إشكالية الديموقراطية والثقافة في الواقع العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إن أحد أهم أسس الديموقراطية هو إتقان الحوار التواصليالمبدع الذي يعترف بالآخر ويقرّ بالاختلاف ويقبل بأن يمارس هذا الاخر سلتطه في المجالات كلها بما فيها السياسي، وحيال ذلك نطرح جملة أسئلة عن علاقة الديموقراطية بالخلفية الثقافية مفادها: "هل من الممكن أن نمارس الديموقراطية ونحن ما نزال في طور العقلية المؤدلجة المبنية على العقائد أو النصوص؟؟؟ وهل يمكن تطويع الديني اللاهوتي؟ ام إنه لا بد من فصل اللاهوتي عن السياسي فصلا تامًّا؟؟؟ وان كان كذلك فما هي استعدادات الشعوب العربية ومدى تقبّلها لهكذا فكر؟؟؟ في ظل المخزون التاريخي المؤدلج؟؟؟
وإن كانت الديمقراطية تتنافى مع الدوغمائية العقائدية والعقلية الأحادية فهل تقوم على الفصل التام بين ميدان الألوهية وميدان الحاكمية (وحول هذه النقطة سجال كبير)؟؟؟ وهل هذا الفصل ممكن بين مجال العقيدة ومجال السلطة، وبين الدين والسياسة؟؟ وماهو دورنا الثقافي؟ وكيف هي علاقتنا في ميزان الحوار التي تربطنا مع غيرنا من الثقافات؟؟؟
إن علاقة القوة والقِوى التي تربط ثقافتنا العربية اليوم بغيرها من الثقافات، لا تسمح بطبيعة الحال، بالتعامل المنتج الخلاق المبدع، والسبب يعود إلى أن دعاة التأصيل من الفقهاء والساسة ليسوا على استعداد لإعادة تأويل النصوص، وعندما أقول نصوص فإنما أعني: كل النصوص التي تؤسس للممارسات واهمها النصوص الدينية، والدساتير الرسمية... فلا الفقهاء ولا رجال السلطة يسعون الى إصلاحات جذرية حقيقية للدساتير التي عفا عليها الزمن ووضعت في ثلاجة التاريخ وجمدّت منذ زمن بعيد.
كما أن سيطرة المشاعر الدينية الإلغائية التي تتنامى في ظل غياب دور المؤسسات المدنية، هي الوقود الأمثل للحروب وديمومتها، وهي غالبًا ما تعود من حِراكها العشوائي بين أهل الأديان المتنوعة لتتحرك بعنف أشد داخل الدين الواحد والطائفة الواحدة.
إذن لا بد من التفكير الجدي بتحويل منهجي جذري فقهي مؤصَّل، أي غير بدْعي، في فكرة الجهاد على سبيل المثال وعدم الهروب من إعطاء فتاوى واضحة تجاه مايحصل، ومن ثم توجيهها إلى مداها الأبعد والأكبر في بناء الحياة والحرية، على منظومة من الأفكار والقيم المشتركة والمصالح المشتركة.
إن المسلمين والعرب اليوم أمام استحقاقات جادّة لتفادي استلحاقهم وارتهانهم في سياق العولمة المتعاظمة، من خلال تجديد شروط شراكتهم الفكرية والاجتماعية والتنموية في مشروع حضاري إنساني، كما أن المسيحيين مطالبون بإعادة قراءة مشرقية ملائمة ومتجددة للاهوت بحيث تُطلِق المفاهيم المسيحية نحو السموِّ وقبول الآخر.وعندهايمكننا أن ننتظر تصحيحاً مسيحياً للعقل اليهودي، من خلال إعادة قراءة مسيحية لليهودية، على موجب التوحيد المهجور من العقل اليهودي الراهن.
هذا التجديد يمكن أن يؤسس لمفاهيم السلام الحقيقيمن خلال الحد من النمو المتنامي للمسافة بين الاديان والمذاهب وداخل كل مذهب، والعراق ولبناناليوم خير شاهد على ذلك... فالإنقسامات الحاصلة تعيد إلى الأذهان الخوف من إعادة إنتاج "سايكس- بيكو" جديد تحت شعار "سلام" في الشكل، وفي مضمونه تكريس للانقسام الإثني - والديني منه في الأساس. وبدلا من الخروج بالدولة الوطنية يصبح لدينا دول طائفية دينية وعرقية ومذهبية الامر الذي يدخل المنطقة في دوامة من العنف المتكرر والمولّد وعندها يحقق حلم هرتزل الذي قال: "كل شعب ينقسم شعبين يصبح في قبضتنا."
وهكذا، فالخطر المحدق بشعوب المنطقة كان، وما زال، ذا وجهين الأول أن العقل الميتافيزيقي الذي حَكَمَنا غلَّب فينا عقلاً دينياً أصولياً أسَرَنا،والثاني أنه غلَّب علينا عقلاً حداثوياً استلبنا، فالعقل الديني الأصولي يعتبر، أن الحقيقة هي وقف على الألوهة، ولا يحق للبشر أن يتطاولوا عليها، غيرأن كنه الظاهرات وفهمها مرتبط بالدرجة الأولى بالتجربة العملية المتوقفة على ملكة الفهم والتحليل والنقد.
فنحن اليوم كعرب لا نعيش حالة تفاعل حضاري، بل إنفعالا أشبه ما يكون بردّة فعل كائن مذعور خائف، لأننا لم نعد ندرك ذواتنا، إلا عبر إدراك الآخر لنا، والثقافة العربية اإذن، لا تعيش التثاقف والتفاعل منتجة لتفاعل فكري جادّ، وانما ما نشاهده هو إنثقاف منبني على تلقف نمط عيش استهلاكي مادي شكلي، بعيد كل البعد عن المضامين الفكريّة المؤسسة لبنية الحضارة الإنسانية، والديموقراطيات المطروحة اليوم هي في ضمن الاطار الاستهلاكي نفسه...
ومن البديهي ان الكمّ الهائل من الثقافات، هي التي تعكس الوجوه المتنوّعة للكائن الانساني، واذا كان هناك من يدعو الى تعدد الثقافات يسمح بوضع تأويل الثقافة بثقافة أخرى، فلا بد من طرح يكفل ترجمة اية ثقافة في اي عصرمن العصور، الى أية ثقافة أخرى، سواء وجدت في نفس العصر او اي عصر آخر دون ان يؤدي ذلك الى ذوبانها.
غير أن هذا الطرح مازال غير مكتمل النمو في الوعي والفكر العربي وإن وجد فهو محصور في إطار النخب ولم يتحول الى وعي شعبي كي يترجم الى واقع، والمسألة تحتاج الى نضج حضاري ربما يتكفل الزمن في انضاجها برغم كل الصعوبات والتحديات.
كاتبة لبنانية
Marwa_kreidieh@yahoo.fr
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية
التعليقات
قليلا من الواقعية
ياقو بلو -يقول النص القرآني:يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارىاولياء،بعضهم اولياء بعض،ومن يتولاهم منكم فإنه منهم.المائدة51 عن اي ثقافة تتحدثين سيدتي؟ولو اردنا ان نعيد تفسير هذا النص اليوم بما يخالف ما قاله السلف الصالح،فكيف نفسره بما يتناسب ونظرية قبول الغير،وانت وانا نعرف ان هناك في القرآن العشرات من التصوص التي لا يمكن تأويلها لوضوحها والتي تفرض ليس فقط رفض الغير انما قتله او اذلاله.يا سيدتي ان الدين لا يبني وطن انما الفكر المنعتق من اغلال الدين هو الذي يبني الوطن
الديمقراطية والدين
نزار -الزاوية بين الديمقراطية والاديان 180 درجة والديمقراطية في الغرب هي وليدة مخاض لسنين عديدة استطاعت فيه هذه الدول التخلص من الدين وفرض الديمقراطية بقوة القانون مع البقاء على بعض الاشياء الدينية التي لا تتعارض مع الديمقراطية .. اما ان تاتين لدولة تقول ان مصدر التشريع الوحيد هو القران وتبحثين عن الديمقراطية فيها .. لا مجال للديمقراطية هنا مهما تفسلسفتي وادلجتي واطرتي لان المحتوى واضح
هل تسمح الكاتبة؟
خوليو -هل تسمح الكاتبة بالنقاش المباشر معها؟ تدعين ياسيدتي للإصلاح الديني وتأويل النصوص من جديد، لنبدأ بتأويل نص واضح جعلك تضعين الحجاب_عفوا مع كل الاحترام والتقدير- لن أناقش رأيك فأنت حرة ومثقفة بدون شك، ما أريد نقاشه هو إعادة تأويل فكرة النص القابعة وراء الحجاب: الفتنة المهيجة للذكر لمجرد مشاهدته الشعر الجميل، حسناً حضرتك تطالبين بإعادة التأويل ، والنص واضح في ذلك وأنت المثقفة صاحبة الدعوى: أوّلي لنا النص لإمرأة تريد خلع الحجاب برغبة جامحة ولكنها تخاف حريق جهنم(نص آخر)، لن تستطيعي ولن يستطيع أي فقيه تأويل التصوص من جديد ، الإصلاح الفعّال هو فصل الدين عن الدولة وترك التأويلات للشخص نفسه، فهو حر بلبس مايشاء، ضربت مثلاً بسيطاً فقط، النصوص الأخرى أعقد تأويلاً.
الواقع الحقيقي
محمد المشاكس -مشكلة هذا الكلام المنشور أعلاه هي الرومانسية والتعميمية في الطرح والبعد عن الواقع مع أن المقال يحاول الخوض في أمور واقع سمي بعربي. أولاً ماهو الواقع العربي؟ أليس هذا الطرح لاديموقراطي لأن الكثير لايريدون الإنتماء إلى مظلة واقع عربي مثلاً؟ أليست الديموقراطية مسؤولة عن إعطاء الصوت للجميع؟ فالطرح في هذا المقال غير ديموقراطي أساساً. أيضاً إذا أردنا الخوض في أمور الثقافة والديموقراطية يجب علينا ربط نظم الحكم وأولئك المالكون لأدوات نشر الثقافة كالجرائد والتلفزيون مثلاً بهذا النقاش. لم يأتي ذكر السلطات والقوى بأي شكل في هذا المقال واكتفى بإلقاء اللوم على الإنسان "العربي" البسيط. أليس هذا تبسيط لأمر معقد؟ أيضاً لماذا هذا العدد الهائل من إشارات الإستفهام في المقدمة؟ متى سنتعلم أصول الكتابة كالتنقيط مثلاً؟
علينا ان نقر
ذنون -علينا ايها الساده ان نقر بألاخر اي كان معتقده او مذهبه واما لغة الحوار فيؤكد عليها القران وهي الموعظه الحسنه
يا محمد المشاكس
ناقد -لماذا تجهد نفسك؟ العرب لا يعرفون أصول الكتابة. لا يعرفون متى يضعون نقطة، متى يضعون فاصلة إلخ. يخربشون كلاما ويظنون انهم كتاب. رحم الله القدماء الذين كانوا يعرفون اصول الكتابة. اليوم هذه مجرد خربشات أعاريب.
عفا الله
استاكوزا -الديمقراطية يا سيدتي ليست اختراع غربي، ولكنه إنساني، مثل الاكتشافات العلمية التي تتم، صحيح أن الغرب اكتشفها، ولكن الاستفادة منها عالمية (العقاقير الطبية مثلا) ثم أن الديمقراطية لا تختلف كثيرا عن الشورى التى خصص لها الله سبحانه وتعالى سورة كاملة في الفرآن الكريم، ولكن المشلكة تأتي من التفسير السلفي الرجعي المتخلف الذي يرى أنه المتحدث الرسمي باسم الإسلام، وهو أبعد ما يكون عن ذلك، فخالف نصوص واضحة جلية فى القرآن الكريم مقابل إيمانه باجتهادات بشرية عفى عليها الزمن، وعفا الله تعالى عن واضعيها...
مع مودتي
الى خوليو -سأخصص لموضوع ما اتفق على تسميته ;الحجاب ; مقالا خاصًّا سوف يحمل للبعض الكثير من الغرابة في الطرح ربما، ولكن باختصار نعم لا بد من تأويل النصوص كلها بما فيها ;الحجاب;وغير ذلك كثير ولا بد من التفكير في اللامفكر فيه وفتح باب الاجتهاد فيما اتفق عن الا اجتهاد فيه .هذه ناحية، ولي في مفهوم الجسد واللباس فلسفة سأعالجها في مقال منفصل لان شكلي الخارجي اربك الكثيرين لانهم اعتادوا تصنيف البشر وفق الصورة الخارجية فقط مع مودتي مروة