابري في كتابه"العقل العربي": "العقل كوني ومبادئه كلية وضرورية... نعم. ولكن فقط داخل ثقافة معينة وأنماط ثقافية متشابهة"، أي خاصة بإثنية ما أو ثقافة ما! هذا التعريف لـ"العقل العربي" تسميه الفلسفة تناقضاً في الحدود، مثل نار ولكن لا تحرق ! أي أن أحد الحدين ينفي ما يؤكده الحد الآخر. في قضية الحال"العقل كوني ومبادئه ضرورية" ينفي ما تؤكده خصوصية" ولكن في ثقافة معينة"! "العقل العربي كوني ومبادئه ضرورية ولكن- انتبهوا من فضلكم إلى لكن- بين العرب فقط لا غير"، والعقل اليهودي كوني ومبادئه ضرورية، ولكن بين اليهود فقط دون سواهم! إنه الهذيان الابستيمولوجي. لو كان لكل ثقافة عقلها الخاص بها لما تكونت العلوم الدقيقة، منتوج العقل بامتياز، التي هي نتيجة تفاهم عقلاني مشترك بين أعضاء المجموعة العلمية، عن بعد ، ولما أمكن الاتفاق بين جميع علماء العالم وعقلائه على حقيقة واحدة، ولما استطاع الجميع استخدام البراهين العقلانية نفسها، ولما توصل العلماء إلى اكتشاف حقائق علمية في نفس الوقت دونما اتفاق مسبق.وباختصار لما استطاعت الإنسانية المفكرة من جميع القارات والثقافات الوصول إلى المقدمات نفسها والنتائج والبراهين نفسها. تعددية العقول بتعددية الثقافات، كما يزعم الجابري، تترتب عليها نتائج ابيستيمولوجية كارثية: نفي وجود - أو إمكانية وجود- قوانين علمية كونية، ومعارف كونية. وهذا ما أدركه ابن رشد الذي كتب في"تلخيص ما بعد الطبيعة": "أما العقل، فإن من شأنه أن ينتزع الصور من الهيولي [=المادة] ويتصورها مفردة على كنهها، وذلك من أمره بيّن؛ وبذلك صح أن يعقل ماهيات الأشياء؛ وإلا لم تكن ها هنا معارف أصلاً".
فعلاً، في غياب كونية العقل العابر للثقافات تنتفي إمكانية المعارف الكونية وتدخل البشرية في برج بابل هاذ، حيث توجد من العقول والعلوم بقدر ما توجد من الثقافات والقوميات. وهذا ما يكذبه الواقع المعيش. ففي المملكة المغربية والصين يدرس الطالب الرياضيات نفسها والطب نفسه... إلخ. الفقهاء المسلمون تبنوا، في المعاملات، القانون الروماني، الذي تحول إلى عرف وعادة ، في مصر وبلاد الشام وشمال أفريقيا؛ بالمثل ترجم المتكلمون المسلمون "لوغوس" اليونانية بـ"علم الكلام" واقتبسوا المعجم المصطلحي لمنطق أرسطو؛ كذلك فعل الفلاسفة العرب والمسلمون الذين عربوا كثيراً من المصطلحات الفلسفية اليونانية ولم يترجموها.ولم يتعللوا، كما فعل الجابري، بخصوصيتهم الثقافية الإسلامية ليحرموا أنفسهم من تبني ما أنتجه العقل الكوني في روما وأثينا.
تقول لنا علوم الأعصاب أن جميع درجات العنف، من المنافسة إلى الحرب، انطبعت في دماغينا، الغريزي والانفعالي، منذ مليوني عام ومازالت منطبعة فيهما ، كطبيعة ثانية، حتى بعد ظهور الدماغ المعرفي الذي مازال يصارع للتحكم في لا معقول الدماغين العتيقين. انكار كونية الدماغ المعرفي تعني العودة إلى "حالة الطبيعة" و"التوحش" قبل ظهوره. وليس مصادفة أن النظريات العلمية، والأفكار التنويرية، والقيم الإنسانية العقلانية والنداءات إلى "السلام الدائم" العابرة للثقافات، كانت نتيجة الأحتكام إلى العقل الكوني ، وصدرت عن ذوي العقول السليمة من جميع الأمم والثقافات؛والحال أن أشد الحروب والمجازر فظاعة، وأكثر المجتمعات انغلاقاً وأكثر الثقافات عداء للعقل صنعتها شخصيات فصامية، سايكوباتية وبارانوايه هاذية. من الإسكندر "ذو القرنين" إلى بن لادن مروراً بنيرون، جنكيز خان، نابليون، هتلر، ستالين، بول بوت، خميني وصدام. هذا يعني أن هجوم الجنون في التاريخ، كما أسماه ريمون آرون، خطر داهم ودائم. مما يفرض على العقل الكوني، أعني المجتمع المدني العالمي والمجموعة الدولية، أن يبقى حذراً ويقظاً حتى لا يطوف عليه طائف الجنون الدموي. الدماغان الغريزي والانفعالي أو"القوة الغضبية" كما أسماها الفلاسفة العرب والمسلمون، تمرّسا بكل الآفات والأهواء العنيفة والمخاوف اللامعقولة طوال عمرها المديد وخاصة منذ اكتشاف السلاح الحجري والصيد. لذلك استطاعا استخدام الدماغ المعرفي الفتي والقليل الخبرة كأداة لتحقيق مكرهما والتذاذهما السادي بقسوة الإنسان على الإنسان، واستغلال الإنسان للإنسان واستمتاع الإنسان بالإنسان غلاباً واغتصاباً: "ما من رجل حللته إلا وهو يرغب في الإغتصاب "(فرويد). لكن العقل ليس اعزل أمام اللامعقول. إنه يستطيع، بالتعليم والإعلام العقلانيين، أن يتحكم في ميولنا الشريرة. تجربة التعليم والإعلام الأوربي تنهض شاهداً على ذلك:إقصاء التحريض على الكراهية والعنصرية والحرب من التعليم والإعلام، منذ نهاية المذبحة العالمية الثانية، أنتج في أقل من جيلين(40 عاماً)أجيالاً مسالمة تعادي الحروب بقوة غير مسبوقة في التاريخ. تجلى ذلك في الثمانينات، عندما أراد الحلف الأطلسي إقامة صواريخ برشينغ القادرة على استهداف الاتحاد السوفيتي، في المظاهرات الحاشدة التي رفعت شعار: "نفضل أن نكون حمراً [= تحت الإحتلال السوفيتي]على أن نكون أمواتاً". وساندها الرأي العام الأوربي بقوة ، 60% من الفرنسيين أجابوا في إحدى الاستطلاعات، رداً على سؤال "ما هو واجب رئيس الجمهورية إذا احتل الاتحاد السوفيتي فرنسا؟"، "التفاوض مع المحتل" والحال أن السؤال المتلاعب يوحي لهم بجواب "أن يضغط على الزر الأزرق" لتطيير القنابل النووية إلى موسكو. بإمكان الحكم الصالح في أرض الإسلام، إذا وعى ضرورة إلغاء المناهج المدرسية التي تهيّج غريزة الموت في النشء والرغبة في القتل مثل تدريس العقوبات البدنية الشرعية، والجهاد وثقافة الإستشهاد وكراهية "اليهود والصليبيين والإجهاز على جريحهم"، وعداء المرأة والمواطن غير المسلم، والمواطن العلماني، والعقل وتحريم تدريس الفن وكل ما ينعش غرائز الحياة، و إذا وعى أيضاً ضرورة تعويضها بتدريس الأخلاق العلمانية الكونية، أخلاق حقوق الإنسان، والفلسفة والفن والموسيقى والرسم والنحت والرقص، فإنه سينجح خلال جيل في تكوين أجيال عقلانية تدرب دماغها المعرفي على النفور من العنف والإرهاب، وحب مواطنيهم ومعاصريهم بقطع النظر عن الجنس والدين، والإحتفاء بالعقل والفن وغرائز الحياة ، الترياق المثالي لغريزة الموت.
الدماغ المعرفي لم يشرع في التدرب على ألف باء التفكير المنطقي والحوار العقلاني إلا منذ 150 ألف سنة فقط. ولم ينجح في إقامة أول مسودة حضارة زراعية إلا منذ 10 آلاف عام. المغزى: إنه لازال في مقتبل العمر، وفي السيناريو المتفائل، مازال مستقبله أمامه، خاصة إذا غذته البشرية بتعليم وإعلام كالتعليم والإعلام الأوربيين المسالمين، وإذا لم يتصد له "العقل العربي" الإسلامي، الذي أضاع صوابه، بأسلحة الدمار الشامل لينحر وينتحر على غرار استشهاديي القاعدة وحماس.
في 2002، فندتُ أسطورة "العقل العربي"، فرد عليّ الجابري بصفحة كاملة في "الأحداث المغربية" بحوالي 5000 كلمة وقعها باسم "... معلم ابتدائي في قرية..." دون أن يعي أنه ارتكب، بتوقيعه المستعار، زلة قلم بالمعنى التحليلي النفسي: اعتراف لا شعوري باستصغاره لنفسه في قرارة نفسه!.
7
برنامج العقلانيين العرب، كم كنت أتمنى لو تسموا بـ"رابطةالعقلانيين في العالم العربي" لدعوة الأقليات للإنتماء إلى رابطتهم التى قد يوحى اسمها بـ"العقلانية العربية" على وزن "العقل العربي" إياه، لا يمكن إلا أن يكون الدعوة، من خلال الترجمة والكتابة، إلى الانفتاح على العقل الكوني وعلى ثقافة جميع الأمم واستثماراتها ومنتجاتها ومواطنيها وفلسفاتها وفنونها وآدابها وعلومها وتكنولوجياتها؛ ولايمكن لبرنامجهم، في مجتمعاتهم المتخلفة علمياً وتكنولوجياً وبالتالي عقلانياً، إلا أن يكون البحث الجاد لدفع نخب شعوبهم إلى وعي ضرورة التقدم إلى مجتمع المعلومات الذي هو مفتاح الدخول إلى عصر الثورة الصناعية الثالثة الموسومة بتطوير تكنولوجيا الاتصال والمعلومات التي ترمز لها الانترنت والتي تمثل البوتقة المثالية للعقلانية العلمية والتكنولوجية، إذن الشاملة.
العقلانية العلمية والتكنولوجية تجر الشعوب جراً إلى العلمانية. إذ أن العلم والتكنولولجيا لا يتساكنان مع طغيان المقدس على المجال العام. الفجوة الرقمية تشجع هجرة العقول إلى البلدان الصناعية وتفريغ بلداننا من نخبها العقلانية. لابد إذن من الدعوة الملحة إلى تعاون دولي لردم الفجوتين الرقمية والمعرفية بين الشمال والجنوب كرهان على إمكانية عالم يحكمه العقل.
8
استخلاصاً، أقول أن محور العقلانية هو الاحتكام إلى ملكة العقل النقدي في حل النزاعات والإشكالات بعيداً عن الحرب والفكر السحري والأسطوري والديني وسلطة النص.
9
الرهان هو صياغة خطاب عن اللامعقول، خاصة الديني لفهمه وتفسيره تحريراً للمعقول من أسره في أرض الإسلام حيث سيتعايش، أكبر الظن، المعقول واللامعقول طويلاً ويتصارعان طويلاً مادام الإسلام السياسي سواء أكان في الحكم، أم في المعارضة مصّراً على ممارسة الإرهاب ضد العقل، وما دام العقلانيون بدورهم مصرين على نشر مشروعهم التنويري دفاعاً عن العقل، بالتي هي أحسن، في أرض الإسلام التي مازالت منذ قرون تتعامل مع العقل بحد السيف، وأعواد المشانق وطلقات الرصاص: الفقيه العقلاني الجعد بن درهم ذبحه الوالي الأموي خالد القسري، الفيلسوف الإشراقي، السهروردي، أمر صلاح الدين ابنه، الملك العادل، فقتله سلخاً في حلب، العقلاني الديني محمد محمود طه شنقه حسن الترابي في الخرطوم، والعلماني فرج فوده سقط برصاص الإسلاميين في القاهرة، والتنويري نجيب محفوظ نجا من سكاكينهم بأعجوبة، وربما غداً، من يدري، يأتي الدور على كاتب هذه السطور الذي توعده راشد الغنوشي بالخطف من باريس و"الشنق في ساحة الباساج وإلى جانبه تلك الزنديقة الأخرى رجاء بن سلامة"!.
يجتمع العقلانيون العرب في باريس، في أول لقاء من 24 إلي27 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري لتأسيس رابطة العقلانيين العرب، وإعادة هيكلة موقعها "الأوان"، وقد استضافوا العفيف الأخضر لإلقاء هذه المداخلة في اجتماعهم.
الحلقة الثانية: العقلانية الدينية
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية
التعليقات
لن ترزقوها ابدا
رشاد القبطي -اعتقد ان الشيخ المجاهد راشد الغنوشي ـ اعقل ـ من ان يجعلكم منكم ـ شهداء العقلانية ـ كما تزعمون ـ ستموتون حتف انوفكم ولن ترزقوا الشهادة ابدا ؟!!!
العفيف الأخضر
hani -تسلم يا العفبف والحمدلله على سلامتك. عساهم يختارونك رئيس الرابطة.
النار التى لا تحرق!؟
مصرى وبس -النار التى لا تحرق!؟ لها أساس فى ثوابتنا فهناك أيضا خمر لا تسكر!؟ وشمس تشرق, نعم تشرق, ولكن من الغرب!؟ وغزو هو ليس غزو كما قال رجاء النقاش أخيرا!؟ وتخلف يقولون عنه تقدم وصحوة!؟ وهكذا إزدواجيات عجيبة يتناقض مقدمها عن آخرها... نحن ياسيدى العزيز ليس عندنا دماغ أصلا وإن وجد فهو لازال فى مرحلة الدماغ الغريزى...
مقال إشكالي
بهاء -قد أتوافق مع الكثير مما ورد بهذا المقال لكنه بحذر لكثير الأفكار التعميمية الخطيرة! 1- الجموع العربية لم تحتفل بغزو صدام كما مررت ماكنة الإعلام الأمريكية والإسرائيلية من خلال لقطات مكررة لبضعة مئات هنا وهناك، بل كانت هذه الجموع في حالة ذهول ورفض وخوف 2- لا أعتقد أن الجابري قصد العقل البيولوجي والعلمي الرياضي بل انصب بمبحثه على الجانب الثقافي والقيمي المتباين بين مختلف شعوب الأرض، بغض النظر عن التوافق معه أم رفضه 3- لا أعتقد أن إغفال المثالين الأهم شارون وبوش في مثال المهووسين بالقتل الشامل الذي ذكره الكاتب كي يظهر حيادية الطرح كان سهوا 4- نرفض الإرهاب والقتل المجاني ولكن حماس ليست كالقاعدة وجمعهما بسلة واحدة تعدي على العقلانية التي يدعو الكاتب إليها 5- والأهم أن بمواجهة غياب العقلانية بالعالم العربي (وهذا صحيح) توجد عقلانية عنصرية أشد خطرا على العالم هي التي قتلت الشيخ أحمد ياسين بصاروخ موجه، عقلية شريرة تعتمد مبدأ العقاب الجماعي للأعراق الأخرى التي تقاوم شرها فليس المسلمين هم مصدر تهديد المستقبل الإنساني بل العنصرية والعنف أيا كان مصدره انفعالي ديني أو عنصري عقلاني.
عوداعلى بدء
إصفر -عندما قام العرب بغزو شمال افريقيا واعتنق بعض البربر الاسلام ارتد العديد منهم اكثر من مرة فلا عجب ان نرى بعضهم يعودون لسيرتهم الاولى .
قليل واقل
diab diab -قليل من يقرأ واقل من يفهم النص ضمن هذا السياق الذي تعني... مثلك في عالمنا العربي ان كان موجودا (اعني العالم العربي) سيموت من الكمد ... لانه مجموعة من الناس تعيش على استهلاك ماينتجه الغرب من الللباس الداخلي الى العقال والغترة ... ثم التلفزيون والانترنيت و و و ... ومع هذا لاتشكر ولاتتعلم ولاتكرر ولاتساهم في النقل ... هذا عند الصفوة من المتعلمين... والاكثرية هي الد... او ... مساكين لم تشبع بعد من الطعام او النوم او الجنس وكله بسبب النخب الغبية الجامدة في كل شئ العقل والمعقول والمنقول .. ويبدو لي ان العرب والمسلمين نائمون لما بعد حين فإتركهم في غفوتهم الابدية الى موعد الصحوة القادم بعد صحوة الاعظمية والرمادي والفلوجة والى اندلس قادم تصبح الدنيا على خير
الكبير كبير
مدمن ايلاف القبطي -تحية الي استاذالجميع ولا عجب من عدم وجود تعليق فليس لدينا من يردي حتي ان يفهم فلياتي الهوام ليتعلموا من استاذهم بدل كل من يقراء كتاب يصدعنا بة اطال الله عمرك ومتعك بكل صحة لكي ننهل من كتاباتك
الرجولة يا غنوشي
مدمن ايلاف القبطي -الغنوشي وامثالة من المتطرفين والمدعين لرجولة مفقودة انا قد حاربت 7 سنوات ورايت اصدقاء لي تطير اجسادهم واخوة وابناء عمومة تاتي رفاتهم الي بيت العائلة الكبير وبكينا عند حريق السمجد الاقصي مسلمين واقباط واتحداك ياغنوشي ان تسترجل حقا وتذهب الي جبهه القتال والي الحدود بين غزة واسرائيل لتمسك سلاح وتضرب بها فتاة اسرائيلية عندها فقط ساحترمك اما ذبح اسير او ارهاب كاتب لا يملك سوي قلمة ؟
شكرا
تونسية -شكرا للمفكر العربي العفيف الاخضر .تحليل في غاية الاهمية نرجو المزيد
السؤال يفرض نفسه
كركوك أوغلوا -لماذا الهذيان والهيستيريا والبارانويا , منتشرة في المجتمعات العربية والأسلامية بصورة خاصة ؟؟!!00
يا لها من عقلانية
العربي العايدي -الرئيس الأمريكي جورج بوش صرح بأن الله يخاطبه ويستوحي منه ما يقوم به من حروب. فهل هذه هي العقلانية؟ ولقد قال بعد أحداث 11 شتنبر من ليس معنا فهو ضدنا، أي أنه تحول إلى ديكتاتور عالمي ضدا في العقل الذي يؤمن بالتعددية والحق في الاختلاف. والمفروض أن القانون الدولي يشكل الإطار العقلي الذي توافق بنو البشر للاحتكام إليه، فماذا عن ضرب أمريكا لهذا الإطار عرض الحائط حين قامت بغزو العراق بناء على أكاذيب من اختراع العقل الأمريكي ودمرت دولته، ومزقت نسيجه الاجتماعي وأعادته سنوات طويلة إلى الوراء، إلى عصر الطائفة والعشيرة والمحاصصة؟ هل هذه هي العقلانية الغربيةالتي يتبجح بها الكاتب؟ إنها فعلا عقلانية، ولكنها عنصرية واستعلائية واستغلالية لضعف الآخر. المشكل هو أن العفيف يغض الطرف عن هذا الجانب من العقل الغربي، ويلقي اللوم باستمرار على العرب والمسلمين ويحملهم مسؤولية وقوع الاعتداء عليهم، كما أشار إلى ذلك في مقاله هذا عن الانتفاضة، فالفلسطينيون تبعا لوجهة نظره، لكي يكونوا عقلاء يتوجب عليهم عدم القيام بالانتفاضة والقبول بالمحتل، أو تنظيم انتفاضة بمواصفات شارون ونتنايهو وباراك وأولمرت.. يا لها من عقلانية.
قال جبران
المعلم الثاني -التعاسة في أن أمد يدي فارغة للناس فلا يضع فيها أحد شيئا.أما القنوط ففي أن أمدها ملانة فلا يأخذ الناس منها شيئا...سيدي العفيف كثير من ردود القراء قد تدفع للقنوط..لا يقبلون الحقيقة لأنها لا تناسب أهوائهم السقيمة..يقول السواد للبياض لو كنت رماديا لتساهلت معك....تكاثر المظلمون الظالمون من حولك يبغون اسكات الحق...ويرد جبران عليهما: ما أكثر الذين تعيش فيهم أشباح جدودهم فيكونون مثل كهوف الأودية الخالية يرجعون صدى الاصوات و لا يفهمون معناها.....تستطيع أن تسحق الزهرة تحت قدميك لكن أنى لك أن تزيل عطرها
إلى العفيفي
صديق قديم -أنتظر الجزء الثاني لأكتب لك نقدا موضوعيا متكاملا.فما لاحظته أنك تنهى عن شيئ وتأتي بأقبح منه ..فمن مواصفات العقل الكوني المعرفي،ابتعاده عن الغوغائية، والغلو والمبالغة والديماغوجية، واللغة الشعرية الأدبية والتعصب؟؟ ملاحظتك الأخيرة هي تلخيص لتضخم ذاتوي لامبرر له.. فالغنوشي لايملك موطئ قدم في الباساج ليعلقك على المشنقة فهذا الباساج يحميه بوليس الدولة التونسية العلمانية ومحرم على أمثال الغنوشي أن يطأه، إنك تقلب الحقائق على رأسها( ضربني وبكى) في النهاية لا أظن أن الصديقة المحترمة بو سلامة ( وهي تعيش في تونس بطمأنينة وتدرس في جامعاتها ) ترضى أن تزجّ بها في هذه الملحمة الشعرية الباساجية..لقد مسحت بيسراك ماكتبت يمناك.رغم ذلك أجد في نصك قيمة عالية لحوار ثقافي نخبوي، وسيصلك ردي كاملا رغم تعرض أسمائي للحجب في أكثر من مكان
عقلية دولية
احمد -السيد الاخضر انت تتكلم عن العقل والعقلانية فهدة الامور نادرة الوجود في ظل وجود عقليات سلطوية هي من تأمر وهي من لها الحق في تقرير مصير العقليات الصامتة التي هي عامة الشعب ..عندما تهب نسمات الحرية في ظل سطوة العقلية النرجسية المريضة سمها ماشئت سوف نفلح في الانتقال الي الابداع وليس الي تقليد الغرب فقط كمل دكرت ..اخيرا شكرا لك
الجابري والأخضر
إدريس الشافي -يصنف العفيف الأخضر عابد الجابري بكونه ممن ( يتعللون بخصوصيتهم الثقافية الإسلامية ليحرموا أنفسهم من تبني ما أنتجه العقل الكوني في روما وأثينا)، يا رجل هل راجعت هذه الجملة ومثيلات لها كثيرة سردتها في مقالك عن الجابري قبل نشرها؟ كل متعلم يعرف أن الجابري أستاذ جامعي يدرس الفلسفة، ولقد عب من هذه المادة، سواء كانت قديمة عربية وإغريقية، أو كانت حديثة أوروبية.. حتى الثمالة، وهو يتحاور، موافقا ومختلفا، مع أقطابها في كل المقالات والكتب التي ينشرها، فكيف سيحرم على طلابه وقرائه ما يقفون يوميا على أنه يحلله لنفسه؟ قد نتفهم تنافس بعض ( المفكرين) مع الجابري ومحاولتهم التطاول عليه لكي ينتزعوا لأنفسهم بعضا من الشهرة والاحترام الذي يحظى به هذا المفكر الكبير، إنه أمر يمكن تفهمه، ولكن ينبغي أن يتم ذلك وفقا لضوابط تحترم عقل القارئ ولا تقول له أي كلام مهما كان خواؤه وسطحيته، كما يفعل الأخضر في هذا المقال عندما يسوق الجابري، وكأنه ينهى قراءه عن الاطلاع على فلسفة الآخرين، وما أنتجه العقل الكوني.. فالجابري أكبر بكثير من أن يزج به في مثل هذه الطرهات..
Double Standards
Ali -I do beleive in freedom of speech,and that every body is entitled to his or her opinion,but I tell the writer that as the saying goes what is good for the cat is good for the kitten so stop bashing the Arabs,and moslelms for things others do as well, in a bigger scale
تعقيب
بهاء -بتعليقي السابق وضحت بعض النقاط الخلافية وبانتظار المقال القادم للعفيف الأخضر، لكن لا بد أن نعترف مع الكاتب أن العقلانية مفقودة بالعالم العربي وحلت محلها الانفعالية والارتجال، ووجود تيار عنصري (محدود) بأمريكا وبعض أوروبا (لكنه بمراكز السلطة) لا يبرر أي تهور أو إجرام يمارسه قلة من الإرهابيين (ذوي الأصوات العالية).
هل تعلو الأمة؟
عادل حزين -أستاذنا العزيز العفيف الأخضر بعلمه وثقافته وفلسفته العميقة كفيل بالتقدم بالأمة كلها لو قرأنا وفهمنا... ولو قليلا.
تقليد
وليد -وإن كنت أتفق مع الكاتب في نواحي متعدده من طرحه إلا أني إجده لا يستخدم العقل كما يعرفه ويمجده فهو يكرر كلمة تقليد الغرب وخاصة فرنسا ويدعو العالم الإسلامي أن يقلد الغرب فماذا يا سيدي الكاتب عن أهم خواص العقل المتجرد الذي تدع له وهد خاصيه النقد ألا تتفق أن تقليد الغرب بدون نقده يفقر عقولنا؟ وماذا عن الإبداع؟ هل تسمح لنا أن نبدع أم الأفضل أن نقلد فرنسا؟ وإذا كان العقل لا ينتمي إلى عنصر أو جنس معين وهو إنساني مطلق وأنا أؤمن بذلك فلماذا الإصرار على كلمة تقليد الغرب؟ أقنع الناس أن يحكموا عقولهم وأرشدهم كيف حسب علمك ولا تحتقرهم لإن عقولهم لم تسمو إلى عقول الفرنسيين المتطوره جدا كما نفهم من كلامك. مشكلتنا ليس أننا لا نستخدم عقولنا. مشكلتنا أننا ولينا جهالنا علينا وآثرنا السلامه فجاء جبننا وبالا علينا.
الابداع
ذكري محمد -عندما تكتب افرح جدا انت احسن مثقف صادق تكتب في سبيل اليقضة ذكري محمد
هزيمة العقلانية 1
صديق ايلاف -أن تغضب أمام الإساءة إلى نبيك ودينك أمر مشروع شريطة أن يسلك ذلك الغضب المسارات المشروعة في حدود الشرع والعقل والعرف، ولذا كانت الفئة الأبرز من مختلف شرائح المجتمع هي تلك التي طالبت بتفعيل القنوات المشروعة واستثمار غضب الأمة في طريق يحقق المصالح بحكمة، ويحدّد الأهداف بانضباط، وينأى عن التطرف والعنف والشغب. ولكن.. فجأة أطلّ علينا بعض دعاة (العقلانية) ليسفّهوا تلك التوجهات المشروعة، وينتقصوا من شأن ذلك الحماس العفوي، في رغبة عجيبة لجرّ الأمة معهم إلى جحور انهزاميتهم ومخابئ انبطاحهم؛ تارة بحجة أن الأمة ضعيفة لا تستطيع الاستغناء عن أحد ولا تقوى على المقاطعة، وتارة بحجة التسامح والإيثار والصفح والعدل ومكارم الأخلاق!.
هزيمة العقلانية 2
صديق ايلاف -من بدهيات الأمور أن ''''العقلانية''''، في هذا الصدد، هي توظيف (العقل) لتحقيق المصالح والدفاع عن الذات والدين والحق، عبر تقييم المصالح والمفاسد، والقدرة على تعظيم الاستفادة من المقدرات والإمكانات، والتعليل السببي، وتقليل المخاطر، والاستهداء بالقاعدة المعروفة: (مالا يدرك كلّه لا يترك كلّه). أما (العقلانيون الجدد) فالعقلانية عندهم هي (الانبطاح الأفقي) ليسهل مرور عجلات كل من هبّ ودبّ أياً كان شأنه، وقلّت حيلته، وضعف تأثيره، والغريب أنهم جميعهم من المحسوبين على (التيار الليبرالي) الذي يحرص على حق الفرد في الاختيار، ويطالب بتفعيل وتطوير (المجتمع المدني)، ويندّد بأحادية الرأي. لكن..عندما يتحرّك غالبية أفراد المجتمع، في غضبة مشروعة، نحو (المقاطعة) التي تتلخّص في حرية اختيار ما يرغبون في أكله وشربه وشرائه، وعندما تنطلق غالبية الشرائح لتتواصل مع مؤسسات (المجتمع المدني) في الداخل والخارج لتنظيم تلك الغضبة وترشيدها، وعندما يبرز (الرأي الآخر) الذي يمجّد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويستعدّ للتضحية برغباته الغذائية وأجبانه اليومية في سبيل قناعاته، فإن كل ذلك يصبح محلّ تسفيه وسخرية وتثبيط للمعنويات.
اين المشكله؟
اسرار قطر -ان احد مشاكلنا كعرب او مسلمين ليس كوننا عقلانيين او لا,بل في الطامه الكبرى وهي تنصيب انفسنا كحكم. فاذا كان هذا هو رأي دكتورنا الفاضل فماذا ننتظر من سواه؟!!!!!!!!!كيف يا سيدي تستند في رأيك هذا على العقل مع ان العلم يعترف بأنه لا يزال يجهل الكثير من اسراره وخفاياه ؟! فلربما اتانا من العلم ما يخالف ما تم التوصل اليه. ثم الم يغير محمد (ص) مجتمعه إلى الافضل عقليا ام لا؟اذا كان الجواب لا فهذا رأيك اما اذا كان الجواب نعم فلم تصر على التجربه الفرنسيه؟ كان الاحرى بك ان تساهم في تصحيح فهم العامه للاسلام بدلا من انتقادهم وضني انك من الذين يستطيعون ذلك. خلاصه ما اريد ايصاله لك هو انك لم تفعل اكثر من انك اردت ان تثبت ان العمانيه هي الافضل لواقعنا ففعلت ولو انك اردت عكس ذلك لفعلت ايضا . فكل شخص يستطيع ان يثبت ما يريد اما من يبحث عن الحقيقه فلا بد له ان يتجرد عن قناعاته السابقه
عقلانية غرائزية
وسام -تنقل الكاتب من اقصى اليسار الى اقصى اليمين ومن الشيوعية الى اللبرالية ثم اخيرا الى العقلانية يكشف هذا التنقل عن عقلية نفعية لا علاقة لها بالمبدئية والثبات كما تكشف عن نفس مترعة بالكراهية للاسلام واهله وهي كراهية لا عقلانية تقوم اساسا على الغرائزية وبعيد ا عن الموضوعية والحياد
رابطة العقلانيين
المحايد -العرب , في موقعهم الأوان دوت كوم , أنه حقا مرجع عقلاني وأسم على مسمى !!!!00
تيار مهزوم سلفا
وسام -العقلانيون الجدد هم اللبراليون الجدد ذاتهم بعد تغيير اليافطة وبعد فشل المشروع الصهيوني الامريكي في المنطقة ، وهم تيار فكري مهزوم ومتصهين ومتأمرك وكاره للاسلام واهله لا علاقة لتجمعهم بالعقلانية انهم تجمع نفعي مصلحي يحرك بوصلته وقرون استشعاره نحو منطقة اليد الممدوة اليه بالدولارات والشياكل وبالنهاية هم تيار مهزوم حتما ، وان جندنا لهم الغالبون صدق الله العلي العظيم
أضل سبيلا
عمار ابو عبدو - كندا -أشكر الاستاذ الكبير العفيف الأخضر وأقول له وللمعلقين ان الاستاذ عفيف هو من أشد الناس فهما للاسلام و ما يقوله هو الاسلام الحقيقي بعينه أما مايعتقده المسلمين اليوم هو امانهم باسلام محرف من سلف و خلف ولو بعث اليوم محمد بن عبد الله لأنكر على المسلمين انحرافهم و تحريفهم لاسلامهم أشد من انكار جورج بوشتحية كبيرة للاستاذ عفيف و لا يضيرك أنصاف العقول فأنت العالم و هم الجهال