كتَّاب إيلاف

التاريخ الحديث للشرق الاوسط: المنهج .. البنية .. المجتمع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الجولة الاولى: المنهج
مقدمة
انه من السعادة ان اكون استاذا زائرا لجامعة لوكهييد، شاكرا لكم حسن استقبالكم وضيافتكم، واشكر البروفيسور فيكتور سميث على تقديمه لي اليكم كي اتحدث في موضوع له اهميته اليوم. يقدم هذا العرض لمحة عامة عن كيفية دراسة البنى الاجتماعية في تاريخ الشرق الاوسط، كما يحاول ان يقّدم رؤية منهجية لمعرفة حقائق مجتمعات الشرق الاوسط وسط فوضى الاراء، وندرة المعلومات، وقلة الدراسات العلمية الصادرة من قبل ابناء المنطقة على حساب تعدد البحوث والدراسات (بالانكليزية والفرنسية) في كل من غربي اوروبا وامريكا. ساحاول ان اتكلم في ثلاثة محاور في ثلاث جولات: المنهج.. البنية.. المجتمع.. وتجدون بعض الامثلة والجداول والخرائط مصورة امامكم على الشاشة باستخدام الباور بوينت..
كلكم تعلمون ان الشرق الاوسط يقع فى مركز العالم القديم، وكان ولم يزل يحتل مركزية العالم جغرافيا، ولكنه من اكثر مناطق العالم سخونة ومشاكلا.. وان جملة موضوعاته التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية معقدة للغاية ومركبة ومتداخلة، وهي بحاجة الى من يمتلك القدرة على فهم التناقضات وتحديد الهياكل وقياس البنى وترسيم المنهج والسيطرة على مصادر المعلومات من اجل البدء في بحث اي موضوع يخص الشرق الاوسط.
يغطي هذا الموضوع رؤيتي التي أحاول أن تكون فريدة ومفيدة معا. ومن المستحيل ان تقدم معالجات شاملة لتاريخ الشرق الاوسط من قبل اناس غير مختصين في فترات وجيزة.. انه كمن يجد نفسه وراء مقود طائرة تمشي به في فضاء كبير وهو لا يعرف اولويات الطيران. انني ساثير بعض الزملاء الحاضرين هنا، من خلال بعض الافكار لاستجلاء المعاني، ومن ثم كيفية تحليل الحقائق الاساسية المتوفرة، شريطة ان يقترن هذا النوع من التاريخ بقراءة متزامنة مع الجغرافيا وعلم الاجتماع والانثربولوجيا الثقافية.
لقد ساعدني جدا التنقل بين مجتمعات عالمنا العربي بين المشرق والمغرب العربيين وزياراتي لكل من تركيا وايران وقبرص في التعرف على هذا " العالم الغامض ".. لقد بدأت عملي على دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا مكونا حصيلة معرفية لها فائدتها منذ اكثر من 25 سنة، ولم تكن الرؤية الغربية للمنطقة ومجتمعاتها كما هي عليه اليوم، كانت افضل بكثير مما هي عليه اليوم.. والاهم من كل ما يعرض اليوم هو رسم صورة الاسلام في الغرب، من دون اي ادراك متبادل لهذا المنحى الخطير. وينبغي العلم ان مصطلح " الشرق الاوسط " لم يزل غير مرغوب فيه من قبل قوى سياسية ودينية عربية بالذات كونه يرتبط بذاكرتهم الجمعية بمنشأ استعماري منذ بدايات القرن العشرين.

اساسيات الفهم المنهجي
كانت لبعض الدارسين والمؤرخين محاولات ناضجة لفهم طبيعة البنى الاجتماعية التي تتحكم في تسيير انظمة الحكم السياسية وكل المنتجات الثقافية، فضلا عن تبيان دور القوى الكبرى في صنع الاحداث وتسييرها في عموم الشرق الاوسط ولم تزل.. ولكن كثرة من الدارسين والمستشرقين اساء فهم طبيعة العلاقات الاجتماعية في الشرق الاوسط.. ونجد ذلك في اكثر من مدرسة استشراقية فضلا عن مؤرخين ماركسيين جعلوا منطقة الشرق الاوسط حقل ممارسة " منهج " لا يمكن تطبيقه الا في مجتمعات اوروبية صناعية.. او ان ثمة كتابات يعتقد اصحابها ان الشرق الاوسط اصبح جزءا من الثقافة الامبرياليه الغربية! ان مجتمعاتنا المدنية صاحبة الحياة الحضريه التي صنعتها ترسبات وبقايا كل التاريخ الحديث محشوة بالتناقضات التي ازدادت حدتها منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم! انه منذ عهد السلطان سليمان القانوني 1520-1566 حتى هذه الحقبه من عهد آية الله الخميني عام 1979 انتهاء بهذه الايام.
انني أعتقد أن قراءة الاتجاهات الفكرية والثقافية والسياسية التي عاش عليها كل من العرب، والايرانيين والأتراك، بشكل خاص، تبين مدى ما كرس من اهتمامات غير نافعة لشؤون الحكام والهيئات الحاكمة والتواريخ السياسية.. وتوضح مدى النقص الهائل في منتجات التاريخ الاجتماعي ومعرفة اوضاع الناس واتجاهاتهم وتقاليدهم وافكارهم وميولهم وانتماءاتهم.. مقارنة بما هو عليه الحال في الهند، وامريكا اللاتينية، واليابان وجنوب افريقيا، ويجري انتاجها على نحو مناهج متنوعة وتطبيقها على العديد من التجارب التاريخية المهمة.وعليه، فان تأثير الثقافة التاريخية كان في الهند، واليابان او جنوب افريقيا اكبر بكثير مما هو عليه الحال في اغلب مجتمعات الشرق الاوسط العريقة.. ويبدو لي انها على مستوى اعمق من التحليل عما هو عليه الحال في العالم العربي بشكل خاص.. ذلك ان لكل من الاتراك والايرانيين جهودهم الاحادية والقومية في اغناء هذا الجانب امام العالم.
ان اتجاه دراسات "الفرعية البديله للدراسات التاريخية " في ميدان التاريخ في الهند، على سبيل المثال، في رأيي، هو أهم المدارس في العالم الثالث على الاطلاق، تلك التي بدأت تنتج اعمالها في فترة ما بعد الاستعمار، وخصوصا في كتابة الخطاب وتحليل التاريخ. ان هذه " المدرسة " كانت ولم تزل تتاثر الى حد كبير بمناهج "الاستشراق " التجريبية، وخصوصا البريطانية.. وبالرغم من محاولات بعض المؤرخين المغاربيين المضي في تأسيس اتجاه متأثر بالمناهج الفرنسية، الا ان ثمة فوضى حكمت طبيعة الاعمال المنجزة وخصوصا غلبة التيار الماركسي على مناهج عديدة اخرى!
اننا في الواقع، لا نمتلك الوسيلة والاداة في ايصال منجزنا الى العالم مقارنة بما فعله الهنود وكل من اليابانيين والجنوبي افريقيين بشكل خاص. اننا في الشرق الاوسط بحاجة ماسة اليوم ونحن في بدايات القرن الواحد والعشرين الى " مدرسة بديلة " لها مناهجها المتقدمة وموضوعيتها وحياديتها في قراءة مجال الدراسات العربية والإسلامية. ان نموذج "الفرعية البديله للدراسات التاريخية " يؤدي وظائفه المعرفية من خلال تأثيره على اتجاهات تحليل وكتابة التاريخ الأميركي نفسه، وكذلك تأثيره على الجامعات الاخرى في العالم، ومنها بعض الجامعات الكندية ـ كما تعلمون ـ

المصادر والارشيف: اساسيات عمل كل المناهج
لم تزل الذهنية السائدة في الكتابة او ما يسمى بـ " البحوث " غير معتنية بمصادر المعلومات كأسياسات عمل.. ليس من المهم الحصول على المصادر بقدر ما هو اهم: كيفية قراءتها ومنهجية العمل فيها والسيطرة على مفاتيحها.. ليس المهم التنطع بالوثائق على شاكلة عروض تلفزيونية لصحفي عربي مخضرم بقدر ما ما هو اهم: اين ينبوع المعلومات في البحث عن حقائق الاشياء! لقد زادت ثورة المعلومات اليوم ومن خلال تكنولوجيا المعلومات بالسرعة في الوصول الى (أية معلومات) ولكن اية معلومات هذي؟ واية مصداقية لها؟ ان الاعتماد على الارشيف بذاته هو الاساس المنهجي الذي يمكن ان يوصلنا الى المعلومات الاساسية. ستبقى المكتبات ودور الارشيف والاوراق والاثباتات الموثوقة هي الاساس في الكتابة التاريخية واعتماد المنهج المقارن. ان طلبة وباحثين ودارسين في الشرق الاوسط مطالبون اليوم بالتعرف على مناهج وفلسفات عمل جديدة وخصوصا في دراسة التواريخ الاقتصادية والاجتماعية ومنها التمكن من الاحصاءات والبيئة والجغرافية والانثربولوجيا.. ان ثمة منهج جديد في دراسة التاريخ يعتمد الرياضيات اصلا في بناء المعلومات.. فضلا عن المناهج التي اعتمدت في النصف الثاني من القرن العشرين في بعض الجامعات الغربية. لابد ان نقول بأن ثمة تعقيدات ترافق عمل كل الباحثين والمؤرخين في الشرق الاوسط من خلال معاناتهم في الوقوف على احصائيات وارقام معتمدة وصادقة.. ان نقصا مفضوحا لمعلومات سكانية عن الاقليات ومعلومات رقمية عن الاجراءات المالية وفوضى من المعلومات عن الملكيات والمشروعات الاقتصادية.. وغموض كبير في حجم المعلومات عن حقوق الانسان والمؤسسات الخاصة.. الخ

ظاهرة الاستشراق: النقد والتجسير
ان " الاستشراق " ظاهرة تاريخية لا يمكن تجاهلها بتسطيح عناصرها وبنيوياتها ومنتجاتها بلغات عدة.. ان عالمنا العربي بشكل خاص هو من اشد اعداء هذه " الظاهرة " التي مهما بلغت درجتها من السوء ـ كما يتخيل البعض ـ، فان الحاجة باتت ماسة اليوم، لاعادة التفكير فيها وفي منتج الاخرين عن الشرق الاوسط. السؤال: لماذا لم يكن هناك اي تجسير بين الجانبين. ما هو السبب؟ السبب هو ان ظاهرة "الاستشراق" كانت تستخدم اساسا من جانب قراء العربية كوسيله للصراع وليس للتنمية على غرار ما فعلته مجتمعات الشرق الاسيوية كالهند وغيرها، وكلها كانت من الدول الناميه.. انها لم تفكر بنفسها الا من خلال رؤية الاخر عنها.. ان مجتمعاتنا لا تعرف عيوبها لأنها لم تستمع لمن يشخص لها اياها.. ان مجتمعاتنا تمتلك من القيم العريقة والتقاليد الكريمة التي شهد بها الاخرون.. ولكنها لا تلتفت ابدا لما تمتلكه من هنات وافكار راسخة لا تتزعزع عنها ابدا.
ان هذا العامل ذاته قد جعل مصطلح "الاستشراق" اهانة ان وصف احد به في مجتمعاتنا، وقد تسّربت الكراهية لاسباب تاريخية وسياسية بين مجتمعات الشرق الاوسط واوربا.. ناهيكم عن ازمة حقبة الاستعمار بشقيه الكولينالي القديم في القرن 19 والامبريالي الجديد في القرن 20 واعتقد ان حقبة ما بعد الاستعمار هي متممة لذاك الماضي ممثلة بالكابيتالية في القرن 21 ـ كما اسميتها في كتابي العولمة الجديدة والمجال الحيوي للشرق الاوسط: مفاهيم عصر قادم، بيروت 1997 ـ، اذ يتبين لي ببساطة ان الشرق الاوسط سيبقى في رعاية القوى الكبرى ما دام وضعه السياسي والاقتصادي والتنموي لا يرقى ابدا به لامتلاك ارادته الحضارية، وقيادته زمام المبادرة وصناعته للتاريخ بنفسه!.
لقد اساء بعض المستشرقين للظاهرة الاستشراقية نفسها بسبب ضحالة بعض الاحكام المسبقة عن الاسلام والمسلمين وعن مجتمعات الشرقيين، فضلا عن كون بعضهم كان يعمل في دوائر استعمارية.. انني اقول بأن لابد من اعادة تفكير في الظاهرة نفسها والتي مضت عليها اجيال عدة من المستشرقين. ان الاساءات المتبادلة بين الطرفين يجب الا تبعدني عن فهم ما يريده هؤلاء من مجتمعاتنا..

اعادة التفكير بانفسنا لأنفسنا
ان ما انتجته الظاهرة عن الشرق الاوسط، مطلوب منه معرفته وتحليله ونقده لا ان نهمله ونتعامل معه من فراغ او من فوق.. ان الصورة تبدو كاركاتيرية لنا امام العالم ونحن نتصرف مثل الصبيان في مسائل تخص مجتمعاتنا اصلا! ان علينا الاعتراف بأن مجتمعاتنا المعاصرة ودولنا الحديثة نشأت في الحاضنة الغربية، وعليه، لابد من تحديث الافكار لدى الجانبين في ما يخص كيفية الارتقاء بالشرق الاوسط وبمجتمعاته نحو الافضل.. انه بقدر ما لمجتمعات كهذه تطمح الى تأسيس مناهج بديلة، فان على صنّاع الافكار الغربية مراعاة الامانة والموضوعية وتحديث الاليات.. وعلى الفكر السياسي الاسلامي في الشرق الاوسط ان يعيد التفكير في الرؤى والمناهج الغربية للفهم وليس شرطا للمشاركة.. لقد بقينا لأكثر من خمسين سنة نتحاشى التحدث عن اسرائيل ونتجنب حتى ذكرها، انني اعترف انها كيان صهيوني لا شرعية لها عند العرب، ولكن ينبغي دراستها ومعرفة ظاهرتها والتوغل في بنيوياتها، والاسس التي قامت عليها.. ليس من وجهة نظر من يحب ويكره، بل من وجهة نظر علمية ان كنا فعلا نؤمن باهمية المعرفة في حياتنا العربية.
لقد كان أهم ما أسفرت عنه دراسة تاريخ وبحوث اجتماعيات الشرق الأوسط وشمال افريقيا، هو اسلوب التحليل، وتحديد الاطار النظري وحسب النتائج التي يتم تنظيمها، فليس من المعقول ابدا ان نسقط رؤيتنا القومية او الماركسية او الدينية او الليبرالية على ماض معين ونحاكمه على هذا الاساس او ذاك.. وكثيرا ما اجد احكاما تطلق في الهواء تنطلق من هذا الزمن المتقدم لتجد في الماضي اهتراءات هي " نعم " في عرف اليوم، ولكنها كانت واقعا معينا في اي زمن من الازمان الماضية.. ان كان احد ضدنا وان احدا منا يحب او يكره، فثمة خلل في سايكلوجية المجتمعات التي نتدارسها، ويظل الناس في المجتمع اسرى هذه الانماط، لاننا لم نتمكن من وضع ما يسمح لنا ان تتحرر من الماضي المظلم.

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الجولة الأولى
محمد المشاكس -

. فالكاتب مبهور بما كتب ضمن مادعاه بالفرعية البديلة والتي ترجمتها الصحيحة هي فرع بديل sub alternative. فما كتب في تلك المدرسة النظرية كان مشهوراً في منتصف التسعينات وأما الآن فقد نسي الناس تلك الموضة والتي كانت من آساسها تكرير وإعادة قولبة فكر غربي مع تغليفه بخارج براق. تناسى الكاتب كما هي عادة مثقفي هذا الزمان العديد من المفكرين الكاتبون باللغة العربية بل نعت واقعهم بالكاريكاتورية والصبيانية...أليس هذا تفكير غير علمي؟ يجب على الكاتب تقديم المقال على أساسه الأصلي والدي هو أنه ورقة قدمت لحضور في جامعة غربية

الجولة الثانية
محمد المشاكس -

في مقدمة هذه الورقة المنشورة أعلاه على أساس أنها مقال يبتدأ الكاتب بفرضية أن الفكر العربي المنتج لكتابات حول التاريخ تسوده ثلاثة حالات، أولاً فوضى الأراء، ثانياً: ندرة المعلومات. ثالثاً: قلة الدراسات العلمية الصادرة من أبناء المنطقة. حول فوضى الأراء هذا كلام تعميمي، كبقية الكلام، وغير دقيق دلالياً. أما عن ندرة المعلومات فهذا الإفتراض مضحك للأسف وكذلك النتيجة التي وصل إليها الكاتب عن قلة الدراسات العلمية لأبناء الشرق الأوسط الناطق بالعربية. وبعد ذلك أثنى الكاتب على الغرب المقدم لنا الأبحاث العلمية حول أنفسنا. بالطبع لاينكر الإنسان بعض ماقدمه الغربيون للدراسات الشرق أوسطية والتي أنتجت بمساعدات مهمة لم يتكلم عنها الكاتب، حيث تدعم الجامعات والمؤسسات الغربية الكثير لدراسة الآخر لكن هل إنتاج الغرب الثقافي حول الشرق الأوسط أفضل مما ينتجه الكتاب العرب؟ الجواب واضح جدآً لهذا السؤال ولكن الكاتب إنتقى النفي.

الجولة الثالثة
محمد المشاكس -

حول موضوع الإستشراق لم يصب الكاتب أيضاً وذلك لعدم ربط الحاضر بمفهموم الإستشراق إلا من خلال صيحته الرومانسية الداعية إلى إعادة التفكير في ذلك المفهموم. أولاً عفا الزمان وشرب عن هذا المفهموم والذي كما نعرف جميعاً أتى من شخص عربي ألا وهو إدوارد سعيد من خلال كتابه المهم جداً ;الإستشراقوالمنشور في السبعينات من القرن الماضي. فليس من المعقول أن نجعل من هذا المفهموم قضية في وقتنا الحالي بل يجب التكلم عن مرحلة مابعد الإستشراق لإن الحاضر قد سمع الكثير ويريد فكرآً جديداً عصرياً.

مقال غير مفهوم
حسين عبدالعظيم -

بصراحة ضغطت على أعصابي متحلياً بالصبر لأكمل قراءة المقال، فخرجت صفر اليدين دون أن أعرف ماذا يريد أن يقوله المحاضر. أغلب الظن أن الذين وجهوا الدعوة للكاتب لزيارة جامعة لوكهيد سوف لن يتورطوا ثانية لتوجيه الدعوة له، لأن هؤلاء المثقفين الغربين والأساتذة الجامعيين في الغرب يعرفون كيف يقيموا الإنسان من حديثه ومحاضرته وطريقة تعامله مع الأفكار زمع الآخرين. في المحاضرة نوع من الغرور والشعور بالتعالي على الغير من أبناء جلدته، والشعور بالنقص للإنتماء العربي محاولاً التودد للغربيين، إذ يقول (ونحن نتصرف مثل الصبيان ..) فهل كنت صبياً بين هؤلاء الغربيين؟ أما قوله (لقد بقينا لأكثر من خمسين سنة نتحاشى التحدث عن اسرائيل ونتجنب حتى ذكرها،). عجيب هل صحيح يتجنب العرب ذكر إسرائيل كل هذا الوقت ونحن نشتمها ليل نهار في جميع وسائل إعلامنا ومساجدنا. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللسيد المحاضر.